الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والمخصوصُ بالمَدْحِ محذوفٌ، أي: فَلنِعْمَ المجيبُونَ نَحْنُ، انتهى.
[سورة الصافات (37) : الآيات 77 الى 82]
وَجَعَلْنا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْباقِينَ (77) وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (78) سَلامٌ عَلى نُوحٍ فِي الْعالَمِينَ (79) إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (80) إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (81)
ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ (82)
وقوله تعالى: وَجَعَلْنا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْباقِينَ قال ابن عبَّاسٍ وقتادة: أهْلُ الأرضِ كلُّهُمْ من ذريةِ نوحٍ «1» ، وقالت فرقة: إنَّ اللَّه تعالى أَبْقَى ذريةَ نُوحٍ وَمَدَّ نَسْلَه، وليسَ الأمْرُ بأَنَّ أَهْلَ الدُّنْيَا انْحَصَرُوا إلى نَسْلِهِ، بَلْ في الأُمَمِ مَنْ لَا يَرْجِعُ إليْه، والأول أشْهَرُ عَنْ عُلَماءِ الأمَّة، وقالوا: نوحٌ هو آدم الأصغر، قال السُّهَيْلِيُّ: ذُكِرَ عَنْ رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال في قوله- عز وجل: وَجَعَلْنا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْباقِينَ: [إنَّهم] سامٌ وحَامٌ ويافثُ «2» ، انتهى.
وقوله تعالى: وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ معناهُ: ثناءً حسَناً جَميلاً باقياً آخِرَ الدّهر قاله ابن عبّاس وغيره «3» ، وسَلامٌ رفعٌ بالابتداء مُسْتَأنف، سَلَّمَ اللَّهُ به عليه لِيَقْتَدِيَ بذلك البَشَرُ. ت: قال أبو عُمَرَ في «التمهيد» : قال سعيد- يعني: ابن عبد الرحمن الجُمَحِيَّ-: بلَغَني أنه مَنْ قَالَ حِينَ يُمْسِي: سَلامٌ عَلى نُوحٍ فِي الْعالَمِينَ لَمْ تَلْدَغْهُ عَقْرَبٌ، ذَكَرَ هذا عندَ قولِ النبيّ صلى الله عليه وسلم للأسْلَمِيِّ الذي لَدَغَتْهُ عَقْرَبٌ:«أمَا لَوْ أَنَّكَ قُلْتَ حِينَ أمْسَيْتَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ لَمْ تَضُرَّكَ إنْ شاء الله» «4» ، قال أبو
(1) أخرجه الطبري في «تفسيره» (10/ 498) برقم: (29420) عن قتادة، وبرقم:(29421) عن ابن عبّاس، وذكره ابن عطية في «تفسيره» (4/ 477) ، وابن كثير في «تفسيره» (4/ 12) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (5/ 524) ، كلهم عن ابن عبّاس، وقتادة، وعزاه السيوطي لعبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة، ولابن المنذر عن ابن عبّاس.
(2)
أخرجه الترمذي في «سننه» (5/ 365)، كتاب «تفسير القرآن» باب: ومن سورة الصافات برقم:
(3230)
، والطبري (10/ 497) برقم:(29419) ، وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (5/ 524) ، وعزاه إلى ابن أبي حاتم، وابن مردويه.
قال الترمذي: هذا حديث حسنٌ غريبٌ لا نعرفه إِلا من حديث سعيد بن بشير.
(3)
أخرجه الطبري في «تفسيره» (10/ 498) برقم: (29422) عن ابن عبّاس، وبرقم:(29424) عن قتادة، وذكره ابن عطية (4/ 477) ، وابن كثير في «تفسيره» (4/ 12) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (5/ 524) ، وعزاه لعبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة، ولابن المنذر عن ابن عبّاس.
(4)
هذا الحديث روي من طريق أبي هريرة، وخولة بنت حكيم، وعمرو بن العاص، وسهيل بن أبي صالح عن أبيه.
أما طريق أبو هريرة: أخرجه مسلم (4/ 281)«الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار» ، باب: في التعوذ من سوء القضاء ودرك الشقاء وغيره، برقم:(2709)، وأبو داود (2/ 406) كتاب «الطب» باب: كيف الرقى، برقم:(3899)، وابن حبان (7/ 386) - الموارد برقم:(2360) ولم يذكر نبأ الأسلميّ،