الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سبحانك الله وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك، كتب في رق ثم جعل في طابع فلم يكسر إلى يوم القيامة"1.
1 أخرجه المنذري في الترغيب والترهيب 1/172 كتاب الطهارة، الترغيب في كلمات يقولهن بعد الوضوء، وقال فيه: رواه الطبراني في الأوسط ورواته رواة الصحيح واللفظ له، ورواه النسائي، وقال في آخره:"ختم عليه بخاتم فوضعت تحت العرش فلم تكسر إلى يوم القيامة". وصوب وقفه على أبي سعيد.
من آثار الوضوء:
بعد أن عرضنا كيفية الوضوء ينبغي أن نقف الآثار التي يتركها الوضوء في نفس صاحبه، فالوضوء عبادة يمتثل العبد لأوامر خالقه، ابتغاء مرضاته، يطهر بها جوارحه، ويغذي بها إيمانه، إستعدادا للوقوف بين يدي الله
…
فالوضوء ينشط الجسد، وينشط الذهن للقاء الله، ويهيء المسلم لتذوق لذة العبادة، بما يمنحه له من طهارة حسية في أعضاء الوضوء، وبما يزيل عنه من التوتر والغضب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن الغضب من الشيطان، وإن الشيطان خلق من النار، وإنما تطفأ النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ"1.
وتتكرر عملية الوضوء في اليوم الواحد، وتستمر كل يوم، فيزداد الإنسان طمأنينة وسكينة، ويرتفع رصيده من الإيمان، وتتربى النفس على مراقبة الخالق، فلا يلبث العبد يقترف الذنب حتى يرجع عنه أو يتوب،
1 رواه أحمد 4/226 من حديث عطية السعدي رضي الله عنه، قال في الفتح الرباني 19/71 كتاب الأخلاق الحسنة، باب ما وصفه النبي صلى الله عليه وسلم للإذهاب الغضب، وسكت عنه أبو داود والمنذر وحسنه الحافظ السيوطي.
لأنه على موعد مع الخالق، ولا يليق به أن يلقى ربه بحال لا يرضيه.
وتدلل الأحاديث على أثر الوضوء الذي يتعدى الأثر الحسي إلى الطهارة المعنوية فيزيل الماء الذنوب، ويغسل الآثام، فيقف العبد في طهر ونقاء أمام ربه الرحمن.
عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا توضأ الرجل المسلم خرجت ذنوبه من سمعه وبصره ويديه ورجليه، فإن قعد قعد مغفورا له"1.
1 رواه أحمد 5/252 من حديث أب أمامة رضي الله عنه، قال في الفتح الرباني 1/301 ح185:قال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني في الكبير بنحوه وإسناده حسن.