الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأنماطي الحافظ. سمع شعبة وطائفة. وكان دلالاً في الأنماط، ثقة صاحب سنة.
وفيها شريح بن النعمان الجوهري البغدادي الحافظ، يوم الأضحى. روى عن حماد بن سلمة وطبقته. وكان ثقة مبرزاً.
وفيها موسى بن داود الضبي، أبو عبد الله الكوفي بن الحافظ. سمع شعبة وخلقاً.
قال الدارقطني: كان مصنفاً مكثراً مأموناً.
وقال ابن عمار: كان ثقة زاهداً صاحب حديث.
قلت: ولي قضاء طرسوس حتى مات.
وفيها هشام بن إسماعيل الدمشقي العطار، أبو عبد الملك الخزاعي الزاهد القدوة. روى عن إسماعيل بن عياش. وكان ثقة.
سنة ثمان عشرة ومئتين
فيها احتفل المأمون لبناء مدينة طوانة من أرض الروم، وحشد لها الصناع من البلاد وأمر ببنائها ميلاً في ميل. وولى ولده العباس أمر بنائها.
وفيها امتحن المأمون العلماء بخلق القرآن. وكتب في ذلك إلى نائبه ببغداد. وبالغ في ذلك. وقام في هذه البدعة قيام معتقد متعبد بها.
فأجاب أكثر العلماء على سبيل الإكراه، وتوقف طائفة. ثم أجابوا وناظروا، فلم يلتفت إلى قولهم، وعظمت المصيبة بذلك، وهدد على ذلك بالقتل، ولم يصب أحد من علماء العراق إلا الإمام أحمد بن حنبل ومحمد بن نوح، فقيدا وارسلا
إلى المأمون وهو بطرسوس. فلما بلغا إلى الرقة جاءهم الفرج بموت المأمون وعهد بالخلافة إلى أخيه المعتصم. فأمر بهدم طوانة وبنقل ما فيها. وصرف أهلها إلى بلادهم.
وفيها دخل خلق من بلاد همذان إلى دين الخرمية وعسكروا.
فندب المعتصم لهم أمير بغداد إسحاق بن إبراهيم بن مصعب فالتقاهم في ذي الحجة بأرض همذان فكسرهم. وقتل منهم ستين ألفاً. وانهزم من بقي إلى ناحية الروم.
وفيها توفي بمصر إسحاق بن بكر بن مضر الفقيه. وكان يجلس في حلقة الليث فيفتي ويحدث. قلت: لا أعلمه روى عن غير أبيه.
وفيها بشر المريسي الفقيه المتكلم. وكان داعية إلى القول بخلق القرآن.
هلك في آخر السنة ولم يشيعه أحد من العلماء. وحكم بكفره طائفة من الأئمة.
روى عن حماد بن سلمة، وعاش سبعاً وسبعين سنة.
وفيها عبد الله بن يوسف الحافظ أبو محمد أحد الأثبات.
أصله دمشقي. سمع من سعيد بن عبد العزيز ومالك والليث.
وفيها عالم أهل الشام أبو مسهر الغساني الدمشقي عبد الأعلى بن مسهر،
في حبس المأمون ببغداد، في حين محنة القرآن. سمع سعيد بن عبد العزيز وتفقه عليه. وولد سنة أربعين ومئة. وكان علامة بالمغازي والأثر، كثير العلم رفيع الذكر.
قال يحيى بن معين: منذ خرجت من باب الأنبار إلى أن رجعت لم أر مثل أبي مسهر.
وقال أبو حاتم: ما رأيت أصح منه، وما رأيت أحداً في كورة من الكور أعظم قدراً ولا أجل عند أهلها من أبي مسهر بدمشق، إذا خرج اصطف الناس يقبلون يده.
وفيها أبو محمد عبد الملك بن هشام البصري النحوي صاحب المغازي، الذي هذب السيرة ونقلها عن البكائي صاحب ابن إسحاق. وكان أديباً أخبارياً نسابة. سكن مصر وبها توفي. وفيها في رجب مات المأمون أبو العباس محمد بن الرشيد هارون ابن المهدي محمد بن المنصور العباسي بالبدندون من أرض الروم، في العزاة بقرحة طلعت في حلقه، وله ثمان وأربعون سنة، وقد وخطه الشيب.
وكان أبيض، ربعة، حسن الوجه، طويل اللحية، دقيقها، ضيق الجبين. وكان ذا رأي وعقل ودهاء وشجاعة وكرم وحلم وتضلع من العلم والآداب.
سمع من هشام وغيره. وكان من أذكياء العالم، ذا همة عالية في الجهاد.
وكان يقول: معاوية بعمره. وعبد الملك بحجاجه، وأنا بنفسي.