الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال الإمام أحمد: كان ثبتاً. وما رأيت أعْقَلَ منه.
وفيها قاضي شيراز ومحدثها سعد بن الصلت الكوفي. روى عن الأعمش وطبقته وكان حافظاً. قال سفيان: ما فعل سعد بن الصلت؟ قالوا له: ولي القضاء.
قال: ذره واقعد في الحش.
قلت: آخر من روى عنه شيخه إسحاق بن ابراهيم بن شاذان.
وفيها أبو نواس الحسن بن هانئ الحكمي الأديب شاعر العراق.
قال ابن عيينة: هو أشعر الناس.
وقال الحافظ: ما رأيت أعلم باللغة منه.
سنة سبع وتسعين ومئة
فيها حوصر الأمين ببغداد وأحاط به طاهر بن الحسين وهرثمة بن أعين، وزهير بن المسيب في جيوشهم. وقاتلت مع الأمين الرعية. وقاموا معه قياماً لا مزيد عليه، ودام الحصار سنة. واشتد البلاء وعظم الخطب.
وفيها، أي سنة ثمان، توفي الإمام العلم أبو محمد سفيان بن
عيينة الهلالي، مولاهم الكوفي. شيخ الحجاز في أول رجب، وله إحدى وتسعون سنة. سمع زياد بن علاقة، الزهري والكبار. وقال الشافعي: لولا مالك وسفيان لذهب علم الحجاز.
وقال ابن وهب: لاأعلم أحداً أعلم بالتفسير منه.
وقال أحمد العجلي: كان حديثه نحواً من سبعة آلاف حديث. ولم يكن له كتاب، وكان ثبتاً في الحديث.
وقال فهر بن أسد: مارأيت متل ابن عيينة. فقيل له: ولا شعبة؟ قال: ولا شعبة.
وقال أحمد: ما رأيت أحداً أعلم بالسنن منه.
وفيها الإمام الحبر أبو محمد عبد الله بن وهب الفهري، مولاهم، المصري أحد الأعلام، في شعبان. ومولده سنة خمس وعشرين ومئة. وطلب العلم بعد الأربعين ومئة بعام أوعامين. وروى عن ابن جُرَيْج. وعمرو بن الحارث، وخلق. وتفقه بمالك والليث.
قال أبو سعد بن يونس: جمع ابن وهب بين الفقه والرواية والعبادة. وله تصانيف كثيرة.
وقال أحمد بن صالح المصري: حدث ابن وهب بمئة ألف حديث، مارأيت أحداً أكثر حديثاً منه.
وقال خالد بن خداش: قرىء على ابن وهب كتابه في أهوال يوم القيامة فخر مغشياً عليه، فلم يتكلم بكلمة حتى مات بعد أيام.
وقال يونس بن عبد الأعلى: كانوا أرادوه على القضاء فتغيب.
وفيها محدث الشام الإمام أبو يحمد بقية بن الوليد الكلاعي الحمصي الحافظ. ومولده سنة عشر ومئة. وروى عن محمد بن زياد الألهاني، وبجير بن سعد، والكبار. وأخذ عمن دب ودرج. وتفقه بالأوزاعي. وكان مشهوراً بالتدليس كالوليد بن مسلم.
وقال ابن معين: إذا روى عن ثقة فهو حجة.
وقال بقية: قال لي شعبةُ: إني لأسمع منك أحاديث لو لم أسمعها لطرت.
وفيها شُعَيْبُ بن حرب المدائني الزاهد أحد علماء الحديث. روى عن مالك بن مغول وطبقته. قال الطبيب بن إسماعيل: دخلنا عليه وقد بنى له كوخاً، وعنده خبز يابس يبله ويأكل، وهو جلد وعظم.
وقال الإمام أحمد بن حنبل: حمل على نفسه في الورع.
وفيها شيخ الإقراء بالديار المصرية أبو سعيد عثمان بن سعيد القيرواني ثم المصري ورش، صاحبُ نافع. وله سبع وثمانون سنة.
وفيها محمد بن فليح بن سليمان المدني. روى عن هشام بن عروة وطبقته.
وفيها قاضي صنعاء وعالمها هشام بن يوسف الصنعاني. أخذ عن معمر. وابن جريح، وجماعة.
قال ابن معين: هو أثبت بن عبد الرزاق في ابن جُريْج.
وفيها الإمام العلم أبو سفيان وكيع بن الجراح الرؤاسي في المحرم، راجعاً من الحج بفَيد، وله سبع وستون سنة. روى عن الأعمش وأقرانه.
قال ابن معين: كان وكيع في زمانه كالأوزاعي في زمانه.
وقال أحمد: ما رأيت أوعى للعلم ولا أحفظ من وكيع.
وقال القعنبي: كنا عند حماد بن زيد، فخرج وكيع فقالوا: هذا راوية سفيان. قال: إن شئتم أرجح من سفيان.
وقال يحيى بن أكثم: صحبت وكيعاً فكان يصومُ الدهر ويختم القرآن فيه كل ليلة.
وقال الإمام بن أحمد: ما رأت عيني مثل وكيع قط.