الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة ست وثلاثين
لما قتل عثمان صبراً توجع له كل أحد وأسقط في أيدي جماعة وسار طلحة والزبير وعائشة نحو البصرة طالبين بدم عثمان من غير أمر علي بن أبي طالب. فساق وراءهم. وكانت وقعة الجمل أثارها سفهاء الفريقين، وقتل بينهما نحو العشرة آلاف. ورمى مروان طلحة بن عبيد الله بن عثمان التيمي أحد العشرة بسهم فقتله، ومناقبه كثيرة. وقتل الزبير بن العوام الأسدي حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم، وابن عمته، وأول من سل سيفه في سبيل الله.
قتله ابن جرموز بوادي السباع.
وممن قتل يوم الجمل مجاشع بن مسعود السلمي، وأخوه مجالد، ولهما صحبة.
وزيد بن صوحان، وكان من سادة التابعين، صواماً قواماً.
وفي أولها توفي حذيفة بن اليمان أحد السابقين وصاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثبت عنه أنه قال: ما معني وأبي أن نشهد بدراً إلا أنا أخذنا كفار قريش، فأخذوا علينا عهد الله وميقاقه أن لا نقاتل مع النبي صلى الله عليه وسلم. قال فأخبرناه الخبر. فقال: نفي لهم بعهدهم ونستعين الله عليهم.
سنة سبع وثلاثين
وقعة صفين في صفر
وبقيت أياماً وليالي، وقتل بين الفريقين ستون ألفاً. فقتل مع علي عمار بن ياسر أبو اليقظان العبسي الذي قال له
النبي صلى الله عليه وسلم: تقتلك الفئة الباغية. وكان أحد السابقين، وممن عذب في الله. ومناقبه جمة.
وقتل مع علي من الصحابة: أبو ليلى الأنصاري والد عبد الرحمن وذو الشهادتين خزيمة بن ياسين بن الفاكه الأنصاري يقال أنه بدري.
وسعد بن الحارث بن الصمة أخو أبي جهم.
ومن غير الصحابة: عبيد الله بن عمر بن الخطاب العدوي. كان على خيل أهل الشام يومئذ. يقال: قتله عمار. ولما طعن والده سل سيفه ووثب على الهرمزان صاحب تستر فقتله، وقتل أيضاً مفينة وبنتاً لأبي لؤلؤة فلما ولي عثمان هم بقتله ثم تركه.
وقتل مع علي: هاشم بن عتبة بن أبي وقاص المعروف بالمرقال، حامل راية علي يومئذ، ويقال: له صحبة.
وعبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي. وكان على رجالة علي.
وأبو حسان قيس بن المكشوح المرادي أحد الأبطال، وأحد من أعان على قتل الأسود العنسي.
وقتل أيضاً مع معاوية: حابس بن سعد الطائي قاضي حمص، وكان على رجالة معاوية.
وقتل مع علي: جندب بن زهير الغامدي الكوفي، ويقال: له صحبة.
وقتل من أمراء معاوية: ذو الكلاع الحميري، نزيل حمص، وأحد من شهد اليرموك، وكان على ميمنة معاوية، وكان من أعظم أصحابه خطراً لشرفه ودينه. وطلب منه أن يخطب الناس ويحرضهم على القتال.
وقال يزيد بن هارون: سمعت الجراح بن المنهال يقول: كان عند ذي الكلاع اثنا عشر ألف بيت من المسلمين. فبعث إليه عمر رضي الله عنه فقال: نشتري هؤلاء نستعين بهم على عدوهم. فقال: لا، هم أحرار. فأعتقهم في ساعة واحدة.
الجراح متروك الحديث.
وصح عن أبي وائل، عن أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل قال: رأيت قباباً في رياض. فقلت: لمن هذه؟ قالوا: لذي الكلاع وأصحابه. ورأيت قباباً في رياض فقيل: هذه لعمار بن ياسر وأصحابه. فقلت: كيف وقد قتل بعضهم بعضاً؟ قال: إنهم وجدوا الله واسع المغفرة.
وممن قتل يومئذ: كريب بن الصباح بن إبراهيم الحميري أحد الأبطال المذكورين.
قتل جماعة مبارزة، ثم بارزه علي رضي الله عنه، فقتله علي.
وكان معاويه في سبعين ألفاً، وكان علي في تسعين ألفاً وقيل في مئة ألف، وقيل في خمسين ألفاً.
قال خليفة: تسمية من شهد صفين من البدريين مع علي بن أبي طالب: سهل بن حنيف، وخوات بن جبير، وأبو أسيد الساعدي. وأبو اليسر، ورفاعة بن رافع الأنصاري، وأبو أيوب الأنصاري بخلف فيه.
ومن غير البدريين: خزيمة بن ثابت، وقيس بن سعد عبادة، وأبو مسعود عقبة بن عمرو البدري. وأبو عياش الزرقي، وقرظة بن كعب، وسهل بن سعد، وجابر بن عبد الله، وأبو قتادة، الأنصاريون.
وعدي بن حاتم، والأشعث بن قيس، وسليمان بن صرد، وجندب بن عبد الله، وجارية بن قدامة. وعبد الله بن عباس وعبد الله بن جعفر، والحسن، والحسين.
ثم قال: تسمية من شهدها مع معاوية من الصحابة: عمرو بن العاص، وابنة عبد الله، وفضالة بن عبيد، والنعمان بن بشير، ومسلمة بن مخلد. وبسر بن أبي أرطاة ومعاوية بن حديج الكندي، وحبيب بن مسلمة الفهري، وأبو الأعور السلمي. وأبو غادية الجهني قاتل عمار.
فبلغنا أن الأشعث بن قيس برز في ألفين، وبرز أبو الأعور السلمي في خمسة آلاف. فاقتتلوا. ثم غلب الأشعث على الماء وأزالهم عنه.
ثم التقوا يوم الأربعاء سابع صفر، ويوم الخميس، ويوم الجمعة، وليلة السبت. ثم لما خاف أهل الشام الكسرة، رفعوا المصاحف بإشارة عمرو بن
العاص ودعوا إلى الحكم بما في كتاب الله. فأجاب علي رضي الله عنه إلى تحكيم الحاكمين. فاختلف عليه جيشه، وخرجت الخوارج وقالوا: لا حكم إلا لله. وكفروا علياً فحاربهم.
وقال ابن سيرين: افترقوا عن سبعين ألف قتيل يوم صفين يعدون بالقضب. فإنا لله وإنا إليه راجعون.
وفيها توفي خباب بن الأرت التميمي أحد السابقين البدريين وصلى عليه علي بالكوفة.
وفي رمضان اجتمع أبو موسى الأشعري ومن معه من الوجوه، وعمرو بن العاص ومن معه من الوجوه بدومة الجندل للتحكيم، فلم يتفقا لأن عمراً خلا بأبي موسى وخدعه وقال: تكلم قبلي فأنت أفضل مني، وأكثر سابقة.
فقال: أرى أن نخلع علياً ومعاوية. ويختار المسلمون لهم رجلاً يجتمعون عليه.
فقال: هذا الرأي.
فلما خرجا وتكلم أبو موسى وحكم بخلعهما قام عمرو وقال: أما بعد، فإن أبا موسى قد خلع علياً كما سمعتم، وقد وافقته على خلع علي ووليت معاوية.
فسار الشاميون وقد بنوا في الظاهر على هذه الصورة. ورد أصحاب علي إلى الكوفة أن الذي فعله عمرو حيلة وخديعة لا يعبأ بها.