المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المسألة الثامنة عشرة: الضمير - النحو الوافي - جـ ١

[عباس حسن]

فهرس الكتاب

- ‌المجلد الأول

- ‌مقدمة

- ‌ الكلام وما يتألف منه

- ‌المسألة الثانية: الكلام على أقسام الكلمة الثلاثة:

- ‌المسألة الثالثة: أقسام التنوين، وأحكامه

- ‌المسألة الرابعة: الفعل وأقسامه، وعلامة كل قسم

- ‌المسألة الخامسة: الحرف

- ‌ الإعراب والبناء

- ‌المسألة الثامنة: الأسماء الستة

- ‌المسألة التاسعة: المثنى

- ‌المسألة العاشرة: جمع المذكر السالم

- ‌المسألة الحادية عشرة: الملحق بجمع المذكر السالم

- ‌المسألة الثانية عشرة: جمع المؤنث السالم

- ‌المسألة الثالثة عشرة: إعراب ما لا ينصرف

- ‌المسألة الرابعة عشرة: الأفعال الخمسة

- ‌المسألة الخامسة عشرة: المضارع المعتل الآخر

- ‌المسألة السادسة عشرة: الاسم المعرب المعتل الآخر

- ‌ النكرة والمعرفة

- ‌المسألة السابعة عشرة: النكرة والمعرفة

- ‌المسألة الثامنة عشرة: الضمير

- ‌المسألة التاسعة عشرة: الضمير المفرد، والضمير المركب

- ‌المسألة العشرون: حكم اتصال الضمير بعامله

- ‌المسألة الحادية والعشرون: نون الوقاية

- ‌المسألة الثانية والعشرون: العلم

- ‌المسألة الثالثة والعشرون: أقسام العلم

- ‌المسألة الرابعة والعشرون: اسم الإشارة

- ‌المسألة الخامسة والعشرون: كيفية استعمال أسماء الإشارة، وإعرابها

- ‌المسألة السادسة والعشرون: الموصول

- ‌المسألة السابعة والعشرون: صلة الموصول والرابط

- ‌المسألة الثامنة والعشرون: حذف العائد

- ‌المسألة التاسعة والعشرون: الموصولات الحرفية

- ‌المسألة الثلاثون: المعرف بأل

- ‌المسألة الحادية والثلاثون: "أل" الزائدة

- ‌المسألة الثانية والثلاثون: العلم بالغلَبة

- ‌ المبتدأ والخبر وما يتصل بهما

- ‌المسألة الرابعة والثلاثون: تطابق المبتدأ الوصف مع مرفوعه

- ‌المسألة الخامسة والثلاثون: أقسام الخبر

- ‌المسألة السادسة والثلاثون: المبتدأ المعرفة، والمبتدأ النكرة

- ‌المسألة السابعة والثلاثون: تأخير الخبر جوازًا ووجوباً

- ‌المسألة الثامنة والثلاثون: تقديم الخبر وجوباً

- ‌المسألة التاسع والثلاثون: حذف المبتدأ والخبر

- ‌المسألة الأربعون: تعداد الخبر، تعدد المبتدأ

- ‌المسألة الحادي والأربعون: مواضع اقترن الخبر بالفاء

- ‌نواسخ الابتداء "كان وأخواتها

- ‌مدخل

- ‌المسألة الثالثة والأربعون: حكم الناسخ ومعموليه من ناحية التقديم والتأخير

- ‌المسألة الرابعة والأربعون: زيادة "كان" وبعض أخواتها

- ‌المسألة الخامسة والأربعون: حذف "كان". وحذف معموليها، وهل يقع ذلك في غيرها

- ‌المسألة السادس والأربعون: حذف النون من مضارع "كان

- ‌المسألة السابعة والأربعون: نفى الأخبار فى هذا الباب

- ‌ الحروف التى تشبه "ليس" وهى "ما-لا- لات-إنْ

- ‌ أفعال المقاربة، وأفعال الشروع، وأفعال الرجاء

- ‌الحروف الناسخة "إن" وأخواتها

- ‌مدخل

- ‌المسألة الثانية والخمسون: فتح همزة: "إن"، وكسرها

- ‌لا" النافية للجنس

- ‌مدخل

- ‌المسألة السابعة والخمسون: اسم "لا" المتكررة مع المعطوف

- ‌المسألة الثامنة والخمسون: حكم نعت اسم "لا

- ‌المسألة التاسعة والخمسون: بعض أحكام أخرى

- ‌الفهرس:

الفصل: ‌المسألة الثامنة عشرة: الضمير

‌المسألة الثامنة عشرة: الضمير

1

تعريفه؛ اسم جامد يدل على: متكلم، أو مخاطَب، أو غائب. فالمتكلم مثل: أنا2، ونحن، والتاء، والياء، ونا، في نحو: أنا عرفتُ واجبى -نحن عرفنا واجبنا

وأدّيناه كاملًا.

والمخاطب مثل: أنتَِ

أنت3 أنتما، أنتم، أنتن، والكاف وفروعها في نحو: إن أباكَِ قد صانكَِ

والغائب4 مثل: هي، هو، هما، هم، هن، والهاء فى مثل: يصون الحر وطنه بحياته5

وكذا فروعها....

1 الضمير والمضمر:، بمعنى واحد، وقد يعبر عنهما في بعض المراجع القديمة، بالكناية، والمكني، لأنه يكني به "أي: يرمز به" عن الظاهر، اختصارًا؛ لأن اللبس مأمون -غالبًا- مع الضمير.

2 الغالب في كتابة الضمير: "أنا" إثبات ألف في آخره. وأكثر القبائل العربية يثبت هذه الألف أيضًا عند الوقف، ويحذفها عند وصل الكلام وفي درجه. ومنهم من يحذفها في الوقف أيضًا، ويأتي بهاء السكت الساكنة بدلا منها، فيقول عند الوقف: أنه. وقليل منهم يثبت الألف وصلًا ووقفًا، ففيها لغات متعددة، أقواها وأشهرها إثباتها في الكتابة دائمًا، وعند الوقف، وحذفها في وسط الكلام. وقد أدى هذا الخلاف إلى البحث في أصل الضمير:"أنا" أثلاثي هو: لأن الألف في آخره أصلية، أما ثنائي لأنها زائدة، جاءت إشباعًا للفتحة، وتبيينًا لها عند الوقف؟ رأيان. لكل منهما أثره في نواحٍ مختلفة، منها: التصغير والنسب.

3 التاء التي في آخر ضمير المخاطبة المؤنثة "مثل: أنت" هي للخطاب وليست للتأنيث، وكذا التاء التي في الضمير الدال على تثنيتها وجمعها، نحو: أنتما يا فتاتان نبيلتان، وأنتن يا طالبات العلم نبيلات.

- ولهذا إشارة في رقم3 من هامش ص226 وسيجيء البيان في م66 باب: "الفاعل" ج2 عند الكلام على الحكم السادس من أحكامه ص74 وهامشها، وما يليها.

4 إذا رفع اسم الفاعل -أو غيره من المشتقات العاملة- ضميرًا مستترًا وجب أن يكون للغائب دائمًا، ويعود على غائب، طبقًا للبيان الآتي في "ط" من ص270.

5 لا بد في الضمير من أن يكون اسمًا، وجامدًا، معًا، "أ" فأما أنه اسم فلا نطباق بعض علامات الاسمية عليه - وقد تقدمت، في ص 26 وما بعدها- كالإسناد في ضمائر الرفع، والمفعولية في ضمائر النصب، وقبول الجر في غيرهما، وهناك كلمات الواحدة منها تدل على التكلم، أو الخطاب، أو الغيبة، ولا تسمى ضميرا، لأنها حرف وليست اسما، من ذلك قول العرب: النجاءك" بمعنى: النجاء لك، أي: النجاة لك.

"النجاء، مفعول به لفعل محذوف تقديره: اطلب. وسيجيء في رقم من هامش ص 240 أنه يجوز فيها أن =

ص: 217

ويسمى ضمير المتكلم والمخاطب: "ضميرَ حضور"؛ لأن صاحبه لا بد أن يكون حاضرًا وقت النطق به1.

والضمير بأنواعه الثلاثة لا يثنى، ولا يجمع. إنما يدل بذاته على المفرد، المذكر أو المؤنث، أو على المثنى بنوعيه المذكر والمؤنث معًا2، أو على الجمع المذكر، أو المؤنث، كما يتضح من الأمثلة السالفة. ومع دلالته على التثنية أو الجمع فإنه لا يسمى مثنى، ولا جمعًا.

= تكون اسم فعل أمر بمعنى: أسرع" فهذه "الكاف" تدل على الخطاب، مع أنها ليست ضميرًا، إذ لو كانت ضميرًا لكانت كالضمير، لها محل من الإعراب، رفعًا، أو نصبًا، أو جرًّا، وهي لا تصلح لشيء من ذلك، إذ لا يوجد في الكلام ما يقتضي أن تكون في محل رفع مبتدأ أو خبرًا، أو فاعلًا، أو غير ذلك مما يجعلها في محل رفع

وليس في الكلام كذلك كذلك ما يقتضي أن تكون في محل نصب. ولا يصح أن تكون في محل جر. إذ لا يوجد حرف جر يجرها، ولا يوجد مضاف تكون بعده مضافة إليه في محل جر، لا ستحالة أن يكون مثل هذا المضاف مقرونًا بأل، ولا يوجد سبب آخر للجر، كالتبعية. وإذا ليس لها محل من الإعراب. ويتبع هذا ألا تكون اسمًا؛ لأن الاسم له -في الغالب- محل إعرابي، وكذلك لا تصلح أن تكون فعلًا، فلم يبقَ إلا أن تكون حرفًا يدل على الخطاب، من غير أن يسمى ضميرًا.

ويقاس على ما سبق: "النجائي" و "النجاءة" بمعنى: "النجاء لي، والنجاء له، أو تكون فعل أمر، بمعنى: أسرع، أيضًا.

وما سبق يقال في اسم الإشارة الذي في آخره علامة للخطاب، مثل: ذلك الكتاب، فإن الكاف حرف خطاب، وليست اسمًا، كالشأن في كل علامات الخطاب التي في أسماء الإشارة وبعض ألفاظ أخرى "انظر ص 238 وما بعدها، ورقم2 من هامش ص324 كما سيجيء التفصيل في باب اسم الإشارة.

ب- وأما أنه جامد فلعدم وجود أصل له، ولا مشتقات. وبعض الألفاظ المشتقة قد تدل بنفسها وبصيغتها مباشرة على ما يدل عليه الضمير، مع أنها لا تسمى ضميرًا، لعدم جمودها، مثل: كلمة: "متكلم" فإنها تدل على التكلم، ومثل كلمة:"مخاطب" فإنها تدل على التخاطب، ومثل كلمة:"غائب" فإنها تدل على الغياب

هذا، والضمير من الألفاظ التي لا تصلح أن تكون نعتًا ولا منعوتًا "كما سيجيء في باب النعت، ج3 م 114 ص 450".

1 إلى بعض ما سبق يشير ابن مالك بقوله:

فما لذى غيبة أو حضور

كأنت، وهو، سيم بالضمير

2 فلا ضمير يختص بأحدهما دون الآخر.

ص: 218

أقسامه:

ينقسم الضمير إلى عدة أقسام بحسب اعتبارات مختلفة:

أ- ينقسم بحسب مدلوله إلى ما يكون للتكلم فقط، وللخطاب. فقط، وللغَيْبة كذلك. وقد سبقت الأمثلة، ولما يصلح للخطاب حينًا، وللغَيبة حينًا آخر؛ وهو ألف الاثنين، وواو الجماعة، ونون النسوة. فمثال ألف الاثنين: اكتبا يا صادقان، والصادقان كتبا. ومثال واو الجماعة: اكتبوا يا صادقون، والصادقون كتبوا. ومثال نون النسوة: اكتبْن يا طالبات. الطالبات كتبْن1

ب- وينقسم بحسب ظهوره في الكلام وعدم ظهوره إلى: بارز ومستتر؛ فالبارز: هو الذى له صورة ظاهرة في التركيب، نطقًا2 وكتابة، نحو: أنا رأيتك في الحديقة. فكل من كلمة: أنا، والتاء، والكاف، ضمير بارز.

والمستتر3، ما يكون خفيًّا3 غير ظاهر في النطق والكتابة؛ مثل: ساعد

1 وعلى ذكر نون النسوة كان القدماء يؤرخون فيقولون في رسائلهم ومكاتباتهم مثلًا. كتبت هذه الرسالة لسبع خلون من رمضان، أو لخمس بقين منه. فهل يصح أن يقال في هذا وفي نظائره مما لا يعقل لسبع خلت، أو لخمس بقيت؟ موجز الإجابة في ص265 والتفصيل في مكانه الأنسب "ج4 ص524م 167 -آخر باب: العدد- حيث بيان الاستعمال الفصيح في طريقة التاريخ واستخدامه".

2 وقد يكون الظهور في النطق غير ميسور أحيانًا- لوقوع- ساكن بعد الضمير الساكن- فيستدل على بروز الضمير بشيء آخر كمد الصوت بالحركة قبله في ألف الاثنين وواو الجماعة وياء المخاطبة كما في نحو: اكتبا

اكتبوا

، اكتبي

فإن هذه الضمائر ظاهرة في الكتابة دون النطق. والذي يدل على الضمير البارز هو مد الصوت بالحركة قبله وقد سبق في رقم حـ من ص 50 ورقم 2 من هامش ص 159 و 144 أنه لا حرج على من يدفع اللبس بالمد عند التقاء الساكنين

الخ. وقرار المجمع اللغوي في ذلك.

"3و 3" المستتر في حكم الموجود الملفوظ به، مع أنه غير مذكور في اللفظ ولا يسمى محذوفا، لأنه هناك فرقا بين الضمير المستتر والضمير المحذوف، فالمستتر في حكم الموجود المنطوق به، كما قلنا، أم المحذوف فإنه كان ملفوظا به ثم ترك وأهمل، فليس في حكم الموجود، يدلك على هذذا أنهم يقولون: لو سميت شيئا بكلمة: "ضرب × " التي استتر فيها الضمير لوجب حكايتها مع الضمير المستتر كما تحكي الجملة، بغير تغيير مطلقًا في جميع الحالات الإعرابية، وتصير "ضرب" مع فاعلها المستتر من جهة حكمها عند الحكاية مثل جملة "ضرب الرجل" التي ظهر فيها الفاعل، فهما في حكم الحكاية سواء، أما إذا سميت بكلمة - "ضرب" المحذوف منها الضمير الفاعل لسبب والأصل ضربت مثلا فإنها تعرب على حسب الجملة- كما سيجيء في باب العلم مفصلا "ص 304 وما بعدها، وفي رقم 2 من هامش ص 310" والمستتر لا يكون إلا من ضمائر الرفع، فهو في محل رفع دائما، أما المحذوف فيكون من ضمائر الرفع وغيرها، ولهذا يكون في محل رفع، أو نصب، أو جر، على حسب الموقع.

والصحيح أن المستتر نوع من الضمير المتصل الذي سيجيء تفصيله، وليس نوع من المنفصل، =

ص: 219

غيرك يساعدْك؛ فالفاعل لكل من الفعلين ضمير مستتر تقديره فى الأول: "أنت" وفي الثاني: "هو".

والبارز قسمان، أولهما: المتصل؛ وهو: "الذى يقع في آخر الكلمة، ولا يمكن أن يكون في صدرها ولا في صدر جملتها"؛ إذ لا يمكن النطق به وحده، بسبب أنه لا يستقل بنفسه عن عامله؛ فلا يصح أن يتقدم على ذلك العامل مع بقائه على إعرابه السابق قبل أن يتقدم، كما لا يصح أن يَفْصل بينهما -فى حالة الاختيار- فاصل من حرف عطف، أوأداة استثناء؛ كإلا، أوغيرهما1.

ومن أمثلة الضمائر المتصلة بآخر الأفعال؛ التاء المتحركة، وألف الاثنين، وواو الجماعة، ونون النسوة، وذلك كله في مثل: سمعتُِ النصح، والرجلان سَمِعا، والعقلاء سمعوا، والفاضلات سمعْنَ. فليس واحد من هذه الضمائر بممكن أن يستقل بنفسه فيقع أول الكلمة قبل عامله، ولا يتأخر عنه مع وجود فاصل بينهما2.

= ولا نوعا مستقلًا بنفسه يسمى: "واسطة" بين المتصل والمنفصل. "راجع الخضري وهامش التصريح عند الكلام على الضمير المستتر

"

والمستتر ركن أساسي في الجملة، لا يتم معناها بغيره، فلا بد منه؛ لأنه "عمدة" كما يسمونه، أي: لا يمكن الاستغناء عنه مطلقًا، "إلا في بعض حالات قليلة كالربط بين الخبر والمبتدأ" وأشياء ذلك وأما غيره فقد يستغني عنه إذا عدم من الجملة.

وبهذه المناسبة يقول النحاة إن الضمير البارز له وجود في اللفظ ولو بالقوة، فيشمل المحذوف في مثل: جاء الذي أكرمت. أي: أكرمته. لإمكان النطق به، أو لأنه نطق به أولا ثم حذف، بخلاف الذي استتر فإنه لا وجود له في اللفظ، لا بالفعل، ولا بالقوة فأمره عقلي، إذ لا يمكن النطق به أصلًا، وإنما يستعيرون له المنفصل في مثل: قاتل في سبيل الله، فيقولون، إن الفاعل ضمير مستتر تقديره: أنت، وذلك للتقريب. وبهذا يحصل الفرق بين المستتر والمحذوف. هذا إلى أن المستتر أحسن حالًا من المحذوف؛ لأنه يدل عليه اللفظ والعقل بغير قرينة فهو كالموجود، ولذلك كان خاصًّا بالعمد. أما المحذوف فلا بد له من القرينة. وهكذا قالوا!!

1 انظر أول الهامش في ص 223.

2 يقو ل ابن مالك:

وذو اتصال منه ما لا يبتدا

ولا يلي "إلا" اختيارًا، أبدًا

كالياء، والكاف، من ابني أكرمك

والياء والها من "سليه ما ملك"

ما لا يبتدا، أي: ما لا يبتدأ به. ومثل للمتصل بما يأتي: "لضمير المتكلم المجرور"

بالياء في "ابني" و "للمخاطب المنصوب المحل...." بالكاف في: "أكرمك"، "وللمخاطب وللمرفوع المحل معا" بياء المخاطبة، في:"سلمى" وللغائب المنصوب المحل بالهاء من: سليه. =

ص: 220

ثانيهما: المنفصل؛ وهو الذى يمكن أن يقع في أول جملته، ويبتدئ الكلامُ به؛ فهو يستقل بنفسه عن عامله؛ فيسبق العامل، أو يتأخر عنه مفصولًا بفاصل؛ مثل؛ أنا، ونحن؛ وإياك

في مثل: أنا نصير المخلصين. ونحن أنصارهم، وإياك قصدت، وما النصر إلا أنا، وما المخلصون إلا نحن.

هذا، وقد سبق1 حكم الضمائر، وأنها: أسماء، جامدة، مبنية الألفاظ- سواء في هذا ما ذكرناه وما سنذكره بعد. وأنها لا تثنى ولا تجمع2.

وينقسم المتصل بحسب مواقعه من الإعراب إلى ثلاثة أنواع:

أولها: نوع يكون في محل رفع فقط؛ وهو خمسة ضمائر: التاء المتحركة للمتكلم؛ نحو: صدقتُ. وكذلك فروعها. وألف الاثنين: نحو: المتعلمان

= وبمناسبة "الهاء" التي للغائب المفرد نقول إن الأشهر في حركتها أن تكون مبنية على الضم. إلا إذا كان قبلها كسرة، أو ياء ساكنة، فيجوز أمران، الحجازيون يضمونها، وغيرهم يكسرها. وبلغة الحجازيين قرأ للقراء:{وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ} ، {وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ} ، "إذ قال لأهلهُ امكثوا" وقرأ آخرون بالكسر. ويفهم مما سبق أن الحجازيين يبنونها على الضم في كل حالاتها.

وهي في جمع أحوالها تكون مشبعة الحركة إذا وقعت بعد متحرك، فيمتد الصوت بحركتها حتى يكاد يحدث في النطق لا الكتابة، حرف علة مناسب تلك الحركة، فبعد الضمة الواو، وبعد الكسرة الياء. أما إذا كانت متحركة بعد ساكن مطلقًا، إلا الياء فالأحسن ضمها من غير إشباع لحركتها، سواء أكان الساكن صحيحًا، نحو:"منه" أم معتلًّا بغير الياء، مثل: أباه، أبوه".

أما الساكن الياء فقد سبق الكلام فيه: "ثم انظر رقم 3 من هامش ص 223 " وما بينهما من اختلاف".

1 في ص 218 وفي هذا يقول ابن مالك:

وكل مضمر له البنا يجب ولفظ

ما جز كلفظ ما نصب

أي: المضمرات كلها مبنية، لا فرق في ذلك بين ما يكون محله الجر، أو محله النصب، وترك ابن مالك ما يكون محله الرفع بسبب ضيق النظم - وهو مبني أيضا. فكل ضمير لا بد أن يكون لفظه مبنيا، إما على السكون، وإما على حسب حركة آخره. ولا بد أن يكون بعد ذلك في محل رفع، أو نصب، أو جر على حسب حاجة الجملة. وهذا معنى قولهم. إن الضمير مبني اللفظ معرب المحل.

2 انظر الحكم في ص 218.

3 التاء المتحركة التي للمتكلم هي الأصل، وتبني على الضم، مثل: صدقت. وفروعها الخمسة هي: صدقت، للمخاطب المذكر. صدقت. للمخاطبة. ضدقتهما. للمثنى المخاطب، مذكرا ومؤنثا.

صدقتهم، لخطاب جمع المذكور. صدقتهن، لخطاب جمع الإناث. وهناك حاجة يجب فيها بناء تاء المخاطبة على الفتح دائما. وستجيء في ص 238.

ومن الأمثلة السابقة نعلم أن التاء التي هي ضمير متصل مرفوع- تبني على الضم إذا كانت للمتكلم، =

ص: 221

صَدَقا، وواو الجماعة، نحو: المتعلمون صدقوا1. ونون النسوة؛ نحو: الفتيات صَدَقْنَ، وياء المخاطبة، نحو: اصدقى يا متعلمة2.

ثانيها: نوع مشترك بين محل النصب ومحل الجر، إذ لا يوجد ضمير متصل خاص بمحل النصب؛ ولا ضمير متصلٌ خاص بمحل الجر. وهذا النوع المشترك بينهما ثلاثة ضمائر3؛ ياء المتكلم، وكاف المخاطب بنوعيه؛ وهاء الغائب بنوعيه.

= وتبنى على الفتح إذا كانت للمخاطب المذكر، وتبنى على الكسر إذا كانت للمخاطبة، وتلتزم البناء على الفتح في الحالة المعينة التي أشرنا لها وستجيء في ص238 وتوصل وهي مبنية على الضم بميم وألف، للدلالة على خطاب اثنين أو اثنتين، وكذلك توصل وهي مبنية على الضم. بميم ساكنة، للدلالة على خطاب جمع الذكور، وبنون مشددة للدلالة على خطاب جمع الإناث. "انظر إعراب الضمائر ص236".

وإذا ولي الميم الساكنة التي لجمع الذكور ضمير متصل جاز ضم الميم وإشباعها حتى ينشأ: من الإشباع واو مثل: هذا ضيف أكرمتموه، ومعي صديق صافحتموه، وجاز بإبقاء الميم ساكنة، ولكن الأول هو الأكثر والأشهر. فيحسن الاقتصار عليه.

وقد أشار ابن مالك إلى بعض هذه المواضع بقوله:

وألف، والواو، والنون، لما

غاب وغيره، كقاما، واعلما

والمراد بغيره: المخاطب فقط؛ لأنها تكون للغائب والمخاطب، ولا تكون للمتكلم.

1 بعض القبائل العربية يحذف واو الجماعة، اكتفاء بالضمة التي قبلها. قال الفراء في كتابه:

"معاني القران" جـ 1 ص 19" ما نصه: "قد تسقط العرب الواو وهي واو الجماعة، اكتفاء بالضمة قبلها فقالوا: في "ضربوا" قد ضرب، وفي: قالوا: قد قال: وهي في هوازن وعليا قيس

" ثم استشهد أيضا بأبيات شمعها منهم كقول قائلهم: فلو أن الأطباء كان عندي وكان مع الأطباء الاساءة

- والاساءة جمع آس، وهو هنا من يعالج الجرح.

2 ولا تكون ضمائر إلا عند اتصالها بالأفعال: أما إذا اتصلت بالأسماء مثل: القائمان، القائمون- فهي حروف دالة على التثنية والجمع.

3 هذه الضمائر لا تكون في محل رفع، كما ذكرنا، ولكنها قد تقع أحيانا بعد "لولا" التي للامتناع، والتي لا يقع بعدها إلا المبتدأ، فيقال:"لولاي" لتعبت. و "لولاك" لم أحتمل مشقة الحضور، و "لولاها" لضاعت فرصة المعاونة الكريمة. فكيف نعرب هذا الضمير الواقع بعد "لولا"؟

إن سيبويه يعرب: "لولا" حرف جر شببيه بالزائد، وما بعد مجرور لفظا في محل رفع مبتدأ، وخبره بحذف كما سيجيء "في ب من ص241، في م وضوع الكلام على إعراب الضمير- لكن قلنا هناك إن الأفضل اعتبار هذا النوع في محل رفع في حالة وقوعه بعد "لولا" فقط، فيكون مبتدأ مبنيا على حركة آخره في محل رفع. ولا يجوز اعتباره ضمير رفع إلا في هذه الحالة فقط. وإذا وقع ضمير من هذه الضمائر الثلاثة بعد عسى مثل: "عساني، أو عساي أوفق"، أو: عساك أن تفعل الخير، أو: عساه أن يجتنب الإساءة، فإن خير ما يقال هو اعتبار "عسى" حرفا بمعنى: "لعل" من أخوات "إن" والضمير اسمها - كما سيجيء في: =

ص: 222

فأما ياء المتكلم فمثل: ربي أكرمني1 "فالياء الأولى في محل جر؛ لأنها مضاف إليه، والياء الثانية في محل نصب؛ لأنها مفعول به".

وأما كاف المخاطب فيهما فمثل: لا ينفعك إلا عملك. "فالكاف الأولى فى محل نصب، لأنها مفعول به2؛ والكاف الثانية فى محل جر، لأنها مضاف إليه"2.

وأما هاء الغائب3 بنوعيه المذكر والمؤنث فمثل: من يتفرغ لعمله يحسنه.

= "د" من ص 626، باب أفعال المقاربة، والشروع، والرجاء، وفي رقم 2 من هامش ص 628 باب:"إن وأخواتها" -

وبهذه المناسبة نذكر أن الياء في مثل: قومي يا هند، تختلف عن الياء في نحو: ربي أكرمني. لأن الياء في: "قومي" للمخاطبة، فهي فاعل في محل رفع. بخلافها في المثال الأخير الذي وقعت فيه الياء الأولى للمتكلم في محل جر بالإضافة، والثانية في محل نصب مفعول به.

كما أن الضمير الذي يتصل بآخر الفعل في مثل: الرجلان عرفهما على الرجال عرفهم المسافرات عرفهن - هو ضمير بارز متصل يختلف تماما عنه إذا وقع في ابتداء جملته، أو وقع فيها بعد كلمة:"إلا" في مثل هما عرفا، وهم عرفوا، وهن عرفن، وما عرف إلا هما، أو هم، أو هن، لأنه حين تقدم أو حين وقع بعد "إلا" لم يبق على إعرابه الأول مفعولا لعامله، وإنما صار مبتدأ أو: فاعلا على حسب السياق، فتغير إعرابه بعد التقدم، فصار نوعا آخر مخالفا للسابق، طبقا لما تقدم في تعريف المتصل - ص 220 -

1 متى يجوز حذف ياء المتكلم من آخر الأفعال؟ الجواب في رقم 5 من هامش ص 186.

2 قد تقع كاف الخطاب- أحيانا. حرفا مجردا للخطاب، فلا يكون له محل من الإعراب، كالتي في آخر أسماء الإشارة وبعض الأسماء الأخرى مما سبق "في رقم 5 من هامش ص 217"، ومما سنفصله عند الكلام على إعراب الضمائر "ص 236 وما بعدها ولا سيما ص 238".

3 مما يجب التنبه له. أن هاء المفرد الغائب تكتب مفردة، أي: لا يتصل - كتابة- بها حرف ناشيء من إشباع حركتها، تقول: من يتفرغ لعلمه يحسنه، ويحمده الناس على إحسانه وإجادته أما إن كانت الهاء للغائبة المفردة فيجب- في الأفصح- زيادة الألف بعدها متصلة بها نطقا وخطابا، نحو: من تتفرغ لعلمها يحمدها الناس على تفرغها، وإحسانها، وإجادتها.

"راجع أول الهامش ص 221 وما بينهما من اختلاف في بعض الحالات".

وكذلك يجب أن يزاد بعدها كتابة ونطقا: "ما" إن كانت هذه الهاء لضمير الغائب المثنى بنوعيه، مثل الوالد والجد هما أحق الناس بالرعاية، ولهما أعظم الفضل على أبنائهما. والوالدة والجدة أعطف الناس على أطفالهما، وشفقتهما لا تعدلها شفقة. فالهاء هي الضمير المتصل وبعدها "الميم" حرف عماد، والألف حرف دال على مجرد التثنية.

وكذلك يجب أن يزاد بها "الميم" الدالة على جمع الذكور الغائبين، والنون المشددة الدالة على جمع الإناث الغائبات، نحو: خير الناس أنفعهم للناس، وخير النساء أحرصهن على الكمال. لكن أيكون الضمير هو الهاء فقط والحروف التي بعدها زائدة للفرق بين ضمير المفردة والمفرد وغيرهما، أم يكون الضمير مجموع الاثنين، "الهاء" والأحرف الزائدة؟ رأيان. والخلاف لفظي لا أثر له من الناحية العملية.... والمستحسن مراعاة الأمر الواقع، والأخذ بالرأي الذي يعتبر الضمير هو مجموع الاثنين، لأنه رأي يراعي التفرقة =

ص: 223

أو؛ من تتفرغ لعملها تحسنه "فالهاء الأولى في المثالين في محل جر؛ لأنها مضاف إليه، والثانية في محل نصب؛ لأنها مفعول به".

ثالثها: نوع مشترك بين الثلاثة: وهو؛ "نا" نحو: {ربَّنا لا تؤاخذْنا إن نَسِينا أو أخْطْأنا} فالأولى في محل جر، لأنها مضاف إليه؛ والثانية في محل نصب، لأنها مفعول به1 -كما سبق- والثالثة والرابعة في محل رفع؛ لأنها فاعل2.

ومما سبق نعلم أن للرفع ضمائر متصلة تختص به، وليس للنصب وحده أو الجر وحده شيء خاص به.

= الواقعة فعلا بين ضمير المفرد الغائبة وضمير المفرد الغائب -وغيرهما- فوق أنه عملي واقعي فيه تيسير. وعلى أساسه يقول أصحابه: الضمير للمفرد المذكر الغائب هو: "الهاء" وحدها، وللمفردة الغائبة:"ها" وللمثنى بنوعيه: "هما" ولجمع الذكور: "هم" ولجمع الإناث: "هن" والفرق واضح بين الاثنين في ثلاثة أمور، في النطق، وفي الكتابة، وفي المعنى. وعليه العمل الآن. ولهذا نظير يجيء في ص 235.

وجدير بالملاحظة أن الضمائر الثلاثة السالفة "هما - هم- هن" بالاعتبار السالف هي ضمائر متصلة حتمًا، ولا يصح اعتبارها من نوع الضمائر المرفوعة المنفصلة أصالة؛ لأن المرفوعة أصالة، كالتي ستجيء في "ج" ص 226- مركبة البنية في أصلها، وليست مبنية على حرف واحد زيد على آخره حرف أو حرفان، فالفرق بين النوعين كبير برغم ظاهرهما، فأحدهما قد نشأ فردي الصيغة والتكوين، ثم زيد على آخره حرف أو حرفان، والآخر قد نشأ من أول أمره مركب الصيغة، فهما مختلفان في أصلهما، كاختلافهما في كثير من الأحكام.

1 إذا كانت "نا" في آخر الفعل الماضي فقد تكون للفاعل، ويبني الفعل الماضي معها على السكون وجوبا: نحو: خرجنا- حضرنا- كتبنا- فهمنا. وقد تكون للمفعول به، فلا يبنى آخره على السكون لها، نحو: أخرجنا الوالد من الحديقة، وأحضرنا إلى البيت، وأفهمنا ما يجب عمله.

2 يقول ابن مالك:

للرفع والنصب وجر: "نا" صلح

كاعرف بنا: فإننا نلنا المنح

والمعنى: صلح الضمير: نا" للأمور الثلاثة، أي: لأن يكون في محل جر، مثل: اعرف بنا "أي: اعترف بقدرنا، اشعر بنا". ولأن يكون في محل نصب، مثل: إننا

، ولأي يكون في محل رفع، مثل: نلنا.

"ملاحظة" لا يقال: "إن الضمير "الياء" يصلح للأمور الثلاثة مع دلالته على المتكلم في كل حالة فيكون شبيها بالضمير "نا" مثل، يفرحني كوني حريصا على واجبي. فالياء في الجميع للمتكلم ومحلها في الأول نصب "لأنها مفعول به" وفي الثانية رفع "لأنها اسم" كون"، مصدر "كان" الناقضة" وفي الثالث جر، لأنها مضاف إليه. كذلك الضمير: هم" في مثل: "يفرحهم كونهم حريصين على واجبهم، فإنه ضمير متصل في الجميع. ومحله نصب في الأول "لأنه مفعول به". ورفع في الثاني "لأنه اسم "كون"، مصدر كان الناقصة" وجر في الثالث لأنه مضاف إليه...." لا يقال إن الضمير بين السابقين مثل "نا" لأن "الياء" و "هم" في الأمثلة المذكورة وأشباهها وقعا في محل رفع بصفة عارضة، ناشئة من أن المضاف هنا كالفعل يطلب مرفوعا، لا بصفة أصلية، والكلام في الضمير المشترك بين الثلاثة بطريق الأصالة.

ص: 224

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

زيادة وتفصيل:

روى أبو عليّ القالي في كتابه: "ذيل الأمالي والنوادر" ص 105 عن بعض الأعراب قول شاعرهم:

فها أنا لِلعاشق يا عَزُّ قائد

وبى تُضرب الأمثالُ فى الشرق والغرب

والشائع1 دخول: "ها" التي للتنبيه على ضمير الرفع المنفصل الذى خبره اسم إشارة؛ نحو: "هأنذا" المقيم على طلب العلوم. وغير الشائع دخولها عليه إذا كان خبره غير اسم إشارة، نحو: هأنا ساهر على صالح الوطن. وهو -مع قلته- جائز، لورود نصوص فصيحة متعددة تكفي للقياس عليها. منها قول عمر بن الخطاب يوم "أحُد" حين وقف أبو سفيان بعد المعركة يسأل: أين فلان، وفلان

من كبار المسلمين؟. فأجابه عمر. هذا رسول الله عليه السلام، وهذا أبو بكر، وهأنا عمر2

ومنها بيت لمجنون ليلى3، ونصّه:

وعُروةُ مات موتًا مستريحًا

وهأنا ميّتٌ فى كل يوم

كما روى صاحب الأمالي4 أيضًا البيت التالي لعوف بن مُحَلِّم، ونصّه:

وَلُوعا؛ فَشَطَّتْ غُربةً دارُ زينبٍ

فهأنا أبكى والفؤاد جريح

وقول سُحَيْمِ من شعراء صدر الإسلام:

لو كان يَبغي الفِداءَ قلت له

هأنا دون الحبيب ياوَجَعُ

ويترتب على الحكم الشائع ما صرحوا به من جواز الفصل بين: "ها" التي للتنبيه واسم الإشارة بضمير المشار إليه مثل: هأنذا أسمع النصح، وهأنتذا تعمل الخير، وهأنتم أولاء تصنعون ما يفيد.

وقد يقع الفصل بغير الضمير قليلا -مع جوازه - كالقسم بالله فى مثل: ها -والله- ذا رجل محب لوطنه، و"إنْ" الشرطية في مثل: ها إنْ ذي حسنةٌ

1 كما جاء في حاشية الأمير على مقدمة كتاب: "المغني" ولهذا إشارة في ص337.

2 النص في ص110 من كتاب تنزيل الآيات شرح شواهد الكشاف.

3 كتاب: الذخيرة، لابن بسام، ج2 القسم الثاني.

4 ج ص123.

ص: 225

تَتَكَرَّر يضاعفْ ثوابها. وقد تعاد "ها" التنبيه بعد الفاصل للتقوية

، نحو: هأنتم هؤلاء تخلصون.

وينقسم المنفصل بحسب مواقعه من الإعراب إلى قسمين: أولهما؛ ما يختص بمحل الرفع، وثانيهما ما يختص بمحل النصب.

فأما الذي يختص بمحل الرفع [فاثنا عَشَر] 1، موزعة بين المتكلم، والمخاطب، والغائب، على الوجه الآتي:

أ- للمتكلم ضميران، "أنا" للمتكلم وحده، و"نحن" للمتكلم المعظِّم نفسه، أو مع غيره. "و"أنا" هو الأصل و"نحن" هو الفرع"2.

ب- للمخاطَب خمسة؛ أولها؛ وهو الأصل: "أنتَ"، للمفرد المذكر، ثم الفروع:"أنتِ" للمخاطَبة3 المؤنثة، "وأنتما" للمذكر المثنى المخاطَب، أو المؤنث المثنى المخاطَب، "وأنتم" لجماعة الذكور المخاطَبين، "وأنتن" لجماعة الإناث المخاطبات.

ج- للغائب خمسة؛ أولها وأصلها: "هو" للمفرد الغائب. ثم فروعه: "هي"4، للمفردة الغائبة، و"هما" للمثنى الغائب5: و"هم" لجمع الذكور الغائبين، و"هن" لجمع الإناث الغائبات6؛

1 وليس بين الضمائر المنفصلة ما هو مختص بمحل الجر أصالة "انظر رقم1 من الهامش التالي".

2 المراد بالفرع هنا: أن يكون الضمير دالًّا على معنى زائد لا يوجد في الأصل. ذلك أن الأصل في الضمير- عندهم- أن يكون لواحد مذكر، سواء أكان الواحد متكلمًا، أم مخاطبًا، أم غائبًا، مثل:"أنا" فما يكون دالًّا على أكثر من واحد، أو يكون دالًّا على التأنيث فهو فرع.

3 راجع ما يختص بهذه التاء في الضمير: "أنت" وفروعه، وأنها الخطاب، وليست للتأنيث برقم3 من هامش ص217.

4 الأصل أن تكون الهاء في: "هو" مضمومة، وفي:"هي" مكسورة". ويجوز تسكينهما بعد الواو، أو: الفاء، أو: ثم، أو: اللام.

5 وإذا كان لمؤنثتين غائبتين جاز في المضارع بعده أن يكون مبدوءا بالتاء -وهي الأكثر- أو بالياء، تقول: هما تفعلان، أو هما يفعلان، طبقًا للبيان الذي سبق في رقم1 من هامش ص177، 181.

6 ويصح في المضارع بعده إن كانت مسندًا لنون النسوة تصديره بالتاء أو الياء نحو: الوالدات تحرصن أو يحرصن على راحة أولادهن وهن تحرصن أو يحرصن

"انظر ص181" وتجب ملاحظة الفرق الكبير بين الضمائر الثلاثة "هما، هم، هن" التي هي مركبة البنية أصالة، ومنفصلة للرفع حتما- ونظائرها التي سبقت في آخر رقم3.

ص: 226

فمجموع الضمائر المنفصلة المرفوعة اثنا عشَر على التوزيع السالف1.

وأما الضمائر التى تختص بمحل النصب فاثنا عشر ضميرًا أيضًا، كل منها مبدوء بكلمة: إيَّا2.

فللمتكلم: "إياي"، وهو الأصل، وفرعه:"إيانا" للمتكلم المعظِّم نفسه، أو معه غيره.

وللمخاطَب المفرد: "إياكَ"، وهو الأصل، وفروعه:"إياكِ"، للمخاطَبة، و"إياكما"، للمثنى المخاطَب، مؤنثًا، أو مذكرًا، و"إياكم"؛ لجمع الذكور الخاطَبين، و"إياكن" لجمع الإناث المخاطَبات.

وللغائب: "إياه" للمفرد الغائب، وفروعه:"إياها" للمفردة الغائبة، و"إياهما" للمثنى الغائب بنوعيه، و"إياهم" لجمع الذكور الغائبين، و"إياهن" لجمع الإناث الغائبات.

فللمتكلم اثنان، وللمخاطَب خمسة، وللغائب خمسة. وليس هناك ضمائر منفصلة تختص بمحل الجر.

هذا وجميع الضمائر المنفصلة تشارك نظائرها المتصلة في الدلالة على التّكلم، أو الخطاب، أو الغيبة، فلكل ضمير منفصل نظير آخر متصل يماثله في معناه: فالضمير "أنا" يماثل التاء، والضمير "نحن" يماثل "نا"، وهكذا. .....

وينقسم المستتر إلى قسمين:

1 وهذه الضمائر الاثنا عشر لا تكون بالأصالة إلا مرفوعة. فأما استعمالها غير مرفوعة فإنما هو بالنيابة عن ضمير الجر أو النصب في بعض أساليب مسموعة يقتصر عليها، ومع أنها مسموعة يحسن ترك استعمالها، لقبح وقعها على السمع. فمن النيابة عن ضمير الجر:"ما أنا كأنت، ولا أنت كأنا" والقبح هنا بسبب وقوع الضمير الخاص بالرفع في محل جر. ومن النيابة عن ضمير النصب وهو شاذ أيضًا قولهم: "يا أنت" وللاضطرار لوزن الشعر في مثل قول الشاعر: "يا ليتني وهما نخلو بمنزلة...."

فقد عطف ضمير "هما" الخاص بالرفع على الياء التي هي ضمير نصب.

لكن يكثر على نيابتها عن الضمير المنصوب أو المجرور في حالة استعمالها للتوكيد، مثل: سمعتك أنت تخطب ومررت بك أنت. وهو استعمال قياسي.

2 سيجيء الكلام على إعراب "إيا" بملحقاتها المختلفة عند الكلام على كيفية إعراب الضمائر "ص236 وما بعدها". وهي كثيرة الاستعمال في أسلوب: "التحذير" بصورة المتعددة التي ستجيء في بابه الخاص - ج4 ص 97 م140- ومن أمثلته إياك والنميمة، فإنها تزرع الضغينة- إياك مواقف الاعتذار فإنها مجلبة للذلة، مضيعة للكرامة

ويصح: إياك من التميمة- إياك من مواقف الاعتذار....

ص: 227

أولهما: المستتر وجوبًا، وهو الذى لا يمكن أن يحل محله اسم ظاهر1، ولا ضمير منفصل؛ مثل: إني أفرح حين نشترك في عمل نافع. فالفعل المضارع: "أفرح"، فاعله ضمير مستتر وجوبًا، تقديره: أنا. ولا يمكن أن يخلفه اسم ظاهر ولا ضمير منفصل، إذ لا نقول: أفرح محمد -مثلا- ولا أفرح أنا، على اعتبار "أنا" فاعلًا، بل يجب اعتبارها توكيدًا للفاعل المستتر الذى يشابهها في اللفظ والمعنى. كذلك الفعل المضارع:"نشترك" فاعله مستتر وجوبًا تقديره: "نحن" ولا يمكن أن يحل مكانه اسم ظاهر ولا ضمير منفصل؛ إذ لا نقول: "نشترك محمد" ولا نقول: "نشترك نحن" على اعتبار كلمة: "نحن" فاعلًا؛ لأنها لو كانت فاعلًا لوجب استتارها حتمًا. ولكنها تعرب توكيدًا لضمير مستتر يشابهها في اللفظ والمعنى.

وثانيهما: المستتر جوازًا، وهو الذى يمكن أن يحل محله الاسم الظاهر أوالضمير البارز؛ مثل: الطائر تَحَرّكَ. النهر يتدفق. فالفاعل فيهما ضمير مستتر جوازًا تقديره: هو، إذ من الممكن أن نقول: الطائر تحرك جناحه، والنهر يتدفق ماؤه: بإعراب كلمتي "جناح" و"ماء" فاعلًا للعامل الموجود وهو: "تحرك" و"يتدفق". ومن الممكن كذلك أن نقول: الطائر ما تحرك إلا هو: والنهر ما يتدفق إلا هو

بإعراب الضمير البارز: "هو" فاعلا للعامل الموجود. والمستتر بنوعيه لا يكون إلا مرفوعًا متصلًا كما سبق.

مواضع الضمير المرفوع المستتر وجوبًا. أشهر هذه المواضع تسعة2:

1 لا يحل محله اسم ظاهر يرتفع بعامله الذي في الجملة نفسها قبل أن يحل هذا الاسم الظاهر محل الضمير، فلو قلنا:"نشترك محمد في عمل نافع" لكان الكلام غير صحيح في تركيبه، لأن كلمة:"محمد" لا تقع فاعلا للفعل: "نشترك" الذي كان عاملا الرفع في الضمير السابق "نحن". ولو قلنا: "نشترك""نحن" لكانت: "نحن" هذه توكيدا للضمير المستتر، ولا يصح أن تكون فاعلا مرفوعا بالعامل الموجود، وهو الفعل "نشترك" فالضمير المستتر وهو "نحن" لم يصلح أن يحل محله اسم ظاهر ولا ضمير بارز بحيث يكون كل منهما معمولا للفعل:"نشترك".

2 مراد ابن مالك من هذه المواضع أربعة في قوله:

ومن ضمير الرفع ما يستتر

كافعل، أوافق، نغتبط، إذ تشكر

ويقول في الضمير البارز المنفصل المرفوع المحل، "وهو الذي يقابل السابق".

وذو ارتفاع وانفصال: "أنا"، "هو"

"وأنت"

والفروع لا تشتبه

أي: لا تشتبه بغيرها، بحيث يصعب تمييز بعضها من بعض. ويقول في الضمير البارز المنفصل المنصوب المحل:

وذو انتصاب في انفصال جعلا، "إياي: لا تشتبه بغيرها، بحيث يصعب تمييز بعضها من بعض. ويقول في الضمير البارز المنفصل المنصوب المحل:

وذو انتصاب في انفصال جعلا،

"إيادي"، والتفريع ليس مشكلا

أي: جعل الضمير "إياي" مثالا للضمير السالف، وهو للمتكلم، أما باقي فروعه الخمسة فمعرفتها سهلة، وليست أمرا مشكلا.

ص: 228

1-

أن يكون فاعلًا لفعل الأمر المخاطب به الواحد المذكر، مثل: أسرعْ لإنقاذ الصارخ، وبادرْ إليه. بخلاف الأمر المخاطب به الواحدة، نحو: قومي، أو للمثنى؛ نحو: قومًا، أو الجمع، نحو: قوموا، وقمن. فإن هذه الضمائر تعرب فاعلًا أيضًا، ولكنها ضمائر بارزة.

2-

أن يكون فاعلًا1 للفعل المضارع المبدوء بتاء الخطاب للواحد؛ مثل: يا بُنَيَّ، أتعرف متى تتكلم ومتى تسكت؟ بخلاف المبدوء بتاء الخطاب للواحدة؛ مثل: تتعلمين يا زميلة، أو للمثنى بنوعيه، مثل: أنتما تتعلمان، أو للجمع بنوعيه مثل: أنتم تتعلمون وأنتن تتعلمن؛ فإن هذه ضمائر رفع بارزة، وبخلاف المبدوء بتاء الغائبة، فإنه مستتر جوازًا؛ مثل: الأخت تقرأ2.

3-

أن يكون فاعلًا للفعل المضارع المبدوء بهمزة المتكلم؛ مثل: أحُسنُ اختيار الوقت الذى أعملُ فيه، وقول الشاعر:

لا أَذُودُ الطيرَ عن شجرٍ

قد بَلَوْتُ المُرَّ من ثَمرِْه

4-

أن يكون فاعلا للفعل المضارع المبدوء بالنون؛ مثل نحب الخير،

1 ومثل الفاعل: اسم الناسخ إذا كان هذا المضارع ناسخا يرفع اسمه "كالمضارع المنفي: "لا تكون" في الاستثناء".

2 إذا كان المضارع مبدوءا بتاء المخاطبة للمفردة، أو لمثناها، أو جمعها فليست تاؤه للتأنيث، وإنما هي علامة الخطاب المحض، لوجود ما يدل على التأنيث، وهو الضمير المتصل بالفعل، ومن الأمثلة أيضا للمضارع المبدء بتاء للخطاب لا للتأنيث: أنت يا زميلتي لا تعرفين العبث - أنتما يا زميلتي لا تعرفان العبث - أنتن يا زميلاتي لا تعرفن العبث. بخلاف التاء التي تجيء للتأنيث في أول المضارع الذي يكون فاعله اسما ظاهرا، مؤنثا، للمفردة، أو لمثناها، أو جمعها، نحو: تتعلم عائشة- تتعلم العائشتان- تتعلم العائشات. وكذلك إن كان فاعله ضميرا متصلا للغائبة المفردة، أو لمثناها، مثل: عائشة تتعلم- العائشتان تتعلمان. فإن كان فاعله ضميرا متصلا لجمع الغائبات "أي: نون النسوة" فالأحسن- وليس بالواجب- تصديره بالياء لا بالتاء، استغناء بنون النسوة في آخره، نحو: الوالدات يبذلن الطاقة في حماية الأولاد، - طبقا لما سبق في رقم 2 من هامش ص 47 وص 181 وسيجيء الكلام في جـ2 ص 75 م 66 - باب الفاعل.

ص: 229

ونكره الأذى، فنفوز برضا الله والناس.

5-

أن يكون فاعلًا للأفعال الماضية التي تفيد الاستثناء؛ مثل: خلا، عدا، حاشا. تقول: حضر السياح خلا واحدًا - أو: عدا واحدًا - أو: حاشا واحدًا. ففاعل خلا وعدا وحاشا ضمير مستتر وجوبًا تقديره: هو1....

6-

أن يكون اسمًا مرفوعًا لأدوات الاستثناء الناسخة؛ "وهى: ليس، ولا يكون2" تقول: انقضى الأسبوع ليس يومًا. انقضى العام لا يكون شهرًا. فكلمة "يومًا" و"شهرًا" خبر للناسخ، وهى المستثنى أيضًا. أما اسم الناسخ فضمير مستتر وجوبا تقديره: هو.

7-

أن يكون فاعلا لفعل التعجب الماضى؛ وهو: "أفعَلَ"؛ مثل: ما أحسنَ الشجاعةَ. "فأحسن" فعل ماض للتعجب، وفاعله ضمير مستتر وجوبًا تقديره؛ هو. "يعود على: ما".

8-

أن يكون فاعلا لاسم فعل مضارع، أواسم فعل أمر، مثل: أفّ من الكذب، "بمعنى: أتضجر جدا". وآمينَ. "بمعنى: استجب."

9-

أوفاعلا للمصدر النائب عن فعله الأمر؛ مثل؛ قيامًا للزائر. فقيامًا: مصدر، وفاعله مستتر وجوبًا، تقديره:"أنت"؛ لأنه بمعنى: قُمْ.

فهذه تسعة مواضع3، هى أشهر المواضع التى يستتر فيها الضمير وجوبًا، ولا يكون إلا مرفوعًا متصلا - كما أشرنا من قبل. - أما الضمير المستتر فى غيره تلك المواضع فاستتاره في الأشهر3 جائز، لا واجب.

1 يعود على بعض مفهوم من الكلام السابق، أي: خلا هو، أي: بعضهم، وسيجيء إيضاح هذا، وبسط القول في المراد منه عند الكلام عليه في باب الاستثناء "جـ2".

2 بصيغة المضارع "يكون" الذي للغائب، وقبله. لا" النافية دون غيرها- كما سيجيء في جـ2 م 83 ص 328 باب "الاستثناء".

"3 و 3" يزيد عليهما بعض النحاة: فاعل "نعم" و "بئس" وأخواتهما

إذا كان ضميرا مفسرا بنكرة، مثل: نعم رجلا عمر. ففاعل "نعم" ضمير مستتر تقديره. هو، تفسره النكرة التي تعرب بعده تمييزا، وهي هنا:"رجلا". لكن المعروف أن رأيا كوفيا يجيز في "نعم" و "بئس" وأخواتهما أن يبرز فاعلهما الضمير، مثل: نعما رجلين حامد وصالح، نعموا رجالا، صالح، وحامد، وعلى. وقد يبرز وتجره الباء الزائدة نادرا- فلا يقاس عليه-، مثل نعم بهم رجلا. فإن لاحظنا أن هذا الضمير قد يبرز في بعض الأحيان لم يكن من النوع المستتر وجوبا. وإن لاحظنا أن بروزه قليل أو نادر أمكن الإغضاء عن هذا، وعددناه من المستتر وجوبا. ولكن الأول أحسن....

ص: 230

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

زيادة وتفصيل:

1 يعرب الضمير المرفوع المستتر جوازًا:

أ- إما فاعلا، أو نائب فاعل، أو اسما لفعل ناسخ، إذا كان الفعل في كل ذلك لغائب أو غائبة، مثل: آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان. ومثل قول شوقي عن الصلاة: لو لم تكن رأس العبادات لعدت من صالحة العادات، وقولهم رب كلمة تجلب نعمة، وأخرى تجر نقمة.

ب- وإما فاعلا لاسم فعل ماض؛ مثل: البحر هيهات، بمعنى: بَعُد جدًا، أى: هو.

ومن أمثلة ذلك أيضًا: شتان الصحة والضعف، بمعنى: افترق الحال بينهما جدًا. فالصحة فاعل. وتقول الصحة والضعف شتان. أى: هما، فالفاعل ضمير، تقديره: هما. وتقول هيهات البحر هيهات. وشتان الصحة والضعف شتان. ففاعل "هيهات" الثانية ضمير مستتر جوازًا تقديره: "هو" يعود على البحر، بشرط أن تكون الجملة المكونة من:"هيهات" الثانية وفاعلها توكيدًا للجملة التى قبلها، فيكون الكلام من توكيد الجمل بعضها ببعض. أما لوجعلنا لفظة:"هيهات" الثانية وحدها توكيدًا للأولى فإنها لا تحتاج إلى الفاعل1، ويكون الكلام من نوع توكيد اسم الفعل وحده بنظيره. واسم الفعل؛ كالفعل إذا وقع أحدهما - وحده بدون فاعل - توكيدًا لفظيًّا فإنه لا يحتاج لفاعل، وكذلك يقال فى:"شتان" فى الحالتين.

جـ- وإما مرفوعًا لأحد المشتقات المحضة: "كاسم الفاعل، واسم المفعول، والصفة المشبهة، نحو: على نافع، أومكرَم، أوفَرِحٌ"؛ ففى كل واحدة من هذه الصفات المشتقة ضمير مستتر جوازًا، تقديره:"هو" ويكون الضمير المرفوع بها فاعلا، إلا مع اسم المفعول، فيكون نائب فاعل.

1 سيجيء في باب الفاعل "جـ 2 م 66 ص 70" بيان الأفعال لا تحتاج لفاعل، والرأي فيها.

2 كما سيجيء في باب التوكيد "جـ3".

3 ولا بد أ، يعود على غائب، طبقا للبيان الذي في "ط" من ص 270 كما سبقت الإشارة في رقم 4 من هامش ص 217.

ص: 231

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

أما المشتقات غير المحضة "وهي التي غلبت عليها الاسمية المجردة من الوصف بأن صارت اسمًا خالصًا لشيء" فإنها لا تتحمل ضميرًا؛ كالأبطح، والأجرع أسماء أماكن، ومثلهما: الأبيض، والأرحب، والمسعود، والعالي، أسماء قصور، والمفتاح، والمِلعقة، والمَلعب

،..........

ومن المشتقات المحضَة: "أفعل التفضيل"1. والغالب فيه أنه يرفع الضمير المستتر، ولا يرفع الظاهر - قياسًا - إلا فى المسألة التى يسميها النحاة مسألة: "الكحل" وقد يرفعه نادرًا - لا يقاس عليه - فى مثل: مررت برجل أفضل منه أبوه باعراب كلمة: "أبو" فاعلا2. وكذلك يرفع الضمير البارز نادرًا فى لغة من يقول: مررت برجل أفضل منه أنت، بإعراب "أنت" فاعلا، حملا لها على الفاعل الظاهر فى مسألة "الكحل". ولوأعرب "أنت" مبتدأ، خبره: أفضل، لجاز ولم يكن أفعل التفضيل رافعًا للضمير.

بناء على ما تقدم لولاحظنا أنه لا يرفع الظاهر إلا قليلا ولا الضمير البارز إلا نادرًا فإن الضمير المستتر فيه يكون من نوع المستتر وجوبًا مع الإغصاء عن تلك القلة والندرة، وإن لاحظنا الواقع من غير نظر للقلة والندرة قلنا: إنه مستتر جوازًا.

تلخيص ما سبق من أنواع الضمائر:

أ- ينقسم الضمير باعتبار مدلوله إلى ثلاثة أقسام: متكلم، ومخاطَب، وغائب.

ب- ينقسم الضمير باعتبار ظهوره فى الكلام وعدم ظهوره إلى قسمين بارز، ومستتر.

1 تفصيل الكلام عليه وعلى أحكامه مدون في بابه الخاص بالجزء الثالث، م 112.

2 فلو أعربناها مبتدأ متأخرا وخبره "أفضل" لم يكن الإعراب ضعيفا، لأنها ليست مرفوعة بأفعل التفضيل. وكذلك كل إعراب مثل هذا.

ص: 232

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

أقسام البارز:

ينقسم الضمير البارز إلى قسمين: "منفصل، ومتصل".

أ- ينقسم الضمير البارز المنفصل باعتبار محله الإعرابي إلى:

1-

بارز منفصل فى محل رفع، وهو: اثنا عشر ضميرًا، للمتكلم اثنان، هما:"أنا" وفرعه "نحن". وللمخاطب: "أنت" وفروعه الأربعة. وللغائب: "هو" وفروعه الأربعة.

2-

بارز منفصل فى محل نصب، وهواثنا عشر ضميرًا؛ للمتكلم اثنان "إياى" وفرعه "إيانا". وللمخاطب "إياك" وفروعه الأربعة. وللغائب "إياه" وفروعه الأربعة.

ولا يوجد ضمير بارز منفصل فى محل جر.

ب- ينقسم الضمير البارز المتصل باعتبار محله الإعرابى إلى ما يأتى:

1-

بارز متصل فى محل رفع؛ وهوخمسة: التاء المتحركة - ألف الاثنين - واوالجماعة - ياء المخاطبة - نون النسوة.

2-

بارز متصل صالح لأن يكون فى محل نصب حينًا، وفى محل جر حينًا آخر، وهوثلاثة: ياء المتكلم، والكاف، والهاء1. .....

3-

بارز متصل، صالح لأن يكون فى محل رفع، أونصب، أوجر، هو:"نا".

ولا يوجد ضمير بارز متصل فى محل نصب فقط، أوفى محل جر فقط.

أقسام الضمير المستتر

أ- مستتر وجوبًا وله جملة مواضع، وأشهرها: تسعة2.

1 ما إعراب كل واحد من الثلاثة لو حل في محل المبتدأ، كأن يقع بعد "لولا"؟ .... الجراب في "ب" من ص 241.

2 سبقت في ص 228.

ص: 233

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

ب- مستتر جوازًا وله مواضع غير السالفة.

ويتضمن الاسم الآتى كل ما سبق.

جدول اسكانر

تقسيم آخر للضمير بحسب محله الإعرابى:

ينقسم إلى خمسة أقسام.

1-

مرفوع متصل.

2-

مرفوع منفصل.

3-

منصوب متصل.

4-

منصوب منفصل.

5-

مجرور، ولا يكون إلا متصلا.

ص: 234