الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شروط الخطبة:
قال ابن القيم: خصائص الجمعة الخطبة التي يقصد بها الثناء على الله وتمجيده والشهادة له بالوحدانية ولرسوله بالرسالة وتذكير العباد بأيامه وتحذيرهم من بأسه ونقمته ووصيتهم بما يقربهم إليه وإلى جناته ونهيهم عما يقربهم من سخطه وناره فهذا هو مقصود الخطبة والاجتماع لها1.
ولخطبة الجمعة شروط لا تصح بدونها:
1ـ أن تتقدم على الصلاة وهذا هو الموروث عن النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه وأجمع عليه المسلمون.
2ـ النية: لقوله صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات.."2.
3ـ حمد الله لقوله صلى الله عليه وسلم: "كل كلام لا يبدأ فيه بالحمد لله فهو أجذم" 3 وكان النبي صلى الله عليه وسلم يفتتح خطبة كلها بالحمد لله4.
4ـ ذكر الشهادتين وأوجب شيخ الإسلام وغيره حمد الله والثناء عليه والشهادتين والموعظة في الخطبة.
1 الإحكام شرح أصول الأحكام: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم 1/448.
2 رواه البخاري 1/2 كتاب بدئ الوحي، باب كيف كان بدئ الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
3 رواه أبو داود 5/172 ح4840، وقال: رواه يونس وعقيل وشعيب وسعيد بن عبد العزيز عن الزهري عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا، وضعفه الألباني في ضعيف سنن أبي داود ص477 ح1031.
4 زاد المعاد: ابن قيم الجوزية 1/447.
5ـ الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم لأن كل عبادة تحتاج إلى ذكر الله تعالى تحتاج إلى ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم.
6ـ قراءة شيء من القرآن ولو آية لقول جابر بن سمرة: "كانت للنبي على الله عليه وسلم خطبتان يجلس بينهم يقرأ القرآن ويذكر الناس"1 ويستحب أن يقرأ آيات لما ذكر عنه صلى الله عليه وسلم وللإجماع على مشروعيتها2 فمما حفظ3 من خطبته صلى الله عليه وسلم أنه كان يكثر أن يخطب بالقرآن وسورة (ق) عن بنت لحارثة بن النعمان قالت: "ما حفظت (ق) إلا من في رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب بها كل جمعة...."4.
7ـ الوصية بتقوى الله عز وجل، وذكر ابن القيم أن خطبته صلى الله عليه وسلم إنما هي تقرير لأصول الإيمان من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله ولقائه وذكر الجنة والنار وما أعد الله لأوليائه وأهل طاعته وما أعد لأعدائه أهل معصيته ودعوة إلى الله وتذكير بآلائه التي تحببه إلى خلقه وأيامه التي تخوفهم من بأسه، أمرا بذكره وشكره الذي يحببهم إليه فيملا القلوب من خطبته إيمانا وتوحيدا ومعرفة بالله وآياته وآلائه وأيامه ومحبة لذكره وشكره فينصرف السامعون وقد أحبوا الله وأحبهم5.
8ـ حضور العدد المشروط للجمعة لسماع القدر الواجب من الخطبتين
1 رواه مسلم 1/985 ح862.
2 حاشية الروض المربع: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم 2/446.
3 زاد المعاد: ابن قيم الجوزية 1/424.
4 رواه مسلم 1/595 ح873.
5 انظر زاد المعاد: ابن قيم الجوزية 1/423 (بتصرف) .
من حمد الله والصلاة على رسوله صلى الله عليه وسلم والوصية بتقوى الله عز وجل وقراءة شيء من القران فإن كان هناك مانع من السماع من نوم أو غفلة أو صمم أو بعد صحت.
9ـ الموالاة بين الخطبتين ولا بأس إن فرق بين الخطبتين، بين أجزاء الخطبة الواحدة أو بينهما وبين الصلاة بيسير فإن طال الفصل بطلت، والمرجع في معرفة طول الفصل وقصره إلى العرف والعادة.
10ـ دخول الوقت فلو خطب قبل الوقت وصلى فيه لم تصح لأنهما بدل ركعتين قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ} 1 قال ابن العربي: "دليل على أن الجمعة لا تجب إلا بالنداء والنداء لا يكون إلا بعد دخول الوقت"2.
11ـ أن يكون الخطيب ممن تجب عليه الجمعة بنفسه كأن يكون حرا مستوطنا ويشترط للخطابة ما يشترط للإمامة.
12ـ الجهر بالخطبتين بحيث يسمع العدد المشروط للجمعة فإن جهر الإمام ولم يسمع العدد الذي تجب عليه الجمعة لعذر كغفلة أو نوم أو صمم صحت عن جابر بن عبد لله رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خطب احمرت عيناه، وعلا صوته، واشتد غضبه، حتى كأنه منذر جيش
…
"3.
1 سورة الجمعة: الآية [9] .
2 أحكام القرآن: ابن العربي 4/1795.
3 رواه مسلم 1/592 ح867.
13ـ الاستيطان فتصح الجمعة في المصر والقرية إذا كان العدد المشروط لها مستوطنين بالمكان، ولا تصح ممن فعل شيئا من الأركان في سفينة مثلا قبل قدوم بلده لعدم الاستيطان.
14ـ وأن تكون الخطبة باللغة العربية فإن عجز عنها يكفي أن تكون الآية فيها بالعربية، وأسقط المالكية الجمعة إن عدم من يحسن اللغة العربية، وأجاز الحنيفة الخطبة بغير العربية، والصحيح أنه إن كان يستطيع الخطبة بالعربية وجب عليه أداؤها بالعربية، فإن عجز أدها بلغته إذ لا تصح بغير العربية مع القدرة.