الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفقيه الخطيب علي بن أحمد الحسني
(*):
[43/ ب]
[كنيته:]
يكنى: أبا الحسن، وأدركته بسنّي، ويعرف بالأحيمر، وهو من أهل مالقة.
حاله-رضي الله عنه
-:
هو صدر الصدور، وواسطة الشذور، ورضيع ثدي الدين، ومعدن الورع المتين. راح في ميدان الصلاح وغدا، وتوشّح بفضل عن الفلاح وارتدى. وطلع في سماء الأدب شهابا، وبرز في ميدان الفصاحة ليثامهابا.
وهو في العلوم مشارك، وآخذ في حفظها غير تارك.
فمن قوله يمدح (**):
الآن تطلب ودّها ووصالها
…
من بعد ما شغلت بهجرك بالها (1)
(*) ترجم له في نثير الفرائد، وأثنى عليه، وقال فيه «الشريف الفقيه الخطيب الصالح» . وترجم له لسان الدين في الكتيبة الكامنة في الباب الذي خصصه للخطباء والصوفية، وقال «رجل وقار وسكون له إلى الخير ركون. . . وله شعر يحيد ويجيد». ولم يذكر ميلاده ووفاته. (نثير فرائد الجمان:235، والكتيبة الكامنة:62).
(**) القصيدة-كما قرر في نثير فرائد الجمان-في مدح صاحب غرناطة السلطان إسماعيل ابن أبي سعيد فرج بن إسماعيل بن يوسف (حكم 713 - 725).
(1)
القصيدة في نثير الفرائد (ص 236 - 238) عدا الأبيات:23،32،43،44 وورد منها في الكتيبة الكامنة الأبيات (1 - 22) بزيادة بيت بعد البيت الأول. و (42 - 46 - 47)، بزيادة (7) أبيات في قسم المديح.
وأتيتها متلبّسا بروائع
…
نكر بفودك أصبحت (1) عذّالها
بيض تخيّل للنفوس نصولها
…
سمرا تحوّل للنّحور نصالها
مثل الأفاعي الرّقط تنفث في الحشا
…
وأرى بفودك جثّما (2) أصلالها
5 نار تضرّم في الفؤاد حريقها
…
لكن تنير (3) بمفرقيك ذبالها
جزعت لهذا الشّيب نفسي وهي ما
…
زالت تهوّن كل صعب نالها
ولكم صدعت بنافذ من عزمتي
…
يهماء (4) لا يهدى العليم ضلالها
صادمت من كرب الدّنى أشتاتها
…
ما خفت غربتها ولا إقلالها (5)
ولئن تقلّص عسرتي فيء الغنى
…
عنّي، فلي نفس تمدّ ظلالها
(1) في نثير الفرائد: صبحت.
(2)
في الكتيبة: كمنا.
(3)
في الكتيبة: تشب.
(4)
اليهماء: المفازة لا علم (لا أثر) بها.
(5)
في الكتيبة: إخلالها.
10 ما مزّقت ديباجتي عين امرئ
…
عرضت عليه النّفس قطّ سؤالها!
ألقى الليالي غير هيّب (1) صرفها
…
والأسد غير مجنّب أغيالها
أمشي الهوينى والعداة تمرّ بي
…
مرّا (2) يطير عن الجياد نسالها
علمت لي الخلق الجميل محقّقا
…
وتسيء فيّ على عمى أقوالها
[44/أ]
تبغي انثنائي، هل سمعت بنسمة
…
مرّت على نجد تهز جبالها!
15 ولربّما عرضت لعيني نظرة
…
يرضى الحكيم غرامها وخبالها
من غادة سرق الصّباح بهاءها
…
والبدر في ليل التّمام كمالها
تهوى المجرّة أن تكون نجومها
…
من حليها، وهلالها خلخالها
عرضت كما مرّت بعينك مطفل
…
ترعى بناظرها الكحيل غزالها
ما نهنهت نفسي وإن ضمنت (3) لها
…
عبراتها يوم الوداع وصالها
(1) في الكتيبة: غير طيب.
(2)
في الكتيبة: تمر في جري. والنسال: ما سقط من الشعر عند نسله.
(3)
كذا في نثير الفرائد أيضا. وفي الكتيبة: ظمئت.
20 من كان يأمل أن يقوم بمجلس
…
حطّت به شهب السّما أثقالها
يحيى (1) أحاديث السّراة أولى النّهى
…
نصلي ويضرب في العلا أمثالها
ألقى هواه جانبا وهوت (2) به
…
وجناء تدمن في الدّجى إعمالها
منها في المدح:
ألبست دين الله حلّة آمن
…
أضفت على أسرابه (زلزالها)(3)
أنتم بني نصر نصرتم ملّة ال
…
إسلام حين شكت لكم خذّالها
25 كنتم لنا أهلا ورحبتم بنا
…
في العدوتين (ومنهم انزالها)(4)
نزلت على سعد (5) ليسعد جدّها
…
وأوت إلى نصر لينصر آلها
أحرزتم يوم السّقيفة (6) قودها
…
دون الأنام وقيدها وشكالها (7)
(1) في الكتيبة: يجني.
(2)
في الكتيبة: وسرت به.
(3)
في الأصلين: زلزالها. ولم يرد البيت في المصادر الأخرى.
(4)
كذا وردت العبارة في الأصلين، وفي نثير الفرائد. ولعلها: وصنتم.
(5)
الإشارة إلى جد الأسرة النصرية الصحابي الجليل سعد بن عبادة.
(6)
سقيفة بني ساعدة في المدينة المنورة، والإشارة واضحة.
(7)
القود: الناقة، والشكال: الحبل الذي تشد به قوائم الدابه.
لكن حبوتم من أجرتم منّة
…
بخلافة الله التي يعشى لها (1)
إذ تؤثرون سواكم قالت بذا
…
آي الكتاب (2)، فمن يردّ مقالها؟
30 حتّى إذا عثرت ولم ينهض بها
…
إلاّكم بادرتم إنشالها
آويتم خير البريّة كلّها
…
ومغيثها ونجاتها وثمالها
من ألبس الشرف الرفيع وضيعها
…
وكسا معصفرة الحجا جهّالها
[44/ب]
ومنها:
لما تحققّت النبوّة أنّها
…
قد زلزلت منها الورى زلزالها
وتقاعست عن منعها أعمامها
…
أمّت أئمة نصرها أخوالها (3)
35 فوثبتم مثل الليّوث لنصرها
…
والحرب تخطف خلفها أمثالها
فأدرتم منها زبونا أصبحت
…
ترمي رؤوس الملحدين ثفالها
ومنها:
«بدر» وما بدر وردم قليبها
…
بجنادل الطّاغوت تملأ جالها (4)
ولكم «بأوطاس» (5) وقد حمي الو
…
طيس على العدى يوم أطاح محالها
فنزعتم أرواحها، وسبيتم
…
أولادها، وسلبتم أموالها
(1) عشى إلى النار: رآها من بعيد فقصدها.
(2)
يشير إلى الآية الكريمة «ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة» .
(3)
الإشارة إلى خؤولة النبي صلى الله عليه وسلم في الخزرج.
(4)
الجال: جانب البئر. والقليب: البئر. والإشارة إلى وقعة (بدر).
(5)
أوطاس: واد بديار هوازن فيه كانت وقعة حنين.
40 وذهبتم بالمصطفى لدياركم
…
وحبا سواكم شاءها وجمالها (1)
فزتم به فوز المعلّى منحة
…
أحرزتم دون الأنام منالها
يا أيّها الملك الذي من ملكه
…
جنت الملوك جمالها وجلالها
ما زال حزبك في الورى يعلو على
…
مرّ الدّهور ويعتلي أجبالها
حتّى حللت من المجادة ذروة
…
ما حلّ غيرك في المجادة حالها
45 تحمي الهدى، تهمي النّدى، تولي الجدا
…
وتقي الرّدى، وتري العدا أوجالها (2)
خذها كما دارت بكاس سلافها
…
حوراء تمزج باللّمى جريالها (3)
تثني على السّحر الحلال وشاحها
…
وتدير من خمر الفتون حلالها!
(1) الإشارات كثيرة إلى ما كان في حنين وبعدها.
(2)
في نثير الفرائد: ترمي العدا أوجالها.
(3)
الجريال: صبغ أحمر!