الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فإذا به-والله يجزل أجره! -
…
يجلو فتون السّحر في بيت الهدى
[116/ب]
ومن العجائب أنّه ذو فطنة
…
وأراه عن فهم الفتون تبلّدا
وبزعمه لم يهو إلاّ روضة
…
أدبيّة قد راد منها موردا
وأنا أقول بضدّ ما قد قاله
…
والحقّ ليس بممكن أن يجحدا!
وبعث له ابن عمنا الرئيس-سميي-معرّضا بذلك الوسيم بقوله:
أبا المكارم ذا الأحاجي والحجا
…
وابن الجهابذ جلّة النّفّاذ
لا أعتبنّ على الصّبابة بعد أن
…
فتكت ظبا الألحاظ في أفلاذ (1)
ولقيت من عمر الذي لا قيته
…
ولطالما أكثرت منه عياذي!
أومى إليّ بمقلة ريميّة
…
قد عزّني وزري لها وملاذي
فرجعت عن دين الملام لأجلها
…
وعجبت كيف تصبرّ الأستاذ!
حاله-رحمه الله
-:
كان حسن المشاركة في العربية، حافظا للطريقتين التاريخية والأدبية.
(1) كذا فيهما، واقرأ أيضا: أفلاذي.
حسن المخايل، لطيف الشمايل. مع ذكاء لا يوجد في سواه، وكلام أحلى من الشهد في الأفواه. ونظم كالقلائد، في أجياد الخرائد: ونثر بارع مستعذب، أرق من مرّ النسيم وأطيب، بل هو أحلى من الشهد وأعجب!.
أنشدني لنفسه في الفخر والتعريض لبعض أهل العصر:
من المشيب على فوديه يشتعل
…
فكيف باللهو في دنياه يشتغل؟!
وكيف يحرص في طول المقام بها
…
من كان يعلم أن لا بدّ يرتحل
صحّ الذّي خرّج الشيخان من نبأ
…
عن النّبيّ وما في قوله خطل
إن الفتى إن يشب مسودّ مفرقه
…
تشبّ منه اثنتان: الحرص والأمل
[117/أ]
5 إنّي لأعجب ممنّ ساءه عمر
…
وسرّه أنّ أمر النفس ممتثل
لكنّ أعجب منه مبتغي رتب
…
ولا لديه بها علم ولا عمل!
شتّان ما بين من رقّاه محتده
…
وخامل كسل أودى به الكسل
قل للمناوي بإفك المين من حسد
…
أيستوي الكحل في العينين والكحل؟!
نحن الألى فرعوا للمجد ذروته
…
وفي ظلال تلاع العزّ قد نزلوا
10 إن كان ذو نهل للعلم أو علل
…
فعن أبي كان ذاك النّهل والعلل
لم نتّكل في ارتفاع الصيّت قطّ على
…
إشادة الصّوت من زيد-كما اتكّلوا-
ولم نبع أجر تعليم القرآن (1) بما
…
يفنى من السّوم في الدّنيا-كما فعلوا-
يقرّ بالفضل إنصافا لصاحبه
…
ويسبق السّيف في أعدائنا العذل
وليس ظهري لباغي الضّيم محتملا
…
كما سوانا إليه-الدّهر-يحتمل
15 لا نبتغي غير هذا في الدّنى صفة
…
قفوا لشنشنة دانت بها الأول
ما طلب أصل له فالفرع يتبعه
…
وليس عن طبعها الأشياء تنتقل
لو أسقيت بمجاج النّحل حنظلة
…
لم يعذب الطّعم منها ذلك العسل
بسيبويه نسينا كلّ فائدة
…
في صنعة النّحو لا «الكرّاس» و «الجمل»
وفي مسائل «إيضاح» لنا وضحت
…
من التّصرّف شمس بيتها الحمل
(1) اقرأ «القران» بنقل حركة الهمزة إلى الراء.
20 وعندي «حرز الأماني» شاهد فطن
…
إذ أحرزت بحمانا تلكم السّبل
وكم لنا في «عروض الشعر» من نكت
…
يدري بذلك عنا «الزّحف» و «العلل»
«بالشعر» نفعل إن نشرع أسنّته
…
ما ليس تفعله الخطّية الذّبل
إن كنت تجهل هذا فلتعد نظرا
…
ما العالمون كمن للشّيء قد جهلوا!
وطلب منه صاحبنا الفقيه أبو العلى إدريس بن أبي زيد التونسي [117/ب](1) أن يصنع (غداء) لكسكسو (2)
(1) سقط من نسخة دار الكتب المصرية المرموز لها عندنا في هذا الكتاب ب: «م» الورقتان 117 و 118 ونحن نستدركهما هنا من نسخة الرباط «ط» ومما يؤسف أن هاتين الورقتين في نسخة الرباط قد أصيبتا بتآكل شديد، وثقوب كثيرة بفعل الأرضة. وها أنذا أستدرك من الورقتين ما أمكنت قراءته، أو استجلاؤه. ويظهر أن سقوط الورقتين من نسخة دار الكتب المصرية حديث لأن أرقام صفحات المخطوطة المعلمة بقلم الجرافيت (قلم الرصاص) متسلسلة إلى الورقة 116 ثم تبدأ من 119.
(2)
من الطريف أن في الورقتين حديثا عن «الطعام» المشهور عند المغاربة والأندلسيين، المعروف ب «الكسكسو» . وهو طعام يهيأ من السميد المفتول «المعالج مسبقا على هيئة خاصة» والمطيب «المطبوخ» في قدر خاص مكون من جزأين، يتسرب البخار من أدناهما إلى أعلاهما-من ثقوب في القسم الأعلى-لينضج السميد. وفي القدر الأدنى اللحم، مع خضار الموسم، ولكنها تحتوي أساسا على البطاطس والجزر «الأحمر» واللفت. واللفت المشار إليه في الأبيات التالية هو نوع خاص له شكل الجزر ويميل إلى الغلظ عنه، =
(فصنعه) له، وأحضره بين يديه في منزله و (طلب؟) منه أن يحضر معهم صاحبنا الفقيه أبو عبد الله الماجري المغيلي. فبعث شيخنا منديل إليه [ببطاقة دعوة فيها] (1):
. . .
فإنّ عندي أبا العلى وله
…
إرادة أن يراك في الوقت
قد جعلت القرى لمقدمه
…
الكسكسو بالقديد واللّفت
(لو جئت) مستعجلا لتجمع من
…
حضورنا مطلبين في سمت
سمعك للحين من قصائدنا
…
والأكل أكل (الحضور؟) للسحت!
فأتى أبو عبد الله الماجري-أكرمه الله تعالى-وقد نظم أبياتا للجواب أسرع من طرفة العين، والتزم فيها التجنيس بين كل قافيتين، فقال:
يا من بآدابه البديعة قد
…
أخمل ذكر البديع والبستي (2)
= أبيض اللون، له مذاق جيد إذا نضج. وعلى الرغم من أن المواد الأولية التي تستخدم في تحضير الطعام-الكسكسو-واحدة إلا أنهم يتفننون في إعداده. ولكل منطقة عندهم طريقة في التفنن وفي الإضافات عليها من أبزار وخضار وأعشاب وبيض وعسل الخ. ولشيوع هذا النوع من الأكل أخذ اسم «الطعام» في بعض المناطق، كالذي أعرفه في «وهران» والمغرب الجزائري. وأما «المغربية» التي تصنع في بعض البيوت الشامية فشبيهة من بعيد بالكسكسو، وليست بذاك!
(1)
عبارة مقدرة لم يظهر أثرها، لتآكل نحو ثلاثة أسطر من الصفحة، وتكون القطعة الشعرية ناقصة بيتين أو ثلاثة ابيات.
(2)
بديع الزمان الهمذاني، وأبو الفتح البستي.
وسيّدا (1) من يشم شمائله
…
يقل فرى (؟) ذا الجمال والبست
لبّيك يا من دعا أحبّته
…
ل «كسكسو» بالقديد واللّفت
قد كنت عقلي (2) ب «كسكسو» وأنا
…
ألفت من نهمتي أخو لفت 3
وقد قلى ذكر (3) القديد فإن
…
حمّ لقاه فغاية البخت
وكدت لمّا سمعت ذا فرحا
…
(أطير؟)(4) يا سيّدي من البخت
فليهننا عندكم تألفّنا
…
مؤمّنا من غوائل الشّت
نقطف من دوحة المنى ثمرا
…
أحلى وأغلى من الحلى السّت!
قوله «قد كست عقلي» أي رفعته، من قولهم «كاس الفرس» إذا رفع إحدى قوائمه. . . (5). وقوله:«أخو لفت» من قولهم لفثّ فلانا ألفته إذا (لويته وصرفته)(6).
(1) في الأصل: وسيد، ونرجح ما أثبت.
(2)
رسمها في الأصل «عقلى» .
(3)
كذا ورد في الأصل.
(4)
في الأصل «ان ص» مهملة.
(5)
كلام لم يظهر وفي القاموس «كاس البعير: مشى على ثلاث قوائم وهو معرقب» .
(6)
كلام لم يظهر.
وأنشدني (1) لنفسه (في؟) منديل بن زنبق:
. . . فاعمل على. . . فإنك ميت
…
حين ابتليت بخطة «العقار»
وكان العقار المذكور قدم صاحب الصلاة، فعاجلته قبل تمام الشهر الوفاة. وقدم ابن زمور بعده، ثم عزل قبل أن يأخذ للأمر عدة.
ولما عزل ابن زمور، ورجع بعده منديل بن زنبق قال فيه صاحبنا الفقيه أبو العلى إدريس ابن أبي زيد التونسي:
إن ابن زنبق جار في أحكامه
…
وسطا (على) الفقراء والضعفاء
فالله ينزع عنه ستر مصانه
…
نزع الدّنانر من يد السّفهاء
(فرميت) سهمي في صميم فؤاده
…
والحتف يصحب أسهم الشعراء
فعزل بعد أيام قلائل.
وطلبت من شيخنا منديل هذا أن يبعث لي بشعر أبي بحر صفوان بن إدريس (2) في رثاء الحسين بن علي-رضي الله عنهما وأرسلت له في ذلك أبياتا من قولي، وهي:
(1) سقط قبل هذه العبارة سطران. وسقط من النص بضع كلمات مع البيت من الشعر. وما جاء في النصوص بين قوسين معقوفين فهو مقترح لإتمام سياق الكلام، وما جاء بين قوسين هلالين فهو قراءة متبينة تبينا جزئيا.
(2)
أبو بحر صفوان بن إدريس التجيبي المرسي 560 - 598، شاعر، كاتب، أندلسي له شعر ونثر. وهو صاحب كتاب زاد المسافر وغرة محيا الأدب السافر. وله قصيدة اشتهرت عندهم في رثاء الحسين بن علي. (انظر مقدمة زاد المسافر بتحقيق عبد القادر محداد-طبع الجزائر-وأبو البقاء الرندي-من تأليفي-سلسلة الذخائر العدد 2).
أيّها الأستاذ يا من
…
هو قوت للقلوب
والسّريّ النّدب ذو الـ
…
ـمجد وذو الفضل الرّحيب
ابعثن لي بقريض
…
لأبي بحر الأديب
في رثا المولى حسين
…
ذي العلى الأزكى الحسيب
دمت (في كل) جديد
…
آمنا (ضر) الكروب
فجاوبني بقوله (. . .)(1):
شعر صفوان بن إدريـ
…
ـس أخي (الفهم؟) العجيب
يندب المولى حسينا
…
بنحيب ووجيب
سلم الله عليه
…
في شروق وغروب
(فجزى) الرّحمن خيرا
…
من رثاه من أديب!
وأنشدني لنفسه يعزي الفقيه القاضي الخطيب الرئيس الكاتب صاحب القلم الأعلى أبا القاسم محمد بن الفقيه الصالح أبي زكريا يحيى الغساني البرجي الأندلسي (2) في بنت توفيت:
تأسّ أبا القاسم في الذي
…
أصبت به من ممات البنات
بقول النّبي عليه السلام
…
دفن البنات من المكرمات
(1) في الصفحة سطران لم يظهرا. وأحد السطرين كما يبدو مطلع المقطوعة.
(2)
قال ابن الخطيب في ترجمته في الإحاطة إنه فاضل مجمع على فضله، حسن الخط والشعر والكتابة. وذكره في شعراء الكتيبة الكامنة ووصفه بالشعر والخطابة. وعدّه ابن الأحمر في مستودع العلامة في شيوخه. غادر المترجم الأندلس، وخدم في دولة أبي عنان المريني كاتبا للعلامة وتولى قضاء فاس. (انظر في ترجمته: الإحاطة 2:215 ونيل الابتهاج 266 والكتيبة الكامنة 520 ومستودع العلامة 56 والتعريف 64).
فذيل عليها صاحبنا الفقيه الكاتب أبو عبد الله محمد بن حزب الله الطائي الوادي آشي بيتا لأجل التجنيس، وكان كثيرا ما يعني به، فقال:
وقد كنت تخشى بها المكر من
…
غوائل صهر، فها المكر مات!
وهذا المعنى نظير قول أبي القاسم السّجزي من شعراء اليتيمة (1).
يا ماكرا بي وبخلانيه
…
مهلا فما المكر من المكر مات
عليك بالصحّة فهي التي
…
تحيا فتحييك إذا المكر مات!
وأنشدني لنفسه يمدح أمير المؤمنين (المتوكل على الله) أبا عنان المريني ملك المغرب-رحمه الله تعالى- (. . .)(2) ومنها:
*ألا لله هاتيك الليالي* (3)
كأن الشمع سهم من نضار
…
يقدّ الدّجن أو عصب يمان
كأن ذبالها لسن الأفاعي
…
إذا نضنضن أو قلب الجبان
كأن القطر منها دمع ثكلى
…
تواتر، أو نثار من جمان. . .
[119/أ]
كأنّ الزّهر زهر غبّ قطر
…
تبسّم ثغره بالأقحوان. . .
كأنّ الشّمس مشرقة محيّا
…
أمير المؤمنين أبي عنان!
(1) أبو القاسم محمد بن محمد السجزي. والبيتان في اليتيمة 4:237 (طبعة الشامي).
(2)
هذا هو المتبين من القصيدة المذكورة، وهي في المخطوطة في نحو عشرين بيتا. ولم يتضح أولها.
(3)
ورد هذا البيت قبل أبيات التشبيه وسقط عجزه