المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

المدينة البيضاء، ثم سرحه من السجن السعيد بالله أبو يحيى - أعلام المغرب والأندلس في القرن الثامن

[ابن الأحمر]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة المحقق

- ‌[مقدمة مؤلف الكتاب]

- ‌الباب الأولفي فضل الشّعر وإباحة إنشاده بالمساجد

- ‌والاستعارة

- ‌والتمثيل

- ‌والاشارة

- ‌ذكر ألقاب في صناعة البديع

- ‌أما التجنيس

- ‌وأما الترصيع

- ‌وأما الاشتقاق

- ‌وأما التطبيق

- ‌وأما لزوم ما لا يلزم

- ‌وأما التضمين المزدوج

- ‌وأما الالتفات

- ‌والاعتراض

- ‌وأما اللف والنشر

- ‌وأما التّفسير

- ‌وأما التعديد

- ‌وأمّا التّخييل

- ‌وأما المتواتر

- ‌وأما رد العجز على الصدر

- ‌وأما المساواة

- ‌وأما العكس والتبديل

- ‌وأما الاستدراك والرّجوع

- ‌وأما الاستطراد

- ‌وأما الاستهلال

- ‌وأما التّخليص

- ‌وأما الترديد

- ‌وأما التّتميم

- ‌وأما التفويف

- ‌وأما التّجاهل

- ‌وأما الهزل الذي يراد به الجدّ

- ‌وأما التّنبيه

- ‌الباب الثانيفيما بلغنا من شعر كتّاب بني مرين (*) ملوك المغرب

- ‌أمير المسلمين أبو الحسن علي بن أمير المسلمين عثمان بن أمير المسلمينيعقوب بن عبد الحق

- ‌حاله-رحمه الله

- ‌ابنه أمير المؤمنين المتوكل على الله فارس رحمه الله

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله

- ‌أخوه لأبيه أمير المسلمين عبد العزيز-رحمه الله

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله

- ‌ابن عمه الأمير منصور

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله

- ‌الشيخ أبو الحسن علي بن بدر الدينابن موسى بن عبد الرحمن بن عبد الله بن الأمير عبد الحق المريني

- ‌حاله-رحمه الله

- ‌الباب الثالثفي شعر ملوك بني الأحمر من بني نصر قومي وأبنائهم

- ‌أمير المسلمين الغالب بالله المتوكل على الله محمد

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه [الله]

- ‌الرئيس إسماعيل بن الأمير أبي سعيد فرج

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله

- ‌أخونا الرئيس محمد ابن والدنا

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-أكرمه الله

- ‌الباب الرابعفي شعر ملوك الموحّدين الحفصّيين وأنبائهم

- ‌أمير المؤمنين المستنصر بالله المنصور بفضل الله محمد بن أبي بكر ابنإسحاق بن إبراهيم بن موسى بن إبراهيم بن أبي حفص

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله

- ‌ابنه أمير المؤمنين أحمد

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله:

- ‌أخوه لأبيه أمير المؤمنين الناصرلدين الله المنصور بفضل عمر

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله رحمه الله تعالى:

- ‌أمير المؤمنين المستنصر بالله محمد بن الأمير أبي زكريا يحيى بنأمير المؤمنين المتوكل على الله أبي يحيى

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله تعالى

- ‌صاحبنا الأمير زكريا بن أمير المؤمنين أبي محمد عبد الواحد

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-أعزه الله

- ‌الباب الخامسفي شعر ملوك بني زيّان من بني عابد الوادي وأبنائهم

- ‌أمير المسلمين المتوكل على الله موسى بن يوسف

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-أكرمه الله

- ‌صاحبنا الأمير الحاج يوسف بن عمر بن يعقوبابن الأمير عامر بن أمير المسلمين يغمراسن بن زيّان

- ‌[كنيته:]

- ‌[32/ أ] حاله-رحمه الله تعالى

- ‌صاحبنا الأخلص محمد بن الأمير أبي سرحان مسعود:

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله:

- ‌الباب السادسفي شعر ملوك بني العز في وأبنائهم

- ‌الأمير محمد بن الأمير يحيى:

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله

- ‌ابنه صاحبنا محمد-سلمه الله

- ‌[كنيته:]

- ‌الباب السابعفيما بلغنا من شعر كتّاب قومي بني الأحمر ملوك الأندلس

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله

- ‌الباب الثامنفيما بلغنا من شعر وزراء قومي بني الأحمرمن بني نصر ملوك الأندلس

- ‌الفقيه الكاتب صاحب القلم الأعلىأحمد بن إبراهيم بن صفوان

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله تعالى

- ‌الفقيه الخطيب القاضي الكاتب صاحب القلم الأعلى:عبد الحق بن محمد بن عطية المحاربي

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-سلّمه الله

- ‌الباب التاسعفيما بلغنا من شعر قضاة بلادنا الأندلسيّة وفقهائها

- ‌الفقيه الكاتب القاضي الخطيب:محمد بن أحمد الحسنيّ

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله

- ‌الفقيه الخطيب علي بن أحمد الحسني

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رضي الله عنه

- ‌الفقيه القاضي الخطيب محمد بن محمد السّلمي

- ‌[كنيته:]

- ‌نسبه:

- ‌حاله:

- ‌الفقيه الكاتب القاضي محمد بن عمر بن علي بن عتيق القرشي

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله تعالى

- ‌الفقيه الكاتب القاضي الخطيب أحمد بن محمد بن أحمد بن محمدابن عبد الله بن جزي الكلبي

- ‌[كنيته:]

- ‌وأبوه، أبو القاسم محمد كان خطيب الجامع الأعظم بغرناطة

- ‌والقاضي أبو بكر

- ‌حاله-أكرمه الله

- ‌الفقيه الكاتب القاضي الخطيب علي بن عبد الله بن الحسنالجذامي

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله:

- ‌الفقيه الكاتب أحمد بن علي بن محمد بن علي ابن محمد بن محمد بن خاتمة الأنصاري

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-سلمه الله

- ‌شيخنا الفقيه الخطيب فرج بن قاسمابن أحمد بن لب التغلبي

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-نسأ الله في أجله

- ‌الفقيه الحاج محمد بن محمد بن الشّديد

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله تعالى

- ‌الفقيه الضرير:محمد بن أحمد بن علي بن جابر الهواري

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله

- ‌الفقيه الحاجإبراهيم بن محمد الأنصاري الأوسي

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله

- ‌الباب العاشرفيما بلغنا من شعر كتّاب بني مرين

- ‌الفقيه الكاتب صاحب القلم الأعلىعبد المهيمن بن محمد بن عبد المهيمن الحضرمي

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله تعالى

- ‌الفقيه الرئيس الحاجب الكاتب صاحب القلم الأعلى محمد بن محمد بن أحمد بن علي بن أبي عمرو التميمي

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله تعالى

- ‌الفقيه القاضي الخطيب الكاتب صاحب القلم الأعلى عبد اللهابن يوسف بن رضوان بن يوسف بن رضوان بن يوسف بن رضوانابن يوسف بن رضوان النجاري الخزرجي

- ‌حاله-نسأ الله في أجله

- ‌الفقيه الكاتب القاسم بن يوسف بن رضوان رحمه الله

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله

- ‌الفقيه الكاتب صاحب القلم الأعلى وكاتب الأشغال السلطانيةعلي بن محمد بن أحمد بن موسى بن سعود الخزاعي

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-أكرمه الله

- ‌الفقيه الكاتب محمد بن عبد الحكيم بن تادرارت

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله

- ‌الفقيه الكاتب أحمد بن شعيب الجزنائي

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله تعالى

- ‌الفقيه الكاتب محمد بن عبد الله بن أبي مدين شعيب العثماني

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله

- ‌ابن عمه الفقيه الكاتب صاحب القلم الأعلى محمد بن محمد ابنأبي مدين

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله: -رحمه الله تعالى

- ‌أخوه الفقيه الكاتب شعيب بن محمد ابن أبي مدين شعيب بن مخلوف العثماني

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله تعالى

- ‌ابنه الفقيه الكاتب حمزة بن شعيب ابن محمد بن أبي مدين شعيب

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله

- ‌الفقيه القاضي الكاتب علي بن محمدابن عبد الحق بن الصباغ العقيلي

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله تعالى

- ‌الفقيه الكاتب يحيى بن إبراهيم ابنزكريا الأنصاري الأوسي

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله تعالى

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله

- ‌الفقيه الكاتب صاحب القلم الأعلى عبد الرحمن بن محمد بنخلدون الحضرمي

- ‌حاله:

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-أكرمه الله تعالى

- ‌صاحبنا الفقيه الكاتب أحمد بن يحيى بن أحمد بن عبد[87/ب] المنّان الانصاري الخزرجي

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-أكرمه الله

- ‌الباب الحادي عشرفيما بلغنا من شعر قضاة المغرب وفقهائها

- ‌الفقيه القاضي الخطيب محمد بن علي بن عبد الرزاق الجزولي

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله تعالى

- ‌شيخنا الفقيه الخطيب القاضي محمد بن أحمد بن عبد الملك بنشعيب بن عبد الله بن موسى بن مالك الفشتالي

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-سلمه الله

- ‌شيخنا الفقيه القاضي الحسن بن عثمان بن عطيّة بن موسى بنيوسف بن عبد العالي التّجاني المعروف بالوانشريسي

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-سلّمه الله تعالى

- ‌شيخنا الفقيه القاضي الخطيب الحاج عبد الرحمن بن محمد بن عبدالرحمن بن عبد الله بن الفقيه الامام القاضي أبي الوليد محمد الحفيد بن الفقيهالقاضي أبي القاسم أحمد بن الفقيه الامام القاضي أبي الوليد محمد بن أحمد بنرشد الأموي

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-أكرمه الله

- ‌صاحبنا الأستاذ النحوي المقرىء عبد الرحمن بن علي بن صالح المكودي

- ‌[كنيته:]

- ‌صاحبنا الفقيه الأستاذ النحوي المقرىءعبد الله بن محمد البكري

- ‌‌‌[كنيته:]

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله:

- ‌صاحبنا الفقيه الأستاذ النحوي المقرىء محمد بن عمر بن توقرت الموحد التينملي:

- ‌حاله رحمه الله:

- ‌صاحبنا الفقيه الكاتب أبو العباس أحمد بن الشيخ الصوفي الصالح أبي عبد الله محمد الأنصاري الخزرجي الشهير بالدباغ

- ‌حاله-سلمه الله تعالى

- ‌شيخنا الفقيه عبد الغفار بن موسى البوخلفي

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله تعالى

- ‌شيخنا الفقيه الأستاذ النحوي المقرىء محمد بن محمد بن محمد ابن داود الصنهاجي

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله

- ‌صاحبنا الأستاذ النحوي المقرىء (اللغوي) علي بن محمد بنعمر الصنهاجي:

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله:

- ‌الشيخ الفقيه الصوفي محمد بن أحمد بن شاطر الجمحي

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله تعالى

- ‌صاحبنا الفقيه العدل محمد بن أحمد بن ابراهيم بن موسى الكومي

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله:

- ‌الفقيه الصوفي محمد بن [122/ب] أحمد المكودي رحمه الله:

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله

- ‌صاحبنا الفقيه محمد بن يوسف بن أحمد بن محمد بن يوسف

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-أكرمه الله

- ‌صاحبنا الفقيه العدل إبراهيم بن علي العباسي:

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-سلمه الله

- ‌صاحبنا سعيد بن إبراهيم السدراتي رحمه الله تعالى:

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله

- ‌الباب الثاني عشرفيما قيل من الشعر في السّيفالذي بصومعة جامع القرويين من مدينة فاس

- ‌الفقيه الكاتب أبو العباس أحمد بن يحيى بن عبد المنان الخزرجي

- ‌[الفقيه المتفنن النحوي أبو عبد الله محمد بن موسى بن ابراهيم الماجري]

- ‌[أبو المكارم منديل بن محمد بن محمد بن داود بن آجروم الصنهاجي]

- ‌[الفقيه أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن المعروف بالربيب:]

- ‌[الفقيه الكاتب التاريخي أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن الخزرجي المعروف بالتاوري]

- ‌[الفقيه العدل القارىء أبو زيد عبد الرحمن بن محمد الصنهاجي المليلي]

- ‌[أحمد بن محمد الأنصاري الخزرجي المعروف بالدباغ]

- ‌[أبو الوليد إسماعيل بن الأمير أبي سعيد فرج الشهير بالأحمر]

- ‌[أبو الفضل محمد بن باشر التسولي]

- ‌[ابن باشر]

- ‌[شيخنا الفقيه الكاتب مسعود بن أبي القاسم بن أبي طلاق]

- ‌[الأستاذ النحوي أبو زيد عبد الرحمن بن عليابن صالح المكودي]

- ‌[أبو العلى إدريس بن يحيى ابن محمد بن عمر بن رشيد الفهري]

- ‌[الفقيه المتفنن أبو محمد عبد الغفار البوخلفي:]

- ‌[أبو محمد بن علي الفخار، شهر بالحياك:]

- ‌[الأديب أبو عثمان سعيد بن إبراهيم السدراتي شهر بشهبون:]

- ‌تعليقات

- ‌فهرس المصادر والمراجع

- ‌للمحقق

- ‌ في سلسلة دراسات أندلسية:

- ‌ في سلسلة الذخائر:

- ‌ في المكتبة الأندلسية:

- ‌ بالاشتراك مع الأستاذ الدكتور عدنان زرزور

- ‌ أعمال أخرى

الفصل: المدينة البيضاء، ثم سرحه من السجن السعيد بالله أبو يحيى

المدينة البيضاء، ثم سرحه من السجن السعيد بالله أبو يحيى أبو بكر بعد وفاة أبيه أمير المؤمنين المتوكل على الله أبي عنان، واستكتبه في حضرته. ثم ارتحل إلى بلاده الإفريقية؛ فقدمه حاجبا أمير المؤمنين المستنصر بالله أبو عبد الله محمد بن الأمير أبي زكريا يحيى بن أمير المؤمنين المتوكل على الله المؤيد بنصر الله أبي يحيى أبي بكر الحفصي الموحد ببجاية. وهو الآن بالأندلس في حضرة ابن عمنا أمير المسلمين الغني بالله أبي عبد الله محمد المخلوع. وحين كان في سجن أمير [83/ب] المؤمنين المتوكل على الله أبي عنان بعث من السجن (1) لأبي عنان المتوكل في العشر الأول من شعبان عام تسعة وخمسين وسبع مئة قصيدة رائقة من نظمه يستعطفه بها، وكان له في السجن ثمانية عشر شهرا.

‌حاله:

هو ممن لا ينكر حقه في ارتياض العلوم الشريفة، واستئصال رتبها العالية المنيفة. لما احتوت عليه ترجمة ذكره، وخبيئة فكره، من أساليب النظام الرائقة الحلاء. ومجاري أقوال النثر البارعة في الإنشاء. ولا يسع المصنف في هذا الشأن أن يتركه، لظرفه الكامل؛ ولا يدعه لعلمه الشامل. له باع واسع في المنطق وعلم النجوم، وما يتعلق بالعلوم النظرية والفهوم؛ وطريقة رائقة الفروع والأصول، كاد أن يصل بها إلى درجة الاجتهاد غاية الوصول. ومعرفة بالتواريخ الحديثة والقديمة، وإرسال ديمة من سحائب علمه يتبعها ديمه!

(1) تفصيل خبر سجنه في «التعريف» ص 66، وقد عقد ابن خلدون فصلا بعنوان «حدوث النكبة من السلطان أبي عنان» .

ص: 298

وقصيدته المذكورة هي (1):

على أيّ حال للّيالي أعاتب

وأيّ صروف للزّمان أغالب

كفى حزنا أنّي على القرب نازح

وأني على دعوى شهودي غائب

وأني على حكم الحوادث نازل

تسالمني طورا وطورا تحارب (2)

أحنّ إلى إلفي وقد حال دونهم

مهامه فيح دونهنّ سباسب

5 وبيداء قفر غيّرتها يد البلى

وأزرت بمغناها الصّبا والجنائب

(1) قال ابن خلدون: كان اتصالي بالسلطان أبي عنان آخر سنة ست وخمسين (وسبعمئة) وقربني وأدناني واستعملني في كتابته حتى تكدر جوي عنده. . ثم اعتل السلطان آخر سبع وخمسين. وكانت قد حصلت بيني وبين الأمير محمد صاحب بجاية من الموحدين مداخلة أحكمها ما كان لسلفي في دولتهم. وغفلت عن التحفظ في مثل ذلك من غيرة السلطان فما هو إلا ان شغل بوجعه، حتى أنمى إليه بعض الغواة أن صاحب بجاية معتمل في الفرار ليسترجع بلده، وبها يومئذ وزيره الكبير عبد الله بن علي. فانبعث السلطان لذلك، وبادر بالقبض عليه. وكان فيما أنمي إليه أني داخلته في ذلك فقبض علي وامتحنني، وحبسني، وذلك في ثامن عشر صفر سنة ثمان وخمسين. ثم أطلق الأمير محمدا، وما زلت أنا في اعتقاله إلى أن هلك. وخاطبته بين يدي مهلكه مستعطفا بقصيدة أولها. . . «الأبيات» . وذكر من القصيدة خمسة أبيات فقط ثم قال «وهي طويلة نحو المئتين بيتا. .» . والقصيدة عند ابن الاحمر هنا في 107 أبيات، ونرجح أنها كاملة، ويكون الرقم الباقي في ذاكرة ابن خلدون عن القصيدة مبالغا فيه.

(2)

أورد في التعريف «67» الأبيات الثلاثة الأولى، وأردف بالبيتين التاسع والعاشر. وقال إن بقية الأبيات «ذهبت عن حفظه» .

ص: 299

بها لعزيف الجنّ (1) أيّ تراجع

وبين الرّياح الهوج فيها تلاعب

يضلّ بها الخرّيت (2) في كل موقف

فيصرفه بحر من الآل راسب

سلوتهم إلا ادّكار معاهد

لها في اللّيالي الغابرات غرائب

وإنّ نسيم الريح منهم يشوقني

إليهم وتصبيني البروق اللّواعب

[84/أ]

10 ولم أنس، لا أنسى الوداع وقد جرت

دموع وزمّت للوداع ركائب

عشيّة بانوا والقلوب جوامد

وكان عقيق في النّواظر ذائب

وقفنا ولا نجوى سوى بين أعين

وشت بالهوى منها دموع سواكب

تخاطب رسم الدّار شوقا وما لنا

على القرب إلا من صداها مجاوب

مضوا يزمعون السّير إلا تلفّتا

كما التفتت بين الأراك الرّبارب (3)

(1) قالوا: العزيف صوت الجن، وهو صوت الرمال إذا ذهبت بها الرياح.

(2)

الخريت: الدليل الحاذق بالدلالة.

(3)

في الأصلين: الربائب، ونرجح ما أثبت. والربارب ج الربرب وهو القطيع من الظباء، ومن البقر الوحشي والإنسي.

ص: 300

15 وأتبعتهم طرفي وقلبي وما دروا

بأني على آثار هذين ذاهب

وما راعني إلا المآقي تحدّرت

بهنّ قلوب في الدّموع ذوائب

وقد طويت شمس الأصيل بأفقها

كما نشرت للّيل منها ذوائب

وسرنا وترجيع الحداة يحثّنا

كما رجّع الإنجيل في الصّبح راهب (1)

نميل على الأكوار سهدا كأنّنا

نشاوى مدام أنحلتها الحقائب (2)

20 أقول لصحبي-والظعائن ترتمي

وقد أخذت منّا السّرى والنّجائب

وقد ظمئت منّا المطيّ وأظلمت

دجى خفيت فيها علينا المذاهب-

: ردوا ليس يروينا الغمام وهذه

دموعي لا يظما بها بعد شارب!

وإن يك بالشّهب اهتداء فهذه

بصدري شهب للغرام ثواقب

رعى الله عهدا ضمّه أفق تونس

ومعهد أنس لم ترعه النّوائب

(1) في الأصلين «كما رصع الإنجيل في الصفح» ونرجح ما أثبت.

(2)

جمع الشاعر حقبة-وهي من الدهر: المدة لا وقت لها-على حقائب. ولم أجد لها هذا الجمع.

ص: 301

25 وجادت عليه الغانيات بما حوت

من الظّلم لا ما تحتويه السّحائب (1)

وروّض منها كل قطر بأغصن ال

ـقدود اللّواتي لم تثرها الأهاضب

بلاد بها عقّ (2) الشباب تمائمي

ولا مس فيها التّرب منّي التّرائب

يذكّرني عهد الرضّا في جنابها

أمان تقضّت لي بها ومآرب

فأصبو ولكن أين مني مزارها؟

وأبكي وإن لم تغن عنّي السحائب!

30 ويقلقني شوق تضرّم بالحشا

فتحرقني لولا الدّموع لواهب

[84/ب]

أبيت تناجيني الهموم كأننّي

صديق عفا (3) في الحبّ وهي تعاتب

وإن قمت غنّتني قيان أداهم

لها بين أقدام الكماة ملاعب

وقد أمتطي فكري لدى اللّيل مركبا

بذكر الّذي تحدى إليه الرّكائب

(1) الظلم: ماء الأسنان وبريقها.

(2)

في الأصلين: «غص» ولا معنى لها، والصواب ما أثبت.

(3)

كذا فيها.

ص: 302

وأعشو إلى مدح الخليفة فارس

فتنجاب عنّي للخطوب غياهب

35 إمام هدى ضاءت شموس اهتدائه

فبانت لنا من بينهنّ المذاهب

ترقرق ماء البشر في صفحاته

وأينع منه المجد فالمحل عاشب (1)

وأوسع أبناء الزّمان نواله

فليس سوى ممّن ينوّل كاسب

خلائق يحكيها الرّياض بدائعا (2)

فتعزى له إن حقّق القول ناسب

جرى الجود أنهارا-بكفّيه-عذبة

(ما تلك)(3) في الرّاحات منها مشارب

40 وسار على الآفاق طيب ثنائه

فما المسك لولا عرفه المتطايب

وأشرقت الدّنيا بنور جبينه

فما المسك لولا عرفه المتطايب

وأشرقت الدّنيا بنور جبينه

فما الشمس إلا إن بدا منه حاجب!

(1) مكان عاشب: ذو عشب.

(2)

فيهما: بدائعا.

(3)

فيهما: ما تلك.

ص: 303

مناقب تحكي الشّهب ضوءا ورفعة

فيسري بها في مهمه الخطب راكب

ففكر إذا ما أظلم الخطب نيّر

وفهم إذا ما أشكل العلم ثاقب

وهمّة من لم يجعل الإرث وحده

طريق العلى حتّى استتمّت مناصب

45 تزاحم تيجان الملوك ببابه

كما ازدحمت بالّدارعين المواكب

وتفخر من ملك أغرّ مهذّب

ثقيل المراقي عنده والمناصب

جبرت عماد الدّين بعد انصداعه

على حين لم يجبر له الصّدع شاعب (1)

وملئت عن الدّنيا إلى الدّين راغبا

على رغبة منها فنعم المراغب

50 وشيّدت فخرا في ذؤابة معشر

نمتك إلى العلياء منهم عصائب

ومهّدت ركن الملك منك بعزمة

تذب بها عنه الحماة الضوارب

[85/أ]

ودوّخت أرض الغرب حتى تسابقت

لأمرك طوعا عجمه والأعارب

(1) شعب الشىء فرقه، واستعمل في الضد فقيل: شعب الصدع إذا لمه وأصلحه، و «شاعب» في البيت من هذا النحو.

ص: 304

فأوطأتهم فوق السّماكين منزلا

فليس لهم إلا هناك مراتب

ولمّا طغى بالشرق كلّ مكذّب

عصيّ تناجيه الأماني الكواذب

55 ويخلو على بعد الدّيار بنفسه

فتعصيه (1) من طعن العدا ما يطالب

بدأتهم بالقول (2) لو أنّ سعيهم

حميد (3) لما ساءت لديهم عواقب

ولكن أبوا إلاّ جماحا وما دروا

بأنّك حزب الله-والله غالب! -

ولجّوا على ظنّ بأنّ حصونهم

ممنّعة لو أنّ غيرك طالب

فسمتهم بالرّعب قبل نزالهم

ففلّت جموع منهم ومضارب

60 وأرسلتهم من آل أعوج غلّب

عليها من الأبطال شوس أغالب

من القوم ما غير القنا في طريقهم

أنيس ولا غير المهنّد صاحب

(1) في «م» فتقصيه، وفي «ط» فتعصيه.

(2)

في «م» بالقبول.

(3)

في «م» حميدا.

ص: 305

إذا أظلمت جنج النّهار دروعهم

أضاءت وجوه منهم ومناقب

وإن ضلّ في ليل الكفاح دليلهم

هدتهم من العزم الصّميم كواكب

بأيديهم سمر الرّماح كما على

عواتقهم بيض السّيوف القواضب

65 فذاك أصمّ يبلغ الطّعن للعدا

وهذا سميع إن تناجي الكتائب!

غمائم للعافين، تهتن، صيّب

وفي عرصات المارقين مصائب

ففي الحرب آساد وفي السلم سادة

ويوم النّدا والمكرمات سحائب

ندبتهم لله ثمّ بعثتهم

تقام على الأعداء منهم نوادب

وسرت فلولا أنّ أمرك وازع

لسارت جبال عندها وأهاضب

70 وريعوا فلولا طود حلمك قد رسا

لزعزع من ذاك الأشمّ جوانب

بجيش يغصّ الأفق منه بمركب

ويعجز عن حصر الكتيبة حاسب

يباح حمى الأفلاك عند فريقهم

وتنهب إن أومى إلى الشّهب ناهب

ص: 306

[85/ب]

أثرت بهم فوق الأعادي مصائبا

من النقع جدواها السهام الصوائب

وجست على رغم خلال ديارهم

تعطّر بالأردان منك مساحب

75 فلولا اعتصام كان منهم بطاعة

لأغرقهم طوفانك المتراكب

ولمّا انتضى جبّار تونس عزمة

ورام فرارا لو نجا منك هارب

بعثت بها غربان زجر يحشّها

لتفريق شمل من أعاديك ناعب

وملّكتها شرقا وغربا كأنّما

لأمرك من جاري المقادير صاحب

ولولا خطوب كنت حاسم دائها

لقد علموا كيف الغريم المطالب

80 أمولاي طاب القول لي فأطلته

وما طيّب الأقوال إلا الأطايب!

وما كان لي نظم القريض بضاعة

ولكن دعاني نحو مدحك جاذب

فجئت بها حسناء تلتمس الرّضا

وإن رغم الواشون منها وشاغبوا

ص: 307

فعفوا أمير المؤمنين فليس لي

يدان بسخط منك والصّبر عازب

أساق مدى الأيام في القيد مفعم

وجسم عليل بعد ذلك شاحب

85 وقد وضحت للحلم في كلّ طيّع

وعاص شرود عنك طرق لواحب

وأرضعتهم ثدي الأماني وكم بغوا

وأوردتهم صفو الأماني وحاربوا

أبى الله إلا أن يكون لك العلا

تنيل الورى عفوا فتعفى المعايب

وإن أثبت الأعداء أني مذنب

فصفحك يا مولاي للذّنب سالب

وهبهم رموني بالتّي لست أهلها

أليس انتسابي واضح متناسب؟

90 أبعد انتزاحي عن بلادي تحثّني

إلى بابك الأعلى مطيّ شوازب (1)

وغرّاء من نسل الجديل وشدقم (2)

لها في الرّياح العاصفات مناسب

يجاذب عطفيها المراح فتنثني

كما التفتت في الرّوض حسناء (3) كاعب

(1) شوازب ج شازب: وهو الضامر.

(2)

الجديل، وشدقم فحلان مشهوران للنعمان بن المنذر.

(3)

«حسناء» سقطت من «م» .

ص: 308

وتكبر قدرا أن يميل بمثلها

لغيرك قصدا أو تحنّ مطالب

[86/أ]

رقمت بها في صفحة البيد أسطرا

كما زان رقما في الصحيفة كاتب

95 وجبت بها غور الفلاة ونجدها

وليس سوى من ذنبها ما أصاحب!

كأني لفظ والبلاد تجيبني

خواطر منها للمعاني صوائب

نظنّ بأنّ الشّرق عن حمل كتمه

نضيق فتطوي سرّهنّ المغارب

إلى أن حططت الرّحل في سرحة العلا

لدى بابك الأعلى كما حطّ آيب

وأصدرتني عن ورد نعماك ناهلا

وقد أثقلت ظهري لديك المواهب

100 فكيف أولّي شطر غيرك وجهة

أؤمّل منها نجعة أو أراقب

وما خلصت إلا لبابك هجرتي

ولم تصف لي ممّن سواك المشارب

وإني على علم بأن لا مملّك

سواك على الدّنيا ولا عنك ذاهب

ص: 309