الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(باب المسألة في المساجد)
أتجوز أم لا؟
(ص) حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ آدَمَ نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ نَا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- "هَلْ مِنْكُمْ أَحَدٌ أَطْعَمَ الْيَوْمَ مِسْكِينًا". فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا أَنَا بِسَائِلٍ يَسْأَلُ فَوَجَدْتُ كِسْرَةَ خُبْزٍ فِي يَدِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَأَخَذْتُهَا مِنْهُ فَدَفَعْتُهَا إِلَيْهِ.
(ش)(رجال الحديث)(بشر بن آدم) بن يزيد البصري الأصغر أبو عبد الرحمن. روى عن جده وزيد بن الحباب ومعاذ بن هشام وابن مهدي وجماعة. وعنه أبو زرعة وبقيّ بن مخلد والبزار وابن خزيمة. وفي التقريب صدوق فيه لين من العاشرة، وقال أبو حاتم والدارقطني ليس بقوي، وقال النسائي لا بأس به، وذكره ابن حبان في الثقات. مات سنة أربع وخمسين ومائتين. روى له أبو داود والترمذي وابن ماجه.
و(عبد الله بن بكر) بن حبيب الباهلي أبو وهب البصري. روى عن حميد الطويل وهشام بن حسان وهشام بن زياد وبهز بن حكيم وطائفة. وعنه أحمد بن حنبل وابن المديني وإسحاق بن منصور وأبو بكر بن أبي شيبة وكثيرون. وثقه أحمد وابن معين والعجلي وابن سعد والدارقطني وابن قانع، وفي التقريب ثقة حافظ من التاسعة. توفي سنة ثمان ومائتين. روى له الجماعة.
و(السهمي) نسبة إلى بني سهم بطن من باهلة.
و(مبارك بن فضالة) بفتح الفاء ابن أبي أمية أبو فضالة البصري مولى زيد بن الخطاب. روى عن الحسن البصري وهشام بن عروة وثابت البناني ووكيع وآخرين. وعنه عبد الله بن بكر ويزيد بن هارون وعفان بن مسلم وغيرهم. ضعفه النسائي وابن معين ووثقه مرة أخرى، وقال العجلي لا بأس به، وقال أبو زرعة يدلس كثيرًا فإذا قال حدثنا فهو ثقة، وقال ابن حبان كان يخطئ، وقال الساجي كان صدوقًا مسلمًا خيارًا وكان من النساك ولم يكن بالحافظ فيه ضعف، وقال الدارقطني لين كثير الخطأ يعتبر به توفي سنة خمس أوست وستين ومائة. روى له أبو داود والترمذي وابن ماجه والبخاري في التاريخ
و(عبد الرحمن بن أبي بكر) الصديق أبو محمد أو أبو عبد الله أو أبو عثمان شقيق عائشة. أسلم قبل الفتح كان اسمه في الجاهلية عبد الكعبة أو عبد العزي فسماه النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم.
عبد الرحمن. روى عن النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم وعن أبيه. وعنه ابناه عبد الله وحفصة وابن أخيه القاسم بن محمد وأبو عثمان النهدي وغيرهم. توفى فجأة سنة ثلاث أو أربع وخمسين. روى له الجماعة (المعنى)
(قوله كسرة خبز) بكسر فسكون أي قطعة صغيرة
(فقه الحديث) دل الحديث على الترغيب في الصدقة. وعلى جواز السؤال في المسجد وجواز التصدق فيه. وعلى ما كان عليه أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عه من الحرص على فعل الخير والمبادرة إليه (ومن ذلك) ما رواه مسلم في فضل الصحابة من طريق أبي حازم الأشجعي عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: من أصبح منكم اليوم صائمًا؟ قال أبو بكر أنا. قال فمن تبع منكم اليوم جنازة؟ قال أبو بكر أنا. قال فمن أطعم منكم اليوم مسكينًا؟ قال أبو بكر أنا. قال فمن عاد منكم اليوم مريضًا، قال أبو بكر أنا. فقال رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة اهـ
والجمهور على جواز السؤال في المسجد وجواز إعطاء الصدقة فيه إلا إذا ألح السائل وتخطى الرقاب فيحرم السؤال والإعطاء. وذهب الحنفيون إلى حرمة السؤال في المسجد مطلقًا. وأنه يكره الإعطاء فيه مطلقًا، وقيل إن تخطى الرقاب. وهذا هو المختار وأصل ذلك ما تقدم للمصنف في "باب كراهية إنشاد الضالة في المسجد"، من حديث أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم يقول "من سمع رجلًا ينشد ضالة في المسجد فليقل لا أداها الله إليك، فإن المساجد لم تبن لهذا"
(وأجابوا) عن حديث الباب بأن أبا بكر البزار قال فيه: لا نعلمه يروي عن عبد الرحمن بن أبي بكر إلا بهذا الإسناد وذكر أنه روى مرسلًا اهـ
وغرضه أن الحديث ضعيف، لأن في سنده مبارك بن فضالة، وقد ضعفه غير واحد كما تقدم. وعلى فرض صحته فليس فيه تصريح بأن السائل سأل في المسجد، بل يحتمل أن يكون خارجه
(والحديث) أخرجه البزار مطولًا بسنده إلى عبد الرحمن بن أبي بكر قال: صلى رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم صلاة الصبح ثم أقبل علي أصحابه فقال: من أصبح منكم اليوم صائمًا؟ قال عمر لم أحدث نفسي بالصوم البارحة فأصبحت مفطرًا، فقال أبو بكر ولكن حدثت نفسي بالصوم البارحة فأصبحت صائمًا، فقال هل أحد منكم اليوم عاد مريضًا؟ فقال عمر يا رسول الله لم نبرح وكيف نعود المريض؟ وقال أبو بكر بلغني أن أخي عبد الرحمن بن عوف شاك فجعلت طريقي عليه لأنظر كيف أصبح؟ فقال هل منكم أحد أطعم اليوم مسكينًا؟ فقال عمر صلينا ثم لم نبرح قال أبو بكر دخلت المسجد فإذا بسائل فوجدت كسرة من خبز الشعير في يد عبد الرحمن فأخذتها ودفعتها إليه، فقال أنت فأبشر بالجنة، ثم قال كلمة أرضى بها عمر. وعمر زعم أنه لم يرد خيرًا قط إلا سبقه إليه أبو بكر. ذكره السيوطى في تاريخ الخلفاء
(باب كراهة المسألة بوجه الله تعالى)
(ص) حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْقِلَّوْرِيُّ نَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُعَاذٍ التَّيْمِيِّ نَا ابْنُ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- "لَا يُسْأَلُ بِوَجْهِ اللَّهِ إِلَاّ الْجَنَّةُ".
(ش)(رجال الحديث)(وأبو العباس) العصفري البصري أسمه محمد بن عمرو بن العباس وعليه الأكثر، وقيل أحمد بن عمرو. بن عبيدة. وقيل غير ذلك. روى عن يعقوب بن إسحاق وسعيد بن عامر الضبعي وقرة بن حبيب وغيرهم. عنه أبو داود وأبو بكر البزار ومحمد بن الطبري وابن صاعد وكثيرون. قال في التقريب ثقة من الحادية عشرة. روى له أبو داود.
و(القلوري) بكسر القاف وتشديد اللام المفتوحة وسكون الواو. وقال العيني بفتح القاف واللام والواو المشددة وكسر الراء نسبة إلى قلورية جزيرة شرقي صقلية.
و(يعقوب بن إسحاق) بن زيد ابن عبد الله بن أبي إسحاق أبو محمد المقرئ النحويّ. روى عن سهيل بن مهران وزائدة بن قدامة وشعبة والأسود بن شيبان وغيرهم. وعنه عمرو بن علي الفلاس وأبو الربيع الزهراني وعقبة بن مكرم وابن قدامة السرخسي وجماعة. قال أحمد وأبو حاتم صدوق، وقال ابن سعد ليس بذاك المثبت حدّث عن رجال لقيهم وهو صغير وذكره ابن حبان في الثقات. مات في ذى الحجة سنة خمس ومائتين. روى له مسلم وأبو داود وابن ماجه والنسائي.
و(الحضرمي) نسبة إلى حضر موت ناحية واسعة شرقي عدن قرب البحر.
و(سليمان بن معاذ) نسبة إلى جده، فإنه سليمان ابنّ قرم بفتح القاف وسكون الراء ابن معاذ أبو داود النحويّ. روى عن أبي إسحاق السبيعيّ والأعمش وسماك بن حرب وابن المنكدر وغيرهم. وعنه سفيان الثوري ويعقوب بن إسحاق وأبو الأحوص وأبو داود الطيالسي. قال أحمد لا أرى به بأسًا لكنه كان شديد التشيع وضعفه النسائي وابن معين، وقال أبو زرعة ليس بذاك وقال أبو حاتم ليس بالمتين وقال ابن عديّ له أحاديث حسان أفراد، وقال ابن حبان كان رافضيًا غاليًا في الرفض ويلقب الأخبار. روى له أبو داود ومسلم والترمذي والنسائي.
و(التميمي) نسبه إلى، تميم وفي نسخة التيمي وقد اقتصر عليها الحافظ في تهذيب التهذيب.
و(ابن المنكدر) محمد (المعنى)
(قوله لايسأل بوجه الله إلا الجنة)، بالبناء. للمفعول ولا نافية أو ناهية، فالجنة مرفوعة نائب فاعل. ويروى لا تسأل بتاء الخطاب مبنيًا للفاعل ولا ناهية. وعليه فالجنة منصوبة على المفعولية. والمراد بالوجه الذات على ما ذهب إليه
الخلف. والسلف يقولو ن له وجه لا يعلم حقيقته إلا هو سبحانه وتعالى مع اعتقادهم كمال التنزيه له عز وجل عن صفات المخلوقين: أي لا يسأل به تعالى إلا الجنة لأن ذاته تعالى عظيمة ولا يسأل بالعظيم إلا العظيم، والجنة أعظم مطلوب للمؤمن، فلا تسأل الله بوجهه متاع الدنيا بل رضاه والجنة. أو المعنى لا تسأل الناس شيئًا بوجه الله كأن تقول أسألك يا فلان بوجه الله أو باللهِ أن تعطيني كذا، فإن الله أعظم من أن يسأل به متاع الدنيا إنما يسأل به الجنة
(والحديث) يدل على امتناع سؤال متاع الدنيا باللهِ تعالى، وهو محمول على ما إذا كان المسئول يتضجر بذلك ولا يجيب السائل، أما إذا كان المسئول ممن يتأثر بذكر الله تعالى فلا يردّ السائل خائبًا فيجوز سؤاله باللهِ تعالى. وبهذا يجمع بين حديث الباب الحديث الآتي
(والحديث) أخرجه أيضًا الضياء المقدسي، وفي سنده سليمان بن قرم، وفيه مقال كما تقدم وقال ابن عدىّ لا أعرف هذا الحديث عن محمد بن المنكدر إلا من هذا الطريق اهـ
(باب عطية من سأل باللهِ عز وجل
من إضافة المصدر لمفعوله أي إباحة إعطاء الشخص من سأله متوسلًا باللهِ تعالى
(ص) حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ نَا جَرِيرٌ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- "مَنِ اسْتَعَاذَ بِاللَّهِ فَأَعِيذُوهُ وَمَنْ سَأَلَ بِاللَّهِ فَأَعْطُوهُ وَمَنْ دَعَاكُمْ فَأَجِيبُوهُ وَمَنْ صَنَعَ إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا مَا تُكَافِئُونَهُ فَادْعُوا لَهُ حَتَّى تَرَوْا أَنَّكُمْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ".
(ش)(جرير) بن عبد الحميد. و (الأعمش) سليمان بن مهران. و (مجاهد) بن جبر
(قوله من استعاذ بالله فأعيذوه) أي من التجأ اليكم مستعينًا باللهِ تعالى من ضرورة نزلت به فأجيروه وخلصوه، فإن إغاثة الملهوف من واجبًات الإيمان
(قوله ومن سأل باللهِ فأعطوه) وفي رواية النسائي من سألكم أي من طلب منكم شيئًا من خيري الدنيا والآخرة متوسلًا بالله تعالى فأعطوه ما سأله إن قدرتم إجلالًا لمن سألكم به. ومحله إذا كان السائل طائعًا فلا يعطى الطالح، وزاد لفظ الجلالة في الموضعين إشارة إلى أنه محق في استعاذته وطلبه. وزاد النسائي "ومن استجار باللهِ فأجيروه"
(قوله ومن دعاكم فأجيبوه) أي من طلبكم لحضور وليمة عرس أو غيره أولمعونة فأجيبوا دعوته وجوبًا في وليمة العرس الخالية من منكر شرعًا وكذا المعونة المتعينة وندبًا في غيرها
(قوله ومن صنع إليكم معروفًا فكافئوه) أي من فعل