الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المسألة الثالثة عشرة: إعراب ما لا ينصرف
هـ- إعراب ما لا ينصرف:
1-
تعلم محمودٌ، أو مصطفىً.
نافس الطلاب محموداً، أو مصطفىً.
فاض الثناء على محمودٍ، أو مصطفىً.
2-
تعلم أحمدُ. نافس الطلاب أحمدَ. فاض الثناء على أحمدَ.
3-
تعلمتْ ليلَى. نافست الطالباتُ ليلىَ. فاض الثناء على ليلىَ.
4-
صالحٌ أفضلُ من غيره.
صالح أفضلُ الزملاء. عرفت أفضلَ من غيره.
عرفتُ أفضلَ الزملاء. سلمت على أفضلَ من غيره.
سلمت على أفضلِ الزملاء.
5-
صالح هو الأفضلُ عرفت الأفضلَ. يتساءل الطلاب عن الأفضلِ.
من الأسماء المعربة -غالبًا-1 نوع يعرب بالحركات الظاهرة، أو المقدرة، فيرفع بالضمة، وينصب بالفتحة، ويجر بالكسرة؛ مع وجود التنوين في الحالات الثلاث2؛ وهذا النوع المعرب يسمى:"الاسم المنصرف"، أي: الاسم المنون3". ويسمى اختصارًا: "الاسم المنون"، أو: "المنصرف." كأمثلة القسم الأول. كأمثلة القسم الأول.
ومن الأسماء المعربة نوع آخر يرفع بالضمة، وينصب بالفتحة، ويجَر بالفتحة أيضًا4، نيابة عن الكسرة، ولكن من غير تنوين -غالبًا-4 في الحالات الثلاث؛ وهذا النوع المعرب يسمى:"الاسم الذى لا ينصرف؛ أي: لا يُنون". ولا فرق في هذا النوع بين أن تكون حركة آخره ظاهرة، كأمثلة القسم الثاني، أو مقدرة كأمثلة القسم الثالث.
والاختلاف بين صورتي المعرب المنصرف وغير المنصرف، ينحصر في أمرين؛ أولهما: أن "المنصرف" يعرب بالحركات الأصلية الظاهرة، أو المقدرة رفعًا، ونصبًا، وجرًّا؛ فالضمة للرفع، والفتحة للنصب، والكسرة للجر.
"1و 1" انظر "ب" من ص 176.
2 سبق الكلام تفصيلا على هذا النوع من التنوين وغيره، في ص 33 وما بعدها.
3 هو الاسم المعرب المنصرف الذي سبق الكلام عليه في ص 33 ويسمى: "بالاسم المنصرف"، اختصارا- كما أشرنا هناك- وأن "الصرف" قد يسمى:"الإجراء" في استعمال بعض القدامي، وأن "منع الصرف، "هو عدم الإجراء" طبقا للبيان الآتي في ج4 باب: ما لا ينصرف.
4 بشرط أن يكون خاليا من: "أل" ومن الإضافة -كما سيجيء.
ثانيهما: أنه ينون في جميع حالاته، إلا إن وجد مانع آخر يمنع التنوين1. أما الاسم الذى ينصرف فتتلخص حركات آخره الظاهرة، أو المقدرة في أنه يرفع بضمة واحدة من غير تنوين2، وينصب بفتحة واحدة من غير تنوين، ويجر بفتحة واحدة أيضًا من غير تنوين؛ فهو يختلف عن سابقه فى الأمرين، في عدم التنوين، وفي الجر بالفتحة نيابة عن الكسرة -وإنما يتحقق الاختلاف بشرط ألا يكون مضافًا أومبدوءًا "بأل". فإن كان مضافًا مثل كلمة: "أفضل" في القسم الرابع، أومبدوءًا "بأل" مثل كلمة:"الأفضل" في القسم الخامس، وجب جره بالكسرة دون الفتحة، مع حذف التنوين في الحالتين أيضًا؛ لأن التنوين لا يوجد في الاسم المضاف، أو المبدوء "بأل" مهما كان نوعها3.
هذا وللاسم الذي لا ينصرف باب خاص -سيجيء في الجزء الرابع- تُبَيَّن فيه أسباب المنع من الصرف، وتوضح أحكامه، ونقتصر هنا على ما يناسب موضوع الإعراب، تاركين غيره لذلك الباب.
1 كأن يكون الاسم مضافًا، أو مبدوءًا بأل، أو غير ذلك مما يمنع التنوين "كالنداء"، تقول: جاء الطبيب، أو: طبيب المدينة، ورأيت الطبيب، أو: طبيب المدينة، وقصدت إلى الطبيب، أو: طبيب المدينة، إذ يمتنع التنوين مع "أل" ومع الإضافة في كلمة:"طبيب" كما يمتنع في مثل: يا طبيب، لمعين. أما عند عدم وجود مانع فيجب التنوين.
2 قد ينون الممنوع من الصرف إذا زالت علميته وقصد تنكيره- كما سبق في رقم3 من هامش ص33 ورقم3 من هامش ص37 عند الكلام على التنوين، وكما يأتي البيان في رقم2 من هامش ص294، وفي باب الممنوع من الصرف "ج4".
"3 ستأتي أنواعها في م30 ص421- ومثلها "أم" التي تنوب عنها في لغة بعض القبائل "انظر "حـ" في ص 176 وفي هذا يقول ابن مالك:
وجر بالفتحة ما لا ينصرف
…
ما لم يصف، أو: يك بعد: "أل" ردف
ومعنى "ردف": تبع: "أل"، وجاء بعدها مباشرة من غير فاصل بينهما. وكلمة:"جر" قد تكون فعلًا ماضيًا مبنيًّا على الفتح، وهو مبني للمجهول، وقد تكون فعل أمر، فيصح عندئذ في آخرها ضم الراء أو كسرها، أو فتحها. فالضم لأن أصلها: اجرر "مثل: انصر" نقلت ضمة الراء الأولى إلى الجيم فحذفت الهمزة، وأدغمنا الراءين، وضممنا الراء المشددة إتباعًا للجيم. وإن شئنا فتحنا الراء المشددة في "جر" للخفة، أو كسرناها، مراعاة للأصل في التخلص من التقاء الساكنين. وليس هذا مقصورًا على كلمة:"جر" بل يتبع في كل فعل أمر على وزنها.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
زيادة وتفصيل:
أ- سبقت الإشارة -فى جمع المؤنث السالم، "ص 166"- إلى أن هذا الجمع وملحقاته عند التسمية به يصح إعرابه إعراب مالا ينصرف، كما يصح إعرابه إعراب جمع المؤنث السالم، مراعاة لأصله وصورته. والإعراب الأول أحسن، لما سبق هناك.
ب- من المبينات ما يكون ممنوعًا من الصرف لانطباق سبب المنع عليه؛ مثل: سيبويه؛ فإنه علم1 مبني على الكسر وجوبًا فى كل حالاته -فى الرأىّ الشائع2. فعند اعتباره ممنوعًا من الصرف للعلمية مع التركيب المزجي نقول في إعرابه في حالة الرفع: إنه مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها حركة بنائه الأصلى على الكسر. أو إنه مبني على الكسر في محل رفع.
ونقول في حالة نصبه: إنه منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها حركة بنائه الأصلي على الكسر، أو: إنه مبني على الكسر في محل نصب3.
ونقول في حالة جره إنه مجرور بفتحة مقدرة. منع من ظهورها حركة بنائه الأصلي على الكسر. ولا مانع أن نقول هنا أيضًا: إنه مبني على الكسر في محل جر. ولكن النحاة يفضلون بحق في حالة الجر الإعراب الأول، لأنه يوافق الحكم العام للاسم الذى لا ينصرف.
ج- بعض القبائل العربية يستعمل كلمة: "أمْ" بدلا من "أل" فيقول: امقمرُ يستمدّ امْضَوْءَ من امْشَمْش، أي:"القمر يستمد الضوء من الشمس" وعلى هذه اللغة لا يمنع الاسم عندهم من الصرف إذا بدئ بكلمة: "أمْ" المستعملة بدلاً من: "أَلْ"4.
1 هو علم، مركب مزجي، فينطبق عليه منع الصرف، فوق أنها مبني لا يدخله تنوين التمكين وقد سبق الكلام على تنويته- في الكلام على أنواع التنوين- ص 33. وسنعود للكلام على المركب المزجي وعلى إعرابه بمناسبة أخرى في ص 196 و 311 و 313 وما بعدها.
2 انظر ما يتصل بهذا في "ب" و "ج" من ص 145 و 146.
"3 و3" وهذا أوضح وأكثر.
4 راجع: الصبان والهمع
…
- وليس من السائغ اليوم أن نستعمل "أم" هذه كاستعمال أهلها القدماء، ولا أن ندخلها في أساليبنا بدلا من "أل".