الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[سورة الزخرف (43) : الآيات 84 الى 89]
وَهُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (84) وَتَبارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (85) وَلا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفاعَةَ إِلَاّ مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (86) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ (87) وَقِيلِهِ يا رَبِّ إِنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ لا يُؤْمِنُونَ (88)
فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (89)
وقوله جَلَّتْ عظمته: وَهُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ
…
الآية، آيةُ تعظيمٍ وإخبارٍ بأُلُوهِيَّتِهِ سبحانه، أي: هو النافذ أَمْرُهُ في كُلِّ شيء، وقرأ عمر بن الخَطَّاب، وأُبَيٌّ، وابنِ مسعود، وغيرهم «1» :«وَهُوَ الَّذِي في السَّمَاءِ اللَّهُ وَفي الأَرْضِ اللَّهُ» وباقي الآية بَيِّنٌ، ثم [أَعْلَمَ سبحانه] أَنَّ مَنْ عُبِدَ من دون اللَّه لا يملك شفاعةً يَوْمَ القيامة، إلَاّ مَنْ شَهِدَ بالحق، وهم الملائكة، وعيسى/ وعُزَيْرٌ فإنَّهُمْ يملكون الشفاعة بأنْ يُمَلِّكُها اللَّه إيَّاهم إذ هم مِمَّنْ شَهِدَ بالحقِّ، وهم يعلمونه، فالاستثناء على هذا التأويل مُتَّصِلٌ، وهو تأويل قتادة «2» ، وقال مجاهد وغيره: الاستثناء في المشفوع فيهم «3» ، فكأَنَّه قال: لا يشفع هؤلاءِ الملائكةُ، وعيسى، وعُزَيْرٌ إلَاّ فيمن شَهِدَ بالحق، أي: بالتوحيد فآمن على عِلْمٍ وبَصِيرةٍ، فالاستثناء على هذا التأويل مُنْفَصِلٌ، كأَنَّه قال: لكن مَنْ شَهِدَ بالحَقِّ فيشفع فيهم هؤلاءِ، والتأويل الأَوَّلُ أصوب، وقرأ الجمهور:«وَقِيلَهُ» بالنصب «4» ، وهو مصدر كالقَوْلِ، والضّمير فيه لنبيّنا محمّد صلى الله عليه وسلم، واخْتُلِفَ في الناصب له، فقالت فرقة: هو معطوف على قوله: سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ ولفظ البخاريِّ وَقِيلِهِ يا رَبِّ: تفسيرُهُ: أيحسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهم ونَجْوَاهُمْ [و] لا نَسْمَعُ قِيلَهُ يا رَبِّ، انتهى، وقيل: العامل فيه يَكْتُبُونَ ونزل قوله تعالى: وَقِيلِهِ يا رَبِّ بمنزلة شكوى محمّد ع واستغاثَتِهِ مِنْ كُفْرِهِمْ وعُتُوِّهم، وقرأ حمزةُ وعاصمٌ:«وقيله» بالخفض «5» عطفا على الساعة.
(1) وقرأ بها علي ويحيى بن يعمر، واليماني.
ينظر: «مختصر الشواذ» ص: (137) ، و «المحرر الوجيز» (5/ 66) ، وزاد نسبتها إلى جابر بن زيد، وأبي الشيخ، والحكم بن أبي العاصي، وبلال بن أبي بردة، وابن السميفع. وزاد أبو حيان (8/ 29) :
عمر بن عبد العزيز، وحميد، وابن مقسم، وهي في «الدر المصون» (6/ 109) .
(2)
أخرجه الطبري (11/ 218) برقم: (31019) ، وذكره ابن عطية (5/ 66) .
(3)
ذكره ابن عطية (5/ 66) .
(4)
وقرأ برفعه الأعرج، وأبو قلابة، ومجاهد.
ينظر: «المحتسب» (2/ 258) ، و «المحرر الوجيز» (5/ 67) ، و «البحر المحيط» (8/ 30) ، وزاد نسبتها إلى الحسن، وقتادة، ومسلم بن جندب.
وينظر: «الدر المصون» (6/ 110) ، وقراءة السبعة ستأتي.
(5)
وقرأ الباقون بالنصب. قال السمين، وأما قراءة النصب ففيها ثمانية أوجه: -[.....]
وقوله سبحانه: فَاصْفَحْ عَنْهُمْ: مُوَادَعَةٌ منسوخةٌ وَقُلْ سَلامٌ تقديره: أَمْرِي سلامٌ، أيْ: مسالمة فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ.
- «أحدها» : أنه منصوب على محل «السّاعة» كأنه قيل: إنه يعلم السّاعة ويعلم قيله كذا.
«الثاني» : أنه معطوف على «سرّهم ونجواهم» ، أي: لا يعلم سرّهم ونجواهم ولا يعلم قيله.
«الثالث» : عطف على مفعول «يكتبون» المحذوف، أي: يكتبون ويكتبون قيله كذا أيضا.
«الرابع» : أنه عطف على مفعول «يعلمون» المحذوف، أي: يعلمون ذلك ويعلمون قيله.
«الخامس» : أنه مصدر أي: قال قيله.
«السادس» : أن ينتصب بإضمار فعل، أي: الله يعلم قيل برسوله وهو محمّد صلى الله عليه وسلم.
«السابع» : أن ينتصب على محل «بالحقّ» ، أي: شهد بالحقّ وبقيله.
«الثامن» : أن ينتصب على حذف حرف القسم كقوله:
.............
…
فذاك أمانة الله الثّريد
ينظر: «الدر المصون» (6/ 109- 110) ، و «السبعة» (589) ، و «الحجة» (6/ 159) ، و «إعراب القراءات» (2/ 304) ، و «معاني القراءات» (2/ 369) ، و «شرح الطيبة» (5/ 227) ، و «العنوان» (172) ، و «حجة القراءات» (655) ، و «شرح شعلة» (579) ، و «إتحاف» (2/ 460) .