الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1 - الإنتصار في المسائل الكبار
ويقال له: الخلاف الكبير. والإسم الأول هو اسمه العَلَمي، كما هو مرقوم على ظهور المخطوطات والصفحات الأولى من أجزائه.
ذكر هذا الكتاب كثير ممن ترجم لأبي الخطاب، مثل: ابن رجب في "الذيل"(1/ 116) والعليمي في "المنهج"(3/ 58) والبغدادي في "الإيضاح"(1/ 130) و"الهدية"(2/ 6) والزركلي في "الأعلام"(5/ 291) وكحالة في "المعجم"(3/ 23).
كما ورد ذكره في المصنفات الحنبلية في الفقه والقواعد، كما في "الفروع"(1/ 230) لإبن مفلح و"مجموع الفتاوى"(20/ 227) لإبن تيمية.
واستكثر الحافظ ابن رجب وتلميذه ابن اللحام من الإحالة على هذا الكتاب في قواعديهما.
واعتمد عليه المرداوي في "الإنصاف" كما أثبت ذلك في المقدمة (ص 16) وقال: أجزاء منه.
• مخطوطات الكتاب:
توجد منه نسخة في دار الكتب الظاهرية بدمشق، محفوظة برقم (2743) عدد أوراقها (343) ورقة في حجم (24) سطرًا، بخط معتاد، من دون معرفة الناسخ ولا تاريخ النسخ، ولدي نسخة مصورة عنها.
تبدأ من أول الكتاب، وتنتهي بمسألة بكتاب الزكاة عند مسألة: إذا ملك نصابًا جاز تعجيل زكاته.
ويبدو أن هذه النسخة من الكتاب كانت ملكًا للشيخ يوسف ابن عبد الهادي الدمشقي الصالحي (ت 909 هـ)، وكانت موقوفة في المدرسة الشيخية العمرية قبل انتقالها إلى الظاهرية.
ومن هذه النسخة صورة في جامعة أم القرى رقم (2)، وأخرى في الجامعة الإسلامية رقم (4243/ 5).
• طباعة الكتاب:
حُقِّق الكتاب على المخطوطة الوحيدة المذكورة في ثلاثة أجزاء: الطهارة، الصلاة، الزكاة. وفي مقدمة كل جزء دراسة وافية عن المؤلّف، تَوزَّع ذلك ثلاثة من الأساتذة الأفاضل في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة (1).
وصدر عن مكتبة العبيكان بالرياض سنة (1413 هـ / 1993 م).
• وصف الكتاب:
يصنف "الإنتصار" في قسم "الخلاف" أو: "الفقه المقارن" كما في لغة العصر، فإن المصنف يبيّن الخلاف بين الفقهاء، ثم ينتصر لمذهب الإمام أحمد بالحجج النقلية والعقلية على طريقة الجدل التي سادت في ذلك العصر. وهو بهذا يرتب بعد كتاب "التعليق الكبير" لشيخه القاضي أبي يعلى زمانًا وموضوعًا. لكن أبا الخطاب اقتصر على أشهر المسائل الخلافية التي سماها "المسائل الكبار" كما أبان عن ذلك في المقدمة.
ويمتاز أبو الخطاب بذكر غير الأئمة الأربعة في الخلاف على الغالب، كداود الظاهري والأوزاعي والثوري والليث، كما يذكر أحيانًا جماعة الصحابة والتابعين القائلين بذلك القول (2).
وطريقة المؤلف في هذا الكتاب: أن يورد المسألة تحت عنوان "مسألة" ثم يذكر الخلاف فيها مصدِّرًا برأي الإمام أحمد مفصِّلا في ذلك عند اختلاف الرواية، كما يذكر وجوه الأصحاب عند عدم النص من الإمام، ويحرص دائمًا على تقديم الرواية المعتمدة في المذهب في نظره.
ثم يذكر من وافقه ومن خالفه من الفقهاء. وبعد الفراغ من تصوير المسألة وعرض الأقوال يأخذ أبو الخطاب في الحجاج والإنتصار لمذهب أحمد
(1) حقق قسم الطهارة الدكتور سليمان بن عبد الله العمير، وقسم الصلاة الدكتور عوض بن رجاء بن فريح، والزكاة الدكتور عبد العزيز بن سليمان بن إبراهيم البعيمي.
(2)
مقدمة تحقيق كتاب الصلاة من "الإنتصار" ص 77.
بقوله: لنا: كذا، أو: دليلنا: كذا، أو: نصرة اختيار أصحابنا: كذا. وعند اختلاف الرواية يقول: وجه الأولى: كذا، ووجه الثانية: كذا، ثم يسرد الأدلة مرتبة، وهي: الكتاب، ثم السُّنة، ثم القياس والمعقول.
ويمتاز أبو الخطاب بإطالة النفس في إيراد اعتراضات الخصوم، بقوله: فإن قيل: كذا، ثم يرد عليها بقوله: قلنا: كذا. يعرض ذلك كله في دقة وتمحيص ووضوح في الأسلوب، فكان مصداقًا لقول ابن رجب فيه:"كان أبو الخطاب رضي الله عنه فقيهًا عظيمًا، كثير التحقيق، وله من التحقيق والتدقيق الحسن في مسائل الفقه وأصوله شيء كثير جدا"(1).
وتبرز أهمية كتاب "الإنتصار" في النواحي التالية:
1 -
أنه يُعدُّ مصدرًا من مصادر معرفة خلافيات أبي الخطاب واختياراته داخل المذهب الحنبلي.
2 -
أنه معتمد كثير من فقهاء الحنابلة في صرفة الخلاف في المسائل الفقهية بين الأئمة، ومعرفة دليل الحنابلة، وقد عوّل عدد كبير من العلماء في تصانيفهم على كتاب "الإنتصار" وخاصة ابن رجب في "القواعد".
3 -
أنه مصدر من مصادر معرفة الراجح من الخلاف في المذهب. وقد ألمح إلى ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في فتاويه (2).
وبالجملة: فإن هذا الكتاب يُعدُّ ذخيرة علمية، لولا أنه ناقص، فهو قد حوى خلاصة لآراء الأئمة الأربعة وغيرهم في أمهات المسائل الخلافية، كما أنه تضمن نصوصًا من كتب تعتبر حاليًا في حكم المفقودات، مثل "سنن هبة الله الطبري" و"علل الحديث" للساجي وغيرها (3).
(1) الذيل 1/ 120.
(2)
مجموع الفتاوى 20/ 227.
(3)
مقدمة تحقيق كتاب الطهارة من "الإنتصار" ص 72.