الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تفسير سورة «النّجم»
وهي مكّيّة بإجماع وهي أوّل سورة أعلن بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجهر بقراءتها في الحرم، والمشركون يستمعون، وفيها سجد وسجد معه المؤمنون والمشركون والجنّ والإنس غير أبي لهب، فإنّه رفع حفنة من تراب إلى جبهته، وقال: يكفيني هذا.
ت: والذي خرّجه البخاريّ في صحيحه عن ابن مسعود: «فسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسجد من خلفه إلّا رجلا رأيته أخذ كفّا من تراب فسجد عليه، فرأيته بعد ذلك قتل كافرا، وهو أميّة بن خلف» «1» انتهى، وسبب نزولها أنّ المشركين قالوا: إنّ محمّدا يتقوّل القرآن، ويختلق أقواله، فنزلت السورة في ذلك.
[سورة النجم (53) : الآيات 1 الى 3]
بسم الله الرحمن الرحيم
وَالنَّجْمِ إِذا هَوى (1) مَا ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى (2) وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى (3)
قوله عز وجل: وَالنَّجْمِ إِذا هَوى مَا ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى الآية، قال الحسن وغيره: النجم المُقْسَمُ به هنا: اسمُ جنس، أراد به النجوم «2» ، ثم اختلفوا في معنى هَوى فقال جمهور المفسرين: هَوَى للغروب، / وهذا هو السابق إلى الفهم من كلام العرب، وقال ابن عباس في كتاب الثعلبيِّ «3» : هوى في الانقضاض في إثر العفريت عند استراق السمع، وقال مجاهد وسفيان «4» : النجم في قسم الآية: الثُّرَيَّا، وسُقُوطُهَا مع الفجر هو هوِيُّها، والعرب لا تقول: النجم مطلقاً إِلَاّ للثُّرَيَّا، والقسم واقع على قوله: مَا ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى.
(1) أخرجه البخاري (8/ 480)، كتاب «التفسير» باب: فاسجدوا لله واعبدوا (4863) . [.....]
(2)
ذكره ابن عطية (5/ 195) .
(3)
ذكره ابن عطية (5/ 195) .
(4)
أخرجه الطبري (11/ 503) برقم: (32414) ، (32415) ، وذكره ابن عطية (5/ 196) ، وابن كثير (4/ 246) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (6/ 154) ، وعزاه لعبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.