الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كل موضع واسع لا بناء فيه
(قوله قال أبو علي) هو الهمداني المتقدم في الحديث السابق ويحتمل أن يراد به اللؤلؤي أحد تلاميذ المصنف
(قوله يقال الخ) أي يروي بالسند السابق فقد روى البيهقي والحاكم من حديث ابن أبي فديك عن عمرو بن عثمان عن القاسم قال: رأيت النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم مقدمًا وأبا بكر رأسه بين كتفي النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم وعمر رأسه عند رجلي النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم، وهاك هيئة قبورهم
قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم
___ قبر أبي بكر رضي الله تعالى عنه
قبر عمر رضي الله تعالى عنه
واستدل الشافعي وبعض أصحابه والمؤيد بالله والقاسم بهذا الحديث على أن تسطيح القبور أفضل من تسنيمها لأن قوله مبطوحة يشعر بذلك.
واستدلوا أيضًا بحديث علي وحديث فضالة المذكور فيهما الأمر بتسوية القبر. وقال أبو حنيفة وأصحابه ومالك وأحمد والمزني وبعض الشافعية إن التسنيم أفضل. لما رواه البخاري عن سفيان التمار أنه رأى قبر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم مسنمًا.
وروى ابن أبي شيبة عن سفيان أيضًا قال دخلت البيت الذي فيه قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم. فرأيت قبره وقبر أبي بكر وعمر مسنمة. وأجابوا عن أحاديث التسوية بأنها ليست نصًا في التسطيح بل هي محتمله له ولإزالة ما ارتفع عن القدر المشروع وهو لا ينافي التسنيم. وعن حديث القاسم بأنه محتمل أيضًا لما قالوه ولفرشه بالحصباء ذكر، والفرش يكون خالي التسطيح والتسنيم. وجمع البيهقي بين حديث القاسم وحديث التمار بأن قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان أولًا مسطحًا ثم لما سقط الجدار في زمن الوليد بن عبد الملك أصلح فجعل مسنمًا. وقد علمت أن الخلاف إنما هو في الأفضل والكل جائز
(والحديث) أخرجه أيضًا الحاكم والبيهقي
(باب الاستغفار عند القبر للميت في وقت الانصراف)
وفي بعض النسخ باب الاستغفار عند القبر للميت
(ص) حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الرَّازِيُّ نَا هِشَامٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَحِيرٍ عَنْ هَانِئٍ مَوْلَى عُثْمَانَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- إِذَا فَرَغَ مِنْ دَفْنِ الْمَيِّتِ وَقَفَ عَلَيْهِ فَقَالَ "اسْتَغْفِرُوا لأَخِيكُمْ وَسَلُوا لَهُ التَّثْبِيتَ فَإِنَّهُ الآنَ يُسْأَلُ". قَالَ أَبُو دَاوُدَ بَحِيرُ بْنُ رَيْسَانَ.
(ش)(رجال الحديث)(هشام) بن يوسف الصنعاني أبو عبد الرحمن. روى عن معمر وابن جريج والثوري والقاسم بن فياض وطائفة. وعنه زكريا بن يحيى والشافعي وابن المديني وابن معين وإسحاق بن راهويه وجماعة، قال الحاكم ثقة مأمون وقال الخليلي. ثقة متفق عليه ووثقه أبو حاتم والعجلي وأبو زرعة. توفي سنة سبع وتسعين ومائة. روى له البخاري وأبو داود والنسائي وابن ماجه والترمذي.
و(عبد الله بن بحير) بالحاء المهملة مكبر ابن ريسان بفتح فسكون المرادي أبو وائل اليماني الصنعاني. روى عن عبد الرحمن بن يزيد وعروة بن محمَّد وهانئ مولى عثمان. وعنه إبراهيم بن خالد وعبد الرزاق وهشام بن يوسف. وثقه ابن معين وقال ابن المديني كان يتقن ما سمع وذكره ابن حبان في الثقات. وقال النسائي ليس به بأس. روى له أبو داود والترمذي وابن ماجه.
و(هانئ) مولى عثمان أبو سعيد البربري الدمشقي. روى عن مولاه وجدي بن الحارث مولى عمر. وعنه عبد الله بن بحير وسليمان بن يثربي. قال النسائي ليس به بأس وذكره ابن حبان في الثقات. روى له أبو داود والترمذي وابن ماجه
(معنى الحديث)
(قوله وقف عليه) وفي رواية الطبراني عن أبي أمامة قال أمرنا رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم فقال: إذا مات أحد من إخوانكم فسويتم التراب على قبره فليقم أحدكم على رأس قبره (الحديث)
والمراد أنه يقف قريبًا من رأس القبر لا أنه يقف على القبر نفسه لما رواه ابن ماجه بإسناد جيد عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم "لأن أمشى على جمرة أو سيف أو أخصف نعلي برجلي أحب إلى من أن أمشي عل قبر مسلم وما أبالي أوسط القبور قضيت حاجتي أو وسط السوق، وقوله "أو أخصف نعلي برجلي" كناية عن تحمل أعظم مشقة في سبيل ترك المشي على القبر فإن خصف النعل بالرجل إن أمكن كان بتعب شديد، وقوله "وما أبالي أوسط القبور، يعني أن قضاء الحاجة في القبور قبيح كقضائها وسط السوق. ولما رواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن عن عبد الله بن مسعود لأن أطأ علي جمرة أحب إليّ من أن أطأ على قبر مسلم
(قوله وسلوا له
التثبيت الخ) أصله اسألوا حذفت الهمزة الأولى استغناء عنها بعد نقل حركة الهمزة الثانية إلى السين ثم حذفت الهمزة الثانية تخفيفًا. وفي بعض النسخ اسألوا له بالتثبيت بإثبات الهمزتين في اسألوا على الأصل وبالباء الزائدة، أي اطلبوا له التثبيت على القول الحق والنطق بالصواب عند السؤال فإنه الآن يسأل عن ربه ودينه ونبيه. فقد جاء في رواية البخاري عن أنس أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم قال: إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه وإنه ليسمع قرع نعالهم أتاه ملكان فيقعدانه فيقولان ما كنت تقول في هذا الرجل؟ لمحمد صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم: فأما المؤمن فيقول أشهد أنه عبد الله ورسوله فيقال له
انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعدًا من الجنة فيراهما جميعًا. وأما المنافق والكافر فيقال ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول لا أدري كنت أقول ما يقوله الناس فيقال لا دريت ولا تليت، ويضرب بمطارق من حديد ضربة فيصيح صيحة يسمعها من يليه غير الثقلين.
وقد جاء أن الأعمال تكون سببًا في نجاة المؤمن ففي رواية الطبراني الأوسط وابن حبان في صحيحه واللفظ له عن أبي هريرة عن النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم قال: إن الميت إذا وضع في قبره إنه يسمع خفق نعالهم حين يولون مدبرين، فإن كان مؤمنًا كانت الصلاة عند رأسه وكان الصيام عن يمينه وكانت الزكاة عن شماله وكان فعل الخيرات من الصدقة والصلاة والمعروف والإحسان إلى الناس عند رجليه فيؤتى من قبل رأسه فتقول الصلاة ما قبلي مدخل، ثم يؤتى عن يمينه فيقول الصيام ما قبلي مدخل، ثم يؤتى عن يساره فتقول الزكاة ما قبلي مدخل، ثم يؤتى من قبل رجليه فيقول فعل الخيرات من الصدقة والصلاة والمعروف والإحسان إلى الناس ما قبلي مدخل، فيقال له اجلس فيجلس قد مثلت له الشمس وقد أدنت للغروب فيقال له أرأيتك هذا الذي كان قبلكم ما تقول فيه وماذا تشهد عليه؟ فيقول دعوني حتى أصلي فيقولون إنك ستفعل أخبرنا عما نسألك عنه أرأيتك هذا الرجل الذي كان قبلكم ماذا تقول فيه وماذا تشهد عليه؟ قال فيقول محمَّد أشهد أنه رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم وأنه جاء بالحق من عند الله، فيقال له على ذلك حييت وعلى ذلك مت وعلى ذلك تبعث إن شاء الله، ثم يفتح له باب من أبواب الجنة فيقال له هذا مقعدك منها وما أعد الله لك فيها، فيزداد غبطة وسرورًا ثم يفتح له باب من أبواب النار فيقال له هذا مقعدك وما أعد الله لك فيها لو عصيته، فيزداد غبطة وسرورًا ثم يفسح له في قبره سبعون ذراعًا وينور له فيه ويعاد الجسد لما بدئ منه فتجعل نسمته في النسم الطيب وهي طير تعلق في شجرة الجنة فذلك قوله تعالى (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة) الآية،
وإن الكافر إذا أتى من قبل رأسه لم يوجد شيء ثم أتى عن يمينه فلا يوجد شيء ثم أتى عن شماله فلا يوجد شيء ثم أتى من قبل رجليه فلا يوجد شيء فيقال له اجلس فيجلس مرعوبًا خائفًا فيقال أرأيتك هذا الرجل الذي كان فيكم ماذا تقول فيه وماذا تشهد عليه؟ فيقول أي رجل ولا يهتدى لاسمه؟ فيقال له محمد فيقول لا أدري سمعت الناس قالوا قولًا فقلت كما قال الناس فيقال له على ذلك حييت وعليه مت وعليه تبعث إن شاء الله ثم يفتح له باب من أبواب النار فيقال له هذا مقعدك من النار وما أعد الله لك فيها فيزداد حسرة وثبورًا ثم يفتح له باب من الجنة فيقال له هذا مقعدك منها وما أعد الله لك فيها لو أطعته فيزداد حسرة وثبورًا، ثم يضيق عليه قبره حق تختلف فيه أضلاعه فتلك المعيشة الضنكة التي قال الله "فإن له معيشة ضنكًا ونحشره يوم القيامة أعمى"
(النسمة) بفتح النون والسين الروح وقوله (تعلق)