الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
5 -
شرط المفردات.
6 -
شرح منظومة الآداب لإبن عبد القوي.
وانفرد في عصره بتحقيق مذهب الإمام أحمد، وصار إليه المرجع، واشتغل عليه جمع من علماء الديار النجدية الأوائل مثل: أحمد بن محمد بن مُشرفَ، وزامل بن سلطان، وأبي النور عثمان بن محمد بن إبراهيم، المعروف بـ"ـأبي جَدّه" وبـ"ابن أبي حميدان"، وغيرهم. وكان ذلك سبباً في انتشار مصنفاته والإشتغال عليها في نجد منذ ذلك الوقت إلى العصر الحاضر.
1 - الإقناع
ذكره ابن العماد في "الشذرات"(10/ 472) ووصفه بقوله: "جرّد فيه الصحيح من مذهب الإمام أحمد، لم يُؤلّف مثله في تحرير النقول، وكثرة المسائل". وذكره النجم الغزي في "الكواكب السائرة"(3/ 216) وابن حميد في "السحب"(ص 1135) والبغدادي في "الهدية"(2/ 481) والزركلي في "الأعلام"(7/ 320).
• مخطوطات الكتاب:
- توجد منه ثلاث نسخ في المكتبة المحمودية بالمدينة المنورة:
الأولى: رقم (1464) عدد أوراقها (323) ورقة، في (29) سطراً، بخط نسخ معتاد، نسخ عمر بن يوسف بن أبي يحيى، البعلي، سنة (966 هـ).
الثانية: رقم (1459) عدد أوراقها (298) ورقة، في (35) سطراً، بخط نسخ، نسخ عبد الله بن محمد بن حسن بن سلطان، الحنبلي.
الثالثة: رقم (1460) عدد أوراقها (367) ورقة، في (31) سطراً، بخط نسخ معتاد، نسخ أحمد اليماني، سنة (1025 هـ).
- وتوجد منه نسخة في المكتبة الأزهرية رقم (5/ 4229) عدد أوراقها (339) ورقة، في (29) سطراً نسخ شمس الدين التلواني، سنة (962 هـ)،
ونسخة أخرى برقم (403/ 47641) عدد أوراقها (226) ورقة نسخت سنة (1008 هـ).
- ومنه نسخة في الظاهرية رقم (2714) عدد أوراقها (134) ورقة، بخط نسخ مختلف.
- وفي جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية نسخة منه برقم (4103/ ح) عدد أوراقها (253) ورقة، وأجزاء منه برقم (1878، 1879/ ف) و (5273/ خ).
- وفي إدارة المخطوطات والمكتبات الإسلامية في البحرين نسخة برقم (457/ خ) نسخت سنة (1086 هـ) في (281) ورقة.
- ومنه نسخة بدار الكتب المصرية برقم (26039) في (332) ورقة نسخت سنة (988 هـ).
• طباعة الكتاب:
طُبع في المطبعة التجارية الكبرى بالقاهرة، بتصحيح وتعليق عبد اللطيف محمد موسى السبكي سنة (1351 هـ/ 1932 م) وصدر في أربعة أجزاء في مجلدين. وأُعيد تصويره في دار المعرفة ببيروت، دون تاريخ.
وقد يسَّر الله في تحقيقه بالتعاون مع مركز البحوث والدراسات الإسلامية بدار هجر بالقاهرة، وصدر سنة (1418 هـ/ 1998 م) في أربعة مجلدات مع الفهارس.
• وصف الكتاب:
يعتبر "الإقناع" واحداً من الكتب الجامعة، والمتون الحافلة، ذات الفروع الكثيرة والفوائد الغزيرة. سلك فيه مؤلفه طريقة المتون المجردة من كل دليل وتعليل، ولا يتعرض لذكر الخلاف العالي (الخلاف بين المذاهب)، بل ولا الخلاف داخل المذهب الحنبلي، مما يدل على أنه أجهد نفسه غاية الإجهاد في الإقتصار على الصحيح من الروايات، وتقصي الراجح من الأقوال، فهو يفتح الباب بإيراد مسائله متتابعة في سبك عجيب، وعبارة سهلة جزلة يمكن لأي أحد فهمها، كما هو الشأن في غالب كتب الحنابلة ومصنفاتهم. وفي
ذلك يقول: "اجتهدت في تحرير نقوله واختصاره بعدم تطويله، مجرّداً غالباً عن دليله وتعليله، على قول واحد، وهو ما رجّحه أهل الترجيح، منهم العلّامة القاضي علاء الدين؛ المجتهد في التصحيح، في كُتبه: الإنصاف، وتصحيح الفروع، والتنقيح، وربما ذكرتُ بعمق الخلاف لقوتَّه، وعزوت حكماً إلى قائله خروجاً من تبعته، وربما أطلقت الخلاف لعدم مصحح"(1).
فهو كتاب جليل القدر، عظيم النفع، قد استعاض فيه مؤلفه عن إيراد الأدلة والتعليلات، بالإستكثار من الفروع والفوائد والمسائل، فجاء الكتاب -على اختصاره- جامعاً لأصول المذهب وفروعه. قال ابن بدران في "المدخل": حذا به حذو صاحب "المستوعب"، بل أخذ معظم كتابه منه، ومن "المحرر" و"الفروع" و"المقنع" وجعله على قول واحد (2).
وبالنظر إلى موقع الحجاوي في سلسلة فقهاء الحنابلة، بالإعتبارين: الزماني والمكاني، نستطيع أن نصل إلى معرفة ما كان يقصد إليه في كتابه هذا، وذلك أنه رحمه الله عاش في الصالحية التي كانت تجمع في ذلك الوقت، من كتب الفقه الحنبلي وغيره العجب العجاب، ثم إنه وجد بين يديه عمل رجلين جليلين محقِّقين، فاراد أن يجمع بين جهودهما ويستكمل عملهما، وهذان الرجلان هما: الشمس ابن مفلح (ت 763 هـ) والعلاء المرداوي (ت 885 هـ).
فأما الشمس ابن مفلح، فقد تمثل عمله بجمع فروع المذهب في كتابه الجليل المسمى بـ"الفروع" الذي وصفه بعض العلماء بأنه مكنسة المذهب.
وأما العلاء المرداوي، فقد تمثل عمله في تصحيح المذهب في كتبه الثلاثة الشهيرة السابقة الذكر.
(1) الإقناع 1/ 3 - 4 ط. هجر.
(2)
المدخل ص 443 - 444، وقريب منه في ص 218. ولا يسلم قوله رحمه الله من النقد، فالناظر في الكتابين يجد بينهما فروقاً متعددة المناحي، من ذلك: كثرة فروع "الإقناع"، ووجود بعض الفروع في "المستوعب" ليست في "الإقناع"، والإختلاف في الترتيب، والسبك، وغير ذلك من وجوه التفرقة بين الكتابين، والله أعلم.
فيكون ابن مفلح جامعاً لفروع المذهب، والمرداوي مصححاً ومنقحاً لها، لكن بقي اختلاف الروايات والوجو 5 موجوداً في كلا تصنيفي الشيخين، فجاءت الفكرة بتكوين متن يجمع بين محاسن "الفروع" وتصحيحات المرداوي، ومن هنا تحرى الشيخ الحجاوي، رحمه الله، أن يستقصي في تجريد الفقه الحنبلي من ذكر الحلاف، وإنهائه -قَدْرَ المستطاع- إلى قول واحد، فنجد الكتاب خالياً إلى حدّ بعيد من ذكر الروايات والوجوه والتخريجات والإحتمالات. ثم إنه وضع "الإقناع" بعدما تهيأت له مادت 5 من عمله في اختصار "المقنع" في كتابه المسمى "زاد المستقنع" بالإضافة إلى حواشيه التي علقها على كل من كتابي "التنقيح" و"الفروع".
ويهذا يكون "الإقناع" ثالث ثلاثة متون حازت اشتهاراً أيما اشتهار في مكتبة الفقه الحنبلي، وهي: مختصر الخرقي، والمقنع لإبن قدامة، والإقناع (1).
فالإقناع، بما تميز به من الميزات التي سبق ذكرها -وأهمها التجريد من الخلاف- صارت له عند الحنابلة المنزلة العظيمة، والمقام المنيف، وعلى مسائله تدور الفتيا والقضاء، وعكف عليه العلماء بالتحشية، والإختصار، وحل الغريب، وقد زاد اعتمادَه وقبولَه شرحُه الفرد الفريد لمحقق المذهب في زمانه: الشيخ منصور بن يونس البهوتي (ت 1051 هـ) المسمى "كشاف القناع".
وما أحسن ما أنشد الشيخ مرعي بن يوسف الكرمي في تقريظ "الإقناع"(2):
ياحبذا الإقناع درٌّ صافِ
…
هو جامع للمنتهى والكافِ
ولمقنعٍ ومبدعٍ ورعايةٍ
…
ومسائل التنقيح والإنصافِ
فإنْ الفروع مع الفنون وحاوِيٌ
…
لمسائل المغني بغير خلافِ
فاظفر بروضٍ فيه نظم فائقٌ
…
واظفر ببحر فيه درٌّ صافِ
(1) المدخل لإبن بدران ص 436 - 437.
(2)
وجد هذا التقريظ بمقدمة نسخة خطية في دار الكتب المصرية رقمها (26039).