الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جواد الوغا والفخر والذكر حقّه
…
لمثلي من دون الورى أن يفخّما
وإني أمير المؤمنين متوّجا
…
من الملك تاجا بالأمانة كرّما
جعلت بمجدي ثم لفظي وصارمي
…
فخاري بجيد الدّهر درّا منظّما
يراه ولا يرقى إليه معاند
…
ويبصره كالنّجم في كبد السّما
بنينا بناء الملك والعزّ والعلا
…
سماء على بنيان قوم تهدّما!
ابنه أمير المؤمنين أحمد
(*):
[كنيته:]
يكنى أبا العبّاس، وأدركته. وكان أبوه أمير المؤمنين المتوكل على الله أبو يحيى اقتطعه (1) مدينة توزر (2)، وولاه عهده، وصحبت بفاس في حضرة الملوك من بني مرين ابنه الأمير أبا عبد الله محمد، وابنه الآخر الأمير أبا البقاء خالدا.
حاله-رحمه الله:
برز في الجمال الرائع، وحاز من الفصاحة ما تستغربه المسامع. وكان من
(*) انظر معجم الأنساب والأسرات الحاكمة:116.
(1)
في النسختين: اقتطعه.
(2)
توزر: مدينة في أقصى إفريقية (بلاد تونس) من نواحي الزاب الكبير من أعمال الجريد (ياقوت-معجم البلدان 2:57 - 58).
مجيدي الشّعراء، ومن أولي الشجاعة في الأمراء، مع ما حوى من مكارم الأخلاق المرضيّة، ومن الشيم التي لم تزل من القبائح بريّه (1)
أنشدني له ابنه صاحبنا الأمير محمد في أخذه توزر:
بالمشرفيّات يحمى المجد والشّرف
…
ومن صدور المعالي تقتنى الطّرف
وللفتوح رياضات مزخرفة
…
لكنّها برقاق البيض تقتطف
[29/أ]
وفي حياة أمير المؤمنين أبي
…
يحيى أبينا سعود مالها طرف
حزنا الخلافة إرثا عن أوائلنا
…
فالملك متّلد فينا ومطّرف
لا يبلغ الوصف في عليائنا أحد
…
إلاّ وسؤددنا فوق الذي يصف
ناهيك من حسب ما مثله حسب
…
وكيف لا وأبو حفص لنا سلف؟
تخالف النّاس إلا في مفاخرنا
…
وفي المعالي ما شكّوا وما اختلفوا
حمى الشريعة منا سعي مجتهد
…
فليس بالدّين لا حيف ولا جنف
فينا التّواضع والإغضاء شيمتنا
…
والعفو والصّفح من أبنائنا عرفوا
ورأفة في جناب الله صالحة
…
فلا ترانا لغير الحقّ ننتصف
تواضعا عظمت في النّاس هيبته
…
إنّ التواضع في أنف العلى أنف
نهوى الحروف التي مجموعها نعم
…
وليس في لفظنا لام ولا ألف (2)
ما إن بنا سرف إلاّ مواهبنا
…
إنّ المواهب فيها يحمد السّرف
لبأسنا يرعد الصّمصام من رهب
…
يوم الوغى ووشيج الرمح ينعطف
(1) بريئة.
(2)
يتضمن البيت معنى قول الحزين الكناني (وينسب للفرزدق):
ما قال (لا) قط إلا في تشهده
…
لولا التشهد كانت لاؤه نعم
سيوفنا من تمادي سلّها نحلت
…
حتّى كأنّ بها من عشقها دنف
وما ارتضينا عديد الجيش يكنفنا
…
بل الجيوش بنا في الحرب تكتنف
جيش تضيق به الغبراء متّسع
…
فالأرض ترجف والأطواد تنتسف
من الفوارس طعّانين إن وقفوا
…
يوم الكريهة ضرّابون إن وقفوا
بكل هنديّة رقّ الغرار بها
…
وكلّ خطيّة قد زانها هيف
يقودها النّصر خفّاق ذوائبه
…
إذ ليس إلاّ بريح العدل ينعطف
حتى أطل (1) على سكّان توزر لا
…
يمحيهم منه سور لا ولا كنف
ظنّوا الحفير (2) حفيرا مانعا لهم
…
حتى رأوا سمعها عزما وهم هدف
[29/ب]
تواقعوا فيه أمثال الفراش ردّى
…
كأنّهم بأكفّ الجنّ قد خطفوا
لكن عفونا أدناه اعترافهم
…
والعفو أطيب ما يجنيه معترف (3)
نعفو ونصفح عن عزّ ومقدرة
…
فإنّ خير السّجايا الحلم واللّطف
أطاعت العرب لمّا أوردت حللا
…
وإنّ أرواحها بالذّعر تختطف
لاذوا بخدمتنا في ظلّ حرمتنا
…
قسرا (4) وعند التلافي يؤمن التّلف
(1) في الأصلين: أطال، وهو تحريف.
(2)
فيهما: ظنوا الحفير حفير مانع لهم.
(3)
فيهما: لكن عفوا.
(4)
في الأصل: قصرا (بالقاف)، ولعله كما أثبت.