الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأخبرني أنه اجتمع مع بعض أصحابه ليلة إعراس عند بعض إخوانه، فاستبطأهم الطعام فقال:
يا معرسا عرس الجمال بخدّه
…
روضا بهار (رائع) وشقيق
بادر-فديتك-للذين دعوتهم
…
بالمرجفين: الطّست والإبريق!
صاحبنا الأستاذ النحوي المقرىء (اللغوي) علي بن محمد بن
عمر الصنهاجي:
[كنيته:]
يكنى: أبا الحسن، وهو من أهل فاس. وبها رأيته وصحبته، ويعرف بالقصار.
حاله:
هو واسطة عقد النحويين، وصدر أولي المعرفة من اللغويين.
وفصيح الأذكياء، ووحيد النبلاء. وهو فرد في (رفع؟) النادرة، وصاحب فكاهة متبادرة.
وكان قد قلب-وهو واقف في صلاة التراويح-بجامع الأندلس من فاس. وكان قد وقع بينه وبين شيخنا الأستاذ النحوي منديل بن آجروم (وحشة) في شعبان أربع وأربعين وسبع مئة. فلما بلغ لابن آجروم شيخنا عنه (أنه قلب) أدركته عليه [119/ب] فرقة الصحبة والمودة وكتب إليه متفجعا لما اتفق عليه، بأبيات وهي:
أبا حسن إني وحقّك في كرب
…
لما قد دهاك الدّهر من حادث القلب
وقد ساءني-والله-منذ سمعته
…
فلا أذني سرّت بذاك ولا قلبي
ففي كبدي للحزن نار تأجّجت
…
ومن مقلتي للدّمع سكب على سكب
لو انّ الأسى يجدي على كلّ فادح
…
لكنّا لزمناه على ذلك الخطب
ولكنّ أمر الله في الخلق نافذ
…
ولا وزر عن كلّ ما خط في الكتب
وخير الأمور الصّبر عند ملمّة
…
عليك به، تعطى الثّواب من الرّبّ
وكن حذرا (1) مما يضرّك قربه
…
وبعدك عنه فاجعلن عوض القرب
فكم ذي قلى غرّتك منه صداقة
…
يقدّ أديم العرض بالهجر والعتب
وربّ خليل خلتموه أخا قلى
…
ينيلكم محض الوداد بلا خبّ
أبا حسن هذي وصيّة ناصح
…
محبّ فخذها بالقبول وبالحبّ
وعد للذي قد كان قبل من الصّفا
…
فروض ودادي فيك ما زال ذا خصب!
فجاوبه بقوله:
خليلي يا منديل من دون ما ريب
…
أتتني قواف عن ودادكم تنبي
(1) في «ط» حاذرا.
وهذا هو المعتاد منكم، جزيتم
…
على رعي ودّي ما تشاؤون من ربي
أخو المرء من يرعى المودّة نائيا
…
وليس عجيبا أن تراعى مع القرب
مؤاخاتنا لا يعتريها تقاطع
…
وفرض اعتقاد لا يصير إلى النّدب
5 فتبّا لمن كان انقطاع إخائنا
…
على يده لا زال في الويح والتبّ
أقول لصحبي ما قضى الله كائن
…
رضيت بفعل الله من سهل او صعب
قضى الله لمّا أن تجاور نوننا
…
لباء الأعادي أن يسكّن بالقلب!
فروّعني من بعد ما كنت آمنا
…
ولولا بقاء العمر حان بها نحبي!
[120/أ]
فقمت سريعا مستغيثا بسبّه
…
وما نلت في ذاك المقام سوى السّبّ
10 إذا كان ذا بالمسجد الجامع الذّي
…
يصلّى به ماذا يكون لذى الدّرب؟!
فيا ليت شعري ما دعاه لفعله
…
وهل لمنوني جاء أم سلب الثّوب؟!
ويا ليت شعري هل فعلت له أذى
…
فعاملني من أجل ذلك بالضّرب
وهل كان ذاك الفعل منه تعمّدا
…
فآخذ حذري بالسّنان وبالعضب
حمدت إله العرش إذ خاب سعيه
…
وإذا لم يضرني ما دهاه من الخطب
15 وما أسفي إلا الّذي قد جهلته
…
وجهلي به-والله-قد زاد في كربي
وتالله إني ما ظننت بخاطري
…
عدوّا يرى من بعض ما يشتهي رعبي!
فإنّي لم أعرف أخا الضّغن والقلى
…
ولا مال طبعي بالإخاء لذي خبّ
وما ذاك إلا من ذنوب تقدّمت
…
وسطّرها الأملاك في الصحّف والكتب!
فيا ربّ إني آيب لك تائب
…
فحطّ بها الأوزار يا قابل التّوب
20 عليك سلام الله-منديل-ما بدت
…
لنا منك أبيات تدلّ على الحبّ!