المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌حاله-نسأ الله في أجله - أعلام المغرب والأندلس في القرن الثامن

[ابن الأحمر]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة المحقق

- ‌[مقدمة مؤلف الكتاب]

- ‌الباب الأولفي فضل الشّعر وإباحة إنشاده بالمساجد

- ‌والاستعارة

- ‌والتمثيل

- ‌والاشارة

- ‌ذكر ألقاب في صناعة البديع

- ‌أما التجنيس

- ‌وأما الترصيع

- ‌وأما الاشتقاق

- ‌وأما التطبيق

- ‌وأما لزوم ما لا يلزم

- ‌وأما التضمين المزدوج

- ‌وأما الالتفات

- ‌والاعتراض

- ‌وأما اللف والنشر

- ‌وأما التّفسير

- ‌وأما التعديد

- ‌وأمّا التّخييل

- ‌وأما المتواتر

- ‌وأما رد العجز على الصدر

- ‌وأما المساواة

- ‌وأما العكس والتبديل

- ‌وأما الاستدراك والرّجوع

- ‌وأما الاستطراد

- ‌وأما الاستهلال

- ‌وأما التّخليص

- ‌وأما الترديد

- ‌وأما التّتميم

- ‌وأما التفويف

- ‌وأما التّجاهل

- ‌وأما الهزل الذي يراد به الجدّ

- ‌وأما التّنبيه

- ‌الباب الثانيفيما بلغنا من شعر كتّاب بني مرين (*) ملوك المغرب

- ‌أمير المسلمين أبو الحسن علي بن أمير المسلمين عثمان بن أمير المسلمينيعقوب بن عبد الحق

- ‌حاله-رحمه الله

- ‌ابنه أمير المؤمنين المتوكل على الله فارس رحمه الله

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله

- ‌أخوه لأبيه أمير المسلمين عبد العزيز-رحمه الله

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله

- ‌ابن عمه الأمير منصور

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله

- ‌الشيخ أبو الحسن علي بن بدر الدينابن موسى بن عبد الرحمن بن عبد الله بن الأمير عبد الحق المريني

- ‌حاله-رحمه الله

- ‌الباب الثالثفي شعر ملوك بني الأحمر من بني نصر قومي وأبنائهم

- ‌أمير المسلمين الغالب بالله المتوكل على الله محمد

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه [الله]

- ‌الرئيس إسماعيل بن الأمير أبي سعيد فرج

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله

- ‌أخونا الرئيس محمد ابن والدنا

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-أكرمه الله

- ‌الباب الرابعفي شعر ملوك الموحّدين الحفصّيين وأنبائهم

- ‌أمير المؤمنين المستنصر بالله المنصور بفضل الله محمد بن أبي بكر ابنإسحاق بن إبراهيم بن موسى بن إبراهيم بن أبي حفص

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله

- ‌ابنه أمير المؤمنين أحمد

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله:

- ‌أخوه لأبيه أمير المؤمنين الناصرلدين الله المنصور بفضل عمر

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله رحمه الله تعالى:

- ‌أمير المؤمنين المستنصر بالله محمد بن الأمير أبي زكريا يحيى بنأمير المؤمنين المتوكل على الله أبي يحيى

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله تعالى

- ‌صاحبنا الأمير زكريا بن أمير المؤمنين أبي محمد عبد الواحد

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-أعزه الله

- ‌الباب الخامسفي شعر ملوك بني زيّان من بني عابد الوادي وأبنائهم

- ‌أمير المسلمين المتوكل على الله موسى بن يوسف

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-أكرمه الله

- ‌صاحبنا الأمير الحاج يوسف بن عمر بن يعقوبابن الأمير عامر بن أمير المسلمين يغمراسن بن زيّان

- ‌[كنيته:]

- ‌[32/ أ] حاله-رحمه الله تعالى

- ‌صاحبنا الأخلص محمد بن الأمير أبي سرحان مسعود:

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله:

- ‌الباب السادسفي شعر ملوك بني العز في وأبنائهم

- ‌الأمير محمد بن الأمير يحيى:

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله

- ‌ابنه صاحبنا محمد-سلمه الله

- ‌[كنيته:]

- ‌الباب السابعفيما بلغنا من شعر كتّاب قومي بني الأحمر ملوك الأندلس

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله

- ‌الباب الثامنفيما بلغنا من شعر وزراء قومي بني الأحمرمن بني نصر ملوك الأندلس

- ‌الفقيه الكاتب صاحب القلم الأعلىأحمد بن إبراهيم بن صفوان

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله تعالى

- ‌الفقيه الخطيب القاضي الكاتب صاحب القلم الأعلى:عبد الحق بن محمد بن عطية المحاربي

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-سلّمه الله

- ‌الباب التاسعفيما بلغنا من شعر قضاة بلادنا الأندلسيّة وفقهائها

- ‌الفقيه الكاتب القاضي الخطيب:محمد بن أحمد الحسنيّ

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله

- ‌الفقيه الخطيب علي بن أحمد الحسني

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رضي الله عنه

- ‌الفقيه القاضي الخطيب محمد بن محمد السّلمي

- ‌[كنيته:]

- ‌نسبه:

- ‌حاله:

- ‌الفقيه الكاتب القاضي محمد بن عمر بن علي بن عتيق القرشي

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله تعالى

- ‌الفقيه الكاتب القاضي الخطيب أحمد بن محمد بن أحمد بن محمدابن عبد الله بن جزي الكلبي

- ‌[كنيته:]

- ‌وأبوه، أبو القاسم محمد كان خطيب الجامع الأعظم بغرناطة

- ‌والقاضي أبو بكر

- ‌حاله-أكرمه الله

- ‌الفقيه الكاتب القاضي الخطيب علي بن عبد الله بن الحسنالجذامي

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله:

- ‌الفقيه الكاتب أحمد بن علي بن محمد بن علي ابن محمد بن محمد بن خاتمة الأنصاري

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-سلمه الله

- ‌شيخنا الفقيه الخطيب فرج بن قاسمابن أحمد بن لب التغلبي

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-نسأ الله في أجله

- ‌الفقيه الحاج محمد بن محمد بن الشّديد

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله تعالى

- ‌الفقيه الضرير:محمد بن أحمد بن علي بن جابر الهواري

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله

- ‌الفقيه الحاجإبراهيم بن محمد الأنصاري الأوسي

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله

- ‌الباب العاشرفيما بلغنا من شعر كتّاب بني مرين

- ‌الفقيه الكاتب صاحب القلم الأعلىعبد المهيمن بن محمد بن عبد المهيمن الحضرمي

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله تعالى

- ‌الفقيه الرئيس الحاجب الكاتب صاحب القلم الأعلى محمد بن محمد بن أحمد بن علي بن أبي عمرو التميمي

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله تعالى

- ‌الفقيه القاضي الخطيب الكاتب صاحب القلم الأعلى عبد اللهابن يوسف بن رضوان بن يوسف بن رضوان بن يوسف بن رضوانابن يوسف بن رضوان النجاري الخزرجي

- ‌حاله-نسأ الله في أجله

- ‌الفقيه الكاتب القاسم بن يوسف بن رضوان رحمه الله

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله

- ‌الفقيه الكاتب صاحب القلم الأعلى وكاتب الأشغال السلطانيةعلي بن محمد بن أحمد بن موسى بن سعود الخزاعي

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-أكرمه الله

- ‌الفقيه الكاتب محمد بن عبد الحكيم بن تادرارت

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله

- ‌الفقيه الكاتب أحمد بن شعيب الجزنائي

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله تعالى

- ‌الفقيه الكاتب محمد بن عبد الله بن أبي مدين شعيب العثماني

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله

- ‌ابن عمه الفقيه الكاتب صاحب القلم الأعلى محمد بن محمد ابنأبي مدين

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله: -رحمه الله تعالى

- ‌أخوه الفقيه الكاتب شعيب بن محمد ابن أبي مدين شعيب بن مخلوف العثماني

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله تعالى

- ‌ابنه الفقيه الكاتب حمزة بن شعيب ابن محمد بن أبي مدين شعيب

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله

- ‌الفقيه القاضي الكاتب علي بن محمدابن عبد الحق بن الصباغ العقيلي

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله تعالى

- ‌الفقيه الكاتب يحيى بن إبراهيم ابنزكريا الأنصاري الأوسي

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله تعالى

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله

- ‌الفقيه الكاتب صاحب القلم الأعلى عبد الرحمن بن محمد بنخلدون الحضرمي

- ‌حاله:

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-أكرمه الله تعالى

- ‌صاحبنا الفقيه الكاتب أحمد بن يحيى بن أحمد بن عبد[87/ب] المنّان الانصاري الخزرجي

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-أكرمه الله

- ‌الباب الحادي عشرفيما بلغنا من شعر قضاة المغرب وفقهائها

- ‌الفقيه القاضي الخطيب محمد بن علي بن عبد الرزاق الجزولي

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله تعالى

- ‌شيخنا الفقيه الخطيب القاضي محمد بن أحمد بن عبد الملك بنشعيب بن عبد الله بن موسى بن مالك الفشتالي

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-سلمه الله

- ‌شيخنا الفقيه القاضي الحسن بن عثمان بن عطيّة بن موسى بنيوسف بن عبد العالي التّجاني المعروف بالوانشريسي

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-سلّمه الله تعالى

- ‌شيخنا الفقيه القاضي الخطيب الحاج عبد الرحمن بن محمد بن عبدالرحمن بن عبد الله بن الفقيه الامام القاضي أبي الوليد محمد الحفيد بن الفقيهالقاضي أبي القاسم أحمد بن الفقيه الامام القاضي أبي الوليد محمد بن أحمد بنرشد الأموي

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-أكرمه الله

- ‌صاحبنا الأستاذ النحوي المقرىء عبد الرحمن بن علي بن صالح المكودي

- ‌[كنيته:]

- ‌صاحبنا الفقيه الأستاذ النحوي المقرىءعبد الله بن محمد البكري

- ‌‌‌[كنيته:]

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله:

- ‌صاحبنا الفقيه الأستاذ النحوي المقرىء محمد بن عمر بن توقرت الموحد التينملي:

- ‌حاله رحمه الله:

- ‌صاحبنا الفقيه الكاتب أبو العباس أحمد بن الشيخ الصوفي الصالح أبي عبد الله محمد الأنصاري الخزرجي الشهير بالدباغ

- ‌حاله-سلمه الله تعالى

- ‌شيخنا الفقيه عبد الغفار بن موسى البوخلفي

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله تعالى

- ‌شيخنا الفقيه الأستاذ النحوي المقرىء محمد بن محمد بن محمد ابن داود الصنهاجي

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله

- ‌صاحبنا الأستاذ النحوي المقرىء (اللغوي) علي بن محمد بنعمر الصنهاجي:

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله:

- ‌الشيخ الفقيه الصوفي محمد بن أحمد بن شاطر الجمحي

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله تعالى

- ‌صاحبنا الفقيه العدل محمد بن أحمد بن ابراهيم بن موسى الكومي

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله:

- ‌الفقيه الصوفي محمد بن [122/ب] أحمد المكودي رحمه الله:

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله

- ‌صاحبنا الفقيه محمد بن يوسف بن أحمد بن محمد بن يوسف

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-أكرمه الله

- ‌صاحبنا الفقيه العدل إبراهيم بن علي العباسي:

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-سلمه الله

- ‌صاحبنا سعيد بن إبراهيم السدراتي رحمه الله تعالى:

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله

- ‌الباب الثاني عشرفيما قيل من الشعر في السّيفالذي بصومعة جامع القرويين من مدينة فاس

- ‌الفقيه الكاتب أبو العباس أحمد بن يحيى بن عبد المنان الخزرجي

- ‌[الفقيه المتفنن النحوي أبو عبد الله محمد بن موسى بن ابراهيم الماجري]

- ‌[أبو المكارم منديل بن محمد بن محمد بن داود بن آجروم الصنهاجي]

- ‌[الفقيه أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن المعروف بالربيب:]

- ‌[الفقيه الكاتب التاريخي أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن الخزرجي المعروف بالتاوري]

- ‌[الفقيه العدل القارىء أبو زيد عبد الرحمن بن محمد الصنهاجي المليلي]

- ‌[أحمد بن محمد الأنصاري الخزرجي المعروف بالدباغ]

- ‌[أبو الوليد إسماعيل بن الأمير أبي سعيد فرج الشهير بالأحمر]

- ‌[أبو الفضل محمد بن باشر التسولي]

- ‌[ابن باشر]

- ‌[شيخنا الفقيه الكاتب مسعود بن أبي القاسم بن أبي طلاق]

- ‌[الأستاذ النحوي أبو زيد عبد الرحمن بن عليابن صالح المكودي]

- ‌[أبو العلى إدريس بن يحيى ابن محمد بن عمر بن رشيد الفهري]

- ‌[الفقيه المتفنن أبو محمد عبد الغفار البوخلفي:]

- ‌[أبو محمد بن علي الفخار، شهر بالحياك:]

- ‌[الأديب أبو عثمان سعيد بن إبراهيم السدراتي شهر بشهبون:]

- ‌تعليقات

- ‌فهرس المصادر والمراجع

- ‌للمحقق

- ‌ في سلسلة دراسات أندلسية:

- ‌ في سلسلة الذخائر:

- ‌ في المكتبة الأندلسية:

- ‌ بالاشتراك مع الأستاذ الدكتور عدنان زرزور

- ‌ أعمال أخرى

الفصل: ‌حاله-نسأ الله في أجله

[53/أ]

‌حاله-نسأ الله في أجله

-

هو معيد البلاغة ومبديها، وعالم الأندلس ومفتيها، ومظهر مشكلات العلوم ومجليها. وشيخها وفتاها، وحامل لواها، وفارس البراعة والمتلفع برداها. قد تحلى بالسكينة والتقوى، والتزم الطاعة في السر والنّجوى. إن حضر مع الفقهاء مجلسا، واحتل للأدباء مكنسا؛ فله يتبعون، وعلى قوله يعولون. وهو المصيب في كلامه ونظمه، بثقوب ذهنه واتساع علمه. مع باع مديد في النحو واللغة الغريبة، وحفظ للآداب والتواريخ العجيبة، ومعرفة شديدة، بالأصول والفروع والحديث، مصيبة. ونبل فائق في العروض والمنطق والبيان، وعلم الكلام والقراءات وتفسير القرآن. وهو (يرى)؟ (1) في كل لهذه (2) العلوم قاريا، ولتدريسها ملازما، وعلى نهج تبيانها جاريا. وينظم القصائد النفائس، فتأتي كالقلائد في أجياد العرائس.

ولعمري ما تكلم مع أحد من الناس، في توجيه مسألة فقهية أو قياس؛ إلا كان له عليه الظهور، شهد له بذلك الخاصة والجمهور.

أنشدني لنفسه يمدح رسول الله صلى الله عليه وسلم:

إذا البرق ثار أثار ادّكارا

لقلبي فأذكى عليه أوارا (3)

تروم جفوني لنار الهوى

خمودا فتهمي دموعي غزارا

فماء جفوني يسحّ انهمالا

ونار فؤادي تهيج استعارا

(1) كلمة لم تتضح لي، وهذه أقرب قراءة تبينتها.

(2)

في النسختين: لهذا، ولعله كما أثبت.

(3)

نقل المقري في نفح الطيب (5:510 - 521) القصيدة عدا البيت 11.

ص: 187

أطيل العويل صباح (1) مساء

كئيبا ولست أطيق اصطبارا

5 رقيت مراقي للحبّ شتى

فأفنى مرارا وأحيى مرارا

أحنّ اشتياقا لريح مرت

وأبدي هياما لبرق آنارا

[53/ب]

حنينا وشوقا إلى معلم

حوى شرفا خالدا لا يجارى

به أسكن الله أسمى الورى

نبيّا كريما، وصحبا خيارا

هو المصطفى المنتقى المجتبى

أرى معجزات وآيا كبارا

10 يحقّ علينا ركوب البحار

وجوب القفار إليه ابتدارا

وأمّ ذراه فمن يعطه

كفاه اعتلاء، أجل، وافتخارا

فيا فوز من فاز في طيبة

بلثم المغاني جدارا جدارا

وألصق خدّا على تربها

وأكمل حجّا بها واعتمارا

وأهدى السّلام لخير الأنام

على حين وافى عليه فزارا

15 لأنت الوسيلة والمرتجى

ليوم يرى الناس فيه سكارى

وما هم سكارى ولكنّهم

دهتهم دواه فهاموا حيارى

ترى المرء للهول من أمّه

ومن أقربيه يطيل الفرارا

وكل يخاف على نفسه

فيكسوه خوف الإله انكسارا

فصلّى الإله-رسول الهدى-

عليك، وأبقى هداك منارا

(1) في النفح: صباحا.

ص: 188

20 وقدّس ربي ثرى روضة

يعمّ الجهات سناها انتشارا

أعير شذى المسك منها الثّرى

بل المسك منها شذاه استعارا

هنيئا لمن بهداك اهتدى

ومغناك وافى وإيّاك زارا

قال إسماعيل بن الأحمر، مؤلف هذا الكتاب: أخبرني شيخنا أبو سعيد هذا، أنه عارض بقصيدته (1) هذه قصيدة الفقيه الإمام القاضي الرئيس شهاب الدين أبي الثناء محمود بن سليمان بن فهد الحلبي (*) صاحب «ديوان الإنشاء بالشام» التي هي:

وصلنا السّرى وهجرنا الدّيارا

وجئناك نطوي إليك القفارا

وهذه القصيدة نظمها الرئيس أبو الثناء بالحجاز الشّريف في طريق

(1) في م: قصيده، وفي ط قصيدة، ولعله كما أثبت.

(*) شهاب الدين محمود بن سليمان (وقيل سلمان) بن فهد الحنبلي الحلبي ثم الدمشقي، من كتاب ديوان الإنشاء المشهورين. ولد بحلب سنة 664، وولي كتابة الإنشاء في دمشق وانتقل فعمل في مصر مدة ثم عاد إلى دمشق، واستمر فيها إلى وفاته سنة 725. وولي كتابة السر ثماني سنوات قبل وفاته. قال في الأعلام «وكان شيخ صناعة الإنشاء في عصره. وعرف الشهاب محمود كاتبا بليغا-لم يكن بعد القاضي الفاضل مثله-وشاعرا مشهورا» . له كتب ومصنفات في الترسل والأدب والتراجم، وشعر غزير. وقال ابن حجر إن شعره يقع في ثلاثين مجلدة. (ترجمته في الدرر الكامنة 4:324 وفوات الوفيات 2:564 والبداية والنهاية 4: 120 وشذرات الذهب 6:69 والأعلام 8:49).

ص: 189

المدينة شرفها الله-وعلى ساكنها السلام. وقد شرحتها، وشرحي لها أذكره هنا معها.

وحدّثني بالقصيدة شيخاي الفقيهان الإمامان العالمان المحصلان المفتيان القاضيان الخطيبان: أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الملك الفشتالي قاضي الجماعة بفاس (1)، والشريف أبو الحسن محمد بن عبد الرحمن الحسني المعروف بالمومناني الفاسي عن الفقيه الإمام المحدث الرواية المسند الحافظ الحاج الرحّال محبّ الدين أبي عبد الله محمد بن عمر بن محمد بن عمر بن محمد بن رشيد الفهري السّبتي (2)، نزيل فاس. قال أنشدني لنفسه الفقيه الإمام العام العلامة الرئيس القاضي شهاب الدين أبو الثناء محمود ابن سليمان بن فهد الحلبي في سنة تسع وثمانين وست مئة بطريق المدينة:

وصلنا السّرى وهجرنا الدّيارا

وجئناك نطوي إليك القفارا

أتيناك نحدو البكا والرّكاب

ونبعث إثر القطار القطارا

(1) ترجم له لسان الدين في الإحاطة (2:133) وأحمد بابا في نيل الابتهاج (265) وغيرهما. ووصفه ابن الخطيب بأنه مديد الباع في فن الأدب، شاعر مجيد وكاتب بليغ وقال إن أبا عنان المريني قدمة قاضيا بحضرته. وهو توفي سنة 779 كما في نيل الابتهاج.

(2)

من أهل سبتة ولد بها سنة 657، وتوفي بفاس سنة 721، يعرف بابن رشيد. أثنى عليه ابن فرحون في الديباج المذهب (310) وقال إنه برع في علوم كثيرة رواية ودراية. وهو صاحب الرحلة المشهورة باسمه، وعنوانها:«ملء العيبة فيما جمع بطول الغيبة في الوجهتين الكريمتين إلى مكة وطيبة» . قال في درة الحجال (2:96) إنه بدأ رحلته من المرية سنة 683.

ص: 190

إذا أخذت هذه في الرّبا

صعودا أبى ذاك إلا انحدارا

وإن فاض ماء لفرط الحنين

ورجّع حادي السّرى عاد نارا

كأني به وهو يجري دما

وقوفا على الخيف نرمي الجمارا

قال إسماعيل بن الأحمر مؤلف هذا الكتاب-لطف الله به-:

قوله «أتيناك نحدو» إلى آخره. الحادي هو السائق من خلف العيس منشدا لتقوى على السير. والهادي: السائق من أمام. والبكا يمد ويقصر بمعنى. وقيل البكاء (ممدود)، [54/ب] هو العويل والصياح.

[والبكا](مقصور) البكاء بالدمع من غير عويل. والركاب: الإبل تحمل القوم، ويقال لراكبيها وراكبي سائر الدواب: الرّكب، على وزن الضرب، والأركوب، بضم الهمزة، والركبان. ويقال في جمع راكب السفينة ركّاب بضم الراء، وإضعاف الكاف. والقطار الأول جمع قطر (مفتوح القاف، ساكن الطاء المهملة): الاسم لما يقطر من الماء. يقال قطر الماء (بالفتح) قطرا -بسكون الطاء-وقطرانا. والاسم القطر، والجمع القطار. والقطار الثاني تقطير الإبل على نسق حتى تكون كالسطر.

وقوله: «إذا أخذت هذه في الرّبا» إلى آخره. جمع ربوة، بضم الراء وهي الأكمة. والأجمة التل. ويقال: الرابية، والربوة، بكسر الراء.

والرّباوة على وزن الهراوة. و «الصّعود» بضم الصاد والعين المهملتين الارتقاء يقال: صعد، بكسر العين صعودا. أو أصعد-أيضا-على وزن أكرم، إذا ارتقى مشرفا، أي موضعا يشرف عليه. والصّعود-بفتح الصاد-

ص: 191

الطريق إليه. والجمع أصعدة. وقيل، يقال: صعد في الجبل، وأصعد في الأرض لا غير. والانحدار: الهبوط من علو إلى سفل.

يقول: إذا طلعت بهذه الإبل ربوة بعد ربوة زادت الدموع جريانا وهبوطا. يصف بذلك وبالبيتين بعده: الدمع.

أتيناك سعيا ننادي البدارا

إلى سيّد المرسلين البدارا

إلى أشرف الخلق في محتد

وحام (1) جوارا، وأعلى نجارا

إلى من به الله أسرى إليه

وما زاغ ناظره حين زارا

ولمّا نزعنا شعار (2) الرّقاد

لبسنا الدّجى وادرّعنا النّهارا

نميل من الشوق فوق الرّحال

كأنا سكارى ولسنا سكارى!

نجافي عن الطّيف أجفاننا

فلا نطعم النّوم إلا غرارا (3)

ونسري مع الشّوق أنّى سرى

ونتبع حادي السّرى حيث سارا

ونسأل والدار تدنو بنا

عن القرب في كل يوم مزارا

وما ذاك أنا سمعنا السّرى

ولكن دنونا فزدنا انتظارا

إذا البرق عارضنا موهنا

حسبنا سنى طيبة قد أنارا

فنفري بأذرع تلك النّياق

أديم الفلا غدوة وابتكارا

ونرمي بهنّ صدور الفجاج

كأنّا نشنّ عليها مغارا

قوله «موهنا» يريد ساعة مضت من الليل. يقال لذاك الوقت وهن؛

(1) في الأصلين: حامي (بالياء).

(2)

في م: شفار (بالفاء).

(3)

الغرار: القليل من النوم.

ص: 192

بسكون الهاء، وموهن؛ و «نفري»: نقطع. و «أذرع» جمع ذراع.

و «النّياق» جمع ناقة. و «أديم الفلا» : وجهها، أراد ظاهرها.

و «الغدوة» : بضم الغين المعجمة، معروفة. وبفتحها المرّة الواحدة من الفعل في ذلك الوقت. و «الابتكار» المضي بكرة، وكذلك البكور.

و «الإبكار» على وزن الإكرام اسم للبكرة. والفجاج: الطّرق الواسعة في أقبال (1) الجبال واحدها فجّ، بفتح الفاء وإضعاف الجيم. والأقبال: جمع قبل، وقبلك، على ما لم يسم فاعله، أي استقبل وجهك. «نشنّ» أي نبثّ خيلا. يقال شن وأشن. والمغار: اسم المصدر من أغار؛ هذا بفتح الميم، والاسم الغارة؛ وهو إتيان القوم للقتال.

إذا رقصت في الفلاة المطيّ

جعلنا الدّموع عليها نثارا (2)

تساند أرجلها في السّرى

لديها وتشكو اليمين اليسارا

ونجمع بين السّرى والمسير

ونجفو الكرى ونعاف القرارا

وكيف القرار إلى أن نراك

وتدني المطيّ إليك المزارا

ومن كان يأمّل منك الدّنوّ

أيملك دون اللّقاء اصطبارا؟!

ترى تنظر العين هذا البشير

يريني على البعد تلك الدّيارا

(1) الأقبال جمع قبل (بضم وضم) وهو من الجبل سفحه.

(2)

النثار والنثارة ما تناثر من الشيء.

ص: 193

[55/ب]

لأعطيه روحي سرورا بها

وأوطيه طرفي وخدّي اعتذارا

وأمسح عن أرجل اليعملات

بأجفان عينيّ ذاك الغبارا

وأهدي-على القرب-منّي السّلام

حسبي بها رتبة وافتخارا

وأكتب شوقي بماء الدّموع

بسيطا إذا اللّفظ كان اختصارا

وأفدي بما طال من مدّتي

بطيبة تلك اللّيالي القصارا

ترى هل أناجي هناك الرّسول

جهارا كما أرتجي أو سرارا؟

وأعلم أنّي على بابه

وقفت وقبّلت ذاك الجدارا

وماذا أقول وكلّ الورى

نشاوى هنالك مثلي حيارى

وأنشد يا شافع المذنبين

أجر من بباب حماك استجارا

أجرني فقد جئت أشكو الذّنوب

إليك وأنت تقيل العثارا

فكن شافعي يوم لا شافع

سواك يفكّ العناة الأسارى

ص: 194

فمالي سوى حقّ هذا الجوار

لديك ومثلك يرعى الجوارا

وإني قطعت إليك القفار

فقيرا أقلّ (1) ذنوبا كبارا

وفي قطعها لك فضل عليّ

ولو خضت دون اللّقاء البحارا

ولو أستطيع قطعت الزّمان

-وأنت المنى-حجّة واعتمارا

وما كنت أظعن إلا إليك

إذا ما ملكت لروحي اختيارا

قوله: «اليعملات» هي الإبل التي تعمل حملا وركوبا وغير ذلك.

و «العناة» جمع عان، وهو الأسير. و «الظّاعن»: الشّاخص. يقال ظعن يظعن ظعنا، بفتح العين فيها، وظعونا على وزن خروج، إذا شخص. وشخص هنا صار من مكان إلى مكان، شخوصا.

حمىّ حلّ فيه نبيّ الهدى

فأضحى به أشرف الأرض دارا

[56/أ]

فيا فوز من كلّ عام أتاه

ويا فوت من غاب عنه خسارا

شممنا الشّذى من مبادي الحجاز

فخلنا العبير أعار العرارا (2)

(1) أقل الشيء: حمله ورفعه.

(2)

العرار: بهار طيب الرائحة الواحدة عرارة.

ص: 195