الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقول زهير بن أبي سلمى (1):
ليث بعثّر يصطاد الرجال إذا
…
ما كذّب الليث عن أقرانه صدقا
وقول عبد الله بن الزبير الأسدي (2):
فرد شعورهنّ السّود بيضا
…
وردّ وجوههنّ البيض سودا
وأما لزوم ما لا يلزم
(3)
فهو ما في الاصطلاح أن الناظم أو الناثر يضيق على نفسه في التزامه مؤاخاة ألفاظ التسجيع. مثاله قوله تعالى فَأَمَّا اَلْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ، وَأَمَّا اَلسّائِلَ فَلا تَنْهَرْ (4). وفي قول أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضوان الله عليه «لا يكن حبك كلفا ولا بغضك تلفا». ومنه قول ذي الوزارتين الأمير أبي بكر [14/أ] محمد بن عمار المهري في وصف هبوب نسيم السّحر على الرياض (5):
بحيث اتخذنا الروض جارا تزورنا
…
هداياه في أيدي الرياح النواسم
يبلغّنا أنفاسه فتردّها
…
بأعطر أنفاس وأذكى مناسم
وأما التضمين المزدوج
(6)
فهو أن يقع في أثناء قرائن النثر أو النظم لفظان مسجعان مع مراعاة حدود الأسجاع الأصلية التي يسميها الأكثر الفقر. مثاله قوله تعالى {وَجِئْتُكَ
(1) ديوانه «طبعة دار الكتب المصرية 54» وفيه: ما الليث كذب. «وكذب الليث» لم يصدق الحملة، وكذب الرجل عن كذا إذا رجع عنه.
(2)
البيت من قطعة له في العمدة 2:7. وساقه ابن أبي الإصبع مثالا على العكس والتبديل:320.
(3)
ويسمى الالتزام، كما في تحرير التحبير 715.
(4)
الضحى 93/ 9 - 10
(5)
ديوانه صفحة 211: وفيه تبلغنا.
(6)
ورد عند ابن أبي الأصبع في تحرير التحبير:302 بعنوان. الترصيع.
مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ} (1). ومنه قوله بعض الشعراء البلغاء، وهو ابن نباته.
قال: (2) «أيها الناس:
احضروا .......... بصفاء الأذهان ........ لعظات الزمان.
فقد لخصها على قدمه ....... لمستمعيها.
وتدبروا .......... قوارع القرآن ............. ببصائر الإيمان.
تكتفوا بزواجر ................ نواهيها.
وادرؤوا .......... سوابق العصيان ......... بلواحق الإحسان.
تسلموا من دوائر ............ مهاويها.
وعلى هذا الأسلوب أنشأ الفقيه القاضي الكاتب أبو الحسن علي بن القائد أبي عبد الله محمد بن الصباغ العقيلي الأندلسي خطبة كتابه المترجم بجليس الأديب وأنيس الغريب، وهي:
الحمد لله معتمد الإنسان ....... بعميم الإحسان ............. عناية.
لا تحد، ....... ولطفا.
ومعلمه من البيان ............... وملهمه إلى التبيان ........... رعاية.
لا تصد، ....... ولا تجفى.
عجز عنه كلّ لسان ........... فلو اجتمع الإنس والجان ...... نهاية.
فالردّ ........... أن لم يبلغوا حرفا.
أحمده، حمد من أقر على نفسه، أنه أولاه نعمه، إنعاما وافى فوفى وأشكره شكر من أمر على طرسه، بذكر مولاه قلمه، فما قنع ولا استكفى وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أعدّها:
(1) النمل 27/ 22.
(2)
يعني من خطبة له.