الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كان أبوه أمين العطارين بغرناطة. وكان مع أمانته من أهل العلم، فقيها متفننا. وله الباع المديد في الفرائض.
وأبو إسحاق هذا كان في صغره موثقا بسماط شهود غرناطة.
وارتحل عن الأندلس إلى المشرق. فحج ثم سار إلى بلاد السّودان (1) فاستوطنها، ونال جاها مكينا من سلطانها. وبها توفي، رحمه الله تعالى.
حاله-رحمه الله
-:
طلع في سماء الأدب كوكبا وقادا. وقام في روض البراعة غصنا ميادا. وزها في النّحو على سيبويه، وفي اللغة على نفطويه. وفي الإنشاء على ابن العميد، كما أربى في البلاغة على عبد الحميد. وله مشاركة في المسائل الفقهية، وأبرع ما كان في الطريقة الأدبية.
وكان صاحب همّة سنيّة. ومن علوّ همّته، وجلالة رتبته أن أمير المسلمين أبا الحسن ملك المغرب الحسن، طلب منه أن يكتب في حضرته، ويكون من جملة خدّام دولته، [59/ب] فتأبى منه وانحرف عنه، وأنف من ذلك، ولم يرض أن يكون أحد له مالك! وقال له: أيّد الله مولانا الخليفة، وأدام أيامه المنيفة! أقلني من هذا، وكن منه ملاذا. فقال الملك ولم، وقد عمتك النّعمى؟ قال: لا أرضى أن يرأسني عبد المهيمن (2) الحضرمي! فتعجب منه السلطان، وأجزل عليه بذلك الإحسان! فانظر همة هذا الفقيه ما أعلاها، ونفسه النفيسة ما أزكاها!
(1) هي بلاد «مالي» كما سبق.
(2)
سيترجم له ابن الاحمر في أول الباب العاشر.
فمن قوله-رحمه الله-ما كتب به من أرض الحبشة للأندلس، إلى صديقه الفقيه الكاتب القاضي أبي القاسم بن أبي العافية.
لمن الرّكائب خضن رمل زرود (1)
…
وسرين بين تهائم ونجود
وجرين في بحر السّراب سفائنا
…
ألبسن قارا للّيالي السّود
ورأين وطء الأرض منقصة الهوى
…
فوطئن فوق محاجر وخدود!
هنّ المطايا عوّضت من طائها
…
يوم النّوى نونا لكل عميد
5 وهفت بهيف عاقروا تحت الدّجا
…
خمرين من أين (2) ومن تسهيد
تركوك تستقري المنازل بعدهم
…
وسروا بشلو فؤادك المفؤود (3)
فبكلّ واد أنت رائد مربع
…
وبكلّ ناد أنت ناشد غيد
سيرا فدون مناك قطع مهامه
…
قطع النّياط بها نياط القود (4)
(1) زرود: جبل رمل بين ديار بني عبس وديار بني يربوع.
(2)
الأين: التعب والإعياء.
(3)
الشلو: البقية من كل شيء.
(4)
يقال مفازة بعيدة النياط: بعيدة الحد. والقود -ج- أقود: الذلول المنقاد من الخيل. والنياط الفؤاد، وعرق غليظ علق به القلب إلى الرئتين.
طربي إذا جنّ الظلام لأنّه
…
في ظهر عود (1) لا لرنّة عود!
10 كم من طلاح (2) فوقها أمثالها
…
لم تكتحل أجفانهم بهجود
كالسّمر هزت في أكفّ فوارس
…
والبيض سلّت من بطون غمود
أنضاهم طول السّرى فتخالهم
…
أوهام فكر في صدور البيد!
[60/أ]
ساجلتهم تحت الدّجى بشملّة (3)
…
فطرت على التّأويب والتّسهيد (4)
أهدت إلى سلع تحيّة حاجر (5)
…
وحثث على نجد تراب زرود
15 وكأنّما آثارها فوق الثّرى
…
وطآت منشعب (6) الجراح طريد
(1) العود: المسن من الإبل.
(2)
طلح: تعب من السير، وطلح الرجل البعير جعله يعيى ويهزل.
(3)
الشملة: السريعة الخفيفة. و «التسهيد» هي القراءة الظاهرة للكلمة.
(4)
التأويب سير النهار كله إلى الليل.
(5)
سلع: جبل متصل بالمدينة. وحاجر: منزل للحاج بالبادية (موضع).
(6)
انثعب الماء والدم ونحوهما: انفجر.
ولكم قصيّ الحوض منهدّ الجبا (1)
…
لا يهتدي فيه القطا لورود
إن ضلّ وارده هداه صوبه
…
رمم الضّراغم دونه والسّيد (2)
5 وكأنّما ريش النّواهض (3) حوله
…
مسنونة (4) بريت قصار العود (5)
وافيته والذيب يوجس خيفة
…
فيه، ويرعد رعدة المرؤود (6)
فرويت منه-ولم أكد-حتّى ارتوى
…
مسراي من نيي (7)، ونيّ قعودي
ولكم رحيب الصدر ملموم (8) القرى (9)
…
كلح النّواجذ مشرئبّ الجيد
مهما أحسّ ببنأة (10) أصغى لها
…
أذني سميع والتفات رصيد
(1) الجبا: الماء المجموع في الحوض.
(2)
السيد: الذئب.
(3)
النواهض ج ناهض: فرخ الطائر الذي وفر جناحاه، وتهيأ للطيران.
(4)
المسنونة: الأرض التي أكل نباتها.
(5)
في م: برئت. وفي ط بريت.
(6)
ترأد «الشيء» : اهتز واضطرب.
(7)
نوى ينوي نية ونوى: تحول من مكان إلى مكان.
(8)
الملموم: المجتمع المدور.
(9)
القرى: الظهر. وكلح: عبس.
(10)
النبأة: الصوت الخفي.
10 كفّاه كفّته (1) ليوم قنيصه
…
وذراعه حبل لكلّ مصيد
ما بات منه قضاقض (2) إلا على
…
أشلاء لحم أو دم معقود
آوي إلي أجماته مستسلما
…
وأهاب مأوى شامت وحسود!
أخشى المقيل بظلّه مستوفزا (3)
…
وأظلّ بين أساود (4) وأسود
يا راكبا إمّا أنخت مقيّلا
…
في ظلّ ضال (5) بالعقيق (6) نضيد
15 ورتعت من روض الجلال بباسق
…
غضّ الأزاهر يانع الأملود (7)
قل للّذي عاطيته ممحوضة
…
من خالصي ودّي وحسن عهودي
أعلى الغنى أوجفت لا كان الغنى
…
سبق القضاء برزقي الموعود
(1) الكفة: حبالة الصائد.
(2)
القضاقض: الأسد.
(3)
استوفز: جلس على هيئة كأنه يريد القيام.
(4)
أساود ج أسود: العظيم من الحيات وفيه سواد، وهو أخبثها وأنكاها.
(5)
الضال: السدر البري «شجر» .
(6)
عقيق المدينة على ميلين منها، وفيه نخل.
(7)
الأملود: الناعم اللين.
بل طرت ملء قوادمي نحو العلا
…
طير القطاة تخاف فوت ورود!
فطلعت من أثناء كلّ ثنيّة
…
وتركت مطلع أفقي المعهود
[60/ب]
20 هذا، وما نجديّة قد عارضت
…
ضال العقيق وطلحه المخضود (1)
ولهاء تعترض الصّبا كلفا بما
…
جرّت عليه من ملا وبرود
إن مسّها وخز الهجير تذكّرت
…
ماء الحجاز وظلّه الممدود
أو عارضت شوقي ودمعي ساءلت
…
عن برقه وسحابه المورود
بأشد من شوقي لنبع ركيّة (2)
…
علّت سراة بني أبي وجدودي
25 قوم تناوبت النّوائب شملهم
…
فنثرن سلك نظامه المعقود
صدعت لفقدهم الخطوب زجاجتي
…
ولحت (3) لبعدهم اللّيالي عودي
(1) الطلح: شجر عظام «المخضود» في النسختين، ومن معانيها التثني.
(2)
الركية: البئر.
(3)
لحا الشجرة: قشرها.
وأضلّ صبري طرقه، وهدى الأسى
…
دمعي لمسلك خدّي المخدود
قد كنت أرتع من نداهم في حمى
…
روض وأكرع في حياض برود
فإذا وردت وردت غير مزاحم
…
وإذا صدرت صدرت غير مذود
30 ولربّ سافرة النّقاب تبسّمت
…
عن لؤلؤ من ثغرها منضود
نظمت من السّحر الحلال مكلّلا
…
فضح القلائد في نحور الغيد
وتبسّمت عن روضة قد أقطفت
…
بيض الأماني من سطور سود!
وأرتك من أنقاسها وحروفها
…
شهبا تجلّت في بروج سعود
وأتت محاسنها بكل غريبة
…
أغنت مقلّدها عن التّقليد
35 وقف ابن حجر دونها وتخبّطت
…
في نسج حلّتها أكفّ لبيد (1)
يا بنت من حلّت سوابق فضله
…
وشأت بهم همم العلا والجود
(1) ابن حجر «امرؤ القيس» ولبيد، شاعران مشهوران.
أمّا حديثك فهو درّ كلّلّ ال
…
أسماع حلي جواهر وعقود
أندى على الأكباد من وقع النّدى
…
وألذّ من نغمات صوت العود!
أذكرتني-وأبيك-عصر شبيبة
…
ذهب الزّمان بعيشه المحمود
[61/أ]
40 وقصصت غير مطيلة أنباءه
…
عودي لبدء حديثه، أو عيدي (1)
كان الشّباب دجىّ فمزّق ليله
…
عن ضوء لا حسن ولا محمود
وإذا الجديدان (2) استجّدا (3) صحبة
…
ذهبا بثوب للبيان مديد
جلت بديهتك التّي قد أعجلت
…
عن موقف التّهذيب والتّجويد
ورمت مساجلك الجهالة في مدى
…
شأو (4) قصيّ الجانبين بعيد
(1) في النسختين: أنباؤه، عيد. ونرجح ما أثبت.
(2)
الجديدان: الليل والنهار.
(3)
في النسختين: استجد. ونرجح ما أثبت.
(4)
في النسختين: شأوي.
فمتى دعوت لها القوافي أجفلت
…
فعل الظّليم (1) وآذنت بشرود
فلو استطعت لغضت درّ بكيّتي (2)
…
وسترت بهرج قولي المنقود
ولويت ثنيا من عناني ناكصا
…
عن مرقب أعيى إليه صعودي
لكنّها نفثات ملتهب الجوى
…
وكلام مكلوم الحشا منجود! (3)
50 غطّى هواه عقله فاقتاده
…
لمواقف التّهذيب والتّجريد
فجاوبه صديقه القاضي أبو القاسم بن أبي العافية، المذكور، بقوله:
أملي على كبري وطول عهودي
…
رجع الشّبيبة والهوى المعهود
(1) الظليم: ذكر النعام.
(2)
بكأت البئر: قل ماؤها. وبكأ الحيوان الحلوب. قل لبنه.
(3)
نجد «بضم النون» أصابه الكرب والغم فهو منجود.
ودنوّ منتزح الدّيار رمت به
…
كالسّهم مبريّا قسيّ القود (1)
فسرى كبدر الأفق يعترض الدّجا
…
ويميط سجف (2) رواقها الممدود
ترد القطا من سؤره (3) حيث انتهت
…
أسرابها بحفيفها المجهود
وتظلّه كالسّحب ريش قوادم
…
من كلّ فتخاء الجناح صيود (4)
والوحش تأكل فضل ما يغتال من
…
صيد بديموم (5) الفلاة وسيد
فقرى سباع الطّير شلو غريضة
…
وقرى سباع الوحش شلو قديد (6)
وله من الجنسين (7) تحت وفوق ما
…
يغنيه عن جيش وخفق بنود
(1) قود ج أقود: الفرس طال ظهره وعنقه.
(2)
السجف: الستر.
(3)
السؤر: بقية الشيء.
(4)
الفتخاء من العقبان: اللينة الجناح. والصيود: الصياد «مبالغة» . وصيد ج أصيد: الأسد. والسيد الأسد، وهو الذئب أيضا.
(5)
الديموم والديمومة: الفلاة الواسعة.
(6)
الغريض: الطري، والقديد عكسها.
(7)
كلمة لم تظهر في كلتا النسختين. وهذه أقرب قراءة.
[61/ب]
خاض البحار وجازها ثمّ ارتمى
…
يفلي الفلا بنجيّة صيهود (1)
10 تفري (2) الفريّ ولا تخاف خفافها
…
من وحل ميثاء (3)، ولا جلمود
الشّمس فوق قتودها حلّت فما
…
غرب وشرق عندها ببعيد
يا ليتها حنّت إلى أعطانها (4)
…
من جوّ كاظمة ودوّ زرود (5)
ولها علينا أن نعوّضها إذا
…
رجعت مواطئ أعين وخدود!
تلك النّوى أجنت عليّ وكدّرت
…
شربي ونغبة عيشي المثمود (6)
(1) النجية: الناقة السريعة. الصيهود-كما في اللسان-الجسيم. وفي القاموس الصيهود: الفلاة لا ينال ماؤها، والصهود: الجسيم.
(2)
في الأصلين المعتمدين: يفري. والحديث عن الناقة، فلعل الصواب ما أثبت. وفرى الأرض: سارها وقطعها.
(3)
ميثاء: هي الأرض اللينة السهلة.
(4)
أعطان ج عطن: وطن الإبل ومبركها.
(5)
كاظمة: اسم ماء، وجو اسم اليمامة في الجاهلية. والدو بلد لبني تميم وهو ما بين البصرة إلى اليمامة. وزرود: جبل رمل بين ديار بني عبس وديار بني يربوع. (راجع مواد دو-وزرود-وكاظمة وجو في معجم ما استعجم للبكري).
(6)
النغبة-في الأصل-الجرعة. والمثمود: ماء نفد من الزحام عليه.
15 هبني مقيما بعد أن رحل الهوى
…
فالميت يوجد وهو كالمفقود!
قسما بأيّام الشّباب وطيبها
…
وبنظم شمل أحبّتي وعهودي
وبما حدا الحادي بهم يوم النّوى
…
من منتقى رجز وحرّ قصيد
وبمستمرّ جمالهم بجمالهم
…
ما بين شهب قنا وغلب أسود
لأشدّ ما يلقى امروء من دهره
…
شيئا وشيك نوى وطول صدود
20 إلا مشيب العارضين فإنّه
…
يدني الفتى من يومه الموعود
يا طائرا في الجوّ ملء جناحه
…
لا سائرا في الدوّ فوق قعود (1)
أسرع لعلّك بعد دهر بالغ
…
ما ليس يبلغه مطى بوخيد (2)
وانشد فؤادي في المهامه إنّه
…
رهن المطايا والسّرى والبيد
(1) القعود: البعير من الإبل، وهو البكر «بفتح الياء» حين يركب أي يمكن ظهره من الركوب. والدو: المفازة.
(2)
الوخيد للبعير: الإسراع. والمطي: الناقة تمطو «تسرع» في مشيها. والمطا: الظهر وفي نسخة «م» مطي «بياء مشددة» ولا يستقيم بها الوزن.
وإذا اعترفت القلب بلّغ سمع من
…
هو في يديه ألوكة المفؤود (1)
25 يا نازحا لعب المطيّ بكوره (2)
…
لعب الرّياح الهوج بالأملود
ورمت به للطيّة القصوى التّي
…
ما وردها لسواه بالمورود
هلا حننت إلى معاهدنا التّي
…
كنت الحليّ لنحرها والجيد!
ورياض أنس بالمشايح طارحت
…
فيها الحمائم سجع صوت العود
ومبيتنا فيها؛ وصفو مدامنا
…
صرف المودّة، لا ابنة العنقود
[62/أ]
30 والعيش أخضر والهوى يدني جنى
…
زهرات ثغر أو ثمار نهود
والقضب رافلة يعانق بعضها
…
بعضا، إذا اعتنقت غصون قدود
لهفي على ذاك الزّمان وطيبه
…
وعلى مناه وعيشه المحمود
(1) الألوكة: الرسالة.
(2)
الكور: الرحل.
تلك اللّيالي لا ليالي بعدها
…
عطّلن إلا من جوى وسهود
كانت قصارا ثمّ طلن فها أنا
…
آسى على المقصور والممدود!
35 وتحوّلت حلل التئام الوصل في
…
سلك انتظام الشّمل للتّبديد
ومضى الشّباب كديمة قد أقلعت
…
من بعد سقي تهائم ونجود
وأتى المشيب بمحله فأعاد ما
…
أحيى الشّباب النضر عصف حصيد
لو يفتدى عهد الصّبا لفديته
…
بتحلمي وبطارفي وتليدي!
لكنّها الأيّام أبخل شيمة
…
من أن تعيد شبيبة لمعيد (1)
40 آها أبا إسحاق من بعد المدى
…
آها يزيد أسى على التّرديد
طارحت في تردادها من شاقها
…
دعوى نزيع كالهديل فقيد (2)
صنو الحمامة في الخضاب وطوقها
…
وغنائها المترنّم الغرّيد
(1) فيهما: لمعيد، كأنه يريد (لمستعيد)
(2)
النزيع: الغريب. والهديل: الذكر من الحمام، وهو صوته أيضا.
تأبى الصّيانة أن أصرّح باسمها
…
واللّحن يفهم معترى المقصود (1)
وجبت مبرّتها عليك وكيف لا
…
والشّرع ليس بشاهد مردود
45 هذا الجناح وطر إليها قبل فو
…
ت الأمر، ما ذي الدّار دار خلود
لو كنت مطّلعا، وقد طالعتها
…
بخطابك المستعذب المورود
لأسيت ضعف أساك عند فراقها
…
وحللت حبوة حلمك المعقود
هذا العتاب وبعده العتبى التّي
…
تأسيسها يغني عن التّوكيد *
لله درّك من رئيس بلاغة
…
حسن المآخذ بارع التّوليد
[62/ب]
50 حلّ العبارة في حلاوة زفّة (2)
…
كالخمر محبّتها مراشف غيد!
كالرّمح لان وبأسه في شدّة
…
والسّيف يدعو (3) في يد الصّنديد
(1) اللحن-هنا-أن تقول قولا يفهمه المخاطب المقصود ويخفى على غيره. واعتراه: غشيه. يريد أنه اكتفى بالتلميح عن التصريح.
(*) سقطت ابتداء من هنا ورقة من نسخة (ط).
(2)
في النسختين: زفة. ول «زف» معان متعددة.
(3)
فيهما: يدعوا. وترسم الألف أحيانا بعد الفعل المضارع في الخط.
أو كالغمامة أرعدت وتبسّمت
…
فأرت مخايل موعد ووعيد!
أو كالتّي زأرت وغنّت ورقها
…
فارتعت، ثمّ أنست بالتّغريد
روض من الآداب أينع قبل أن
…
تفترّ زهرته لطيب العود
55 بكر أتت تمشي على استحيائها
…
تزهى بحلية مبسم وعقود
حوراء مقلتها سواد مدادها
…
والسّحر في مقل العيون السّود!
سحبت على سحبان (1) فضل ردائها
…
وعبيد (2) استغشى ثياب عبيد
ولبيد (3) انقلبت عليه حروفه
…
فغدا بليدا! -وهو غير بليد-
نظمت من السّحر الحلال قوافيا
…
أغنت مقلّدها عن التّقليد
60 لكنّها عثرت بضالة طلحها
…
فلعا (4) لعثرة طلحها المخضود (5)
(1) سحبان بن زفر بن إياس الوائلي (000 - 54) خطيب شهير، أدرك الجاهلية الإسلام قيل فيه «إنه خطيب العرب غير مدافع» .
(2)
عبيد بن الأبرص شاعر جاهلي عده ابن سلام في الطبقة الرابعة.
(3)
لبيد بن ربيعة العامري (000 - 41) شاعر مخضرم معمر.
(4)
لعا لفلان: دعاء للعاثر أن يرتفع من عثرته.
(5)
خضد النبت: ضعف ووهن.
وبهمزة الولهاء مدّت باعها
…
فعجبت من مقصورها (1) الممدود!
لكنّها رقّت وراقت وانتمت
…
للعلم راغبة عن التّقليد
فجعلت يوم قدومها عيدا، ومن
…
(يحلى)(2) مسرّته ليوم العيد
(1) يقال في صفة المؤنثة: ولهى ووالهة وواله وميلاه.
(2)
هذا ما استوضحته من الأصلين؛ ولم يستقم الطرف الثاني من البيت.