الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الرئيس إسماعيل بن الأمير أبي سعيد فرج
(1)
ابن أمير المسلمين أبي الوليد إسماعيل، عم أبينا بن جدنا الرئيس أبي سعيد فرج، ابن جدنا الأمير أبي الوليد، ابن جدنا الأمير أبي الحجاج يوسف الشهير بالأحمر، ابن جدنا أمير المؤمنين المنصور بالله أبي بكر محمد بن أحمد بن محمد بن خميس بن نصر، رحمه الله.
[كنيته:]
يكنى أبا الوليد. ورأيته، وصحبته، وبيني وبينه وداد عظيم.
حاله-رحمه الله
-
وصفته في كتابنا «فريد العصر من شعر بني نصر» بما نصّه: طلع في مماء البراعة نجما. وبرز في ميدان البلاغة ضيغما شهما. وحاز من الفصاحة مالم يحزه سواه، ومن الذكاء ما هو ألذ من الشهد في الأفواه. ومن الهمة ما يسمو أدناها فوق الشاهد، ومن الفكاهات ما يلتذ بسماعها الغائب والشاهد. ومع ذلك فهو بالأدب عارف، وعلى محبته عاكف. وربما نظم القصائد فتأتي كالقلائد في أجياد الخرائد. وتشبيهاته في الأدب ملوكية، تلوح عليها مخايل العروبية. ومن علو همته وجلالة رتبته أن نفسه شغفت بحب الإماره؛ ولا يتكلم في غيرها ليله ونهاره. قد تمكن من قلبه هواها، ولا يميل في دنياه لشيء سواها. فانظر [21/ب] همة هذا الندب ما أسماها، ونفسه النفيسة ما أسماها.
وهو فتى الجلالة ومحلّي جيدها، ومبدئ أسرار الفضائل لموعودها (2).
(1) يلتقي المؤلف، والمترجم به هنا عند جدهما الأمير أبي سعيد فرج (صاحب مالقة). فالمؤلف هو إسماعيل بن يوسف بن محمد بن فرج، والآخر هو إسماعيل بن فرج بن إسماعيل (خامس ملوك بني الأحمر) بن فرج.
(2)
هكذا في النسختين.
أنشدني لنفسه-رحمه الله
أردّد في ليلى فرائد فكرتي
…
فيحسبني صحبي بليلى مولّعا
ولو علموا ما يقتضي بعد همّتي
…
لخرّوا أمامي كلمّا لحت ركّعا
ولعت بحمراء البلاد ولم يكن
…
فؤادي بحمراء الخدود ليولعا!
أراد بحمراء البلاد دار الملك بغرناطة.
وأنشدني لنفسه أيضا-رحمه الله-وكان قد بلغه عن أحد بني عمه -وهو الرئيس أبو عبد الله محمد الأبكم-كلام قبيح في جنابه فقال يفتخر:
يقولون إنيّ بالبطالة مولع
…
ولست، وربّ البيت، أعرفها بتّا
ولكنّهم لمّا رأوني سدتهم
…
وكان جوابي في مجالسهم صمتا
تقوّل كل في جنابي ضلّة
…
وما عرفوا وصفا لذاتي ولا نعتا
وأنشدني أيضا لنفسه:
يتوق لمن يهواه قلبي صبابة
…
فيمنعني عمّا أحبّ حياء
وأرسل طرفي محاسن وجهه
…
فيمنعني عن قصده الرّقباء
فلاحول لي قد ضاق ذرعي والهوى
…
إذ البعد عنّي واللقاء سواء
وأنشدني أيضا لنفسه، يداعب شاعره الفقيه الكاتب أبا العباس أحمد بن محمد الأنصاري الخزرجي المعروف بالدباغ عند زواجه، وكان قد تزوج امرأة مسنة:
أما العجوز فقد شغلت بكلها
…
عن مدحنا والسين دون اللام
فاقصر وقصّر ما استطعت فإنها
…
باب السّقام ومنتهى الآلام
(لا تكثرنّ من النكاح فإنه
…
ماء الحياة يراق في الأرحام)