الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العراقي، وبدعو وسبوا النسوان، وراح للناس ما قيمته ألف ألف دينار.
وفيها مات الإمام الحبر إبراهيم بن إسحاق بن بشير. أبو إسحاق الحربي الحافظ. أحد الأئمة الأعلام ببغداد. في ذي الحجة. وله سبع وثمانون سنة. سمع أبا نعيم وعفان وطبقتهما، وتفقه على الإمام أحمد. وبرع في العلم والعمل. وصنف التصانيف الكثيرة. وكان يشبه بأحمد بن حنبل في وقته.
وفيها إسحاق بن إبراهيم الدبري المحدث. راوية عبد الرزاق بصنعاء. عن سن عالية. اعتنى به أبوه واسمعه الكتب من عبد الرزاق، في سنة عشر ومائتين، وكان صدوقاً.
وفيها أبو العباس المبرد، محمد بن يزيد الأزدي البصري، إمام أهل النحو في زمانه، وصاحب التصانيف.
أخذ عن أبي عثمان المازني، وأبي حاتم السجستاني، وتصدر للاشتغال ببغداد، وكان وسيما مليح الصورة، فصيحاً مفوهاً أخبارياً علامة ثقة، توفي في آخر السنة.
سنة ست وثمانين ومئتين
فيها التقى إسماعيل بن أحمد بن أسد الأمير، عمرو بن الليث الصفار بما وراء النهر، فانهزم أصحاب عمرو، وكانوا قد ضجروا منه، ومن ظلم خواصه، ولا سيما أهل بلخ، فإنهم نالهم بلاء شديد من الجند، فانهزم عمرو
إلى بلخ، فوجدها مغلوقة، ففتحوا له ولجماعة يسيرة، ثم وثبوا عليه، فقيدوه وحملوه إلى إسماعيل، أمير ما وراء النهر، فلما دخل عليه، قام إليه واعتنقه وتأدب معه، فإنه كان في أمراء عمر وغير واحد مثل إسماعيل وأكبر، وبلغ ذلك المعتضد ففرح، وخلع على إسماعيل خلع السلطنة، وقلده خراسان وما وراء النهر، وغير ذلك، وأرسل إليه، يلح عليه في إرسال عمرو بن الليث، فدافع، فلم ينفع، فبعثه وأدخل بغداد على جمل، بعد أن كان يركب في مائة ألف، وسجن ثم خنق وقت موت المعتضد.
وفيها ظهر بالبحرين، أبو سعيد الجنابي القرمطي، وقويت شوكته، وانضم إليه جمع من الأعراب، فعاث وأفسد وقصد البصرة، فحصنها المعتضد، وكان أبو سعيد كيالاً بالبصرة، وجنابة قرية من قرى الأهواز.
قال الصولي: كان أبو سعيد فقيراً يرفو أعدال الدقيق، فخرح إلى البحرين، وانضم إليه طائفة من بقايا الزنج واللصوص، حتى تفاقم أمرم، وهزم جيوش الخليفة مرات.
وقال غيره: ذبح أبو سعيد الجنابي في حمام بقصره، وخلفه ابنه أبو طاهر الجنابي القرمطي، الذي أخذ الحجر الأسود.
وفيها توفي أحمد بن سلمة النيسابوري الحافظ أبو الفضل، رفيق مسلم في الرحلة إلى قتيبة. وفيها الزاهد الكبير أحمد بن عيسى. أبو سعيد الخراز شيخ الصوفية، وهو أول من تكلم في علم الفناء، والبقاء، قال الجنيد: لو طالبنا الله بحقيقة ما عليه أبو سعيد الخراز لهلكنا.
وفيها عبد الرحيم بن عبد الله بن عبد الرحيم بن البرقي أبو سعيد. مولى الزهريين، روى السيرة عن ابن هشام، وكان ثقة، وهو أخو المحدثين أحمد ومحمد.
وفيها محمد بن وضاح الحافظ، الإمام أبو عبد الله الأندلسي، محدث قرطبة. وهو في عشر التسعين. رحل مرتين إلى المشرق. وسمع إسماعيل ابن أبي أويس، وسعيد منصور، والكبار، وكان فقيراً زاهداً قانتاً لله صابراً بصيراً بعلل الحديث.
وفيها علي بن عبد العزيز، أبو الحسن البغوي المحدث، بمكة، وقد جاوز التسعين، سمع أبا نعيم وطبقته، وهو عم أبو القاسم البغوي عبد الله بن محمد.