الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المسألة الثامنة والخمسون: حكم نعت اسم "لا
"
لا تاجرَ خداع ناجحٌ
…
كيف نضبط الكلمات التى تحتها خط وهى: "خدّاع - مسرعة - رديئة" وأشباعها من كل كلمة وقعت نعتاً، مفرداً، لاسم:"لا" النافية للجنس، المفرد ولم يفصل بين النعت والمنعوت فاصل؟
لا سيارةً مسرعة مأمونةٌ
لا كتابةَ، رديئة ممدوحةٌ
يجوز فى ضبط هذا النعت أحد أمور ثلاثة:
"ا" بناؤه على الفتح أوبما ينوب عن الفتحة؛ كالشأن فى اسم: لا، فنقول: لا تاجرَ خداعَ ناجحٌ - لا سيارةَ مسرعةَ مأمونةٌ - لا كتابةَ رديئةَ ممدوحةٌ.
"حـ" إعرابه مرفوعاً بالضمة أوبما ينوب عنها. على اعتباره نعتاً لكلمة: "لا" مع اسسها؛ وهما معاً بمنزلة المبتدأ المرفوع؛ فنعتهما مرفوع كذلك. أولاسمها وحده3 تقول:
1 فالشرط ثلاثة. أن تكون الكلمة: نعتا مفردا "أي: ليست مضافة، ولا شبيهة بالمضاف" - وأن يكون اسم: "لا" مفردا، وألا يفصل بين النعت والمنعوت فاصل.
هذا، والنفي ينصب في الحقيقة على النعت. وسيجيء في الزيادة: - " ص 707 - أسلوب خاص يشتمل على نوع من النعت له حكم يختلف عما سيذكر هنا.
2 على تخيل أنه ركب مع اسم "لا" قبل مجيئها كتركيب خمسة عشر، وغيرها من الأسماء المركبة من كلمتين صارتا بمنزلة كلمة واحدة، وبنيت على فتح الجزأين بسبب التركيب. ولا يصح أن يكون بناء النعت هنا تبعا لبناء اسم "لا" لما تقرر من أن بناء المتبوع لا ينتقل إلى التابع. كما أن وجود نعت لاسم "لا" المفرد لا يخرج الاسم على حالة الإفراد - كما سبق في آخر رقم 3 من هامش ص 691 -، لأنه لا عمل له في النعت.
3 باعتبار أن أصله مبتدأ.
لا تاجرَ خداعٌ ناجحٌ -لا سيارةَ مسرعةٌ مأمونةٌ- لا كتابةَ رديئةٌ ممدوحةٌ. فإن اختل شرط من الشروط السالفة لم يصح بناء النعت على الفتح، وصحّ أن يكون مرفوعاً أومنصوباً. فإذا كان النعت غير مفرد، مثل: لا تاجر خَدّاعَ الناس ناجحٌ، لا يجوز أن يكون النعت "وهو: خداع" مبنيًّا على الفتح1 ويجوز أن يكون مرفوعاً أومنصوباً على الاعتبار الذى أوضحناه سالفاً "فى: "ب وجـ"" وإن كان المنعوت غير مفرد، مثل: لا تاجرَ خشبٍ خداعٌ ناجحٌ، لم يجز البناء على الفتح أيضاً2، وجاز الرفع أوالنصب كسابقه.
وكذلك الحكم إن وجد فاصل بين النعت والمنعوت؛ مثل لا تاجرَ وصانعٌ خَدَّاعان ناجحان. فلا يجوز بناء كلمة، "خداعان" بل يجب رفعها أونصبها.
ومما يلاحظ أن المنعوت إذا كان غير مفرد بأن كان مضافاً أوشبيهاً بالمضاف" فإنه سيجئ بعده ما يفصل بينه وبين النعت حتماً.
1 وفي هذه الأحكام يقول ابن مالك:
ومفردا نعتا لمبني يلي
…
فافتح، أو: انصبن، أو: ارفع، تعدل
يريد: أن النعت المفرد، الذي يلي اسم "لا" المبني، يجوز فيه الفتح، أو النصب. وإن شئت، فارفعه، تكن عادلا بين الرفع وغيره. أو تكن عادلا بين الثلاثة "والفاء في:"فافتح زائدة لتحسين اللفظ، فلا تمنع من تقدم معمول ما دخلت عليه. مثل كلمة: "مفردا" هنا".
2 لأن بناء على الفتح يقوم على تخيل أنه مركب مع اسم "لا" كتركيب الأسماء التي يقتضي التريب بناءها على فتح الجزأين، كسبعة عشر، وغيرها من الأعداد والأسماء المركبة - كما أوضحناه في رقم 2 من هامش الصفحة 703 - وهذا التركيب لا يكون إلا بين كلمتين فقط. فإذا كان النعت غير مفرد، أو كان المنعوت غير مفرد - ترتب على هذا أن يقع التركيب بين أكثر من كلمتين، وهذا مرفوض. وكذلك الشأن لو وجد فاصل بين النعت والمنعوت، فإنه سيؤدي إلى قيام التركيب بين أكثر من كلمتين.
3 وإلى النعت غير المستوفي للشروط يشير ابن مالك بقوله:
وغير ما يلي، وغير المفرد
…
لا تبن: وانصبه، أو الرفع اقصد
يقول: إذا كان النعت لا يلي المنعوت، لوجود فاصل بينهما، أو كان أحدهما أو كلاهما غير مفرد - فلا تبن النعت، بل انصبه، أو اقصد إلى الرفع، فأنت مخير بين النصب والرفع - دون البناء. ثم أشار بعد ذلك إلى حكم العطف على اسم "لا" التي لم تتكرر، فقال: إن حكم المعطوف هو كحكم النعت المفصول. ذلك الحكم الذي يقضي باختيار النصب أو الرفع دون اختيار البناء. وقد شرحنا حكم ذلك العطف تفصيلا، ويقول فيه ابن مالك:
والعطف إن لم تتكرر: "لا" احكما
…
له بما للنعت ذي الفصل انتمى
انتمى، أي: انتسب. واحكما، أصلها: احكمن، بنون التوكيد الخفيفة، وقلبت ألفا عند الوقف.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
زيادة وتفصيل:
البدل النكرة "وهوالصالح لدخول: "لا"" كالنعت المفصول، نحو؛ لا أحدَ، رجلا، وامرأةً فيها. بالنصب أوالرفع، ولا يجوز بناؤه على توهم تركبه مع المبدل منه، لأن البدل على نية تكرار العامل:"لا"، فيقع بين البدل والمبدل منه فاصل مقدر يمنع من ذلك التركيب الوهمى. وأجازه بعضهم لأن هذا الفاصل - وهو"لا" - يقتضى الفتح1.
فإن كان البدل معرفة وجب رفعه2، نحولا أحد محمدٌ وعلىٌّ فيها. وكذا يقال فى عطف البيان.
وأما التوكيد فالأفضل فى اللفظىّ منه أن يكون جارياً على لفظ المؤكَّد من ناحية خلوه من التنوين. ويجوز رفعه أونصبه. وأما المعنوى فيمتنع هنا تبعاً للرأى الشائع القائل: إنه لا يَتْبَع نكرة؛ لأن ألفاظه معارف. أما على الرأى القائل إنه يتبعها فيتعين رفعه، لعدم دخول "لا" على المعرفة3.
1 ومن المستحسن هنا عدم الأخذ بهذا الرأي الذي يوقع في لبس.
2 على اعتباره بدلا من "لا" مع اسمها وهما بمنزلة المبتدأ المرفوع....، أو من اسمها بحسب أصله المبتدأ.
3 حاشية الخضري جـ1 باب "لا" عند الكلام على تكرارها ووقوع اسمها بعد عاطف.