الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفيها أبو عوانة، يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد الاسفراييني الحافظ، صاحب الصحيح المسند. رحل إلى الشام والحجاز واليمن ومصر والجزيرة والعراق وفارس وأصبهان، وروى عن يونس بن عبد الأعلى، وعلي بن حرب وطبقتهما وعلى قبره مشهد بإسفرايين. وكان مع حفظه فقيها شافعياً إماماً.
سنة سبع عشرة وثلاثمئة
في أولها، عسكر مُؤنس الخادم بباب الشَماسية، ومعه سائر الجيش، فكتب له المقتدر رقعة يبالغ في الخضوع له ويستعطفه، فطالبه بإخراج هارون بن غريب الخال، وكان صديقا لمؤنس، فقلده الثغور، وسار ليومه، فلما كان من الغد، اتفق مؤنس وأبو الهيجاء بن حمدان ونازوك على خلعه. وهرب ابن مقلة والحاجب، وهجم مؤنس وأكثر الجيش إلى دار الخلافة، وأخرج المقتدر وأمه وخالته وحرمه إلى دار مؤنس، وردّ هارون فاختفى، فأحضروا محمد بن المعتضد من الحبس وبايعوه، ولقّبوه: القاهر بالله، وقلدوا ابن مقُلة وزارته، ووقع النهب في دار الخلافة وبغداد، وأشهد المقتدر على نفسه بالخلع، وجلس القاهر من الغد، وصار نازوك حاجبه، فجاءت الجند، ودخلوا وطلبوا رزق البيعة ورزق السنة، ولم يأت يومئذ مؤنس، وعظم الصياح، ثم وثب جماعة على نازوك فقتلوه وقتلوا خادمه، ثم صاحوا يا مقتدر يا منصور، فتهارب الوزير والحجاب والقاهر صاروا إلى مؤنس ليرد المقتدر، وسُدت المسالك على القاهر وأبي الهيجاء، ثم حاسب نفسه وقال: يا أبي ثعلب أأُقتل بين الجدران؟ أين الكُمَيت؟ أين الدهماء؟ فرماه كما جور بسهم في ثديه، وآخر بسهم في نحره، ثم حز
رأسه، وأحضروا المقتدر، وألقي بين يديه الرأس، ثم أسر القاهر، وأتي به إلى المقتدر، فاستدناه وقبل جبينه وقال: أنت لا ذنب لك يا أخي، وهو يقول: الله الله يا أمير المؤمنين في نفسي، فقال: والله لا نالك مني سوء، وطيف برأس نازوك، ورأس أبي الهيجاء، ثم أتى مؤنس والقضاة، وجددوا البيعة للمقتدر، فبذل للجند أموالاً عظيمة، باع في بعضها ضياعاً وأمتعة، وقلد الشرطة، محمد بن رائق، وأخاه إبراهيم.
وماتت ثمل القهرمانة، التي تجلس للناس بدار العدل، وحج بالناس منصور الديلمي، فدخلوا مكة سالمين، فوافاهم يوم التروية عدو الله أبو طاهر القرمطي فقتل الحجاج قتلا ذريعاً في المسجد، وفي فجاج مكة، وقتل أمير مكة ابن محارب، وقلع باب الكعبة، واقتلع الحجر الأسود، وأخذه إلى هجر، وكان معه تسعمئة نفس، فقتلوا في المسجد الحرام ألفا وسبع مئة نسمة، وصعد على باب البيت وصاح:
أنا بالله وبالله أنا
…
يخلق الخلق وأقتلهم أنا
وقيل إن الذي قتل بفجاج مكة وظاهرها، زهاء ثلاثين ألفا، وسبى من النساء والصبيان نحو ذلك، وأقام بمكة ستة أيام، ولم يحج أحد.
قال محمود الأصبهاني: دخل قرمطي وهو سكران، فصفر لفرسه، فبال عند البيت، وقتل جماعة، ثم ضرب الحجر الأسود بدبوس، فكسر منه قطعة ثم قلعه، وبقي الحجر الأسود بهجر نيفاً وعشرين سنة، وقد بسطت شأنه في التاريخ الكبير.
وفيها قتل بمكة الإمام أحمد بن الحسين أبو سعيد البردعي، شيخ حنيفة بغداد، أخذ عنه أبو الحسن الكرخي. وقد ناظر مرة داود
الظاهري، فقطع داود. لكنه معتزلي.
والحافظ الشهيد أبو الفضل الجارودي محمد بن الحسين بن محمد بن عمار الهروي، قتل بباب الكعبة، روى عن أحمد بن نجدة وطبقته، ومات كهلاً.
وفيها توفي أحمد بن محمد بن أحمد حفص بن مسلم، أبو عمرو الجبري المزني، من كبار شيوخ نيسابور ورؤسائها، روى عن محمد بن رافع، والكوسج، ورحل وطوف، وتوفي في ذي القعدة.
وفيها حرمي بن أبي العلاء المكي نزيل بغداد، وهو أبو عبد الله أحمد بن محمد بن أبي حميضة الشروطي، كاتب أبي عمرو القاضي، روى عن كتاب النسب عن الزبير بن بكار.
وفيها القاضي المعمر أبو القاسم بدر بن الهيثم اللخمي الكوفي، نزيل بغداد، روى عن أبي كريب وجماعة.
قال الدارقطني: كان نبيلا، بلغ مئة وسبع عشرة سنة.
وفيها الحسن بن محمد، أبو علي الداركي محدث أصبهان، في جمادى الآخرة، روى عن محمد بن حميد الرازي، ومحمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، وطائفة.