الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المسألة الثانية عشرة: جمع المؤنث السالم
د- جمع المؤنث السالم1:
فى الأمثلة السابقة كلمات مفردة، تدل كل كلمة منها على شىء واحد مؤنث، أومذكر، "مثل: سيدة، هند، عطية، سُرادق
…
".
وحين زِدنا فى آخرها الألف والتاء المفتوحة2 صارت تدل على جمع مؤنث؛ مثل: سيدات، هندات3، عطيات3، سُرَادِقات، واستغنينا بهذه الزيادة عن العطف بالواو4؛ أى: عن أن نقول: سيدة؛ وسيدة؛ وسيدة
…
أوهند، وهند، وهند
…
إلخ.
فهذه الكلمات تسمى: الجمع بالألف والتاء الزائدتين، أو: جمع المؤنث السالم؛ كما هوالمشهور5. وهو: ما دل على أكثر من
1 سبق في رقم1 من هامش ص137 معنى: "السالم" وضبطها. وسبب تسميته هو وجمع المذكر السالم: بجمعي التصحيح.
2 أي: تاء التأنيث المتسعة التي ليس أصلها الهاء، فهي غير التاء المربوطة التي تدل على تأنيث الاسم -كما سيجيء في رقم3 من هامش ص163، 166 ورقم1 من هامش ص166.
"3 و 3" انظر الملاحظة التي في ص167.
4 قد يجوز العطف بالواو أحيانًا، أو بغيرها للدواعي التي بيناها في المثنى، وجمع المذكر "في "هـ" من ص 133 و 1 من هامش ص138".
5 يفضل كثير من النحاة الأقدمين تسميته: "الجمع بألف وتاء مزيدتين"، دون تسميته بجمع المؤنث السالم، لأن مفرده قد يكون مذكرًا، كسرادق وسرادقات، وأحيانًا لا يسلم مفرده في الجمع، بل يدخله شيء من التغير: كسعدى وسعديات، فإن ألف الاثنين التي في مفرده صارت ياء عند الجمع. ومثل لمياء ولمياوات، قلبت الهمزة واوا في الجمع، مثل: سجدة وسجدات، تحركت الجيم في الجمع بعد أن كانت ساكنة في المفرد. وبالرغم من ذلك كله لا مانع من التسمية الثانية، لأنها تنطبق على أغلب الحالات، واشتهرت بين النحاة وغيرهم حتى صارت، "اصطلاحا" معروفا، وخاصة الآن.
اثنين1 بسبب زيادة معَينة في آخره، أغنتْ عن عطف المفردات المتشابهة في المعنى، والحروف، والحركات، بعضها على بعض. وتلك الزيادة هي "الألف والتاء" في آخره.
ومفرد هذا الجمع قد يكون مؤنثًا لفظيًّا ومعنويًّا معًا؛ مثل: سيدة، وسُعْدَى ولمْيَاء. والجمع؛ سيدات، وسُعَديات، ولمياوات.
1 ما العدد الذي يدل عليه جمع المؤنث السالم؟ أهو عدد لا يقل عن ثلاثة، ولا يزيد على عشرة، فيكون كجمع القلة، أم يزيد على العشرة؟ بيان هذا في رقم: 2 من هامش ص 137.
2 ينقسم المؤنث باعتبار معناه إلى حقيقي، وهو: ما يلد ويتناسل ولو من طريق البيض والتفريخ، كالطيور-، وإلى غير حقيقي، "أي: إلى مجازي"، وهو ما كان مؤنثا لا يلد ولا يتناسل، مثل: أرض، شمس....
وينقسم باعتبار لفظه إلى "لفظي"، وهو: ما كان مشتملا على علامة تأنيث ظاهرة، سواءا أكان دالا على مؤنث أم مذكر، مثل: فاطمة، وحمزة، ومعاوية، وشجرة، وسلمى، وخضراء. وإلى معنوى" وهو ما كان لفظه خاليا منها مع دلالته على التأنيث
…
نحو: زينب، وشمس، وأرض
…
- وسيجيء بيان هذا في باب الفاعل ج2 م66 ص75 -وأشهر علامات التأنيث في الاسم هي التاء المربوطة التي أصلها الهاء في مثل: أمينة، وشجرة
…
وألف التأنيث المقصورة في مثل: دنيا، وريا- وعليا- والممدودة في مثل: خضراء، وبيضاء وأربعاء. وهناك علامات أخرى تلي تلك، كالكسرة في مثل الضمير، "أنت"،..... ونون النسوة في مثل:"أنتن". .. وللتأنيث وعلاماته وأحكامه باب خاص به في الجزء الرابع - م 169 ص 542.
3 يستثنى من المقصورة عند البصريين ومن معهم: "فعلى" مؤنث: "فعلان"، مثل:"سكرى" مؤنث "سكران" فلا يقال "سكريات". ويستثنى من الممدودة: "فعلاء" مؤنث: "أفعل"، كحمراء، مؤنث أحمر، فلا يقال: حمراوات"، لأن النحاة يقولون: ما لا يصح جمعه جمع مذكر سالم لا يصح - غالبا- في مؤنثه أن يجمع جمع مؤنث سالم،- كما سبق البيان والتفصيل في رقم 3 من هامش ص 143، وفي "د" من ص 172 فهاتان يجمعان جمع مذكر ولا جمع مؤنث سالمين "إلا عند الكوفيين" ما داما باقيين على الوصفية، فإن صارا اسمين مجردين من الوصفية- جاز جمعهما تصحيحا جمع مذكر أو مؤنث على حسب المعنى. وبسبب هذه الاسمية قيل: "خضراوات" لبعض أنواع النبات، و "حمراوات" لبعض المدن و "كبريات" و "صغريات" جمع: "كبرى" و "صغرى" اسم موضعين في مصر
…
- انظر: "ب" من ص 142، لأهميتها، وكذا "أ" من "الزيادة التي تليها في ص 145 -.
ورأي الكوفيين هنا- كرأيهم في جمع هاتين الصيغتين جمع مذكر سالم- أنسب، وأدلتهم مقبولة، لما سبق أن عرضناه في رقم 3 من هامش ص 143 وفيها قرار المجمع اللغوي بإباحة جمع "فعلان فعلى" بالتفصيل والبيان المذكورين هناك، فالأخذ بالرأي الكوفي سائغ، وإن كان الرأي البصري أقوى..
وقد يكون مفرده مؤنثًا معنويًّا فقط؛ بأن يكون خاليًا من علامة التأنيث مع دلالته على مؤنث حقيقي؛ مثل: هند، وسعاد. والجمع: هندات، وسعادات.
وقد يكون مفرده مؤنثًا لفظيًّا فقط؛ بأن يكون لفظه مشتملًا على علامة تأنيث، مع أن المراد منه مذكر. مثل: عطية، اسم رجل، وجَمعه: عطيات، وشَبَكة، اسم رجل، وجمعه: شَبَكات
…
وقد يكون مفرده مذكرًا؛ كسُرادِق وسرادِقات.
وحكم هذا الجمع: أنه يرفع بالضمة، وينصب بالكسرة نيابة عن الفتحة، ويجر بالكسرة، كما في الأمثلة السابقة، وأشباهها. كل هذا بشرط أن تكون الألف والتاء زائدتين معًا؛ فإن كانت الألف زائدة والتاء أصلية؛ مثل: بيت وأبيات، وقوت وأقوات، وصوت
1 يستثنى من "المؤنث المعنوي" ما كان علمًا لمؤنث على وزن: فعال، "مثل "حذام" و "رقاش" و "قطام" عند من يقول ببناء صيغة "فعال" دائمًا، لأن المبني لزومًا لا يثنى ولا يجمع.
2 وهذا التنوين هو تنوين "المقابلة" وتفصيل الكلام عليه في ص41- وإنما يجب ذكر هذا التنوين في كل الحالات إن لم يمنع منه مانع آخر، كالإضافة، أو: أل..
وهناك لغة تنصبه بالفتحة إن كان مفرده محذوف اللام "وهي: الحرف الأخير من أصول الكلمة" ولم ترد هذه اللام عند الجمع، مثل: سمعت لغات العرب، وأكرمت بناتهم؛ لأن المفرد فيهما: لغة، وبنت، وأصلهما" "لغو" و "بنو". حذفت الواو فيهما، ولم ترجع في الجمع. فإن ردت اللام في الجمع مثل: سنوات، وسنهات، في جمع سنة، وجب نصبه بالكسرة. إلا عند الكوفيين -ورأيهم هنا ذعيف- فإنهم يجيزون نصبه بالفتحة مطلقًا، سواء أحذفت لامه أم لم تحذف.
ومن النحاة من يعتبر كلمة: "بنات" جمع تكسير. وحجته: أن مفردها "بنت" قد دخله التغيير عند الجمع، وهذا شأن المفرد عند جمعه تكسيرًا لا جمعًا مؤنثًا سالمًا أصيلًا والأكثرية تعتبرها جمع مؤنث "راجع التصريح ج1. باب الفاعل، عند الكلام على تأنيث الفعل لأجل فاعله".
ومن المستحسن جدًّا إهمال هذه اللغات، والاقتصار على أكثر اللغات شيوعًا وأشدها جريانًا في الأساليب السامية، وهي اللغة الأولى. وإنما نذكر غيرها ليستعين بمعرفتها المتخصصون في فهم النصوص القديمة، دون استعمالها -على الرغم من صحة محاكاتها بضعف.
"ملاحظة" بهذه المناسبة نذكر أن المفرد الذي يراد جمعه بالألف والتاء الزائدتين إن كان محذوف اللام بغير تعويض همزة الوصل عنها، فإن لامه ترجع في الجمع إن كانت ترجع في الإضافة فإن لم ترجع في الإضافة فإنها لا ترجع في الجمع
…
أي: أن حكمها من جهة رجوعها في الجمع هو حكم رجوعها عند الإضافة -كما سبق الإشارة في رقم4 من هامش ص111. والبيان في "ح" من ص135.
وأصوات، ووقت وأوقات
…
-لم يكن جمع مؤنث سالم، ولم ينصب بالكسرة؛ وإنما هو جمع تكسير، ينصب بالفتحة. وكذلك إن كانت ألفه أصلية والتاء زائدة، -مثل: سُعاة1: جمع ساع، ورماة: جمع رام، ودعاة: جمع داع، وأشباهها؛ فإنه يدخل فى جموع التكسير التي تنصب بالفتحة.
ملحقاته:
أُلحق بهذا الجمع نوعان، أولهما: كلمات لها معنى جمع المؤنث ولكن لا مفرد لها من لفظها؛ وإنما لها مفرد من معناها، فهى اسم جمع"2، مثل "أولات"3 ومفردها: "ذات"، بمعنى صاحبة، فمعنى كلمة: "أولات" هو: صاحبات. تقول: الأمهاتُ أولاتُ فضل، عرفت أوُلاتِ فضل، احترمت أوُلاتِ فضل.
وكلمة: "أولات" مضافة4 دائمًا؛ ولهذا ترفع بالضمة من غير تنوين، وتنصب وتجر بالكسرة من غير تنوين أيضًا؛ ومثلها:"اللاّت""اسم موصول لجمع الإناث"، عند من يلحقها بجمع المؤنث5، ولا يبنيها على الكسر، كالإعراب
1 أصل سعاة: سعية، "على وزن فعلة"، تحركت الياء وانفتح ما قبلها، فقلبت ألفًا، فصارت سعاة: فألفها أصلية، لأنها منقلبة عن حرف أصل، وهو الياء التي أصلها لام الفعل:"سعى"، لأنه يأتي اللام، تقول: سعيت سعيًّا. ومثلها: رماة، فأصلها: رمية، تحركت الياء وانفتح ما قبلها، فقلبت ألفًا، والفعل "رمي" يأتي اللام أيضًا، تقول: رميت رميًّا.
أما دعاة، فأصلها: دعوة: تحركت الواو وانفتح ما قبلها، فقلبت ألفًا. والفعل "دعا" واوي اللام، تقول: دعوت دعوة
…
فالألف هنا أصيلة، لأنها منقلبة عن واو أصلية.
2 سبق تعريفه في رقم2 من ص148.
"3، 3" همزتها مضمومة، ولا تمد، برغم وجود واو بعدها.
4 وإضافتها لا تكون إلا لاسم جنس ظاهر "مثل: علم، فضل، أدب
…
، أما غير الظاهر فلا تضاف إليه، كالضمير الذي يعود على اسم جنس، فلا يصح الفضل أولاته الأمهات".
ومن أمثلة "أولات" قوله تعالى: {وَإِنْ كُنَّ أُولاتِ حَمْل} "فأولات" خبر كان، منصوب بالكسرة، واسمها: نون النسوة المدغمة مع نون "كان".
"ويقول النحاة: أصل "كان" هنا: كون، بضم الواو بعد تحويل الفعل إلى باب: فعل. استثقلت الضمة على الواو فنقلت منها إلى الكاف بعد حذف الفتحة، ثم حذفت الواو لا لتقاء الساكنين! والتكلف في هذا ظاهر، لا داعي له، فخير منه أن نقول: إن العرب تضم الكاف من "كان" وتحذف الألف عند إسناد هذا الفعل لنون النسوة، أو لضمير رفع متحرك، من غير أن يكون هناك علة إلا نطقهم.
5 لا داعي للأخذ بهذه اللغة اليوم للأسباب التي نرددها كثيرًا.
المشهور، يقول: جاءت اللاتُ تعلمن، ورأيتِ اللاتِ تعلمن، وفرحت باللاتِ تعلمن؛ فاللات عنده اسم جمع لكلمة:"التى".
ثانيهما: ما سمي به من هذا الجمع1 وملحقاته، وصار علمًا لمذكر أو مؤنث بسبب التسمية؛ مثل: سعادات، وزينبات، وعنايات، ونعمات، وأشباهها مما صار علمًا على رجل أو امرأة. ومثل: عَرَفات؛ "اسم مكان بقرب مكة"، وأذْرِعات "اسم قرية بالشام". وغير ذلك، مما لفظه لفظ جمع المؤنث، ولكن معناه مفرد مذكر أو مؤنث. مثل: سافرت سعاداتٌ، ورأيت سعاداتٍ، واعترفت لسعاداتٍ بالفضل. فهذا النوع يعرب بالضمة رفعًا، وبالكسرة نصبًا وجرًّا، مع التنوين2 في كل الحالات؛ مراعاة لناحيته اللفظية الشكلية التي جاءت على صورة جمع المؤنث السالم، مع أن مدلولها مفرد.
وبعض العرب يحذف التنوين، وبعضهم يعربه بالضمة رفعًا من غير تنوين، وينصبه ويجره بالفتحة من غير تنوين في الحالتين، أي: يعربه إعراب ما لا ينصرف مراعاة لمفرده، بشرط أن يكون هذا المفرد مؤنثًا فيقول: هذه عرفاتُ، زرت عرفاتَ، ووقفت بعرفاتَ. وإذا أراد الوقوف على آخره وَقف بالتاء المفتوحة3،
1 في رقم1 من هامش ص152 بيان السبب في التسمية بالمثنى وبالجمع.
2 لكن كيف يوجد التنوين في هذا النوع مع وجود ما يوجب منعه من الصرف، وهو:"العلمية والتأنيث المعنوي" في مثل: "سعادات" وأشباهها، من كل لفظ على صيغة جمع المؤنث ولكنه علم على مفردة؟ "وقلنا التأنيث المعنوي، لأن التاء الموجودة تاء مفتوحة ليست هي التي تدل على تأنيث اللفظ، وإنما الذي يدل على تأنيث اللفظ هو التاء المربوطة التي أصلها هاء، كما سبق في رقم2، 3 من هامشي ص162 أو 163".
يجب النحاة عن هذا بأن التنوين هنا للمقابلة، لا للصرف؛ لأن الكلمة منقولة من جميع المؤنث، وتنوين المقابلة لا يحذف عند وجود ما يقتضي منع الاسم من الصرف "وقد سبق الرأي في هذا النوع من التنوين ص 41" وسيجيء رأي أنسب وأضبط، وهو حذف التنوين منه -إذا كان علما لمؤنث- مراعاة للعلمية والتأنيث المعنوي، مع جره بالفتحة فينطبق عليه حكم الممنوع من الصرف ويحسن الأخذ بهذا الرأي؛ لأنه يمنع اللبس ويزيل الإبهام، ويجعل المراد واضحًا جليًّا. وهذه وظيفة اللغة ومهمتها وما يرمي إليه الخبير بأسرارها.
وستجيء إشارة لهذا الرأي في "أ" من ص176.
3 وإلى ما سبق يشير ابن مالك بقوله:
وما بتا وألف قد جمعا
…
يكسر في الجر وفي النصب معا
=
فهذه ثلاثة أراء في المسمى به، قد يكون أفضلها الأخير1، فيحسن الاقتصار عليه في استعمالنا- مع مراعاة شرطه.
"ملاحظة": إذا كان المفرد الذي يراد جمعه هذا الجمع علمًا فإنه يفقد عند الجمع- علميته، وما يترتب عليها من التعريف الحتمي وبصير نكرة -طبقًا لما سبق تفصيله، وبيان سببه2- فلا بد له بعد الجمع من شيء يعيد إليه التعريف، كزيادة "أل" المعرفة في أوله، أو جود حرف النداء قبله....
ويشترط في المفرد الذي يراد جمعه هذا الجمع أن يكون خاليًا من الإعراب بحرفين، فلا يجمع المفرد المختوم بعلامة جمع المذكر السالم أو جمع المؤنث السالم.
=
كذا: "أولات"، والذي اسما قد جعل
…
كأذرعات فيه ذا أيضا قبل
أي: أن ما جمع بناء وألف فإنه يكسر في حالة الجر والنصب، فينصب بالكسرة، ويجر بالكسرة أيضًا. ولا يفهم من كلمة "معًا" أن الحالتين تحصلان في وقت واحد، كما هو مدلول كلمة:"معًا" عند أكثر اللغويين القائلين باتحاد زمنها- وإنما المر مطلق وقوع الحالتين من غير اتفاقهما في زمن واحد.
و"تا" في كلمة: "بتا" قد تقرأ منونة كشأن حروف الهجاء عند قصرها، حيث يجب تنوينها على المشهور، بناء على أنها مقصورة الممدود، فأصلها:"تاء" فإذا قصرت يقدر إعرابها على الألف المحذوفة لفظًا، لالتقاء الساكنين "لأنها ساكنة، والتنوين ساكن" فالألف محذوفة لعلة تصريفية، والمحذوف لعلة كالثابت. نعم إن ترك التنوين للإضافة، أو لوجود "أل" في أوله، أو للوصل بنية الوقف أو للنداء
…
جاز الإعراب المقدر على الألف. وقال بعضهم: إن حروف الهجاء إن كانت من غير همزة في آخرها "مثل با - تا - ثا
…
إلخ" فإنها موضوعة من أول الأمر على حرفين هجائيين، وليست مقصورة من مد: فهي مبنية على السكون دائمًا من غير تنوين. وهذا أيسر وأوضح.
وأشار في البيت الثاني: "كذا أولات" إلى النوعين الملحقين بجمع المؤنث السالم، ، وأولهما: اسم الجمع، نحو:"أولات" وثانيهما: ما جعل من جمع المؤنث علمًا على شيء واحد، فإنه يجري عليه الحكم العام السالف.
هذا، وكلمة:"أولات" في البيت قد تمنع من التنوين باعتبار أنها علم على تلك الكلمة، ومؤنث فتمنع من الصرف للعلمية والتأنيث، وقد تنون بإرادة اللفظ لا الكلمة المعينة، فتكون علمًا على ذلك اللفظ غير مؤنث، فلا يمنع من الصرف.
1 هذا الرأي منسوب للكوفيين، وهو خير الآراء الثلاثة، لأنه -وهو مسموع عن العرب- لا يوقع في لبس ولا إبهام، إذ يدل بحذف تنوينه مع جره بالفتحة- على أن المراد منه علم مؤنث مفرد، فلا مجال فيه لتوهم أنه جمع. فهو يساير القاعدة العامة الواضحة.
2 عند الكلام على المثنى "رقم 3 ص129" وعلى جمع المذكر السالم "رقم2 من هامش ص139".
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
زيادة وتفصيل:
أ- هذا الجمع ينقاس فى ستة أشياء:
أولها: كل ما في آخره التاء الزائدة1 مطلقًا؛ أى: سواء أكان علمًا، مثل: فاطمة، أم غير علم، مثل: زراعة - تجارة. مؤنثًا لفظًا ومعنى. مثل: حليمة، رُقية، من أعلام النساء، أم مؤنثًا لفظا فقط مثل: عطية، حمزة، معاوية، من أعلام الرجال. وسواء أكانت التاء للتأنيث كالأمثلة السابقة، أم للعوض عن أصل، نحو: عِدة، وثُبَة، تقول: فى جمعهما: عِدات - ثُبات2؛ وقد تكون التاء للمبالغة، نحوعلاّمة وعلَاّمات.
ويستثنى مما فيه التاء كلمات منها: امرأة، وأمة، وشاة، وشفة، وقلَة3، وأمَّة، ومِلَّة4.
هذا، ويجب حذف التاء من آخر كل مفرد، مؤنث، عند جمعه جمع تأنيث سالمًا، لكيلا تتلاقى مع التاء التى فى آخر الجمع. فإن كان الاسم بعد حذفها مختومًا بألف لازمة، أوبهمزة قبلها ألف زائدة - نحو: فتاة
…
، وهناءة
…
- روعى فى جمع هذين الاسمين ما يراعى فى جمع المقصور والممدود5
- مع ملاحظة ما فى رقم 6 من هامش ص 188، وكذا و "ص190".
ثانيها: ما في آخره ألف التأنيث المقصورة أو الممدودة "سواء أكان علمًا، أم غير علم، لمؤنث أم لمذكر؛ فمثال المقصورة: "سُعدى" وهي علم مؤنث، "وفُضْلى"، وهي غير علم، وإنما هي صفة لمؤنث، "ودُنيا" إذا كانت علمًا لمذكر6. فمثال المقصورة "سعدي" وهي علم مؤنث، "وفضلى"، وهي غير علم، وإنما هي صفة لمؤنث، "ودينا" إذا كانت علما لمذكر ومثال الممدودة: "زَهراء"، وهي علم لمؤنث، و"حسناء" وهي غير
1 أي: بشرط أن تكون التاء غير أصلية. وقد سبق الكلام على الأصلية في ص164.
2 وأصل عدة: وعد. وأصل ثبة: "ثبو" فالتاء في الأولى عوض عن فاء الكلمة، وفي الثانية عوض عن لامها.
3 اسم لعبة للأطفال.
4 لعل السبب في عدم جمع هذه الكلمات جمع مؤنث سالم -كما يقال- أنها لم تسمع عن العرب. وهو سبب لا ينهض حجة، ولم يأخذ به بعض النحاة، فأجاز جمعها جمع مؤنث سالم. ورأيه حسن، لجريانه على الأصول اللغوية العامة، وإن كان الأفضل مراعاة الرأي الشائع.
5 سيجيء الباب الخاص بتثنيتها وجمعها- في ج4 م171 ص566- لمعرفة الفرق بينهما إن وجد.
6 إذا كان المفرد مختومًا بألف التأنيث وهو علم لمذكر ففي جمعه بالألف والتاء آراء غامضة لم تتعرض لصحته "انظر الخضري" وانظر "أ" من ص145.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
علم وإنما هي صفة لمؤنث، و"زكرياء" علم لمذكر.
ويستثنى من هذا القسم -عند غير الكوفيين كما سبق1: فَعْلَى؛ مؤنث "فَعْلان"، مثل "سَكْرى" مؤنث "سكران"، "وفَعْلاء" مؤنث2:"أفْعَل" مثل: "خضراء وسوداء"، وكلتاهما صفة لمؤنث، وليست بعلَم.
ثالثهما: كل علم لمؤنث حقيقي3 وليس فيه علامة تأنيث، كزينب، ونوال، وإحسان، إلا ما كان مثل:"حَذَام" عند مَن يبنيه في جميع أحواله -كما سبق4.
رابعها: مصغر المذكر الذى لا يعقل، مثل:"نُهيرات"، تصغير:"نهر" و"جُبيلات"؛ تصغير "جبل" و"مُعَيْدِناتٌ"، تصغير:"معدِن".
خامسها: وصف المذكر غير العاقل؛ مثل؛ هذا بساتين جميلات5، زُرْتها أيامًا معدودات.
سادسها: كل خماسىّ لم يسمع له عن العرب جمع تكسير6؛ مثل: سُرادِقات وقَيْصُومات - وحَمَّامات - وكَتَّانات. واصطبلات - وقِطْميرات
…
فى جمع: سُرادِق، وقَيْصُوم7، وحَمَّام، وكَتَّان، واصطبل، وقطْمير8.
وما عدا تلك الأنواع الستة مقصور على السماع؛ مثل: شَمَالات9.
1 في رقم 3 من هامش ص 163 و 143 وفيهما بيان مفيد.
2 وهذا على الرأي الراجح - عندهم وهو: أن ما لا يجمع مفرده جمع مذكر سالم لا يجمع غالبا جمع مؤنث سالم أيضا وقد سبق "في رقم 3 من هامش ص 163" بيان ما في هذا الرأي. وكذلك في ب من ص 142.
3 عاقل، كزينب.... أو غير عاقل- على الأصح- مثل: لبون، علم على ناقة، وكذا: هوجل.
4 في رقم 10 من ص 79. والسبب أن المبني لزوما لا يثنى ولا يجمع مباشرة- كما كررنا-
5 فالنعت هو جميلات، ومفردها: جميل: والمنعوت هو بساتين، ومفردها، بستان وهو مذكر غير عاقل، فالعبرة في النعت والمنعوت بالمفرد، ومثله:"أياما معدودات". المفرد المنعوت هو: يوم، ومفرد ذهنه هو: معدود. وكذلك "جبال راسيات"
…
مفرد المنعوت: جبل: ونعته هو راس..
"راجع حاشية ياسين على التصريح في هذا الموضع
…
جـ 1 ص 81 عند الكلام على جمع المؤنث السالم وما يطرد في جمعه".
6 وبعض النحاة - كما جاء في الهمع لم يشترط كونه خماسيا، مكتفيا باشتراط أنه لم يسمع له جمع تكسير. والأفضل عدم الاعتداد برأيه، لمخالفته الأكثرية.
7 نوع من النبات.
8 الشق الذي في وسط نواة التمر. أو القشرة التي تعطى النواة أو تغطي الثمرة.
9 جمع: شمال، اسم نوع من الريح.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
وإلى ما سبق يشير بعضهم بقوله عن جمع المؤنث السالم، وما يقاس فيه وما لا يقاس:
وقسْهُ فى ذى التَّا، ونحو ذِكْرَى
…
ودرهمٍ مُصَغّرٍ، وصَحْرا
وزًينبٍ، ووصفِ غيرِ العاقلِ
…
وغير ُ ذا مُسلمٌ للناقل
يريد أنه مقيس في كل ما هو مختوم بالتاء؛ مثل: رحمة ونعمة، أو ألف التأنيث المقصورة؛ مثل: ذِكْرَى، أو الممدودة؛ مثل: صَحْراء. وفي مصغر غير العاقل؛ نحو: دُرَيْهم، في تصغير: دِرْهم. وفي وصف غير العاقل، نحو: هذه بساتين جميلات زرتها أيامًا معدودات1. أما غير هذه الخمسة فمقصور على سماع عن العرب فمن نقل عنهم شيئًا أخذنا بما نقل، وسلمنا به. وقد ترك السادَس وهو الخماسيّ الذى لم يسمع له جمع تكسير.
"ب" إذا كان المفرد اسمًا2، مؤنثًا، ثلاثيًّا، صحيح العين، ساكنها، غير مضعفها، مختومًا بالتاء أوغير مختوم بها وأردنا جمعه جمع مؤنث سالمًا فإنه يراعى في جمعه ما يأتي3:
1-
إن كانت "فاء" الكلمة مفتوحة وجب تحريك العين الساكنة بالفتح في الجمع أيضًا؛ تبعًا للفاء. تقول في جمع: ظَرْف، وبَدْر، ونَهْلة، وسَعْدة،
…
"وكلها أسماء إناث" ظَرَفات، وبدَرات، ونَهَلات، وسَعَدات. بفتح الثاني في كلٍّ.
2-
وإن كانت فاء الكلمة مضمومة، جاز في العين ثلاثة أشياء: الضم، أو الفتح، أو السكون؛ تقول في جمع، لُطْف، وحُسْن، وشُهْرَة، وزُهْرَة "وكلها أسماء إناث"، لطفات، وحسنات، وسهدات، وزهرات، بضم الثاني في كلّ، أو فتحه، أو تسكينه.
إلا إنْ كانت "لام" المفرد ياء فلا تضم العين في الجمع، مثل: غُنْيَة4، فلا يُقالُ: غُنُيات5. وإنما يقال: غُنَيات6، أو: غُنْيات؛ بفتح النون، أو سكونها.
1 انظر رقم5 من هامش الصفحة السابقة.
2 علمًا، أو غير علم بشرط ألا يكون وصفًا.
3 تفصيل الكلام عليه في البحث الخاص بالأحكام العامة التي تخص جمع المؤنث السالم ج4 ص573 م171.
4 بمعنى: غني. وتصلح علمًا لمؤنث.
5 لأن العرب تستثقل الضمة قبل الياء.
6 ولا تقلب الياء هنا ألفًا؛ لأن الزيادة التي في آخر الكلمة المجموعة تمنع القلب.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
3-
وإن كانت فاء الكلمة مكسورة جاء في العين ثلاثة أشياء؛ الكسر، أو الفتح، أو السكون. تقول في جمع: سِحْر، وهِند، وحِكمة، ونِعْمة "أسماء إناث": سِحَِْرَات، هِنَِْدَات، حِكَِْمَات، نِعَِْمَات. بفتحِ الثاني في كلّ، أو كسره، أو تسكينه، إلا إذا كان المفرد المؤنث مكسور الفاء ولامه واو مثل:، ذِرْوة، فلا يجوز في العين إتباعها للفاء للفاء فى الكسر؛ فلا يقال: ذِرِوات1 وإنما يقال ذِرَوَات2 أو ذرْوات بفتح العين أو تسكينها.
ولا بد في المفرد الذي تجري عليه الأحكام السالفة أن يشتمل على الشروط الستة التى سردناها. فإن فُقِد شرط لم يجز إتباع حركة العين لحركة الفاء؛ ومن ذلك أن تكون الكلمة صفة لا اسمًا، مثل:"ضَخْمة"، فلا يقال فيها: ضَخَمات، بفتح الخاء. أو تكون اسمًا غير مؤنث مثل: سعد، علم، رجل، فإنه لا يجمع جمع جمع مؤنث، ولا تتحرك عينه. أو تكون غير ثلاثية، مثل:"زَلزَل" و"عُنيزة""لجاريتين"، فلا يتغير شيء من حركات حروفهما عند الجمع. أو تكون غير صحيحة العين؛ مثل "خَوْد"3، "وقَيْنة"4 فلا يتغير شيء من حركات حروفهما عند الجمع، أو تكون مُضعفة العين، مثل: جنَّة وجنات؛ فلا يتغير شيء من حركات حروفها فى الجمع، وإن كانت العين غير ساكنة، مثل: حكم "علم فتاة".
وقد وردت جموع مخالفة لبعض الشروط السالفة؛ فلا نقيس عليها؛ لأنها لغة نادرة؛ أو قليلة لبعض العرب، أو دفعت إليها ضرورة شعرية.
ولهذا البحث مزيد إبانة وتفصيل في موضعه الخاص من باب: "تثنية المقصور والممدود وجمعهما"، فى الجزء الرابع5
…
"ج" إذا كان المفرد مركبًا إضافيًّا وأريد6 تثنيته أو جمعه جمع مؤنث سالمًا فإن صدره هو الذى يثنى ويجمع، ويبقى عجزه على حاله، مثل: سيدة الحُسن "علم امرأة" يقال في تثنيته وفي جمعه: سيدتا الحُسن، وسيدات الحسن، وهذا إن لم يكن صدره المضاف كلمة "ذو"، أو: كلمة: "ابن"، أو:
1 لأن العرب تستثقل الكسرة قبل الواو.
2 ولا تقلب الواو هنا ألفًا، إذ لا يصح القلب مع وجود الزيادة في آخر الاسم المجموع.
3 هي الفتاة الجميلة.
4 جارية.
5 ج4 ص566 م171.
6 راجع ما تقدم في ص128 خاصًّا بشروط ما يراد تثنيته، ومنها: أن يكون غير مركب.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
أخ" ونحوهما
…
من أسماء ما لا يعقل من الأجناس، -ومنها: ذو القَعدة، وذو الحِجة وابن لبون، وابن آوى، وابن عُرسٍ1- فإن كان المضاف أحدها وأريد جمعه فالغالب أن يجمع جمع مؤنث سالمًا فيقال مثلاً: ذوات القَعدة، وذوات الحِجَّة، وبنات آوى، وبنات عُرس
…
ولا فرق في ذلك بين اسم الجنس غير العلم الجنسي كابن لبون، وعلم الجنس كابن آوى. والفرق بينهما أن ثاني الجزأين من علم الجنس لا يقبل:"آل" بخلاف اسم الجنس، كما سيجيء في ج4"2
…
وإن كان مركبًا إسناديًّا مثل: زادَ الجمالُ "علم امرأة" بقي على حاله تمامًا؛ وأتينا قبله بكلمة: "ذاتا" في التثنية3؛ و"ذوات" في الجمع المؤنث، تقول: جاءت ذاتا زادَ الجمالُ، وذواتُ زادَ الجمالُ. ويجرى الإعراب على ذات" و"ذوات"؛ دون العلم المركب إسناديًّا؛ فإنه يبقى على حاله تمامًا، ويعرب مضافًا إليه، مجرورًا بكسرة مقدرة، منع من ظهورها: الحكاية.
وكذلك نأتي -فى أشهر الآراء4- بهذه الكلمات المساعدة التى تُوصل إلى التثنية إن كان مركبًا تركيب مزج مثل: شهر زاد5، اسم امرأة.
د- المفرد الذى لا يصح جمعه جمع مذكر سالمًا، لا يصح فى مؤنثه أن يجمع جمع مؤنث سالمًا. وقد سبق بيان هذا وما فيه6.
هـ- إذا سمى بجمع المؤنث7، أوملحقاته، -مثل: سعادات، عنايات
…
- وأريد تثنية هذا المسمى لم يصح تثنيته إلا من طريق غير مباشر بأن نأتى قبله بالكلمة الخاصة التى توصلنا لهذا الغرض؛ وهى كلمة: "ذاتا"3
1 انظر هامش ص 110 لأهميته.
2 آخر باب جمع التكسير "م 174 ص 622 وهناك بعض الأحكام الهامة". وسبقت الإشارة لبض هذا في رقم 1 من هامش ص 110.
"3، 3" المفرد: ذات، وقد يقال عند التثنية: ذواتا.، رفعا، و "ذواتي" نصبا وجرا
4 غالبا، إذ له إعرابات أخرى سنذكر بعضها في باب العلم. ص 307 وما بعدها....
5 وأصلها قبل التركيب المزجي. زاد شهر.
6 في رقم 3 من هامش ص 163 وكذلك في رقم 3 من هامش ص 143.
7 انظر ص 165 وهامش 166 حيث الحكم الخاص بالتسمية بهذا الجمع.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
رفعًا1، و"ذاتَىْ"2
…
نصبًا وجرا. وتعرب كل واحدة منهما على حسب حاجة الجملة إعراب المثنى فترفع بالألف، وتنصب وتجر بالياء. وهى "المضاف"3، والمسمى به بعدها "مضاف" إليه. وإذا أريد جمع المسمى به جمعًا مؤنثًا وجب الإتيان قبله بكلمة "ذوات" المضافة؛ والمسمى هوالمضاف إليه.
1 أو: ذواتا....
2 أو: ذواتى.....
3 لأنها لا تجيء هنا إلا مضافة.