الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
صلاة الجنازة:
والصلاة على الميت المسلم فرض كفاية، وقد فعلها الرسول صلى الله عليه وسلم وأمر بها، قال صلى الله عليه وسلم في الغال:"صلوا على صاحبكم"1.، وحافظ عليها المسلمون من بعده.
وصلاة الجنازة تكريم للمسلم الذي أسلم روحه لله، وانتقل من دار الحساب، حيث يدو المسلمون الله تعالى أن يغفر له ويعفو عنه ويحسن إليه بمنه وكرمه فهي شفاعة للمسلم، ولا تجوز لكافر، لأنه لا يستجاب فيه دعاء.
ولم يكن2 من هديه صلى الله عليه وسلم الراتب الصلاة عليه في المسجد، وإنما كان يصلي على الجنازة خارج المسجد، وربما كان يصلي أحياناً على الميت في المسجد، كما صلى على سهيل بن بيضاء وأخيه في المسجد، ولكن لم يكن ذلك سنته وعادته، وكلا الأمرين جائز، والأفضل الصلاة عليها خارج المسجد.
ولا بأس3 بالصلاة على الميت في المسجد إذا لم يخف تلويثه، وبهذا قال الشافعي وإسحق وأبو ثور وداود، وكره ذلك مالك وأبو
1 رواه أبو داود 3/155 ح2710، وضعفه الألباني في ضعيف سنن أبي داود ص264 ح579.
2 زاد المعاد ابن قيم الجوزية 1/500، 502.
3 المغني ابن قدامة 2/493.
حنيفة. وتجوز في1 المقبرة لأن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على قبر في المقبرة ويجوز فعلها فرادى، لأن النبي صلى الله عليه وسلم صلى عليه فرادى، والسنة فعلها في جماعة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصليها بأصحابه، ولا يشترط لها عدد.
شروطها:
ويشترط لها ما يشترط للصلاة المكتوبة، من النية والتكليف واستقبال القبلة وستر العورة، وطهارة الثوب والبدن والمكان، وإسلام المصلي، ويشترط لصلاة الجنازة إسلام الميت وطهارته وحضوره بين يدي المصلي إن كان بالبلد.
ولا يشترط لها وقت، فتؤدى في جميع الأوقات، وتكره في أوقات النهي الثلاثة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم:"ثلاث ساعات كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهانا أن نصلي فيهن، أو نقبر فيهن موتانا: حين تطلع الشمس بازغة حتى ترتفع، وحين يقوم قائم الظهيرة حتى تميل، وحين تضيف الشمس للغروب حتى تغرب"2.
أركانها:
القيام مع القدرة، والتكبيرات الأربع، وقراءة الفاتحة بعد التكبيرة الأولى، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد التكبيرة الثانية، والدعاء للميت بعد التكبيرة الثالثة، وترتيب الأركان، والتسليم.
1 الكافي ابن قدامة 1/258، 259.
2 رواه أبو داود 3/531، 532 ح3192، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود 2/614 ح2733.
سنتها:
رفع اليدين مع كل تكبيرة، والاستعاذة قبل القراءة، والإسرار بالقراءة، وأن يدعو لنفسه ولوالديه وللمسلمين، وأن يقف قليلاً بعد التكبيرة الرابعة وقل أن يسلم، وأن يضع يده اليمنى على اليسرى على صدره، وأن يلتفت على يمينه في التسليم.
صفتها:
ويسن قيام الإمام والمنفرد عند رأس الرجل ووسط المرأة، وكان1 من هديه صلى الله عليه وسلم، أنه يقوم عند رأس الرجل ووسط المرأة.
ويقف المأمومون خلف الإمام، ومن السنة أن يصطفوا في ثلاثة صفوف على الأقل، لقول النبي صلى الله عليه وسلم:"من صلى عليه ثلاثة صفوف فقد أوجب"2.، ثم يكبر الأولى للإحرام، ولا يستفتح، بل يستعيذ بعد التكبير يسمي ويقرأ الفاتحة، ولا يقرأ بعدها شيئاً، لأن صلاة الجنازة مبنية على التخفيف، ثم يكبر الثانية ويصلى النبي صلى الله عليه وسلم بما ورد، كما في التشهيد، ثم يكبر الثالثة ويدعو للميت ولنفسه ولوالديه وللمسلمين، ويسن بالمأثور، ثم يكبر الرابعة ويقف بعدها قليلاً، ثم يسلم تسليمه واحدة.
ويدعو بعد التكبيرة الثالثة بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، وينبغي أن يخلص فيه لقوله صلى الله عليه وسلم:"إذا صليتم على الميت فأخلصوا له الدعاء" 3، وأفضل الدعاء: "اللهم اغفر لحينا وميتنا وشاهدنا وغائبنا وصغيرنا وكبيرنا، وذكرنا
1 زاد المعاد ابن قيم الجوزية 1/512.
2 رواه الترمذي 3/347 ح1028، وقال: حديث مالك بن هبيرة حديث حسن.
3 رواه أبو داود 3/538 ح3199، وحسنه الألباني في صحيح سنن أبي داود 2/616 ح2740.
وأنثانا" 1، وروى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه وزاد: "اللهم من أحييته منا فأحيه على الإيمان، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان، اللهم لا تحرمنا أجره ولا تضلنا بعده" 2.
وروى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "اللهم أنت ربها وأنت خلقتها، وأنت هديتها للإسلام، وأنت قبضتها، وأنت أعلم بسرها وعلانيتها، جئناك شفعاء فاغفر له"3.
وعن عوف بن مالك قال صلى النبي صلى الله عليه وسلم على جنازة فحفظت من دعائه وهو يقول: "اللهم اغفر له وارحمه، وعافه واعف عنه، وأكرم نزله، ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله داراً خيراً من داره، وزوجاً خيراً من زوجه، وأدخله الجنة، وأعده من عذاب القبر أو من عذاب النار".
قال: حتى تمنيت أن أكون أنا ذلك الميت4.
فإن كان الميت أنثى أنث الضمير فيقول: اللهم اغفر لها
…
ونحوه.
1 رواه الترمذي 3/344 ح1024 وقال: حديث حسن صحيح.
2 رواه أبو داود 3/539 ح3201، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود 2/617 ح2741.
3 رواه أبو داود 3/539 ح3200، وقال: أخطأ شعبة في اسم علي بن شماخ، قال فيه عثمان بن شماس، وسمعت أحمد بن حنبل وابراهيم الموصلي يحدث أحمد بن حنبل، قال: ما أعلم أني جلست من حماد بن زيد مجلسا إلا نهى فيه عن عبد الوارث وجعفر بن سليمان، وضعفه الألباني في ضعيف سنن أبي داود ص 325 ح703.
4 رواه مسلم 1/662، 663 ح963.