الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مسائل تتعلق بصلاة الخوف:
حمل السلاح في صلاة الخوف:
ذهب كثير من أهل العلم إلى استحباب حمل السلاح في صلاة الخوف، والصحيح أن حمل السلاح واجب لأمر الله به، قال تعالى:{فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ} 1
ولما كان ترك السلاح يمثل خطراً على المسلمين يجب تلافيه والحذر منه، أمر به الله سبحانه الطائفة الأولى، وأمر الطائفة الثانية بالحذر وحمل السلاح، وقال تعالى:{لْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ} ، والسلاح المراد حمله هو السلاح الدفاعي، لأن المصلي مشغول في صلاته عن مهاجمة العدو، وينبغي أن لا يشغله بحجمه أو ثقله عن الخشوع في الصلاة.
صلاة الخوف حال الأمن:
ولا يجوز أن تصلى صلاة الخوف حال الأمن، فإن صلاها لا تصح، لاختلافها عنها في أمور، منه:
1-
ترك الاستقبال.
2-
انفراد الطائفة الأولى عن الإمام قبل السلام.
3-
تقضي الطائفة الثانية ما فاتها من الصلاة قبل سلام الإمام.
4-
ترك المأموم متابعة الإمام.
1 سورة النساء، الآية [102] .
1-
مفارقة الإمام.
2-
العمل الكثير أثناء الصلاة مع تغير في هيئتها.
وكل هذه الأمور تبطل الصلاة في الأمن بغير عذر.
فإن غلب على ظنه إغارة عدو فصلى صلاة الخوف، ثم تبين له أنه غير عدو أو تبين له أنه عدو لا يمكنه الوصول إليه لوجود حاجز يمنعه، فيلزمه إعادة الصلاة لعدم وجود ما يبيحها، كمن صلى ظاناً أنه متطهر ثم علم بحدثه.
يسر الإسلام وسماحته:
والمتأمل صفاي صلاة الخوف وكيفياتها المختلفة، يقف على كثير من الأمور الهامة، وفي مقدمتها: مكانة الصلاة في الإسلام، والتي تجب على العبد مهما كان حاله من الأمن والخوف، أو الصحة والمرض، أو الحضر والسفر، ويكلفه المشرع الحكيم بها بصورة تتناسب مع حاله، فللأمن صلاة وللخوف صلاة، وللصحة صلاة وللمرض صلاة
…
مما يشير إلى كمال الشريعة، ومناسبتها لكل زمان ومكان.
والإسلام ما بني إلا على اليسر ورفع الحرج ودفع المشقة، وقد أخذ بمبدأ الرخص في العبادات، من أجل التخفيف على الإنسان إذا استحق ذلك وفق معايير دقيقة.
وتبدو سماحة الإسلام، فيما يلحق الصلاة من التخفيف لأصحاب
الأعذار، ويكشف بوضوح عظم شأن الصلاة في الإسلام، وأهمية صلاة الجماعة، حيث لم يسقطا في أحرج الظروف.
انظر إلى المعركة، وقد علت أصوات النيران، وتناثرت الشهب، وطارت القلوب، والمسلمون يصفون ليؤدوا الصلاة في جماعة على صفة مما ذكرنا آنفاً، فإذا كانت صلاة الجماعة في الخوف واجبة ففي حالة الأمن أولى وأوجب.
حتى إن الناس في المطر يجمعون بين صلاتين من أجل تحصيل الجماعة، وبإمكانهم أن يصلوا فرادى في بيوتهم كل صلاة في وقتها.