الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المسألة الحادي والأربعون: مواضع اقترن الخبر بالفاء
الخبر مرتبط بالمبتدأ ارتباطاً معنويًّا قويًّا1. ويزيده قوة بعض الروابط اللفظية؛ كالضمير العائد عليه من الخبر، وكغيره مما عرفناه، ولهذا كان الغالب عليه أن يخلومن الفاء التى تستخدَم للربط2 فى بعض الأساليب الأخرى. فمن أمثلة الخبر الحالية من الفاء: العلمُ وسيلةُ الغنى - النظافةُ وقايةٌ من المرض - التجارةُ بابٌ للثروة.
ومن الألفاظ التى ليست خبراً ولكنها تحتاج - أحيانا - إلى الفاء الرابطة بينها وبين ما سبقها: جواب اسم الشرط3 المبهم4 الدال على العموم؛ "لكونه لا يختص بفرد معين؛ وإنما هوشائع"؛ مثل: منْ يعمل خيراً فجزاؤُه خيرٌ. فكلمة "مَنْ" اسم شرط، يدل على العموم، وبعده فعل الشرط مستقبل الزمن؛ وهو5:"يعمل"، ثم يليه جملة اسمية هى جواب الشرط، أى: نتيجته المترتبة عليه، التى يتوقف حصولها فى المستقبل أوعدم حصولها على وقوعه أوعدم وقوعه، وهى:"جزاؤه خير". وقد اقترنت هذه الجملة الاسمية بالفاء؛ فربطت بينها وبين جملة الشرط. ودل هذا الارتباط على اتصال
1 لأن الخبر محكوم به، والمبتدأ محكوم عليه- كما عرفنا في رقم 8 من هامش ص 442 فلا وجود لأحدهما من هذه الناحية بدون الآخر.
هذا إلى أن الخبر في المعنى هو المبتدأ، كما يقال بحق.
2 لأنها تدل على السببية والتعقيب "أي: على أن ما بعدها مسبب عما قبلها، وأنه يتحقق سريعا بتحققه ووجوده" وهي أيضا تؤكد ترتب ما بعدها على ما قبلها، فهي بمثابة القسم. "أنظر رقم 1 من هامش الصفحة الآتية".
3 في هامش ص 69 في ص 524 الكلام على المبتدأ الذي يليه أداة شرط، وبيان الخبر والجواب.
4 في ص 207 معنى: "الإبهام" - ثم في "حـ" من ص 338 و 3 من هامش ص 340 بيان المبهم من الأسماء خاصة، ومعنى إبهامه، ولا سيما:"أسماء الموصول".
5 فعل أداة الشرط الجازمة مستقبل الزمن دائما الزمن دائما، ولو كان فعلا ماضيا في اللفظ، لأن كل أدوات الشرط الجازمة - وبعضا من الشرطية غير الجازمة تجعل فعل الشرط الماضي في اللفظ مستقبل الزمن من حيث معناه، وكذلك فعل الجواب. "راجع ص 59".
بين الجملتين، وأن الثانية منهما نتيجة للأولى. ولولا الفاء الرابطة لكان الكلام جُمَلا مفككة، لا يظهر بينها اتصال. ومثل هذا كل أسماء الشرط الأخرى الدالة على الإبهام والعموم، والتى لها جملة شرطية، تليها جملة جواب مقرون بالفاء
…
والخبر - مفرداً أوغير مفرد - قد يقترن بالفاء وجوباً فى صورة واحدة، وجوازاً فى غيرها1، إذا كان شبيها بهذا الجواب الشرطى، بأن يكون نتيجة لكلام قبله، مستقبل الزمن، وفى صدر هذا الكلام مبتدأ يشتمل غالبا2 على العموم والإبهام؛ نحو: الذى يصادقنى فمحترم: "فالذى" اسم موصول مبتدأ2، وهويدل على الإبهام والعموم، وبعده "يصادقنى" كلام مستقبل المعنى3، له نتيجة مترتبة على حصوله وتحققه، هى الخبر:"محترم" وقد دخلت الفاء على هذا الخبر؛ لشبهه بجواب الشرط فى الأمور الثلاثة السالفة التى هى: "وجود مبتدأ دال على الإبهام والعموم، كما يدل اسم الشرط المبتدأ على الإبهام والعموم" و"وجود كلام بعد المبتدأ مستقبل المعنى؛ كوجود جملة الشرط بعد أداة الشرط" و"ترتّب الخبر على الكلام السابق عليه؛ كترتب جواب الشرط على جملة الشرط - وهذا مهم".
ومن الأمثلة: رجلٌ يكرمنى فمحبوب - من يزورنى فمسرور
…
1 كما سيجيء في ص 538 - والغرض من مجيئتها النص على مراد المتكلم من لزوم وقوع الخبر، نتيجة حتمية لوقوع ما قبله ولولا "الفاء" لكان هناك شك حول النتيجة من جهة احتمال وقوعها وتحققها، أو وقوع غيرها وتحققه "راجع المغني والصبيان، ورقم 2 من الهامش السابق".
"2 و2" انظر ما يتصل بهذا الشرط في رقم 4 من هذا الهامش.
3 ليس من اللازم أن يكون مستقبل اللفظ أيضا كالأمثلة الماضية، وإنما يكفي أن يكون مستقبل المعنى فقط دون اللفظ، نحو: قوله تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُم} و "ما" في الآية موصولة، وليست شرطية، بدليل قراء من قرأ:{وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُم} فالفعل. "أصاب" ماض في اللفظ، مستقبل في المعنى، لأن المراد أن كل شيء يصيبنا في المستقبل هو نتيجة لعملنا، وليس المراد الكلام على شيء سبق.
"4 و4" جاء في حاشية الأمير على "المغنى" عند الكلام على "الفاء" المفردة ودخولها في خبر المبتدأ ما يفيد أن الجملة قد تكون ماضية. ونص كلامه أنها تدخل على كل خبر "لمبتدأ شابه الشرط في العموم وذكر جملة بعده، صلة أو صفة. وأصل الجملة أن تكون مستقبلة كالشرط، وقد تكون ماضية. وقد يراد بالمبتدأ معين، نحو قوله:{إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ} أهـ. - انظر رقم 4 من هامش ص 541 -
الأدباء للوالي: من1 أرادك بسوء فجعله الله حصيد سيفك، وطريد خوفك، وكل عدو فتحت قدمك
…
وهكذا كل خبر تحققت فيه الأمور الثلاثة؛ سواء أكان خبراً مفرداً، أم جملة، أم شبه جملة. فالقاعدة العامة فى اقتران الخبر بالفاء هى: مشابهته لجواب الشرط فى فى تلك الأمور الثلاثة، مع خلوالكلام من أداة شرط بعد المبتدأ، لكيلا يلتبس الخبر بجواب الشرط.
وقد تتبع النحاة مواضع المشابهة فوجدوها تتركز فى موضعين لا تكاد تخرج عنهما، مع خلوكل موضع من أداة شرط بعد المبتدأ.
الأول: كل اسم موصول عامّ وقعت صلته جملة فعلية مستقبلة المعنى في الأغلب2 -، أووقعت ظرفاً، أوجارًّا مع مجروره بشرط أن يكون شبه الجلمة بنوعيه متعلقاً بفعل مستقبل الزمن في الأغلب2.
الثانى؛ كل نكرة عامة، وصفت بجملة فعلية، مستقبلة المعنى، أوبظرف، أوبجار مع مجروره على الوجه السالف الذى يقضى بتعليق شبه الجملة بمضارع مستقبل الزمن في الأكثر -.
وإذا اقترن الخبر بالفاء وجب تأخيره عن المبتدأ؛ كالأمثلة التى أوضحناها، فإن تقدم وجب حذف الفاء3.
1 "من" موصولة. والأفعال الماضية التي بعدها مستقبلة الزمن، لأنها الدعاء وتحقق الدعاء لا يكون إلا في المستقبل "ثم انظر رقم 2 و 3 من الهامش السابق".
"2 و2" انظم رقم 2 و 3 من هامش الصفحة السابقة.
والصلة بالظرف، أو الجار مع مجروره ليست فعلا ملفوظا دالا على المعنى المستقبل، ولكنها تتضمن فعلا مقدرا، لأن كلا منهما بحسب الأصل - متعلق بفعل محذوف يمكن تقديره هنا فعلا مضارعا مستقبلا، مثل:"يستقر" أو بمعناه. وبعد حذف هذا المتعلق حل الظرف أو الجار مع مجروره محله، فكلاهما بمنزلة فعل مستقبل الزمن في هذا التركيب. ومن المقرر في شبه الجملة - بنوعيه - إذا وقع صلة لغير "أل" أن يتعلق بفعل لا باسم.... "راجع المفصل جـ1 ص 100 وكذا ما سبق هنا في شبه الجملة، ص 384"، وقد يكون في الكلام قرينة أخرى تدل على أن معناه لا يتحقق إلا في المستقبل.
3 كما سبق في رقم 2 من ص 497.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
زيادة وتفصيل:
لم يكتف النحاة بالتركيز الذى أشرنا إليه وإنما عرضوا للتفصيل، وعدّ المواضع المختلفة التى تقع فيها المشابهة - بشرط استيفاء كل منها الشروط الثلاثة السالفة، مبالغة منهم فى الإبانة والإيضاح. وإليك بيانها بعد التنبيه إلى أمرين:
أولهما: أن الأغلب في كل الجمل الفعلية الواقعة صلة أو صفة في الصور الآتية أن يكون زمنها مستقبلا محضا. ويجوز أن يكون ماضيا - مع قلته، كما أسلفنا1 - فليس من الواجب المحتوم استقبال الزمن في تلك الجمل الفعلية. والأغلب كذلك في شبه الجملة بنوعيه "الظرف والجار مع مجروره" الواقع صلة أو صفة في الصورة التالية أن يتعلق بفعل مستقبل الزمن.
ونستغني بهذا التنبيه عن ذكر كلمة "الأغلب" في كل صورة من الصور التالية. منعا للتكرار.
ثانيها: أن كثيراً منها مع صحته لا تستسيغه أساليبنا الحديثة العالية. فخير لنا ألا نستعمله قدر الاستطاعة، وأن نعرف هذه المواضع لنفهم ما قد يكون منها في كلام السابقين، دون القياس عليها، بالرغم من إباحة هذا القياس.
1-
خبر المبتدأ الواقع بعد "أمَّا" الشرطية. نحو: أما الوالد فرحيم. وهذا الموضع يجب فيه اقتران الخبر بالفاء دون باقى المواضع2؛ فيجوز فيها الاقتران وعدمه، والاقتران أكثر.
2-
أن يكون المبتدأ اسم موصول صلته جملة فعلية زمنها مستقبل1، تصلح أن تكون جملة للشرط3: نحو: الذى يستريض فنشيط.
"1 و1" انظر رقم 2 و3 من هامش ص 536.
2 هذا الموضع لا يذكره بعض النحاة هنا، لأن اقتران الخبر فيه بالفاء إنما هو لأجل:"أما" المتضمنة معنى الشرط، وليس لشبه المبتدأ بأداة الشرط في الإبهام والعموم.... و....
3 الجملة الفعلية التي تصلح أن تكون للشرط هي التي لا يكون فعلها فعل طلب - كالأمر أو النهي - ولا فعلا جامدا، مثل: ليس أو عسى، ولا فعلا مسبوقا بأداة شرط، نحو قوله تعالى: {وإن كان كبر عليك إعراضهم فإن استطعت أن تبتغي...." ولا بما، ولا لن، النافيتين، ولا قد، ولا السين ولا سوف، ولا رب، ولا القسم
…
ولا غير هذا مما يجيء تفصيله في مكانه الخاص، وهو: باب الجوازم "جـ4".
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
3-
أن يكون المبتدأ اسم موصول صلته ظرف؛ نحو: الذى عندك فأديب. ولا بد أن يكون شبه الجلمة فى هذه الصورة وفما يليها متعلقاً بمضارع مستقبل الزمن كما سلف.
4-
أن يكون المبتدأ اسم موصول صلته جار مع مجروره، نحوالذى فى الجامعة فرجل.
5-
أن يكون المبتدأ نكرة عامة بعدها جملة فعلية زمنها مستقبل، صفة لها؛ نحو: رجل يقول الحق فشجاع.
6-
أن يكون المبتدأ نكرة عامة، بعدها ظرف، متعلق بفعل مستقبل - والظرف 1 صفة لها، نحو: طالب مع الأستاذ فمستفيد.
7-
أن يكون المبتدأ نكرة عامة، بعدها جار ومجرور، صفة لها؛ نحو: طالبٌ فى المعمل فمنتفع.
8-
أن يكون المبتدأ مضافاً إلى موصول صلته جملة فعلية مستقبلة الزمن، تصلح أن تكون جملة للشرط؛ نحو: كتاب الذى يتعلم فمصون.
9-
أن يكون المبتدأ مضافاً إلى موصول صلته ظرف؛ نحوقلم الذى أمامك فجيد.
10-
أن يكون المبتدأ مضافاً إلى موصول صلته جار مع مجروره؛ نحو: مرشدة التى فى البيت فخبيرة.
11-
أن يكون المبتدأ لفظ "كل""أوما بمعناها؛ مثل جميع" مضافاً إلى نكرة موصوفة بجملة فعلية بعدها
…
2، نحو: كل رجل يهمل فصغير.....
12-
أن يكون المبتدأ لفظ "كل""أوما بمعناها"، مضافاً إلى نكرة موصوفة بظرف، نحو: كل وطنى أمام الوطن فمخلص. وقول الشاعر:
كُلُّ سَعْى سوى3 الذى يورث الفو
…
زَ فعقباه حسْرةٌ وخَسَارُ
"1و 1" بشرط أن تكون الجملة الفعلية المستقبلة للزمن، صالحة لأن تقع شرطية.
2 ستجيء هنا للصور الخاصة بإضافة كلمة: "كل".
3 على اعتبار "سوى" ظرفا، طبقا لما سيجيء في جـ2 باب: الاستثناء.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
13-
أن يكون المبتدأ لفظ "كل""أوما بمعناها" مضافاً إلى نكرة موصوفة بجار ومجرور؛ نحو: كل فتاة فى العمل فنافعة.
14-
أن يكون المبتدأ موصوفاً باسم موصول صلته جملة فعلية مستقبلة الزمن تصلح للشرط، نحو: الزميل الذى يعاونك فرياضى.
15-
أن يكون المبتدأ موصوفاً باسم موصول صلته ظرف: نحو: الزائرة التى معك فمثاليّة.
16-
أن يكون المبتدأ موصوفاً باسم موصول صلته جار مع مجروره؛ نحو: الرائد الذى فى الرحلة فأمين.
17-
أن يكون المبتدأ مضافاً إلى اسم موصوف صلته جملة فعلية؛ نحو: خادم الرجل الذى يزرع فنافع.
18-
أن يكون المبتدأ مضافاً إلى اسم موصوف بموصول صلته ظرف؛ نحو: كاتب الرسالة التى معك فقدير.
19-
أن يكون المبتدأ مضافاً إلى اسم موصوف بموصول صلته جار مع مجروره؛ نحو: مؤلف الكتب التى فى الحقيبة فعظيم.
وفى جميع الأمثلة السابقة يجوز أن يكون الخبر مفرداً، أوجملة، أوشبه جملة. ولا بد من خلوالجملة بعد المبتدأ من أداة شرط - ومن غيره مما سبق في رقم 3 من هامش ص 538.
تلك هى أشهر الصور التى يقترن فيها الخبر بالفاء - وجوباً فى واحدة، وجوازاً فى الباقى - لغرض هام، هو: النص على مراد المتكلم من ترتب الخبر على الكلام الذى قبله، وإبانة أن الخبر نتيجة مترتبة على ما سبقه....2.
ولوفقد شرط من الثلاثة التى بيناها لامتنع دخول الفاء على الخبر؛ فمثال فقد العموم: سعيك الذى تبذله فى الخير محمود. ومثال فَقْد الاستقبال: الذى زارنى أمس مشكور. ومثال الجملة الفعلية3 المستقلة الواقعة صلة أوصفة وهى غير صالحة لأن تقع شرطية لاشتمالها على ما، أو: لن، أو: قد، أو
…
1 مستقبله الزمن، وصالحه لأن تقع شرطية.
2 طبقا للبيان السابق في رقمي 2 و 1 من هامشي ص 535 و 536.
3 يلاحظ ما يتصل بهذا في رقم 2 من هامش 536.
أو: إلخ. الذى لن يزورنى مسئ
…
ومثل هذا يقال فى الصفة أوالصلة التى لم تستوف الشروط.
وقد تدخل الفاء جوازاً - ولكن بقلة - فى الخبر الذى مبتدؤه كلمة "كل" إما مضافة لغير موصوف أصلا؛ نحو: كل نعمة فمن الله، وقول الشاعر1:
وكلُّ الحادثات وإن تناهتْ
…
فمقرون بها الفرج القريبُ
وإمّ مضافة لموصوف لكن غير ما سبق2 نحو: كل أمر مفرح أومؤلم فنتيجة لعلم صاحبه.
وإذا كان المبتدأ "أل" الموصولة وصلتها3 صفة صريحة مستقبلة الزمن - جاز الإتيان بالفاء فى الخبر نحو: الصانع والصانعة فنافعان. المخترع والمخترعة فمفيدان. ومنه قوله تعالى: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا}
…
وفريق من النحاة منع دخول الفاء فيما سبق، وأوّلَ الآية. وهذا رأى لا يصح الأخذ به مع وجود آية كريمة تعارضه، كما لا يصح تأويل الآية لتوافقه. فالصحيح دخولها على الخبر ولوكان أمراً أونهيًّا.
بقى أن نعرف أن المبتدأ الذى يشبه اسم الشرط فيما سبق إذا دخل عليه ناسخ - غير إنّ، وأنّ، ولكنّ - فإن الناسخ يمنع دخول الفاء على خبره. أما إنّ، وأنّ، ولكنّ، فلا تمنع؛ فيجوز معها دخول الفاء: مثل قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ} وقوله تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ} وقول الشاعر:
فوالله ما فارقتكم قالياً5 لكم
…
ولكنّ ما يُقْضَى فَسَوْف يكونُ
1 البيت الآتي نقله صاحب الأمالي "جـ2 ص 307" عن ابن دريد.
2 في رقم 11، 12، 13 من الصورة السالفة.
3 في ص 372 و 388 طريقة إعراب "أل" مع صلتها.
4 جملة الصلة هنا ماضوية. فهي تؤيد الرأي الذي سبق- في رقم 3 من هامش ص 536 - وهو الرأي الذي يصرح بأن جملة الصلة قد تكون جملة ماضوية في المسألة التي نحن بصددها. أما الذين يشترطون استقبال الصلة فيؤولون الآية الأولى على معنى: "إن الذين يتبين أنهم فتنوا المؤمنين والمؤمنات...." ومثل هذا يقال في الآية الثانية وفي آيات أخرى سردتها المراجع النحوية، ومنها "الصبان" في الجزء الأول آخر باب: "المبتدأ والخبر، عند الكلام على موضوع اقتران الخبر بالفاء.
5 كارها.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
وإذا عطفت على المبتدأ الذى خبره من الأنواع السابقة المقرونة بالفاء، أوعلى ما يتصل به من صلة، أوصفة، ونحوها - وجب تأخير المعطوف عن الخبر؛ إذ لا يجوز الفصل بينه وبين مبتدئه بالمعطوف، ففى مثل: الذى عندك فمؤدب، لا يصح أن يقال: الذى عندك والخادم فمؤدب، أوفمؤدبان، وهكذا
…