الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وهو من أهل سبته، وأصل سلفه من الأندلس، من بيت القضاة، والعلماء، [63/أ] والإمارة. ولجدّه الأمير كريب بالأندلس ثورة.
وكان أبوه قاضي الجماعة بسبته. (1) قدّمه الأمير أبو طالب عبد الله بن الأمير أبي القاسم العز في اللّخمي.
وكتب عبد المهيمن هذا للأمير يحيى بن الأمير أبي طالب العزفي بسبتة.
وكتب قبل ذلك بالأندلس لخال جدّنا أمير المسلمين الغالب بالله الناصر لدين الله أبي عبد الله محمد المخلوع بن جدنا أمير المسلمين الغالب بالله أبي عبد الله محمد صاحب الدبّوس، ابن جدّنا الأمير أبي الحجاج يوسف الشهير بالأحمر، ابن جدّنا أمير المؤمنين المنصور بالله أبي بكر محمد بن خميس بن نصر الخزرجي.
وكتب بالعدوة أيضا لأمير المسلمين السّعيد بفضل الله أبي سعيد عثمان ابن أمير المسلمين المنصور بالله أبي يوسف يعقوب بن عبد الحق، العلامة. ثم كتبها لابنه أمير المسلمين المنصور بالله أبي الحسن علي-رحمه الله-ولم يزل عليها إلى أن ارتحل السلطان أبو الحسن إلى تونس؛ فلما استقر بها أخّره عن العلامة، فمات بتونس سنة خمسين وسبعمئة.
حاله-رحمه الله تعالى
-:
هو فخر الكتّاب والعلماء، وصدر الصّدور الكرماء. ذو همة سمت
فوق الكواكب، وذو بلاغة وذهن ثاقب. وقدره في العلماء معروف، وبيته بالنّسب الصّريح موصوف. صاحب رواية وحديث، وذاكر رجال في قديم من الزمان وحديث إلى تحصيل العلوم، ومعرفة بالمجهول منها والمعلوم. وأما كتاب سيبويه فكان بمسائله عارفا، وعلى قراءته بطول عمره مداوما وعاكفا. لم يكن له بالمعرفة به قرين، ولقد تصدّر لإقرائه وهو ابن عشرين. وقد دوّن الكثير من العلوم وصنف، وقرّط مسامع الفهوم وشنف.
[63/ب] فمن قوله رحمه الله تعالى:
نفسي الفداء لعهد كنت أعهده
…
وطيب عيش تقضّى كلّه كرم
وجيرة كان لي أنس بوصلهم
…
والأنس أفضل ما في الوصل يغتنم
كانوا نعيم فؤادي والحياة له
…
فالآن كلّ وجودي بعدهم عدم
بانوا فعاد نهاري كلّه ظلما
…
وكان قربهم يمحى به الظّلم
5 والعين منّي لا ترقا محاجرها (1)
…
كأنّها سحب تهمي وتنسجم
تبكي عهود وصال منهم سلفت
…
كأنّما هي في إنسانها حلم
(1) رقأ الدمع والدم-ونحوهما-سكن وجف وانقطع.