الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يَتَمَطَّى فإنَّها كانت مشيته، وقوله: فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى تقديره: فلم يُصَدِّقْ ولم يُصَلِّ ف «لا» في الآية: نفي لا عاطفة.
- ص-: فَلا صَدَّقَ فيه دليل على أَنَّ «لا» تدخل على الماضي فتنفيه كقول الراجز: [من الرجز]
إنْ تَغْفِرِ اللَّهُمَّ تَغْفِر جَمَّا
…
وَأَيُّ عَبْدٍ لَكَ لَا أَلَمَّا «1»
انتهى.
وصَدَّقَ معناه: برسالة اللَّه ودينه، وذهب قوم إلى أنّه من الصدقة، والأول أصوب ويَتَمَطَّى معناه: يمشي المَطيطاء، وهي مشية بتبختر، وهي مؤخوذة من المَطا وهو الظهر لأَنَّهُ يتثنى فيها، زاد- ص-: وقيل: أصله يتمطط، أي: يتمدد في مشيه ومدّ منكبيه، انتهى.
[سورة القيامة (75) : الآيات 34 الى 40]
أَوْلى لَكَ فَأَوْلى (34) ثُمَّ أَوْلى لَكَ فَأَوْلى (35) أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً (36) أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنى (37) ثُمَّ كانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (38)
فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى (39) أَلَيْسَ ذلِكَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى (40)
وقوله: أَوْلى لَكَ: وعيد.
فَأَوْلى وعيد ثانٍ، وكرَّر ذلك تأكيداً، ومعنى أَوْلى لَكَ الازدجار والانتهار، والعرب تستعمل هذه الكلمة زجراً ومنه فأولى لهم طاعة، ويروى أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم لَبَّبَ أَبَا جَهْلٍ يَوْماً في البَطْحَاءِ وَقَالَ لَهُ:«إنَّ اللَّهَ يَقُولُ لَكَ أَوْلى لَكَ فَأَوْلى» فنزل القرآن على نحوها «2» وفي شعر الخنساء: [المتقارب]
(1) لأبي خراش في «الأزهية» ص: (158) ، و «خزانة الأدب» (7/ 190) ، و «شرح أشعار الهذليين» (3/ 1346)، و «شرح شواهد المغني» ص:(625) ، و «لسان العرب» (12/ 104)(جمم) ، و «المقاصد النحويّة» (4/ 216) ، ولأمية بن أبي الصلت في «الأغاني» (4/ 131، 135) ، و «خزانة الأدب» (4/ 4) ، و «لسان العرب» (12/ 553)(لمم) ، ولأمية أو لأبي خراش في «خزانة الأدب» (2/ 295) ، و «لسان العرب» (12/ 549)(لمم)، وبلا نسبة في «الإنصاف» ص:(76)، و «جمهرة اللغة» ص:(92)، و «الجنى الداني» ص:(298) ، و «لسان العرب» (15/ 467)(لا) و «مغني اللبيب» (1/ 244) .
(2)
أخرجه النسائي في «الكبرى» (6/ 504)، كتاب «التفسير» باب: قوله تعالى: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ (11638/ 2) ، والحاكم (2/ 510) ، وابن جرير في «تفسيره» (12/ 351)(35734) نحوه، وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (6/ 479) ، وزاد نسبته إلى سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، والطبراني.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. [.....]
هَمَمْتُ بِنَفْسِيَ كُلَّ الْهُمُومِ
…
فأولى لِنَفْسِيَ أولى لها «1»
وقوله تعالى: أَيَحْسَبُ: توبيخ وسُدىً: معناه: مُهْمَلاً لا يُؤْمَرُ ولا يُنْهَى، ثم قَرَّر تعالى أحوال ابن آدم في بدايته التي إذا تأمّلت لَم/ يُنْكِرْ معها جوازَ البعث من القبور عاقلٌ، والعَلَقَةُ القطعة من الدم.
فَخَلَقَ فَسَوَّى أي: فخلق اللَّه منه بشراً مركباً من أشياء مختلفة، فسواه شخصا مستقلا، والزَّوْجَيْنِ: النوعين، ثم وقف تعالى توقيفَ توبيخ بقوله: أَلَيْسَ ذلِكَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى روي: أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ هذه الآية قال: بَلَى، ورُوِيَ أَنَّه كَانَ يَقُولُ:«سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، بلى» «2» انظر «سنن أبي داود» .
(1) ينظر: البيت في «الديوان» (82) ، و «الدر المصون» (6/ 433) .
(2)
تقدم تخريجه في أول التفسير.