الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال الإمام أحمد بن حنبل: كان عبد الله بن إدريس نسيج وحده.
وقال ابن عرفة: ما رأيت بالكوفة أفضل منه.
وقال أبو حاتم: هو إمام من أئمة المسلمين حجة.
وقال غيره: لم يكن بالكوفة أعبد لله منه. عاش اثنتين وسبعين سنة.
وفيها علي بن ظبيان العبسي الكوفي القاضي، أبو الحسن ولي قضاء الجانب الشرقي ببغداد، ثم ولي قضاء القضاة، وروى عن أبي حنيفة وإسماعيل بن أبي خالد. وكان محمود الأحكام دينا متواضعاً، ضعيف الحديث.
وفيها الأمير الفضل بن يحيى البرمكي، أخو جعفر البرمكي، مات في السجن، وقد ولي أعمالاً جليلة. وكان أندى كفاً من جعفر مع كبر، وتيه.
له أخبار في السخاء المفرط، حتى إنه وصل مرة بعض أشراف العرب بخمسين ألف دينار. وفيها مفتي الأندلس وخطيب قرطبة صعصعة بن سلام الدمشقي.
أخذ عن الأوزاعي، ومالك، والكبار. أخذ عنه عبد الملك بن حبيب وجماعة.
سنة ثلاث وتسعين ومئة
فيها سار الرشيد إلى خراسان ليمهد قواعدها. وكان قد بعث في العام الماضي هرثمة بن أعين فقبض له على الأمير بن عيسى بن ماهان بحيلة
وخديعة، واستصفى أمواله وخزائنه، فبعث بها الرشيد، وهو بجرجان. على ألف وخمسين مئة جمل. ثم سار إلى طوس في صفر. وهو عليل. وكان رافع بن الليث قد استولى على ما وراء النهر وعصى فالتقى جيشه وعليهم أخوه هم وهرثمة فهزمهم. وقتل أخو رافع. وملك هرثمة بخارى.
وفيها توفي في ذي القعدة. توفي الإمام العلم أبو بشر إسماعيل بن علية الأسدي. مولاهم البصري. واسم أبيه إبراهيم بن مقسم. وعلية أمه. سمع أيوب وطبقته.
قال فهد بن هارون: دخلت البصرة وما بها أحد يفضل في الحديث علي بن علية.
وقال الإمام أحمد: إليه المنتهى في التثبت بالبصرة.
وقال ابن معين: كان ثقة ورعاً تقياً.
وقال شعبة: ابن علية سيد المحدثين.
وتوفي بعده بأيام محمد بن جعفر غندر الحافظ، أبو عبد الله البصري، صاحب شعبة. وقد روى عن حسين المعلم وطائفة وقال: لزمت شعبة عشرين سنة.
قال ابن معين: كان من أصح الناس كتاباً.
وقال آخر: مكث غندر خمسين سنة يصوم يوماً ويفطر يوما.
وفيها مخلد بن يزيد الحراني محدث رحال. روى عن يحيى بن سعيد الأنصاري وطبقته.
وفيها في ذي الحجة أبو عبد الله مروان بن معاوية الفزاري الكوفي الحافظ نزيل دمشق. وابن عم أبي إسحاق الفزاري. روى عن حميد الطويل وطبقته.
قال الإمام أحمد: ثبت حافظ.
وقال ابن المديني: ثقة فيما روى عن المعروفين.
وفيها الإمام أبو بكر بن عياش الأسدي، مولاهم، الكوفي الخياط. شيخ الكوفة في القراءة والحديث. وله بضع وتسعون سنة. كان من شيخ من أجل أصحاب عاصم. قطع الإقراء بن قبل موته بتسع عشرة سنة.
وقال ابن المبارك: ما رأيت أحداً أسرع إلى السنة من أبي بكر بن عياش.
وقال غيره: كان لا يفر من التلاوة، قرأ اثني عشر ألف ختمة. وقيل أربعة وعشرين ألف ختمة.
وفيها العباس بن الأحنف، أحد الشعراء المجيدين، ولاسيما في الغزل.
وفي ثالث جمادى الآخر توفي هارون الرشيد أبو جعفر بن المهدي محمد بن المنصور عبد الله العباسي بطوس. وكانت أيامه ثلاثاً وعشرين سنة. ومولده بالري سنة ثمان وأربعين ومئة. روى عن أبيه وجده. مبارك بن فضالة. وحج مرات في خلافته. وغزا عدة غزوات حتى قيل فيه:
فمن يطلب لقائك أو يرده
…
فبالحرمين أو أقصى الثغور
وكان شهماً شجاعاً حازماً جواداً ممدحاً فيه دين وسنة، مع انهماكه على اللذات والقيان. وكان أبيض طويلاً سميناً مليحاً، قد خطه الشيب. ورد أنه كان يصلي في اليوم مئة ركعة إلى أن مات، ويتصدق كل يوم من صلب ماله بألف درهم. وكان يخضع للكبار، ويتأدب معهم. وعظه الفضيل. وابن السماك، وغيرهما. وله مشاركة قوية في الفقه والعلم والأدب.
وفيها وقيل بعدها. فقيه الأندلس زياد بن عبد الرحمن اللخمي شبطون صاحب مالك. وعليه تفقه يحيى بن يحيى قبل أن يرحل الى مالك. وكان زياد ناسكاً ورعاً، أريد على القضاء فهرب. وفيها نقفور ملك الروم في حرب برجان. وكانت مملكته تسعة أعوام. فملك بعده ابنه شهرين وهلك. فملك زوج أخته ميخائل بن جرجس لعنهم الله.