الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفقيه الكاتب يحيى بن إبراهيم ابن
زكريا الأنصاري الأوسي
(*)
[كنيته:]
يكنى أبا عمرو، وأدركته، ورأيته.
وهو من أهل غرناطة من بيت أصالة ورفعة وعلم وقضاء وكتابه.
وكان أبوه إبراهيم قد كتب لجدّنا الرئيس الأمير أبي سعيد فرج ابن جدنا الأمير أبي إسماعيل بن جدّنا الأمير أبي الحجاج يوسف الشهير بالأحمر ابن جدنا أمير المؤمنين المنصور بالله أبي بكر محمد بن أحمد ابن محمد بن خميس بن نصر الخزرجي، في حين سار جدنا أبو سعيد من دار إمارته مالقة إلى بر العدوة وملك مدينة سبتة ودخلها عنوة على أميرها أبي طالب العزفي، في دولة أمير المسلمين أبي يوسف يعقوب بن عبد الحق.
وأبو عمرو هذا كتب لبني عمنا الملوك من بني الأحمر، ثم عبر البحر إلى الحضرة المرينية، فكتب [77/ب] لملوكها.
حاله-رحمه الله تعالى
-:
كان ذا وجه حسن، وذلاقة لسن. حسن الشارة، بارع الفهم والعبارة.
موصوفا بالرّجولية والمروءة الفائقة، ونزاهة النفس والهمة الرائقة. مع براعة في إنشاء الرسائل، ونظم أحلى من وصل ذات الغلائل!
(*) ترجم له لسان الدين في الإكليل الزاهر، ونقل منه أيضا في الكتيبة الكامنة (276) وكنيته ثمة «أبو عمر» . وقال في أبيه إنه «زين الزين، وراحة القلب وقرة العين» .
أنشدني لنفسه-وكتب بها لابن عمنا الرئيس أبي الوليد إسماعيل ابن جدنا الأمير أبي سعيد فرج بن أمير المسلمين أبي الوليد إسماعيل عم أبينا بن جدنا الرئيس الأمير أبي سعيد فرج (1) صدر من عمنا له، وكان السفير بينهما فيه خديم لابن عمنا اسمه فارح:
خبر الرّوض طيّ واني النّسيم
…
سل خبيرا عن سرّه المكتوم
أبكى المزن رحمة بعيون
…
من سحاب وشقّ جيب الغيوم؟
فريا حينه تحلّى بدرّ
…
وتعلّ الشّراب من تسنيم
وثغور الأقاح ذات ابتسام
…
قد غذاها النّدى بماء النّعيم
5 وقدود الغصون مالت بلين
…
حملت أنجما هوت برجوم!
واختلاف الفنون فيها بديع
…
فقسيم غدا إزاء قسيم
قطع لم تدع زخارف زين
…
ما حوى حصرها عروض نديم
فبسيط أمدّ بحر مديد
…
وطويل وكامل ولزومي
(1) فراغ فيهما بمقدار كلمة واحدة.
أبدعتها الطّيور تجنيس لحن
…
في أساليبه حلى التّرنيم
10 أسمعتني الطّباق عن صوت طبع
…
يحمل السّجع في المساق السّليم
عجزت عن أدائه في المثاني
…
«نعم» وهي غاية التّحكيم
فمتى غنّت الحمام «برمل»
…
زمّ رحلي فنحت في «المزموم»
شوّقتني ولم أكن بخلّي
…
من خليل مفارق وحميم
[78/أ]
أغرت الوجد فاستطال ملحّا
…
يطلب القلب باشتياق لريم
15 طارحتني أصيل يوم إلى أن
…
صارف الأفق شمسه بالنجوم
صبّها الشّرق وهي في الغرب تحصى
…
عددا في وعائه المضموم
نثر اللّيل زهرها فغدت في
…
ـه عيونا في أحسن التّقويم!
فقطعت الدّجا بنير حزم
…
منجد قد أثار شدّ الحزيم
أمسح الأرض لا أقرّ بحيّ (1)
…
قد كفتني السّروج ذلّ المقيم
20 إن جفاني أبو الوليد بعمد
…
وقديما مكنّته من شكيمي (2)
وادّخرت العتاد منه حساما
…
ماضيا عدّة لكلّ جسيم
فعدمت ادّخار دهر طويل
…
يوم إذ صرت في زمان عديم
يا وحيد (3) العلا وفذّ المعالي
…
لم [أكن؟](4) بالبعاد جدّ عليم
كنت ألقى الخطوب منك بواق
…
لم أكن أحتسبه بالمعدوم
فهتكت احترام حبّي ونصحي
…
وابتذلت المصون وجه الكريم (5)
وقطعت الدّنوّ وهو رجاء
…
فأنا مذ عدمته في جحيم!
ثمّ لمّا أعدته يوم بين
…
نال مني النّوى فأدمى كلومي
(1) في «ط» بحي، وفي «م» بجو.
(2)
الشكيم ج الشكيمة، ولها معان منها العهد، والحديدة المعترضة في فم الفرس من اللجام.
(3)
في «ط» وحيد، وفي «م» واحد.
(4)
ما بين معقوفتين مقترح، ولم تشر النسختان إلى سقط.
(5)
في «ط» حبي وفي «م» حيي. وفي النسختين: «وابتدلت» بالداء المهملة ورجحت ما أثبت. وقد يسقط الناسخان بعض النقط.
ومتى ما أعيد شرّ حديث
…
والذي نلت من عذاب أليم
ثار وجدي وأحوجتني أمور
…
ضقت منها بفادح من هموم (1)
30 ما لصبري على ابتلاء وفاء
…
إذ أتى فارح (2) وضاع قديمي
موقف جرّع العداة فظيعا
…
هو عندي أجلّ خطب عظيم
فأثار الأسى وعزّ التّأسي
…
إذ رماني بمقعد ومقيم!
ثم لمّا خصصتني بسلام
…
-وهو أسنى هديّة التتميم-
برّح الوجد بي وذبت اشتياقا
…
عندما عاد عهدكم للصّميم
[78/ب]
35 قلت والله شاهد سرّ سرّي
…
عالم حقّ قولي المحتوم
ألزم القلب بعدها شرط طوع
…
أن يرى الذّل فيك غير ذميم!
فاحتكم في الأنام إنّك ملك
…
ولك الحمد يا أمنّ رحيم
(1) فيهما: هموم. واقرأ أيضا: همومي.
(2)
انظر مناسبة النص، و «فارح» اسم علم.
ويحيّيك بالسّلام فؤادي
…
ولساني تحيّة التّكريم
وعليك الثّناء يترى جديدا
…
فجديدا مواصل التّنعيم!
ومن إنشانه-رحمه الله-هذه الرسالة الزانية والتزم في كل كلمة منها حرف الزاء المعجمة، وبعث بها من سبتة حين شيع منها بنيه لوطنهم الأندلسي، لمزعج دعاه لفراقهم اضطرارا لا اختيارا، لأمير المسلمين أبي فارس عبد العزيز المريني طالبا منه أن يرده لكتابته بالحضرة حين أخره عنها لسعاية بعض الحسّاد:
بعزّة العزيز منزل الرزق ومجزله، واللازم الزاكي (1) للمزمل الحجازي الزمزمي، الممتاز من زمرة زهرة. بمزية التنزيل والمعجزات، ولحزبه الفائزين بجزيل الجزاء يزول مزعج جزعي بهز عزمات هزبر مأزق الزبون.
محرز المزية، مزيح الأزمات، مزيل الزائغين بحز حجزهم، الفائز بزلفى الغزو، وميزاب مزن الرزق، كنز الزائرين، ز هو زناتة، وطرازها الزاهر عبد العزيز. لا زال زمانه في ازدياد زينة ليلزم رزقي زمام مزمعيه المزدحمين.
لاعزب اعتزائي لزرافاتهم (2) زهوه، في زهو ينزه زائيتي، كزين الزمان بعبد العزيز، وفزت برزق مزيد جزيل وحرز حريز وعز عزيز.
زففتها بزينتها الزخرفية الزبرجدية. فأزمعت في زي انحفاز، زاهية كالزّهر، مزدرية بالزّهر، زعيمة بجزيل الجزاء، والفوز بإنجاز الإعزاز
(1) في ط: والازم الزكي.
(2)
في ط: لزرافتهم.