الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
السلطانيّة النصريّة الأحمريّة بغرناطة، فكتب بها ورأس كتّابها مع ذي الوزارتين الفقيه الحاجب القائد الكاتب صاحب القلم الأعلى أبي عبد الله محمد بن عبد الله الخطيب السلماني، في دولة أمير المسلمين الغني بالله أبي عبد الله محمد بن أمير المسلمين أبي الحجّاج يوسف ابن أمير المسلمين أبي الوليد إسماعيل، عم أبينا ابن جدنا الرئيس الأمير أبي سعيد فرج.
فلمّا ولي الملك ابن عمنا أمير المسلمين الغالب بالله المتوكل على الله أبو عبد الله محمد بن أخي أبينا الرئيس أبي الوليد إسماعيل ابن جدنا أمير المسلمين القائم بإذن الله أبي عبد الله محمد ابن جدنا الرئيس أبي سعيد فرج بن جدنا الأمير أبي الوليد إسماعيل، ابن جدنا الأمير أبي الحجاج يوسف الشهير بالأحمر، ابن جدّنا أمير المؤمنين المنصور بالله أبي بكر محمد بن أحمد بن محمد بن خميس بن نصر الخزرجي، قلده العلامة ورياسة الكتاب؛ ونال لديه جاها مكينا.
حاله-سلّمه الله
-:
هو في المحاسن قد تثنى عليه الخناصر، وقرم لا تحصي مفاخره الألسن ولا يحصرها الحاصر. وبيته زاحم النجوم بكاهله، وورد نسبه من الشرف أعذب مناهله. ملأ الأبصار جلالة وسمتا، وحاز هديا لا عوج [41/أ] فيه ولا أمتا. وبلاغة ينبوعها مسترسل، وفصاحة فرس إجادتها مستنسل.
وخط تميّز به، وعلم تشرّف بسببه.
فمن قوله يمدح ابن عمنا أمير المسلمين الغني بالله أبا عبد الله:
يا قاطع البيد يطوي السّهل والجبلا
…
ومنضيا في الفيافي الخيل والإبلا
يجوب آفاق أرض لا يؤنّسه
…
إلا تذكّر عهد للحبيب خلا
أو ظبية أذكرت عهد التّواصل إذ
…
تحكي اللّحاظ التي عاهدت والمقلا
أستغفر الله في تلك اللّحاظ فقد
…
أربى (1) بها الحسن عن ضرب المها مثلا!
5 أو هادل فوق غصن البان تحسبه
…
صبّا لفقد حبيب كان قد ثكلا
أو لامع البرق إذ يحكي إنارته
…
كفّا خضيبا مشيرا بالذي عدلا
ماذا عسى أن تقضّي من زمانك في
…
قطع الفيافي ترجو أن تنال علا
فكم معالم أرض أو مجاهلها
…
قطعتها لا تملّ الرّيث والعجلا
إن كنت تأمل عزّا لا نظير له
…
وتبتغي السؤل فيما شئت والأملا
10 فالعزّ حرف بعيد لا ينال سوى
…
بعزم من شدّ عزم البين وارتحلا
والدرّ في صدف قلّت نفاسته
…
ولم يبن فخره إلا إذا انتقلا
فاربأ بنفسك عن أهل وعن وطن
…
عهود أنس به قلب المحبّ سلا
وعدّ عن ذكر محبوب شغفت به
…
ولا تلمّ به مدحا ولا غزلا
(1) كذا فيهما. ولعله ربا (مسهلة من) ربأ به عن كذا: رفعه ونزهه.
واقصد إلى الحضرة العليا وحطّ بها
…
رحلا ولا تبغ عن أرجائها حولا
15 غرناطة (1) لا عفا رسم بها أبدا
…
ولا سلا قلب من يبغي بها بدلا
فهي التي شرّف الله الأنام بمن
…
في مقعد الملك من حمرائها (2) نزلا
[41/ب]
خليفة الله مولانا وموئلنا
…
وخير من أمّن الأرجاء والسّبلا
محمد بن أبي الحجّاج أفضل من
…
قد قام فينا بحق الله إذ عدلا
من آل نصر أولي الملك الذي بهرت
…
علاه كالشمّس لما حلّت الحملا
20 هو الّذي شرّف الله البلاد ومن
…
فيها بدولته إذ فاقت الدّولا
أقام عدلا ورفقا في رعيّته
…
وكان أرحم من آوى ومن كفلا
فهو المجار به من لا مجير له
…
لم يخش أخرى اللّيالي فادحا جللا
(1) يقال غرناطة وأغرناطة. اتخذها بنو الأحمر عاصمة للدولة منذ آل الحكم إليهم سنة 635. وصارت غرناطة منذ أوائل القرن الخامس مركز كورة البيرة بعد انتقال أهل مدينة إلبيرة إليها.
(2)
قصر الحمراء، دار الملك النصري بغرناطة.
إنّ المدائح طرّا لا تفي أبدا
…
ببعض ما قد تحلّى من نفيس علا
فالحزم والعزم والإقدام شيمته
…
والجود ممّا على أوصافه اشتملا
25 إن قال أجمل في قول وأبدعه
…
والفعل أجمل منه كلمّا فعلا
يولي الجميل ويعطي عزّ نائله
…
من قد رجاه ولا استجدى ولا سألا
من سائلي عن بني نصر فلا أحد
…
منهم بأبلغ منّي كلّما سئلا
هم الذّين إذا ما أمنحوا ابتهجوا
…
أسنى العطاء وأبدوا إثره الخجلا
هم الألى مهّدوا أرجاء أندلس
…
إذ حكموا في الأعادي (1) البيض والأسلا
30 فإن تسل عنهم يوم الرّهان فلم
…
تعدل بأحدثهم في سنّه بطلا
من ذا يجاريهم في كلّ مكرمة
…
أيشبه البحر في تمثيله الوشلا (2)؟
(1) في «ط» الأعاد وفي «م» الأعداء، ونرجح ما أثبت.
(2)
الوشل: الماء القليل «يتحلب من جبل أو صخرة ولا يتصل قطره» .
مولاي يا خير من للنّصر قد رفعت
…
راياته ولواء الفخر قد حملا
لله عيني لمّا أبصرتك وقد
…
أعددت بين يديك الخيل والخولا (1)
وأنت في قبّة يسمو بها عمد
…
أقام منآد أمر الدين فاعتدلا
35 الجيش يعشي عيون الخلق منظره
…
لمّا اكتسى منك نور الحقّ مكتملا
لا غرو أن شعاع الشّمس يشمل ما
…
أضحى عليه إذا ما لاح منسدلا
[42/أ]
وراية النّصر والتأييد خافقة
…
قد أسبل الله منها النصر فانسدلا
والخيل قد كسيت أثواب (. . .)(2)
…
(فمن براقعها)(3) قد ألبست حللا؟
ترى الحماة عليها يوم عرضهم
…
يمشون من فرط زهو مشية الخيلا
40 فمن رماة قسيّ العرب عدّتها
…
تحكي الأهلّة منها، نورها اكتملا
(1) الخول: الأتباع.
(2)
كلمة لم تظهر في «ط» واضطرب ناسخ «م» في رسمها.
(3)
أقرب ما يمكن أن يستخلص من رسم «م» ، وهي متآكلة في «ط» .
ومن كماة شداد البأس شأنهم
…
أن يعملوا البيض والخطيّة الذّبلا
بسعدك انتظمت تلك الجيوش لأن
…
أشبهت في نظمها أسلافك الأولا
لا زلت تزدادها نعمى مضاعفة
…
(لها. . (1)) الأرض منها السّهل والجبلا
44 وخلّد الله ملكا أنت ناصره
…
ما عاقبت بكر من دهرنا الأصلا
(1) فيهما «لها» ، ولا يستقيم بها الوزن، ولا يظهر المعنى.