الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فيا سائلي عن شرح حالي أما ترى
…
نحولي وسقمي والدّموع ومجراها
لقد خطّت الآماق من فوق وجنتي
…
سطورا فمن شاء الحقيقة يقراها
فلا تكثروا فيها الملام فإن لي
…
فؤادا على طول النّوى ليس ينساها!
صاحبنا الأخلص محمد بن الأمير أبي سرحان مسعود:
ابن أمير المؤمنين العادل بالله أبي تاشفين عبد الرحمن بن أمير المسلمين أبي حمّو موسى ابن أمير المسلمين عثمان بن أمير المسلمين يغمراسن بن زيّان (*).
[كنيته:]
يكنى: أبا زيّان. ورأيته، وصحبته بفاس، في حضرة الملوك من بني مرين.
حاله:
هو صاحبنا الصفيّ، وخليلنا الوفيّ، المظهر لنا من الوداد أطيبه، والواهب من الاعتقاد أعذبه. الخالص صفاؤه من الأكدار، الموفي حقوق الصّحبة بالابتدار. والذي نجم في المعالي فساد، ولم يدنسه درن الفساد.
كنت قد بعثت له بأبيات من قولي، طالبا منه أن يبعث لي بشعر أثبته في كتابنا: المنتخب من درر السّلوك في شعر الخلفاء الأربعة والملوك، وهي:
قرّت (1) بفضلك ألسن الأعداء
…
يا ابن الملوك ذوي التّقى الفضلاء
(*) ورد ذكر أبيه مسعود في جملة الذين قتلوا في حملة أبي الحسن المريني على تلمسان سنة 635، حيث كان جده أبو عثمان عبد الرحمن هو الأمير، صاحب دولتهم.
(1)
قرت: في الأصلين.
انت الذي حزت الشّجاعة والنّدى
…
وعلاك أربى فوق كلّ علاء
أبشر فقد لاحت طلائع ملككم
…
واهنأ بملك شامخ، وبقاء
إن الإمارة لا تفوتك، إنها
…
تأتيك دون توقّف وتناء
أنت المراد بها لما قد حزت من
…
فضل وإحسان وحسن ثناء
ندب نمته من الخلائف عصبة
…
أكرم بها من عصبة غرّاء
شهم إذا ما الحرب شبّ ضرامها
…
يمشي إليها مشية الخيلاء
يحكي إذا ما لاح نور جبينه
…
شمس الضحى والبدر في الظّلماء
راقت محاسنه وطاب ثناؤه
…
وهو المعظّم في بني العظماء
[33/أ]
كم حاز في يوم الوغى من مفخر
…
وفضيلة جلّت عن الإحصاء
يا ابن الأمير القرم مسعود الرّضا
…
وأخا السّماح وفارس الهيجاء (1)
ابعث إليّ قريضك الحلو الذي
…
حاكى رياض الحزن غبّ سماء (2)
واعلم بأنّي فيك ذو وجد لما
…
بيني وبينك من لزوم إخاء
أنت الحبيب المخلص الفذّ الذي
…
يرعى المودّة في بني الأمراء
فرياض ودّي مخصب جنباته
…
وجميل عهدي مشرق الأرجاء
خذها أبا زيّان مني قطعة
…
غرّاء ذات طلاوة وبهاء
وعليك منّي ما حييت مجدّدا
…
أزكى التحيّة خصّصت بنماء
فجاوبني بقوله:
لله ما بلغت في الإطراء
…
وبثثت من ودّ وطيب ثناء (3)
فاتحتنا بالمدح نظما حاز من
…
حسن حواه كواكب الجوزاء
مالي يدان بشكر تلك أياديا
…
يا مسدي النّعمى لغير جزاء
(1) القرم: السيد.
(2)
في القاموس: الحزن ما غلظ من الأرض، وموضع فيه رياض وقيعان.
(3)
فيهما: بلغت بالتضعيف. قلت والأقرب أن تكون: بالغت.
أنت الحبيب المحض أنت أخو النّدى
…
أنت الأمير ووارث الأمراء
أنت الذي ما تحت خضراء السّما
…
ملك سواك أحقّ بالحمراء! (1)
فلتسم إسماعيل ذروة نيقها
…
ولتقطعنّ أزاهر العلياء (2)
ولتقعدنّ على مراتب ملكها
…
تبعا إلى الأجداد والآباء
أبا الوليد نداء مشغوف بكم
…
كلفا بذكراكم مدى الآناء
ماذا بعثت لنا؟ أزهر يانع
…
أم زهر أفق لحن في الظلماء
أم لؤلؤ رطب تناسق نظمه
…
في جيد باهرة السّنا غيداء
أم ذلكم حرّ الكلام وعذبه
…
وبليغه (3) المزري على البلغاء
من ذا يجاريكم لدى ميدانه
…
ولكم به حوز السّباق النّائي؟
[33/ب]
أيصحّ عند ذوي البصائر والنّهى
…
أن تقرن الأنعام بالشعراء؟
عذرا فمثلك من تسامح مغضيا
…
يا ذا المحيّا السّمح والإغضاء
وإذا تحققّت المودّة من أخ
…
سقط التكلف، شرعة الفضلاء
فانظر بعين رضاك عيب نظامه
…
واخفض جناح مذلّة الرّحماء
واكتبه، بل فاكتمه خيفة حاسد
…
لي أن أرى في جملة الشّعراء!
…
(1) يتقارض الأميران النصري والعبد الوادي الثناء، ويتبادلان التمنيات الطيبات. وليس من شك في أن ابن الأحمر-صاحب الكتاب-لم يخطر له أن يتقلد أمور الحمراء على أي وجه، وإنما هو الشعر وخواطره.
(2)
النيق-بالكسر-أرفع موضع في الجبل ج نياق وأنياق ونيوق.
(3)
فيهما وبلغية «وهو تصحيف» .