الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المسألة السابعة والخمسون: اسم "لا" المتكررة مع المعطوف
"1"
…
لا خيرَ مرجومن الشِّرير، ولا نفعَ
لا خيرَ مَرجومن الشرير، ولا نفعاً
لا خيرَ مرجومن الشرير، ولا نفعٌ
…
إذا تكرّرت: "لا" وكانت كل واحدة مستوفية شروط العمل، فكيف نضبط الاسم الواقع بعد:"لا" المكررة، وهى التى ليست الأولى؟ 1.
لهذا الاسم صور متعددة بتعدد الأساليب التى يوضع فيها. ونبدأ بصورة من أكثر تلك الصور استعمالا؛ هى التي يكون فيها اسم لا الأولى مفرداً، واسم المتكررة مفرداً معطوفاً على اسم على الأولى. كما فى الأمثلة المعروضة2
"2"
…
لا تقدمَ ولا رقيَّ مع الجهالة
لا تقدمَ ولا رقيًّا مع الجهالة
لا تقدمَ ولا رُفيٌّ مع الجهالة
"3"
…
لا نهرَ فى الصحراء ولا بحرَ
ولا بحراً - ولا بحرٌ
يجوز فى هذا الاسم المفرد المعطوف أحد ثلاثة أشياء3:
أولها: البناء4 على الفتح، أوما ينوب عن الفتحة؛ فنقول فى المثال الأول: لا خيرَ مرجوولا نفعَ. على اعتبار "لا" المكررة نافية للجنس. "نفعَ" اسمها، مبنى على الفتح فى محل نصب - وخبرها محذوف5 تقديره: مرجُو- مثلا -
1 أما الأولى فقد سبق الكلام عليها في ص 685 وما بعدها.
2 عرفنا - في ص 692 - أن المراد بالمفرد هنا. ما ليس مضافا ولا شبيها بالمضاف، فيدخل في المفرد بهذا المعنى، المثنى والجمع. وإذا تكررت والاسم غير مفرد فالحكم يجيء في رقم 1 من هامش ص 701.
3 ولكل إعراب معنى خاص به.
4 وفي حالة البناء لا يدخله التنوين، كالشأن في كل مبني، ولما سبق في ص 692 ورقم 4 من هامشها.
5 ومما هو جدير بالتنويه أن خبر الكررة قد يكون محذوفا كهذا المثال، وأن العطف فيه من نوع عطف الجملة على الجملة، خضوعا لقاعدة المطابقة. وقد يكون الخبر مذكورا والعطف عطف جملة على جملة كقولنا: لا خير مرجو من الشرير ولا نفع مرجو منه، ومثله: لا كرامة لمنافق، ولا شرف لكذاب، وقولهم: اللهم لا شكاية من قضائك، ولا استبطاء لجزائكن ولا كفران لنعمتك، ولا مناصبة لقدرتك. وقد يكون الخبر صالحا للاثنين معا كالمثال الثاني "لا تقدم ولا رقي مع الجهالة". فالظرف من حيث المطابقة صالح للاثنين، فالعطف عطف مفردات إن جعلنا الظرف خبرا عن المعطوف عليه والمعطوف معا. أما إن جعلناه خبرا لأحدهما فقط، وخبر الثانية محذوفا فالعطف عطف جمل. ومثل هذا يقال في المثال الثالث أيضلا فلا بد قبل الحكمم على نوع العطف "بأنه عطف جمل أو عطف مفردات" من النظر أولا إلى الخبر، ومطابقته، أو عدم مطابقته للمعطوف والمعطوف عليه معا، وأنه صالح للإخبار به عنهما، أو غير صالح. وهذه من الأمور التي تتطلب يقظة وإدراكا تأمين.
مرجو 1. والجملة الاسمية الثانية معطوفة على الجملة الاسمية الأولى، فعندنا جملتان.
ونقول فى المثال الثانى: لا تقدمَ ولا رقىَّ مع الجهالة؛ فتكون كلمة: "رقىّ" اسم، "لا" الثانية على الاعتبار السابق، ولكن خبرها وخبر الأولى هوالظرف:"مع" فإنه يصلح خبراً لهما2.
ونقول فى الثالث: لا نهرَ فى الصحراء ولا بحرَ. فيجرى على هذا المثال ما جرى على الثانى2.
ثانيهما: الإعراب3 مع نصبه بالفتحة أوما ينوب عنها. فنقول فى المثال الأول: لا خيرَ مرجُومن الشرير، ولا نفعاً، بإعرابه منصوباً. وهذا على اعتبار:"لا" الثانية زائدة لتوكيد النفى؛ فلا عمل لها. وكلمة. "نفعاً" معطوفة بحرف العطف على محل اسم "لا" الأولى؛ لأن محله النصب. "فهومبنى فى اللفظ، لكنه منصوب المحل، كما سبق4".
ونقول فى المثال الثانى: لا تقدمَ ولا رقيًّا مع الجهالة. على الاعتبار السابق أيضاً؛ فتكون "لا" المكررة زائدة لتوكيد النفى، "رقياً" معطوفة على محل اسم "لا" الأولى. وخبر "الأولى" هوالظرف:"مع".
ونقول فى المثال الثالث: لا نهرَ فى الصحراء ولا بحراً؛ كما قلنا فى الأول تماماً.
ثالثها: الإعراب مع رفعه5 بالضمة، أوبما ينوب عنها؛ فنقول فى المثال الأول: لا خيرَ مرجومن الشرير، ولا نفعٌ. برفع كلمة:"نفع" على اعتبار "لا" الثانية زائدة لتوكيد النفى؛ فلا عمل لها. و"نفع" مبتدأ مرفوع، خبره محذوف، والجملة الاسمية الثانية معطوفة على الجملة الاسمية الأولى.
ويصح اعتبار "لا" الثانية عاملة عمل "ليس" وكلمة: "نفع" اسمها
1 في مثل هذا المثال وأشباهه لا يمكن اعتبار كلمة: "نفع" المبنية معطوفة على كلمة: "خبر" المبينة، واكتسبت منها البناء. لا يمكن ذلك، لأن البناء لا ينتقل إلى التوابع، ولا يراعي فيها إن كان سببه بناء المتبوع- كما في "جـ" من هامش ص 701 وفي "أ" من ص 702 -.
"2 و2" انظر رقم 5 من هامش الصفحة السابقة.
3 الإعراب يقتضي تنوينه. إلا إن وجدنا ما يمنع التنوين، كمنع الصرف....
4 في ص 694 وهامشها.
5 ومع تنوينه أيضا، إلا إن وجد ما يمنع التنوين، كمنع الصرف.
مرفوع، والخبر محذوف، والجملة من "لا" الثانية ومعموليها معطوفة على الجملة الأولى.
ويصح اعتبار "لا" الثانية زائدة لتوكيد النفى، وكلمة:"نفع" معطوفة على "لا" الأولى مع اسمها1، لأنهما بمنزلة المبتدأ المرفوع: فالمعطوف عليهما معاً يكون مرفوعاً أيضاً2.
ويجرى على المثالين الأخيرين ما جرى على المثال الأول؛ حيث يصح فى كلمتى رقىّ، و"بحر" الرفع على أحد الاعتبارات الثلاثة السابقة3.
"ملاحظة": إذا تكررت "لا" وكل واحدة مستوفية الشروط، مفردة الاسم؛ وكانت الأولى لنفى الوَحدة "أى: عاملة عمل ليس" جاز فى اسم المكررة بعد عاطف، أمران: أن يكون معرباً مرفوعاً بالضمة أوبما ينوب عنها، وأن يكون مبنيًّا على الفتح أوما ينوب عن الفتحة؛ مثل: لا قوىٌّ ولا ضعيفٌ أمام القانون. أو: لا قوىٌّ ولا ضعيفَ أمام القانون.
"ا" فالرفع - فى هذا المثال - إما على اعتبار "لا" المكررة زائدة لتوكيد النفى، والاسم بعدها معطوف على اسم الأولى؛ فالمعطوف مرفوع كالمعطوف عليه، والخبر عنهما هوالظرف:"أمام". وإما على اعتبار "لا" المكررة زائدة للنفى أيضاً، والاسم بعدها مبتدأ4. وإما على اعتبار "لا" المكررة عاملة عمل "ليس" والمرفوع بعدها اسمها5.
وإنما جاز الرفع على هذين الاعتبارين، ولم يجز النصب لأن النصب إنما يجرى على اعتبار أن "لا" المكررة زائدة، والاسم الذى بعدها معطوف على محل اسم الأولى، المبنى لفظاً المنصوب محلاً، ولما كان اسم الأولى هنا مرفوعاً، وليس مبنيًّا على الفتح
1 أو على اسم "لا" وحده عند بعض النحاة - في هذه الصورة - وأشباهها مما يأتي- باعتباره مبتدأ في الأصل. ولا أثر للخلاف بين الرأيين.
2 إنما يصح هذا الاعتبار على تقدير: "لا خير ولا نفع مرجو من الشرير" بشرط أن يكون العطف هنا "عطف تفسير" لا مغايرة فيه بين معنى المعطوف والمعطوف عليه، كالتفسير في مثل: أخذت العسجد والذهب فصنته وانتفعت به. أما إن كان العطف مقتيا للمغامرة المعنوية - كأكثر حالات العطف - فلا يصح الإعراب السالف، إذ فيه تختل المطابقة حين نقول: لا خير ولا نفع مرجو من الشرير. والصواب: "مرجوان" كما تقول: لا كبير ولا صغير مهملان، لا مهمل.
3 تنطبق الاعتبارات السابقة على كلمة: "مال" في قول شاعرهم:
لا خيل عندك تهديها ولا مال
…
فليسعد النطق إن لم يسعد الحال
4 وخبره هو الظرف: "أمام" وخبر الأولى محذوف. أو العكس، فيكون الظرف خبر الأولى وخبر الثانية هو المحذوف. وعلى كلا الاعتبارين تكون الجملة الاسمية الثانية معطوفة على الجملة الاسمية الأولى.
5 والخبر هنا ونوع العطف كالحالة السابقة.
لفظاً. كان غير منصوب محلا؛ فلا يجوز العطف بالنصب على محل لا وجود له1.
ب- والبناء على على الفتح على اعتبار "لا" المكررة نافية للجنس، إلى هنا انتهى الكلام على أحكام اسم "لا" المكررة حين يكون مفرداً بعد كل واحدة. وهى أحكام تسرى على اسم "لا" المكررة2 مرة أو
1 إلى كل الأحكام السابقة يشير ابن مالك إشارة موجزة بقوله:
عمل "إن" اجعل للا" في نكره
…
مفردة جاءتك، أو: مكرره
يريد: اجعل عمل "إن" من اختصاص "لا" النافية للجنس المكررة وغير المكررة، فتعمل النصب في الاسم، والرفع في الخبر، بشرط أن يكون ما تعمل فيه نكرة، فلا يجوز أن يكون اسمها أو خبرها معرفة، ومن باب أولى لا يجوز أن يكون معرفتين، ثم قال:
فانصب بها مضافا أو مضارعه
…
وبعد ذاك الخبر اذكر رافعه
وركب المفرد اتحا، كلا
…
حول ولا قوة. والثان اجعلا:
مرفوعا، أو: منصوبا أو مركبا
…
وإن رفعت أولا لا تنصبا
عرف في هذه الأبيات لأحكام اسم "لا" فقال: انصبه، "لأنها العامل الذي يعمل فيه النصب" وذلك حين يكون مضافا، أو مضارعا له، أي: مشابها للمضاف. وبعد ذلك الاسم المنصوب اذكر الخبر رافعا إياه. ويؤخذ من هذا البيت أمران.
أولهما: أن اسم:"لا" يكون معربا منصوبا حين يقع مضافا، أو شبيها بالمضاف.
وثانيهما: أن الخبر يرفع بشرط أن يجيء بعد الاسم، غير متقدم عليه، فلا بد من الترتيب بينهما بحيث يتقدم الاسم ويتأخر الخبر. ولم يتعرض لبقية الشروط التي ذكرناها.
وأوضح بعد ذلك حكم الاسم الذي ليس مضافا ولا شبيها به، وهو: الاسم المفرد، فقال:"ركب المفرد فاتحا" اي: ركبه مع "لا" فاتحا إياه، بأن تجعله مبنيا على الفتح كلمة واحدة، مثل: خمسة عشر، وغيرها من الأعداد المبنية على الفتح، من أجل تركيبها" ومثال المفرد المبني كلمة:"حول"، وكلمة "قوة" في نحو:"لا حول ولا قوة أمام قدرة الله. وهو مثال أيضا للاسم "لا" المكررة. وبين أن حكم اسمها الرفع، أو النصب، أو التركيب مع "لا" فيكون مبنيا معها على الفتح" أي: أن اسم "لا" المكررة إذا كان مفردا يجوز فيه ثلاثة أشياء: الرفع، أو النصب، أو البناء على الفتح". ثم أوضح أن هذه الثلاثة جائزة بشرط أن يكون أسم "لا" الأولى غير مرفوع فإن كان مرفوعا- لأنها عاملة عملس "ليس، أو مهملة، لعدم استيفائها الشروط- لم يجز في اسم "لا" المكررة إلا الرفع أو البناء على الفتح، ولم يجز فيه النصب، وقد شرحنا ذلك كله، وعرضنا لأسبابه.
2 في مثل: قصدتك يوم لا حر ولا برد.... يجوز جملة إعرابات، منها: رفع كلمتي: "حر" وبرد" على اعتبار "لا" ملغاة، أو عاملة عمل "ليس" ومنها: بناء الكلمتين على الفتح باعتبارها "لا" عاملة عمل "إن" - والخبر في كل الصور السالفة محذوف. ومنها جر الكلمتين باعتبار "لا" اسم بمعنى "غير" وهو مضاف، ونعت، منعوتة كلمة: "يوم" مع تنوين يوم. والمضاف إليه هو الكلمتان المجرورتان - راجع الصبان جـ2 باب الإضافة، عند الكلام على "إذا" ففيه بعض البيان -.
أكثر، بشرط استيقفاء كل واحدة شروط العمل، وإفراد اسمها؛ كما عرفنا1.
حكم المعطوف على اسم "لا" بغير تكرارها2.
إذا لم تتكرر: "لا" الجنسية وعطف على اسمها جاز فى المعطوف النكرة الرفع
1 أما إذا تكررت "لا" المستوفية الشروط ولم يكن اسم كل واحدة مفردا فإن الحكم يختلف باختلاف الصور الناشئة من ذلك، وأهمها:
1-
أن تكون الأسماء كلها مضافة أو شبيهة بالمضاف، نحو: لا زارع حقل، ولا بستاني حديقة هنا، فيجوز في الاسم بعد المكررة إما النصب على اعتبارها نافية الجنس، وهو اسمها منصوب بها، وخبرها محذوفة، أو: هو المذكور، وخبر الأولى محذوف، والجملة الاسمية الثانية معطوفة على الأولى في الحالتين. وإما النصب أيضا لكن على اعتبارها زائدة لتوكيد النفي، وهو معطوف على اسم الأولى المنصوب. والظرف، "هنا" خبر عنهما "والعطف عطف مفردات، لأن المعطوف ليس جملة، وكذلك المعطوف عليه". وإما الرفع على اعتبار "لا" مهملة: "وبعدها مبتدأ. أو على اعتبارها عامة عمل: "ليس" وهو اسمها، والخبر في الحالتين محذوف أوهو المذكور. والجملة الاسمية الثانية معطوفة على الجملة الاسمية الأولى "وعند اعتبار المذكور خبرا يكون الخبر الآخر محذوفا".
ب- أن يكون الاسم بعد الأولى مضافا أو شبيها بالمضاف، وبعد المكررة مفردا مثل: لا عمل خبر ولا بر أولى من إكرام الوالدين، فيجوز في الاسم المفرد بعد المكررة أن يكون اسمها مبنيا على الفتح، لأنها نافية للجنس وخبرها محذوف أو هو المذكور وخبر الأخرى هو المحذوف، والجملة الاسمية الثانية معطوفة على الجملة الاسمية الأولى.
ويجوز فيه النصب عطفا على اسم الأولى المنصوب "عطف مفردات" ويجوز فيه الرفع على اعتبار "لا" نافية للوحدة وهو اسمها. أو على اعتبارها مهملة وهو مبتدأ، والخبر في الحالتين محذوف أو هو مذكور وخبر الأخرى هو المحذوف، والجملة فيهما معطوفة على الجملة الاسمية الأولى.
حـ- أن يكون الاسم بعد الأولى مفردا وبعد المكررة مضافا أو شبيها، نحو لا برولا عمل خبر أولى من إكرام الوالدين.... فالاسم بعد الأولى مبني وبعد المكررة يجوز فيه النصب عطفا على محل اسم الأولى، وتكون "لا" المكررة زائدة لتوكيد النفي، أو: أن الثانية نافية للجنس والاسم بعدها منصوب بها، والخبر محذوف أو مذكور وهي مع جملتها معطوفة على الأولى مع جملتها. وهنا العف عطف جمل. ويجوز رفعه على أنه اسم لا العاملة عمل "ليس" أو على أنه مبتدأ وهي مهملة، وفي الحالتين يكون الخبر محذوفا أو مذكورا على حسب الجملة، والعطف فيهما عطف جمل.
وهذا ولا تراعى حالة البناء في اسم الأولى لأن البناء لا يراعى في التوابع - كما سبق - في رقم 1 من هامش ص 698 ويأتي في "ا" من ص 702.
ومن المفيد التنويه مرة أخرى بأن اعتبار العطف عطف جمل أو عطف مفردات، إنما يتوقف على الخبر المذكور، أهو خبر للأولى وحدها فيكون خبر الثانية محذوفا ويكون العطف من نوع عطف الجمل، أم أنه خبر الثانية، فيكون خبر الأولى المحذوف، والعطف عطف جمل أيضا؟ أو أنه صالح لهما معا "كما إذا كان شبه جملة" فيصح أن يكون العطف عطف مفردات، أو جمل، نحو: لا سيارة ولا طيارة هنا. فإن جعلنا الظرف خبرا لأحدهما فقط وجعلنا خبر الأخرى هو المحذوف فالعطف عطف جمل. فمن المهم التنبه لهذا كله، وإلى مطابقة الخبر وعدم مطابقته.
2 وهذا الحكم خاص بالمعطوف على اسم "لا" دون أخواتها من الحروف الناسخة، فلهن أحكام أخرى سبقت في ص 665.
أوالنصب فى جميع الحالات "أى: سواء أكان مفرداً أم غير مفرد، وسواء أكان اسمها - وهوالمعطوف عليه -، مفرداً أم غير مفرد، ومن أمثلة ذلك:
"ا" لا كتابَ وقلمٌ فى الحقيبة. أو: لا كتابَ وقلماً فى الحقيبة. فيجوز فى المعطوف أمرانْ:
الرفع على اعتبار أن كلمة: "قلم"، معطوفة على "لا" مع اسمها، وهما بمنزلة المبتدأ المرفوع، فالمعطوف عليهما مرفوع أيضاً. أو: على الاسم وحده باعتباره مبتدأ فى الأصل - وهذا أحسن -.
والنصب على اعتبار أن كلمة: "قلم" معطوفة على محل اسم "لا" المبنى، لأنه مبنى فى اللفظ لكنه منْصوب المحل، فيجوز العطف عليه بمراعاة محله، لا لفظه "لأن البناء لا يراعى فى التوابع، كما سبق"1.
"ب" لا كتابَ هندسة وقلمُ رصاص فى الحقيبة، يجوز فى المعطوف الأمران، الرفع على الاعتبار السالف، والنصب على العطف على لفظ اسم "لا" المنصوب.
"حـ" لا كتابَ حساب وقلمٌ أوقلماً فى الحقيبة. يجوز فى المعطوف الأمران: الرفع أوالنصب على الاعتبارين السالفين فى: "ب".
"د" لا كتابَ وقلمَ ُ رصاص، فى الحقيبة. يجوز فى المعطوف الأمران: الرفع أوالنصب على الاعتبارين السالفين فى: "ا".
فإن كان المعطوف معرفة لم يجز فيه إلا الرفع على اعتباره مبتدأ2
…
وعلى ضوء الصور والأساليب السالفة - إفراداً وتركيباً - تُضبط الصور الأخر التى لم نعرضها هنا. ويجب مراعاة الخبر بدقة، ليظهر المعنى، وليمكن تمييز نوع العطف إن وجد3.
حكم المعطوف على اسم "لا" المكررة.
يتَبَع المعطوف عليه، "أى: يتبع اسمها" فى إعرابه رفعاً ونصباً دون أن يتبعه فى البناء كما عرفنا.
1 في رقم 1 من هامش ص 698 وفي آخر "حـ" من هامش ص 701.
2 لأن اسم: "لا" بنوعيها لا يكون عرفة، وعند عطفه على اسم الأولى يكون بمنزلة الاسم مع عدم صلاحيته لذلك:، بسب تعريفه. هكذا يعللون. والعلة الصحيحة هي نطق العرب، واستعمالهم.