الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مني. واشتد ألم رجله وانتفاخها، إلى أن مات منها، وكان قد ضيق على ابنه أبي العباس وخاف منه، فلما احتضر رضي عليه. فلما توفي ولاه المعتمد ولاية العهد ولقبه المعتضد، وكان بعض الأعيان يشبه الموفق بالمنصور. في حزمه ودهائه ورأيه.
قلت: وجميع الخلفاء إلى اليوم فمن ذريته.
وفيها عبد الكريم بن الهيثم، أبو يحيى الدير عاقولي، رحل وحصل وجمع، وروى عن نعيم وأبي اليمان وطبقتهما، وكان أحد الثقات.
وفيها موسى بن سهل بن كثير الوشاء ببغداد في ذي القعدة، وهو آخر من حدث عن ابن علية وإسحاق الأزرق، ضعفه الدارقطني.
سنة تسع وسبعين ومائتين
تمكن المعتضد أبو العباس من الأمور، وأطاعته الأمراء حتى ألزم عمه المعتمد، أن يقدمه في العهد على ابنه المفوض. ففعل مكرها.
وفيها منع المعتضد من بيع كتب الفلاسفة والجدل. وتهدد على ذلك، ومنع المنجمين والقصاص من الجلوس. فكان ذلك من حسناته.
وفيها توفي في رجب المعتمد على الله وله خمسون سنة.
وكانت خلافته ثلاثاً وعشرين سنة ويومين، وكان اسمر ربعة نحيفاً مدور الوجه، صغير اللحية، مليح العينين، ثم سمن وأسرع إليه الشيب، ومات فجأة. وأمه أم ولد اسمها فتيان. وله شعر متوسط. وكان قد أكل رؤوس جدي فمات من الغد بين المغنين والندماء. فقيل سم في الرؤوس. وقيل نام فغم في بساط. وقسل سم في كأس الشراب، فدخل عليه القاضي والشهود. فلم يرو به أثراً، وكان منهمكاً في اللذات، فاستولى أخوه على المملكة، وحجر عليه في بعض الأشياء، فاستصعب المعتضد الحال بعد أبيه.
وعن أحمد بن يزيد قال: كنا عند المعتمد، وكان كثير العربدة إذا سكر فذكر حكاية.
وفيها توفي أحمد، بن أبي خيثمة زهير بن حرب الحافظ ابن الحافظ أبو بكر النسائي ثم البغدادي. مصنف التاريخ الكبير، وله أربع وتسعون سنة، سمع أبا نعيم وعفان وطبقتهما.
قال الدراقطني: ثقة مأمون.
وفيها إبراهيم بن عبد الله بن عمر العبسي الكوفي القصار. أبو إسحاق، آخر أصحاب وكيع وفاة.
وفيها جعفر بن محمد بن شاكر الصائغ ببغداد. وله تسعون سنة. روى عن أبي نعيم وطبقته، وكان زاهداً عابداً ثقة. ينفع الناس ويعلمهم الحديث.