المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

كان أبوه أمين العطارين بغرناطة. وكان مع أمانته من أهل - أعلام المغرب والأندلس في القرن الثامن

[ابن الأحمر]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة المحقق

- ‌[مقدمة مؤلف الكتاب]

- ‌الباب الأولفي فضل الشّعر وإباحة إنشاده بالمساجد

- ‌والاستعارة

- ‌والتمثيل

- ‌والاشارة

- ‌ذكر ألقاب في صناعة البديع

- ‌أما التجنيس

- ‌وأما الترصيع

- ‌وأما الاشتقاق

- ‌وأما التطبيق

- ‌وأما لزوم ما لا يلزم

- ‌وأما التضمين المزدوج

- ‌وأما الالتفات

- ‌والاعتراض

- ‌وأما اللف والنشر

- ‌وأما التّفسير

- ‌وأما التعديد

- ‌وأمّا التّخييل

- ‌وأما المتواتر

- ‌وأما رد العجز على الصدر

- ‌وأما المساواة

- ‌وأما العكس والتبديل

- ‌وأما الاستدراك والرّجوع

- ‌وأما الاستطراد

- ‌وأما الاستهلال

- ‌وأما التّخليص

- ‌وأما الترديد

- ‌وأما التّتميم

- ‌وأما التفويف

- ‌وأما التّجاهل

- ‌وأما الهزل الذي يراد به الجدّ

- ‌وأما التّنبيه

- ‌الباب الثانيفيما بلغنا من شعر كتّاب بني مرين (*) ملوك المغرب

- ‌أمير المسلمين أبو الحسن علي بن أمير المسلمين عثمان بن أمير المسلمينيعقوب بن عبد الحق

- ‌حاله-رحمه الله

- ‌ابنه أمير المؤمنين المتوكل على الله فارس رحمه الله

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله

- ‌أخوه لأبيه أمير المسلمين عبد العزيز-رحمه الله

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله

- ‌ابن عمه الأمير منصور

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله

- ‌الشيخ أبو الحسن علي بن بدر الدينابن موسى بن عبد الرحمن بن عبد الله بن الأمير عبد الحق المريني

- ‌حاله-رحمه الله

- ‌الباب الثالثفي شعر ملوك بني الأحمر من بني نصر قومي وأبنائهم

- ‌أمير المسلمين الغالب بالله المتوكل على الله محمد

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه [الله]

- ‌الرئيس إسماعيل بن الأمير أبي سعيد فرج

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله

- ‌أخونا الرئيس محمد ابن والدنا

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-أكرمه الله

- ‌الباب الرابعفي شعر ملوك الموحّدين الحفصّيين وأنبائهم

- ‌أمير المؤمنين المستنصر بالله المنصور بفضل الله محمد بن أبي بكر ابنإسحاق بن إبراهيم بن موسى بن إبراهيم بن أبي حفص

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله

- ‌ابنه أمير المؤمنين أحمد

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله:

- ‌أخوه لأبيه أمير المؤمنين الناصرلدين الله المنصور بفضل عمر

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله رحمه الله تعالى:

- ‌أمير المؤمنين المستنصر بالله محمد بن الأمير أبي زكريا يحيى بنأمير المؤمنين المتوكل على الله أبي يحيى

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله تعالى

- ‌صاحبنا الأمير زكريا بن أمير المؤمنين أبي محمد عبد الواحد

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-أعزه الله

- ‌الباب الخامسفي شعر ملوك بني زيّان من بني عابد الوادي وأبنائهم

- ‌أمير المسلمين المتوكل على الله موسى بن يوسف

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-أكرمه الله

- ‌صاحبنا الأمير الحاج يوسف بن عمر بن يعقوبابن الأمير عامر بن أمير المسلمين يغمراسن بن زيّان

- ‌[كنيته:]

- ‌[32/ أ] حاله-رحمه الله تعالى

- ‌صاحبنا الأخلص محمد بن الأمير أبي سرحان مسعود:

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله:

- ‌الباب السادسفي شعر ملوك بني العز في وأبنائهم

- ‌الأمير محمد بن الأمير يحيى:

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله

- ‌ابنه صاحبنا محمد-سلمه الله

- ‌[كنيته:]

- ‌الباب السابعفيما بلغنا من شعر كتّاب قومي بني الأحمر ملوك الأندلس

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله

- ‌الباب الثامنفيما بلغنا من شعر وزراء قومي بني الأحمرمن بني نصر ملوك الأندلس

- ‌الفقيه الكاتب صاحب القلم الأعلىأحمد بن إبراهيم بن صفوان

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله تعالى

- ‌الفقيه الخطيب القاضي الكاتب صاحب القلم الأعلى:عبد الحق بن محمد بن عطية المحاربي

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-سلّمه الله

- ‌الباب التاسعفيما بلغنا من شعر قضاة بلادنا الأندلسيّة وفقهائها

- ‌الفقيه الكاتب القاضي الخطيب:محمد بن أحمد الحسنيّ

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله

- ‌الفقيه الخطيب علي بن أحمد الحسني

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رضي الله عنه

- ‌الفقيه القاضي الخطيب محمد بن محمد السّلمي

- ‌[كنيته:]

- ‌نسبه:

- ‌حاله:

- ‌الفقيه الكاتب القاضي محمد بن عمر بن علي بن عتيق القرشي

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله تعالى

- ‌الفقيه الكاتب القاضي الخطيب أحمد بن محمد بن أحمد بن محمدابن عبد الله بن جزي الكلبي

- ‌[كنيته:]

- ‌وأبوه، أبو القاسم محمد كان خطيب الجامع الأعظم بغرناطة

- ‌والقاضي أبو بكر

- ‌حاله-أكرمه الله

- ‌الفقيه الكاتب القاضي الخطيب علي بن عبد الله بن الحسنالجذامي

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله:

- ‌الفقيه الكاتب أحمد بن علي بن محمد بن علي ابن محمد بن محمد بن خاتمة الأنصاري

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-سلمه الله

- ‌شيخنا الفقيه الخطيب فرج بن قاسمابن أحمد بن لب التغلبي

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-نسأ الله في أجله

- ‌الفقيه الحاج محمد بن محمد بن الشّديد

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله تعالى

- ‌الفقيه الضرير:محمد بن أحمد بن علي بن جابر الهواري

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله

- ‌الفقيه الحاجإبراهيم بن محمد الأنصاري الأوسي

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله

- ‌الباب العاشرفيما بلغنا من شعر كتّاب بني مرين

- ‌الفقيه الكاتب صاحب القلم الأعلىعبد المهيمن بن محمد بن عبد المهيمن الحضرمي

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله تعالى

- ‌الفقيه الرئيس الحاجب الكاتب صاحب القلم الأعلى محمد بن محمد بن أحمد بن علي بن أبي عمرو التميمي

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله تعالى

- ‌الفقيه القاضي الخطيب الكاتب صاحب القلم الأعلى عبد اللهابن يوسف بن رضوان بن يوسف بن رضوان بن يوسف بن رضوانابن يوسف بن رضوان النجاري الخزرجي

- ‌حاله-نسأ الله في أجله

- ‌الفقيه الكاتب القاسم بن يوسف بن رضوان رحمه الله

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله

- ‌الفقيه الكاتب صاحب القلم الأعلى وكاتب الأشغال السلطانيةعلي بن محمد بن أحمد بن موسى بن سعود الخزاعي

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-أكرمه الله

- ‌الفقيه الكاتب محمد بن عبد الحكيم بن تادرارت

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله

- ‌الفقيه الكاتب أحمد بن شعيب الجزنائي

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله تعالى

- ‌الفقيه الكاتب محمد بن عبد الله بن أبي مدين شعيب العثماني

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله

- ‌ابن عمه الفقيه الكاتب صاحب القلم الأعلى محمد بن محمد ابنأبي مدين

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله: -رحمه الله تعالى

- ‌أخوه الفقيه الكاتب شعيب بن محمد ابن أبي مدين شعيب بن مخلوف العثماني

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله تعالى

- ‌ابنه الفقيه الكاتب حمزة بن شعيب ابن محمد بن أبي مدين شعيب

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله

- ‌الفقيه القاضي الكاتب علي بن محمدابن عبد الحق بن الصباغ العقيلي

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله تعالى

- ‌الفقيه الكاتب يحيى بن إبراهيم ابنزكريا الأنصاري الأوسي

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله تعالى

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله

- ‌الفقيه الكاتب صاحب القلم الأعلى عبد الرحمن بن محمد بنخلدون الحضرمي

- ‌حاله:

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-أكرمه الله تعالى

- ‌صاحبنا الفقيه الكاتب أحمد بن يحيى بن أحمد بن عبد[87/ب] المنّان الانصاري الخزرجي

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-أكرمه الله

- ‌الباب الحادي عشرفيما بلغنا من شعر قضاة المغرب وفقهائها

- ‌الفقيه القاضي الخطيب محمد بن علي بن عبد الرزاق الجزولي

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله تعالى

- ‌شيخنا الفقيه الخطيب القاضي محمد بن أحمد بن عبد الملك بنشعيب بن عبد الله بن موسى بن مالك الفشتالي

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-سلمه الله

- ‌شيخنا الفقيه القاضي الحسن بن عثمان بن عطيّة بن موسى بنيوسف بن عبد العالي التّجاني المعروف بالوانشريسي

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-سلّمه الله تعالى

- ‌شيخنا الفقيه القاضي الخطيب الحاج عبد الرحمن بن محمد بن عبدالرحمن بن عبد الله بن الفقيه الامام القاضي أبي الوليد محمد الحفيد بن الفقيهالقاضي أبي القاسم أحمد بن الفقيه الامام القاضي أبي الوليد محمد بن أحمد بنرشد الأموي

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-أكرمه الله

- ‌صاحبنا الأستاذ النحوي المقرىء عبد الرحمن بن علي بن صالح المكودي

- ‌[كنيته:]

- ‌صاحبنا الفقيه الأستاذ النحوي المقرىءعبد الله بن محمد البكري

- ‌‌‌[كنيته:]

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله:

- ‌صاحبنا الفقيه الأستاذ النحوي المقرىء محمد بن عمر بن توقرت الموحد التينملي:

- ‌حاله رحمه الله:

- ‌صاحبنا الفقيه الكاتب أبو العباس أحمد بن الشيخ الصوفي الصالح أبي عبد الله محمد الأنصاري الخزرجي الشهير بالدباغ

- ‌حاله-سلمه الله تعالى

- ‌شيخنا الفقيه عبد الغفار بن موسى البوخلفي

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله تعالى

- ‌شيخنا الفقيه الأستاذ النحوي المقرىء محمد بن محمد بن محمد ابن داود الصنهاجي

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله

- ‌صاحبنا الأستاذ النحوي المقرىء (اللغوي) علي بن محمد بنعمر الصنهاجي:

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله:

- ‌الشيخ الفقيه الصوفي محمد بن أحمد بن شاطر الجمحي

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله تعالى

- ‌صاحبنا الفقيه العدل محمد بن أحمد بن ابراهيم بن موسى الكومي

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله:

- ‌الفقيه الصوفي محمد بن [122/ب] أحمد المكودي رحمه الله:

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله

- ‌صاحبنا الفقيه محمد بن يوسف بن أحمد بن محمد بن يوسف

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-أكرمه الله

- ‌صاحبنا الفقيه العدل إبراهيم بن علي العباسي:

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-سلمه الله

- ‌صاحبنا سعيد بن إبراهيم السدراتي رحمه الله تعالى:

- ‌[كنيته:]

- ‌حاله-رحمه الله

- ‌الباب الثاني عشرفيما قيل من الشعر في السّيفالذي بصومعة جامع القرويين من مدينة فاس

- ‌الفقيه الكاتب أبو العباس أحمد بن يحيى بن عبد المنان الخزرجي

- ‌[الفقيه المتفنن النحوي أبو عبد الله محمد بن موسى بن ابراهيم الماجري]

- ‌[أبو المكارم منديل بن محمد بن محمد بن داود بن آجروم الصنهاجي]

- ‌[الفقيه أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن المعروف بالربيب:]

- ‌[الفقيه الكاتب التاريخي أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن الخزرجي المعروف بالتاوري]

- ‌[الفقيه العدل القارىء أبو زيد عبد الرحمن بن محمد الصنهاجي المليلي]

- ‌[أحمد بن محمد الأنصاري الخزرجي المعروف بالدباغ]

- ‌[أبو الوليد إسماعيل بن الأمير أبي سعيد فرج الشهير بالأحمر]

- ‌[أبو الفضل محمد بن باشر التسولي]

- ‌[ابن باشر]

- ‌[شيخنا الفقيه الكاتب مسعود بن أبي القاسم بن أبي طلاق]

- ‌[الأستاذ النحوي أبو زيد عبد الرحمن بن عليابن صالح المكودي]

- ‌[أبو العلى إدريس بن يحيى ابن محمد بن عمر بن رشيد الفهري]

- ‌[الفقيه المتفنن أبو محمد عبد الغفار البوخلفي:]

- ‌[أبو محمد بن علي الفخار، شهر بالحياك:]

- ‌[الأديب أبو عثمان سعيد بن إبراهيم السدراتي شهر بشهبون:]

- ‌تعليقات

- ‌فهرس المصادر والمراجع

- ‌للمحقق

- ‌ في سلسلة دراسات أندلسية:

- ‌ في سلسلة الذخائر:

- ‌ في المكتبة الأندلسية:

- ‌ بالاشتراك مع الأستاذ الدكتور عدنان زرزور

- ‌ أعمال أخرى

الفصل: كان أبوه أمين العطارين بغرناطة. وكان مع أمانته من أهل

كان أبوه أمين العطارين بغرناطة. وكان مع أمانته من أهل العلم، فقيها متفننا. وله الباع المديد في الفرائض.

وأبو إسحاق هذا كان في صغره موثقا بسماط شهود غرناطة.

وارتحل عن الأندلس إلى المشرق. فحج ثم سار إلى بلاد السّودان (1) فاستوطنها، ونال جاها مكينا من سلطانها. وبها توفي، رحمه الله تعالى.

‌حاله-رحمه الله

-:

طلع في سماء الأدب كوكبا وقادا. وقام في روض البراعة غصنا ميادا. وزها في النّحو على سيبويه، وفي اللغة على نفطويه. وفي الإنشاء على ابن العميد، كما أربى في البلاغة على عبد الحميد. وله مشاركة في المسائل الفقهية، وأبرع ما كان في الطريقة الأدبية.

وكان صاحب همّة سنيّة. ومن علوّ همّته، وجلالة رتبته أن أمير المسلمين أبا الحسن ملك المغرب الحسن، طلب منه أن يكتب في حضرته، ويكون من جملة خدّام دولته، [59/ب] فتأبى منه وانحرف عنه، وأنف من ذلك، ولم يرض أن يكون أحد له مالك! وقال له: أيّد الله مولانا الخليفة، وأدام أيامه المنيفة! أقلني من هذا، وكن منه ملاذا. فقال الملك ولم، وقد عمتك النّعمى؟ قال: لا أرضى أن يرأسني عبد المهيمن (2) الحضرمي! فتعجب منه السلطان، وأجزل عليه بذلك الإحسان! فانظر همة هذا الفقيه ما أعلاها، ونفسه النفيسة ما أزكاها!

(1) هي بلاد «مالي» كما سبق.

(2)

سيترجم له ابن الاحمر في أول الباب العاشر.

ص: 206

فمن قوله-رحمه الله-ما كتب به من أرض الحبشة للأندلس، إلى صديقه الفقيه الكاتب القاضي أبي القاسم بن أبي العافية.

لمن الرّكائب خضن رمل زرود (1)

وسرين بين تهائم ونجود

وجرين في بحر السّراب سفائنا

ألبسن قارا للّيالي السّود

ورأين وطء الأرض منقصة الهوى

فوطئن فوق محاجر وخدود!

هنّ المطايا عوّضت من طائها

يوم النّوى نونا لكل عميد

5 وهفت بهيف عاقروا تحت الدّجا

خمرين من أين (2) ومن تسهيد

تركوك تستقري المنازل بعدهم

وسروا بشلو فؤادك المفؤود (3)

فبكلّ واد أنت رائد مربع

وبكلّ ناد أنت ناشد غيد

سيرا فدون مناك قطع مهامه

قطع النّياط بها نياط القود (4)

(1) زرود: جبل رمل بين ديار بني عبس وديار بني يربوع.

(2)

الأين: التعب والإعياء.

(3)

الشلو: البقية من كل شيء.

(4)

يقال مفازة بعيدة النياط: بعيدة الحد. والقود -ج- أقود: الذلول المنقاد من الخيل. والنياط الفؤاد، وعرق غليظ علق به القلب إلى الرئتين.

ص: 207

طربي إذا جنّ الظلام لأنّه

في ظهر عود (1) لا لرنّة عود!

10 كم من طلاح (2) فوقها أمثالها

لم تكتحل أجفانهم بهجود

كالسّمر هزت في أكفّ فوارس

والبيض سلّت من بطون غمود

أنضاهم طول السّرى فتخالهم

أوهام فكر في صدور البيد!

[60/أ]

ساجلتهم تحت الدّجى بشملّة (3)

فطرت على التّأويب والتّسهيد (4)

أهدت إلى سلع تحيّة حاجر (5)

وحثث على نجد تراب زرود

15 وكأنّما آثارها فوق الثّرى

وطآت منشعب (6) الجراح طريد

(1) العود: المسن من الإبل.

(2)

طلح: تعب من السير، وطلح الرجل البعير جعله يعيى ويهزل.

(3)

الشملة: السريعة الخفيفة. و «التسهيد» هي القراءة الظاهرة للكلمة.

(4)

التأويب سير النهار كله إلى الليل.

(5)

سلع: جبل متصل بالمدينة. وحاجر: منزل للحاج بالبادية (موضع).

(6)

انثعب الماء والدم ونحوهما: انفجر.

ص: 208

ولكم قصيّ الحوض منهدّ الجبا (1)

لا يهتدي فيه القطا لورود

إن ضلّ وارده هداه صوبه

رمم الضّراغم دونه والسّيد (2)

5 وكأنّما ريش النّواهض (3) حوله

مسنونة (4) بريت قصار العود (5)

وافيته والذيب يوجس خيفة

فيه، ويرعد رعدة المرؤود (6)

فرويت منه-ولم أكد-حتّى ارتوى

مسراي من نيي (7)، ونيّ قعودي

ولكم رحيب الصدر ملموم (8) القرى (9)

كلح النّواجذ مشرئبّ الجيد

مهما أحسّ ببنأة (10) أصغى لها

أذني سميع والتفات رصيد

(1) الجبا: الماء المجموع في الحوض.

(2)

السيد: الذئب.

(3)

النواهض ج ناهض: فرخ الطائر الذي وفر جناحاه، وتهيأ للطيران.

(4)

المسنونة: الأرض التي أكل نباتها.

(5)

في م: برئت. وفي ط بريت.

(6)

ترأد «الشيء» : اهتز واضطرب.

(7)

نوى ينوي نية ونوى: تحول من مكان إلى مكان.

(8)

الملموم: المجتمع المدور.

(9)

القرى: الظهر. وكلح: عبس.

(10)

النبأة: الصوت الخفي.

ص: 209

10 كفّاه كفّته (1) ليوم قنيصه

وذراعه حبل لكلّ مصيد

ما بات منه قضاقض (2) إلا على

أشلاء لحم أو دم معقود

آوي إلي أجماته مستسلما

وأهاب مأوى شامت وحسود!

أخشى المقيل بظلّه مستوفزا (3)

وأظلّ بين أساود (4) وأسود

يا راكبا إمّا أنخت مقيّلا

في ظلّ ضال (5) بالعقيق (6) نضيد

15 ورتعت من روض الجلال بباسق

غضّ الأزاهر يانع الأملود (7)

قل للّذي عاطيته ممحوضة

من خالصي ودّي وحسن عهودي

أعلى الغنى أوجفت لا كان الغنى

سبق القضاء برزقي الموعود

(1) الكفة: حبالة الصائد.

(2)

القضاقض: الأسد.

(3)

استوفز: جلس على هيئة كأنه يريد القيام.

(4)

أساود ج أسود: العظيم من الحيات وفيه سواد، وهو أخبثها وأنكاها.

(5)

الضال: السدر البري «شجر» .

(6)

عقيق المدينة على ميلين منها، وفيه نخل.

(7)

الأملود: الناعم اللين.

ص: 210

بل طرت ملء قوادمي نحو العلا

طير القطاة تخاف فوت ورود!

فطلعت من أثناء كلّ ثنيّة

وتركت مطلع أفقي المعهود

[60/ب]

20 هذا، وما نجديّة قد عارضت

ضال العقيق وطلحه المخضود (1)

ولهاء تعترض الصّبا كلفا بما

جرّت عليه من ملا وبرود

إن مسّها وخز الهجير تذكّرت

ماء الحجاز وظلّه الممدود

أو عارضت شوقي ودمعي ساءلت

عن برقه وسحابه المورود

بأشد من شوقي لنبع ركيّة (2)

علّت سراة بني أبي وجدودي

25 قوم تناوبت النّوائب شملهم

فنثرن سلك نظامه المعقود

صدعت لفقدهم الخطوب زجاجتي

ولحت (3) لبعدهم اللّيالي عودي

(1) الطلح: شجر عظام «المخضود» في النسختين، ومن معانيها التثني.

(2)

الركية: البئر.

(3)

لحا الشجرة: قشرها.

ص: 211

وأضلّ صبري طرقه، وهدى الأسى

دمعي لمسلك خدّي المخدود

قد كنت أرتع من نداهم في حمى

روض وأكرع في حياض برود

فإذا وردت وردت غير مزاحم

وإذا صدرت صدرت غير مذود

30 ولربّ سافرة النّقاب تبسّمت

عن لؤلؤ من ثغرها منضود

نظمت من السّحر الحلال مكلّلا

فضح القلائد في نحور الغيد

وتبسّمت عن روضة قد أقطفت

بيض الأماني من سطور سود!

وأرتك من أنقاسها وحروفها

شهبا تجلّت في بروج سعود

وأتت محاسنها بكل غريبة

أغنت مقلّدها عن التّقليد

35 وقف ابن حجر دونها وتخبّطت

في نسج حلّتها أكفّ لبيد (1)

يا بنت من حلّت سوابق فضله

وشأت بهم همم العلا والجود

(1) ابن حجر «امرؤ القيس» ولبيد، شاعران مشهوران.

ص: 212

أمّا حديثك فهو درّ كلّلّ ال

أسماع حلي جواهر وعقود

أندى على الأكباد من وقع النّدى

وألذّ من نغمات صوت العود!

أذكرتني-وأبيك-عصر شبيبة

ذهب الزّمان بعيشه المحمود

[61/أ]

40 وقصصت غير مطيلة أنباءه

عودي لبدء حديثه، أو عيدي (1)

كان الشّباب دجىّ فمزّق ليله

عن ضوء لا حسن ولا محمود

وإذا الجديدان (2) استجّدا (3) صحبة

ذهبا بثوب للبيان مديد

جلت بديهتك التّي قد أعجلت

عن موقف التّهذيب والتّجويد

ورمت مساجلك الجهالة في مدى

شأو (4) قصيّ الجانبين بعيد

(1) في النسختين: أنباؤه، عيد. ونرجح ما أثبت.

(2)

الجديدان: الليل والنهار.

(3)

في النسختين: استجد. ونرجح ما أثبت.

(4)

في النسختين: شأوي.

ص: 213

فمتى دعوت لها القوافي أجفلت

فعل الظّليم (1) وآذنت بشرود

فلو استطعت لغضت درّ بكيّتي (2)

وسترت بهرج قولي المنقود

ولويت ثنيا من عناني ناكصا

عن مرقب أعيى إليه صعودي

لكنّها نفثات ملتهب الجوى

وكلام مكلوم الحشا منجود! (3)

50 غطّى هواه عقله فاقتاده

لمواقف التّهذيب والتّجريد

فجاوبه صديقه القاضي أبو القاسم بن أبي العافية، المذكور، بقوله:

أملي على كبري وطول عهودي

رجع الشّبيبة والهوى المعهود

(1) الظليم: ذكر النعام.

(2)

بكأت البئر: قل ماؤها. وبكأ الحيوان الحلوب. قل لبنه.

(3)

نجد «بضم النون» أصابه الكرب والغم فهو منجود.

ص: 214

ودنوّ منتزح الدّيار رمت به

كالسّهم مبريّا قسيّ القود (1)

فسرى كبدر الأفق يعترض الدّجا

ويميط سجف (2) رواقها الممدود

ترد القطا من سؤره (3) حيث انتهت

أسرابها بحفيفها المجهود

وتظلّه كالسّحب ريش قوادم

من كلّ فتخاء الجناح صيود (4)

والوحش تأكل فضل ما يغتال من

صيد بديموم (5) الفلاة وسيد

فقرى سباع الطّير شلو غريضة

وقرى سباع الوحش شلو قديد (6)

وله من الجنسين (7) تحت وفوق ما

يغنيه عن جيش وخفق بنود

(1) قود ج أقود: الفرس طال ظهره وعنقه.

(2)

السجف: الستر.

(3)

السؤر: بقية الشيء.

(4)

الفتخاء من العقبان: اللينة الجناح. والصيود: الصياد «مبالغة» . وصيد ج أصيد: الأسد. والسيد الأسد، وهو الذئب أيضا.

(5)

الديموم والديمومة: الفلاة الواسعة.

(6)

الغريض: الطري، والقديد عكسها.

(7)

كلمة لم تظهر في كلتا النسختين. وهذه أقرب قراءة.

ص: 215

[61/ب]

خاض البحار وجازها ثمّ ارتمى

يفلي الفلا بنجيّة صيهود (1)

10 تفري (2) الفريّ ولا تخاف خفافها

من وحل ميثاء (3)، ولا جلمود

الشّمس فوق قتودها حلّت فما

غرب وشرق عندها ببعيد

يا ليتها حنّت إلى أعطانها (4)

من جوّ كاظمة ودوّ زرود (5)

ولها علينا أن نعوّضها إذا

رجعت مواطئ أعين وخدود!

تلك النّوى أجنت عليّ وكدّرت

شربي ونغبة عيشي المثمود (6)

(1) النجية: الناقة السريعة. الصيهود-كما في اللسان-الجسيم. وفي القاموس الصيهود: الفلاة لا ينال ماؤها، والصهود: الجسيم.

(2)

في الأصلين المعتمدين: يفري. والحديث عن الناقة، فلعل الصواب ما أثبت. وفرى الأرض: سارها وقطعها.

(3)

ميثاء: هي الأرض اللينة السهلة.

(4)

أعطان ج عطن: وطن الإبل ومبركها.

(5)

كاظمة: اسم ماء، وجو اسم اليمامة في الجاهلية. والدو بلد لبني تميم وهو ما بين البصرة إلى اليمامة. وزرود: جبل رمل بين ديار بني عبس وديار بني يربوع. (راجع مواد دو-وزرود-وكاظمة وجو في معجم ما استعجم للبكري).

(6)

النغبة-في الأصل-الجرعة. والمثمود: ماء نفد من الزحام عليه.

ص: 216

15 هبني مقيما بعد أن رحل الهوى

فالميت يوجد وهو كالمفقود!

قسما بأيّام الشّباب وطيبها

وبنظم شمل أحبّتي وعهودي

وبما حدا الحادي بهم يوم النّوى

من منتقى رجز وحرّ قصيد

وبمستمرّ جمالهم بجمالهم

ما بين شهب قنا وغلب أسود

لأشدّ ما يلقى امروء من دهره

شيئا وشيك نوى وطول صدود

20 إلا مشيب العارضين فإنّه

يدني الفتى من يومه الموعود

يا طائرا في الجوّ ملء جناحه

لا سائرا في الدوّ فوق قعود (1)

أسرع لعلّك بعد دهر بالغ

ما ليس يبلغه مطى بوخيد (2)

وانشد فؤادي في المهامه إنّه

رهن المطايا والسّرى والبيد

(1) القعود: البعير من الإبل، وهو البكر «بفتح الياء» حين يركب أي يمكن ظهره من الركوب. والدو: المفازة.

(2)

الوخيد للبعير: الإسراع. والمطي: الناقة تمطو «تسرع» في مشيها. والمطا: الظهر وفي نسخة «م» مطي «بياء مشددة» ولا يستقيم بها الوزن.

ص: 217

وإذا اعترفت القلب بلّغ سمع من

هو في يديه ألوكة المفؤود (1)

25 يا نازحا لعب المطيّ بكوره (2)

لعب الرّياح الهوج بالأملود

ورمت به للطيّة القصوى التّي

ما وردها لسواه بالمورود

هلا حننت إلى معاهدنا التّي

كنت الحليّ لنحرها والجيد!

ورياض أنس بالمشايح طارحت

فيها الحمائم سجع صوت العود

ومبيتنا فيها؛ وصفو مدامنا

صرف المودّة، لا ابنة العنقود

[62/أ]

30 والعيش أخضر والهوى يدني جنى

زهرات ثغر أو ثمار نهود

والقضب رافلة يعانق بعضها

بعضا، إذا اعتنقت غصون قدود

لهفي على ذاك الزّمان وطيبه

وعلى مناه وعيشه المحمود

(1) الألوكة: الرسالة.

(2)

الكور: الرحل.

ص: 218

تلك اللّيالي لا ليالي بعدها

عطّلن إلا من جوى وسهود

كانت قصارا ثمّ طلن فها أنا

آسى على المقصور والممدود!

35 وتحوّلت حلل التئام الوصل في

سلك انتظام الشّمل للتّبديد

ومضى الشّباب كديمة قد أقلعت

من بعد سقي تهائم ونجود

وأتى المشيب بمحله فأعاد ما

أحيى الشّباب النضر عصف حصيد

لو يفتدى عهد الصّبا لفديته

بتحلمي وبطارفي وتليدي!

لكنّها الأيّام أبخل شيمة

من أن تعيد شبيبة لمعيد (1)

40 آها أبا إسحاق من بعد المدى

آها يزيد أسى على التّرديد

طارحت في تردادها من شاقها

دعوى نزيع كالهديل فقيد (2)

صنو الحمامة في الخضاب وطوقها

وغنائها المترنّم الغرّيد

(1) فيهما: لمعيد، كأنه يريد (لمستعيد)

(2)

النزيع: الغريب. والهديل: الذكر من الحمام، وهو صوته أيضا.

ص: 219

تأبى الصّيانة أن أصرّح باسمها

واللّحن يفهم معترى المقصود (1)

وجبت مبرّتها عليك وكيف لا

والشّرع ليس بشاهد مردود

45 هذا الجناح وطر إليها قبل فو

ت الأمر، ما ذي الدّار دار خلود

لو كنت مطّلعا، وقد طالعتها

بخطابك المستعذب المورود

لأسيت ضعف أساك عند فراقها

وحللت حبوة حلمك المعقود

هذا العتاب وبعده العتبى التّي

تأسيسها يغني عن التّوكيد *

لله درّك من رئيس بلاغة

حسن المآخذ بارع التّوليد

[62/ب]

50 حلّ العبارة في حلاوة زفّة (2)

كالخمر محبّتها مراشف غيد!

كالرّمح لان وبأسه في شدّة

والسّيف يدعو (3) في يد الصّنديد

(1) اللحن-هنا-أن تقول قولا يفهمه المخاطب المقصود ويخفى على غيره. واعتراه: غشيه. يريد أنه اكتفى بالتلميح عن التصريح.

(*) سقطت ابتداء من هنا ورقة من نسخة (ط).

(2)

في النسختين: زفة. ول «زف» معان متعددة.

(3)

فيهما: يدعوا. وترسم الألف أحيانا بعد الفعل المضارع في الخط.

ص: 220

أو كالغمامة أرعدت وتبسّمت

فأرت مخايل موعد ووعيد!

أو كالتّي زأرت وغنّت ورقها

فارتعت، ثمّ أنست بالتّغريد

روض من الآداب أينع قبل أن

تفترّ زهرته لطيب العود

55 بكر أتت تمشي على استحيائها

تزهى بحلية مبسم وعقود

حوراء مقلتها سواد مدادها

والسّحر في مقل العيون السّود!

سحبت على سحبان (1) فضل ردائها

وعبيد (2) استغشى ثياب عبيد

ولبيد (3) انقلبت عليه حروفه

فغدا بليدا! -وهو غير بليد-

نظمت من السّحر الحلال قوافيا

أغنت مقلّدها عن التّقليد

60 لكنّها عثرت بضالة طلحها

فلعا (4) لعثرة طلحها المخضود (5)

(1) سحبان بن زفر بن إياس الوائلي (000 - 54) خطيب شهير، أدرك الجاهلية الإسلام قيل فيه «إنه خطيب العرب غير مدافع» .

(2)

عبيد بن الأبرص شاعر جاهلي عده ابن سلام في الطبقة الرابعة.

(3)

لبيد بن ربيعة العامري (000 - 41) شاعر مخضرم معمر.

(4)

لعا لفلان: دعاء للعاثر أن يرتفع من عثرته.

(5)

خضد النبت: ضعف ووهن.

ص: 221

وبهمزة الولهاء مدّت باعها

فعجبت من مقصورها (1) الممدود!

لكنّها رقّت وراقت وانتمت

للعلم راغبة عن التّقليد

فجعلت يوم قدومها عيدا، ومن

(يحلى)(2) مسرّته ليوم العيد

(1) يقال في صفة المؤنثة: ولهى ووالهة وواله وميلاه.

(2)

هذا ما استوضحته من الأصلين؛ ولم يستقم الطرف الثاني من البيت.

ص: 222