الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كبير الشافعية الشافعي بالعراق قبل ابن سريج، في المحرم، وله أربع وتسعون سنة، وكان قد اختلط في أواخر أيامه، وكان زاهداً ناسكاً قانعاً باليسر متعففاً.
قال الدراقطني: لم يكن للشافعية بالعراق أرأس ولا أروع منه. وكان صبوراً على الفقر.
قلت: روى عن يحيى بن بكير وجماعة، وكان ثقة.
وفيها الحافظ أبو بكر محمد بن إسماعيل الإسماعيل، أحد المحدثين الكبار بنيسابور، له تصانيف مجودة، ورحلة واسعة، سمع إسحاق بن راهويه، وهشام بن عمار.
سنة ست وتسعين ومئتين
دخلت والملأ يستصبون المقتدر، ويتكلمون في خلافته، فاتفق طائفة على خلعه، وخاطبوا عبد الله بن المعتز، فأجاب بشرط أن لا يكون في حرب وكان رأسهم محمد بن داود بن الجراح، وأحمد بن يعقوب القاضي، والحسين بن حمدان. واتفقوا على قتل المقتدر، ووزيره العباس بن الحسن، وفاتك الأمير. فلما كان في عاشر ربيع الأول، ركب الحسين بن حمدان، والوزير والأمراء، فشد ابن حمدان على الوزير فقتله، فأنكر فاتك قتله، فعطف على فاتك، فألحقه بالوزير، ثم ساق ليثلث بالمقتدر، وهو يلعب بالصوالجة، فسمع الهيعة، فدخل وأغلقت الأبواب ثم نزل ابن حمدان بدار سليمان بن وهب واستدعى ابن المعتز، وأحضر الأمراء والقضاة، سوى خواص المقتدر. فبايعوه ولقبوه الغالب بالله فاستوزر ابن
الجراح واستخلفه على الجيش وصدرت الكتب إلى البلاد، وأرسلوا الى المقتدر ليتحول من دار الخلافة، فأجاب ولم يكن بقي معه غير مؤنس الخادم، ومؤنس الخازن، وخاله الأمير غريب، فتحصنوا وأصبح الحسين بن حمدان علىمحاصرتهم. فرموه بالنشاب، وتنادو ونزلوا على حمية، وقصدوا ابن المعتز، فانهزم كل من حوله، وركب ابن المعتز فرساً ومعه وزيره وحاجبه، وقد شهر سيفه، وهو ينادي معاشر العامة: ادعوا لخليفتكم. وقصد سامراً ليثبت بها أمره فلم يتبعه كبير أحد. فخذل ونزل عن فرسه، فدخل دار ابن الجصاص، واختفى وزيره. ووقع النهب والقتل في بغداد، وقتل جماعة من الكبار، واستقام الأمر للمقتدر، ثم أخذ ابن المعتز وقتل سراً، وصودر ابن الجصاص، وقدم بأعباء الخلافة الوزير ابن الفرات. ونشر العدل، واشتغل المقتدر باللعب.
وأما الحسين بن حمدان فأصلح أمره، وبعث إلى ولاية قم وقاشان.
وفيها وصل إلى مصر، أمير أفريقية، زيادة الله بن الأغلب، هارباً من المهتدي عبيد الله، وداعيه أبي عبد الله الشيعي، فوجه إلى العراق.
وفيها مات المحدث أبو جعفر أحمد بن حماد بن مسلم.، أخو عيسى زغبة التجيبي، بمصر في جمادى الأولى، روى عن سعيد بن أبي مريم وسعيد بن عفير وطائفة وعمره أربعاً وتسعين سنة.