الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ابن عمنا الرئيس الأمير الذي بويع بالطشاتين (1) أبي الوليد إسماعيل، ابن جدنا السلطان أمير المسلمين القائم بإذن الله أبي عبد الله محمد، ابن جدنا الرئيس الأمير أبي سعيد فرج ابن جدنا الأمير أبي الوليد إسماعيل، ابن جدنا الأمير أبي الحجاج يوسف الشهير بالأحمر؛ ابن جدنا السلطان أمير المؤمنين المنصور بالله أبي بكر محمد بن أحمد بن محمد بن خميس بن نصر الخزرجي.
[كنيته:]
يكنى أبا عبد الله، وأدركته. وهو ملك الأندلس وهو ابن أخي أبي رحمه الله.
حاله-رحمه [الله]
-
وصفته في كتابنا (فريد العصر من شعر بني نصر) ما نصه:
«هو الملك الذي قدح زند الفضائل فأورى. وأعاد على الملة المحمدية عهد الشباب وقد أصبح ماؤه غورا؛ والبهمة الذي تحدث الركبان بشجاعته نجدا وغورا؛ الأريحي الذي جاد بجراه (2) رياض الآمال فراق نضرة ونورا. المتألق عطر ذكره تألق الصبح، والذي كان له في تجارة الجهاد أوفر ربح. فإن ذكر الكرم فهو ابن بجدته، وإن وصف الإقدام فهو عين نجدته:
(**) -وارتقائه إلى السلطنة من سنة 761 إلى جمادى الثانية 762. فقال لسان الدين «وشمر الصهر المذكور-وهو ما هو من الإقدام ومداخلة ذؤبان الرجال-عن ساعد جده وراش وبرى واستعان بمن هفت به الأطماع.». وجملة رأي لسان الدين فيه أنه أجلب بالفتنة وأفسد الدولة، وقاد نفسة إلى الهلكة. (راجع اللمحة البدرية:108 وأعمال اعلام 308 والإحاطة 2:2 ونفاضة الجراب 183).
(1)
لم أقف على هذا الاسم، وهو كما يظر، مكان في غرناطة.
(2)
في القاموس: من جراك وجرائك وجريرتك: من أجلك.
حدّث به عن حاتم يوم النّدى
…
واسمع بزيد الخيل يوم المغنم
ولا مرية في أنه بحر الجود المتلاطم الأمواج. ومنتهى الآمال حين تضيق بالمعتفين المسالك والفجاج. جادت من سماء جوده على العلماء كل هاطلة ثره؛ وجرت أنهار عطائه لهم لأنهر المجره. أنسى-حقا-ما يؤثر عن الطائي، ووسع -صدقا-بإشاره القريب والنائي. فعادت أخباره أحلى من الأناشيد، وأملك للقلوب [20/ب] من الأغاريد، ومنادمته الفراقيد (1)، وأعذب من ماء العناقيد.
وحين خطبته الخلافة ليكون لها بعلا، لما تخيرته كفؤا وأهلا، زهد في زهرة الدنيا وخاف النار؛ وتسربل حلل السكينة والوقار. وأمر بإراقة الخمور، وقطع الملاهي؛ فكان وجه الإمارة يشرق به ويباهي. لما أظهر من الحلم والعفاف، وغمر المعتفين في إمارته من الإسعاد والإسعاف. مخالفا لشهوات قلبه؛ في مرضاة ربه. لا يثني العنان لريبة، ولا يأسف-في غير الدين-على مصيبة. عفيف الفرج والبطن عما يشينها من الحرام، متبرئا من كل موبقة تجلب له الآثام. مضى في إحياء الشريعة على سبيل الخلفاء الراشدين، وأربى في الشجاعة على من عاصره أو تقدمه من المتقدمين؛ فكانت النصارى تفرق من خوفه، وترى أن الحتف ملك لكفه.
فحليت تأليفي هذا بما انتهى إليّ من مآثره المألوفة، ومكارمه الجمة الجميلة الموصوفة؛ لكونه زهد حين أقبلت عليه دنياه، ولم يستفزه هواه. وكان يقتدي بالسلف الصلح في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولبس ثياب الصوف. ولولا قصدي الإيجاز والاختصار لألفت في آثاره ومآثره أسفار (2).
فتىّ جمعت فيه الفضائل كلّها
…
ولا بدّ من نقص فكان من العمر!
(1) كذا فيهما.
(2)
كذا لضرورة السجع
فمن قوله-وكتب به مجاوبا-.
قل للتي نبّأتك هذا
…
قد صح هذا ب «صح هذا» (1)
فلا تبالي صدود قوم
…
يروم في صدّك التذاذا (2)
وسلّم الأمر والمقاضي
…
لخير قاض قضى بهذا
وعلى هذا الأبيات حكاية. وذلك أن كاتبه الفقيه أبا القاسم (3) محمد ابن قطبة [21/أ] الدوسي طلب منه أن يقلده رياسة كتابه، وخطة العلامة.
وكانت علامة كتبه، وكتب آبائه الملوك بني الأحمر من بني نصر:(صح هذا) تكتب بقلم غليظ القطة. فكتب له ابن قطبة هذا، في ذلك، بقوله (4):
تقول ليلى-وقد رأتني
…
كسيف بال-: فديت، ماذا؟
فقلت مهلا، فعن قريب
…
يصحّ هذا ب «صحّ هذا» !
فجاوبه ابن عمنا السلطان الغالب بالله، المتوكل على الله، أبو عبد الله المذكور بأبياته المتقدمة.
(1) قال ابن الاحمر-مؤلف هذا الكتاب-في كتابه الآخر (مستودع العلامة) ص 23 - 24: إن علامة دولة بني الاحمر (التي يوقع بها ملوكهم على الصكوك وغيرها) كانت «ولا غالب إلا الله» ثم كانت «وكتب في التاريخ» ثم كانت «صح هذا» .
(2)
كلمة «في» جاءت في الاصلين قبل «صدود» وتحت البيت نظر.
(3)
أبو القاسم محمد بن قطبة الدوسي، من أسرة مشهورة بالأدب والخدمة السلطانية ترجم لسان الدين بن الخطيب لعدد منهم في كتبه المختلفة كالإحاطة والكتيبة الكامنة وغيرهما. وانظر أيضا نثير فرائد الجمان:318 في ترجمة ابنه أبي بكر محمد.
(4)
البيتان في مستودع العلامة.