الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفي ذي الحجة الواثق أبو جعفر، وقيل أبو القاسم هارون بن المعتصم محمد بن الرشيد المهدي العباسي. عن بضع وثلاثين سنة. وكانت أيامه خمس سنين واشهراً. ولي بعهد من أبيه وكان أديباً شاعراً، أبيض تعلوه صفرة. حسن اللحية. في عينه نكتة دخل في القول بخلق القرآن وامتحن الناس. وقوى عزمه أحمد بن أبي داود القاضي. ولما احتضر ألصق بالأرض وجعل يقول: يا من لا يزول ملكه أرحم من قد زال ملكه. واستخلف بعده أخوه المتوكل على الله فأظهر السنة. ورفع المحنة. وأمر بنشر أحاديث الرؤية والصفات.
سنة ثلاث وثلاثين ومئتتن
فيها كانت الزلزلة المهولة بدمشق دامت ثلاث ساعات. وسقطت الجدران، وهرب الخلق إلى المصلى يجأرون إلى الله. ومات عدد كبير تحت الردم. وامتدت إلى أنطاكية، فيقال إنه هلك من أهلها عشرون ألفاً. وامتدت إلى الموصل فزعم بعضهم أنه هلك بها تحت الردم خمسون ألفاً.
وفيها توفي إبراهيم بن الحجاج الشامي المحدث بالبصرة. روى عن الحمادين وجماعة. وخرج له النسائي.
وفيها حبان بن موسى المروزي. سمع أبا حمزة السكري، وأكثر عن ابن المبارك. وكان ثقة مشهوراً.
وفيها سليمان بن عبد الرحمن ابن بنت شرحبيل. أبو أيوب التميمي
الدمشقي. الحافظ، محدث دمشق، في صفر، وله ثمانون سنة. سمع إسماعيل بن عياش ويحيى بن حمزة، وطبقتهما. وعني بهذا الشأن وكتب عمن دب ودرج.
وفيها سهل بن عثمان العسكري الحافظ أحد الأئمة توفي فيها أو في حدودها. روى عن شريك وطبقته.
وفيها القاضي أبو عبد الله محمد بن سماعة الفقيه ببغداد. وقد جاوز المئة. تفقه علي أبي يوسف. ومحمد وروى عن الليث بن سعد. وله مصنفات واختيارات في المذهب وكان ورده في اليوم واليلة مائتي ركعة.
وفيها الحافظ أبو عبد الله محمد بن عائذ الدمشقي الكاتب، صاحب المغازي والفتوح، والصوائف. وغير ذلك من المصنفات المفيدة. روى عن إسماعيل بن عياش، والوليد بن مسلم. وخلق. وكان ناظر خراج الغوطة.
وفيها الوزير أبو جعفر محمد بن عبد الملك الزيات، وزير المعتصم والوثق والمتوكل. ثم قبض عليه المتوكل وعذبه وسجنه حتى هلك. كان أديباً شاعراً محسناً كامل الادوات، جهمياً. وفيها يحيى بن أيوب المقابري، أبو زكريا البغدادي العابد. أحد أئمة الحديث والسنة. روى عن إسماعيل بن جعفر وطبقته. توفي في ربيع الأول وله ست وسبعون سنة.