الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تفسير سورة الرحمن
عز وجل، وهي مكّيّة في قول الجمهور
[سورة الرحمن (55) : الآيات 1 الى 5]
بسم الله الرحمن الرحيم
الرَّحْمنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيانَ (4)
الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبانٍ (5)
قوله عز وجل: الرَّحْمنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ الرحمن: بناء مبالغة من الرحمة، وقوله:
عَلَّمَ الْقُرْآنَ تعديد نعمةٍ، أي: هو مَنَّ به، وعَلَّمَهُ الناسَ، وخَصَّ حُفَّاظَهُ وَفَهَمَتَهُ بالفضل قال النبي صلى الله عليه وسلم:«خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ» «1» ، ومن الدليل على أَنَّ القرآنَ غيرُ مخلوقٍ، أَنَّ اللَّه تعالى ذكر القرآن في كتابه في أربعة وخمسين موضعاً ما فيها موضِعٌ صَرَّحَ/ فيه بلفظ الخلق، ولا أشار إليه، وذكر الإنسانَ على الثُّلُثِ من ذلك في ثمانيةَ عَشَرَ موضعاً كُلُّها نَصَّتْ على خلقه، وقد اقترن ذكرُهُمَا في هذه السورة على هذا النحو، والإنسان هنا اسم جنس قاله الزَّهْرَاوِيُّ وغيره، قال الفخر «2» : الرَّحْمنُ: مبتدأ خبره الجملة الفعلية التي هي عَلَّمَ الْقُرْآنَ، انتهى، والْبَيانَ: النُّطْقُ والفهم والإبانة عن ذلك بقولٍ قاله الجمهور، وبذلك فُضِّلَ الإنسان من سائر الحيوان، وكلّ المعلومات داخلة في
(1) أخرجه البخاري (8/ 692)، كتاب «فضائل القرآن» باب: خيركم من تعلم القرآن وعلمه (5027- 5028) ، وأبو داود (1/ 460)، كتاب «الصلاة» باب: في ثواب قراءة القرآن (1452) ، والترمذي (5/ 173- 174)، كتاب «فضائل القرآن» باب: ما جاء في تعليم القرآن (2907- 2908)، وابن ماجه (1/ 76- 77) «المقدمة» باب: فضل من تعلم القرآن وعمله (211) ، وأحمد (1/ 85، 69) ، والدارمي (2/ 437)، كتاب «فضائل القرآن» باب: خياركم من تعلم القرآن وعلمه عن عثمان بن عفان.
وفي الباب عن علي رضي الله عنه: أخرجه الترمذي (5/ 175)، كتاب «تفسير القرآن» باب: ما جاء في تعليم القرآن (2909) ، وأحمد (1/ 153) ، والدارمي (2/ 437)، كتاب «فضائل القرآن» باب: خياركم من تعلم القرآن.
قال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه من حديث علي عن النبيّ صلى الله عليه وسلم إلا من حديث عبد الرحمن بن إسحاق.
(2)
ينظر: «تفسير الفخر الرازي» (15/ 75) .