الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يا سيّدي. أمدّ الله في أنوار تلكم الطريقة المثلى، وبارك.
وجزاها جزاء من ساهم على الحقيقة في الجلّى، وشارك. وصل كتابكم الصّادق الصفاء؛ الصادر عمن لم يرض من الوفاء باللّقاء.
فثأى (1) من صدع الأيام ورأب. ونأى في دفع الأوهام وقرب.
وهو الدّهر-أبقاكم الله-لا تثنى فلتاته. ولا يبني على عقد صفائه يوم لوى ولائه إلاّ كدره بالنّقض مفتاته. هذا ولو حاسب الإنسان نفسه لاستحقر ما استعظم. وعلم أنّ «ما لا يرى مما وقى الله أعظم» . فآه آه! ومن جني عليه فليستغفر الله. فغفرا اللهمّ غفرا. وحمدا على السراء والضرّاء، وشكرا.
وسيدي-أعزّه الله-المشكورة أياديه، المبرورة غاياته الجميلة [100/ب] ومباديه. والله-سبحانه-يعين على واجبكم، ويشكر في حسن الإخاء جميل مواهبكم. والسّلام.
شيخنا الفقيه القاضي الحسن بن عثمان بن عطيّة بن موسى بن
يوسف بن عبد العالي التّجاني المعروف بالوانشريسي
(*)
[كنيته:]
يكنى أبا عليّ، وأدركته، ورأيته.
وهو من أهل مكناسة الزيتون. ومولده بتاوريرت (2) من حوز
(1) الثأي الإفساد، والرأب: الإصلاح.
(*) ترجم له أحمد بابا في نيل الابتهاج «107» ، ونقل عن فهرسة ابن الاحمر وقال فيه: شيخنا الفقيه المفتي المدرس القاضي أبو علي بن الشيخ الصالح عطية. توفي سنة 781. وترجم له في سلوة الانفاس 3:259.
(2)
ذكر في الاستبصار أن مكناسة الزيتون تسع خطب، عد منها «تاورا» 188.
مكناسة. وهو من قبيلة تجّين. وآباؤه كلّهم فرسان أولو شجاعة.
وجدّه عطيّه هو الذي ارتحل منهم عن بلاد التّجانيّة، واستقر ببلاد مرين ملوك المغرب في دولة السّلطان أبي يعقوب يوسف، وكان فارسا شجاعا، فاستخدمه ملوك مرين ثمّ تخلّى عن الخدمة السلطانية وأقبل على طلب الآخرة؛ وسكن بحوز مكناسة. وكان له أولاد نجباء فقهاء وهم: عثمان-وهو أكبرهم-وهو والد شيخنا القاضي أبي عليّ هذا. وعبد الله-وهو الذي يليه-والحسن. وهؤلاء الثلاثة أشقاء. ويونس وإبراهيم. وكلهم فقهاء.
وأمّا الحسن منهم فهو فقيه متفنّن حافظ بمسائل الفقه بصير (1) بالفروع واللغة والحديث والتاريخ؛ وهو أحد المفتين بفاس.
وأما (2) كتاب الإمام العالم المفتي المدرّس الصالح أبي إسحاق إبراهيم ابن عبد الله بن عبد الرحيم اليزناسني وغيره من فاس يسمّونه ابن رشد لحفظه لمسائل الكتاب المذكور (2). وهو-مع معرفته بالعلم- (3) متورّع، متواضع، حسن الأخلاق، صادق اللهجة، شديد في الحقّ. وولي القضاء ببادس (4) في دولة السلطان أبي الحسن المريني. وهو الآن في هذا الوقت الذي ألّفت فيه كتابي هذا بفاس يقرئ بجامعها الأعظم المسمّى بالقرويين: المدوّنة والجلاّب والرسالة وكل ذلك لم أغب عن حلقته لاقتباس [101/أ] علمه وبركته، وذلك حين
(1) في «م» و «ط» بصيرا، ونرجح ما أثبت.
(2)
هكذا فيهما.
(3)
توفي الفقيه اليزناسني 775 وكان قاضيا صالحا.
(4)
بادس مدينة بالمغرب. انظرها في الاستبصار 175 والروض المعطار 74.