الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولو بذلت له نفسي وما ملكت
…
للمحة عرضت ما كان بالدوّن
[74/أ] فقيس ليلى وغيلان وشيعته
…
وكلّ ما رسموا من وجدهم دوني (1)!
ابنه الفقيه الكاتب حمزة بن شعيب ابن محمد بن أبي مدين شعيب
(*):
[كنيته:]
يكنى أبا يعلى، وأدركته، ورأيته، وكتب في حضرة أمير المؤمنين المتوكّل على الله أبي عنان فارس ملك المغرب، ونال لديه جاها مكينا. ثم امتحنه بسبب الحاجب الرئيس الفقيه الكاتب صاحب القلم الأعلى أبي عبد الله محمد بن أبي عمرو التميمي المحنة العظيمة التي أدخلته رمسه، واعتقله بالسجن، وبه مات مقتولا في عام اثنين وخمسين وسبع مئة.
حاله-رحمه الله
-:
كان من أهل البراعة في الكتاب، ومن أولي (2) النظم البديع اللّباب.
صفت موارد شعره، ورق نسيم نثره. وتدفقت جداول بلاغته، واعتنقت نواسم فصاحته. ولا مرية في أنّ بهاءه يختلب العقول اختلابا،
(1) في الأصلين: دون ونرجح ما أثبت.
(2)
في «م» من أول
(*) ترجم له ابن الاحمر في نثير الفرائد «ص 347» ، ولم يكد يزيد في المعلومات عما ذكره هنا. واختار له قصيدة أخرى، ونبه إلى أنه كان يجيد قرض الشعر.
وسناه يجتلب النّفوس اجتلابا. ومع ذلك فكان مجانبا للّغو، وفي براعة الخط بعيد الشأو.
أنشدني لنفسه:
ألي في سدرة (1) الوادي مقيل
…
غداة شكت لبينهم الطّلول
حداة العيس رفقا بالمطايا
…
فقد أودى بها السّير الذّميل (2)
وعوجي بي على العلمين حتّى
…
يروّي تربها الدّمع الهمول
لقد رمت التصبّر يوم شطّوا
…
وإثرهم نأى الصّبر الجميل
5 وقد بانوا فلم يقض اجتماع
…
ولم يشف بقربهم الغليل
وإن ذقت الهوى مرّا فقلبي
…
تجرّع منه علقمه «جميل» !
فلست بأوّل الباكين فقدا
…
على الأحباب مذ قرب الرّحيل
(1) السدر: شجر النبق.
(2)
الذميل: السير اللين أو ما فوق العنق (بفتح النون).