الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وصف للصلوات الخمس:
فرض الله سبحانه وتعالى الصلاة على عباده في كتابه الكريم، قال تعالى:{إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً} 1، وبين كيفيتها نبيه الأمين عن تعليم الأمين جبريل عليه الصلاة والسلام، وأمرنا المصطفى صلى الله عليه وسلم باتباعه، فقال فيما رواه مالك بن حويرث: "
…
وصلو كما رأيتموني أصلي.." 2.
والصلوات المفروضة على العباد خمس صلوات في اليوم والليلة، فعن أبي محيرز، " خمس صلوات كتبهن الله على العباد فمن جاء بهن لم لم يضيع منهن شيئا استخفافا بحقهن كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة ومن لم يأت بهن فليس له عند الله عهد إن شاء عذبه وإن شاء غفر له "3.
وأوقات الصلاة خمسة، أشار إليها القرآن إجمالا، وجاءت بها السنة تفصيلا، قال تعالى:{أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ} 4، {لِدُلُوكِ الشَّمْسِ} أي لزوالها، {إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ} أي
1 سورة النساء، الآية [103] .
2 رواه البخاري 1/155 كتاب الأذان للمسافر إذا كانوا جماعة والإقامة.
3 رواه أبو داود 2/130، 131 ح1420، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود 1/86 ح425.
4 سورة الإسراء، الآية [78] .
إلى نصف الليل؛ لأن تمام الغسق وهو الظلمة يكون في وسط الليل، فهذا الوقت من نصف النهار إلى نصف الليل لا تخلوا لحظة منه من وقت لصلاة، وتفصيل ذلك جاءت به السنة.
- وقت الظهر: من الزوال إلى أن يصير ظل كل شيء مثله.
- وقت العصر: من هذا الوقت إلى اصفرار الشمس اختيارا، وإلى الغروب اضطرارا.
- وقت المغرب: من غروب الشمس إلى مغيب الشفق، وهو الحمرة التي تعقب غروب الشمس.
- ووقت العشاء: من مغيب الشفق إلى نصف الليل.
وهذه الأوقات الأربعة المتصل بعضها ببعض قد دل عليها حديث عبد الله بن عمرو بن العاص الثابت في حديث مسلم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"وقت الظهر إذا زالت الشمس وكان ظل الرجل كطوله ما لم يحضر العصر ووقت العصر ما لم تصفر الشمس ووقت صلاة المغرب ما لم يغب الشفق ووقت صلاة العشاء إلى نصف الليل الأوسط ووقت صلاة الصبح من طلوع الفجر ما لم تطلع الشمس فإذا طلعت الشمس فأمسك عن الصلاة فإنها تطلع بين قرني شيطان"1.
أما الوقت الخامس فقال تعالى: {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ} فصله عما قبله، لأن وقت الفجر منفصل عما قبله، ومنفصل عما بعده، لأن من نصف الليل إلى طلوع الفجر فليس وقتا للصلاة المفروضة، ومن طلوع الفجر إلى طلوع الشمس وقت للفجر، ومن طلوع الشمس إلى زوالها ليس وقتا لصلاة مفروضة، ومن ثم جاء القرآن مفردا لصلاة الفجر،
1 رواه مسلم 1/427 ح612، برقم173 في الباب.
فقال: {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ} ، ولكن الله عز وجل عبر عن الفجر بقرآنه، لأن القراءة تطول في صلاة الفجر1.
هذه الأوقات الخمسة، لو صلى الإنسان الصلاة قبل وقتها بقدر تكبيرة الإحرام فلا تصح صلاته، لأنه ابتدأها قبل دخول الوقت، ولو أن أحدا أخر الصلاة عن وقتها بلا عذر شرعي، فلا تصح صلاته، كما لو تعمد رجل ألا يصلي الفجر إلا بعد طلوع الشمس وصلى الفجر، فإن الصلاة لا تقبل منه، ولا يشرع له قضاؤها، لأنه لا فائدة له من القضاء.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد" 2، وهذا هو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – بأن الإنسان إذا تعمد تأخير الصلاة عن وقتها لم تقبل منه، وإن صلاها ألف مرة، بخلاف من أخرها عن وقتها لعذر3، لقول النبي صلى الله عليه وسلم:"من نسي صلاة أو نام عنها، فكفارتها أن يصليها إذا ذكرها"4.
وصلاة الظهر كما هو معلوم من السنة المطهرة أربع ركعات في الحضر، وركعتان في السفر، والعصر كالظهر، وأما المغرب فثلاث ركعات في الحضر والسفر، والعشاء أربع ركعات في الحضر، ركعتان في السفر، والفجر ركعتان في الحضر والسفر.
يؤدي المسلم هذه الصلوات على الوجه الشرعي الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد سبق أن ذكرنا وصفا تفصيليا للصلاة.
1 من أحكام الصلاة: للعلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين ص10، 11، 12.
2 رواه مسلم 2/1344 ح1718.
3 من أحكام الصلاة: للعلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين ص13.
4 رواه مسلم 1/477 ح683.