الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وبوّاك من أعلى الجنان قصوره
…
تحيّيك فيها مسبلات الذّوائب
[65/أ]
عليك سلام الله ما لاح بارق
…
وما سجعت ورق الحمام النّوادب
حاله-رحمه الله تعالى
-:
هو القرم الذي حاز الجلالة، والجواد الذي لم تزل مواهبه منثاله.
قدم للحجابة ففخرت به الدّولة، وقلد الرئاسة فكانت له الصّولة. من عظيم أياديه وسموّ ناديه، وكريم أواخر فضله ومباديه. ولا مرية في أنه ساد بجوده، كما فخر الزّمان بوجوده. وزها بنسبه الطّاهر من الأكدار، وسما بأفعاله الخالصة من الأغيار. ونجم في الدولة الفارسية (1) نجوم البدر في السماء، وتلاعب بسياستها تلاعب الأفعال بالأسماء!.
وحين غيّبته الصفائح، وعدم جداه الفائح؛ رثاه العافون، وتوجّع لفقده المبتلون والمعافون!
فمن رثاه الفقيه الكاتب أبو عبد الله محمد بن محمد بن جزيّ الكلبي (*) بقوله:
لعمر المعالي ما وفى بحقوقها
…
من النّاس من لم يرث لابن أبي عمرو
(1) يعني بذلك دولة أبي عنان فارس المريني.
(*) من أسرة بني جزي المشهورة في غرناطة، وله ترجمة في هذا الكتاب.
فتى جمعت فيه المحاسن كلّها
…
ولا بدّ من نقص فكان من العمر!
وفي رثانه أنشدني صاحبنا الفقيه الكاتب أبو العباس أحمد بن محمد بن محمد بن عبد المنّان الأنصاري الخزرجي لنفسه (*)
من كان يبكي ماجدا فليجد
…
بالمدمع السّكب على الحاجب
يمّم وجه المجد فاغتاله
…
صرف الرّدى لم يخش من حاجب
عين أصابته ويا قربها
…
في الوجه بين العين والحاجب!
وإذ قد فرغنا مما رثي به فلنذكر شعره، وهو ما كتب به لمخدومه أمير المؤمنين المتوكل على الله أبي عنان:
أنا حاجب لفظا، ومعنى
…
ليس لي منها نصيب
فمتى دعيت بحاجب
…
فالحقّ ألا أستجيب
بالعجز عن ضرر العدوّ
…
وعن موالاة الحبيب
فأنا البعيد حقيقة
…
وعلى المجاز أنا القريب
(*) هكذا ورد اسمه في نثير الجمان. وقد ترجم ابن الأحمر في نثير الفرائد لابن عبد المنان باسم أبي العباس أحمد بن يحيى بن عبد المنان (ص 348). وترجم له في درة الحجال (1:53) أيضا باسم أحمد بن يحيى، كما ترجم لابنه يحيى بن أحمد. فلعل اسم أبيه في كتابنا هذا مصحف عن يحيى. وتكون التراجم كلها لواحد. قال في نثير الفرائد: إنه الأندلسي الأصل، مكناسي الدار، وتوفي سنة 792.