الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أو لا تنقضي الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي» (1).
وفي رواية: «يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي» . (2)
8) عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه، قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «لا تذهب أو لا تنقضي الدنيا حتى يملك العرب رجلٌ من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي» . (3)
فهذه الأحاديث كلها صحيحة وصريحة في النص على ظهور المهدي في آخر الزمان. (4)
تواتر أحاديث المهدي:
صرح الكثير من أهل العلم أن أحاديث المهدي بلغت من الكثرة أنها
(1) رواه أبو نعيم في «أخبار المهدي» ؛ كما قال السيوطي في «الحاوي» (2/ 64)، ورمز له بالضعف، وكذلك المناوي في «فيض القدير» (6/ 17). وقال الألباني:«صحيح» . انظر: «صحيح الجامع الصغير» (5/ 219)(ح 5796). وقال عبد العليم في رسالته: «إسناده حسن لشواهده» (ص 241).
(2)
«مسند أحمد» (5/ 199)(ح 3573)، تحقيق أحمد شاكر، وقال:«إسناده صحيح» . والترمذي (6/ 485)، وقال:«هذا حديث حسن صحيح» و» سنن أبي داود» (11/ 371). «سنن أبي داود» (11/ 370).
(3)
مسند أحمد (5/ 199) تحقيق أحمد شاكر وقال «إسناده صحيح» والترمذي (6/ 485) وقال «هذا حديث حسن صحيح» .
(4)
وقد صحح كثير من الحفاظ أحاديث المهدي، ومنهم شيخ الإسلام بن تيمية في كتابة «منهاج السنة» (14/ 2011). والعلامة ابن القيم في كتابه «النهاية/ الفتن والملاحم» (1/ 24 - 32) تحقيق طه زيني، وغيرهم من أهل العلم كما سيأتي.
متواترة تواتراً معنوياً، وسوف أذكر هنا جمله من أقوالهم في النص على تواترها:
1 -
قال الحافظ أبو الحسن الآبري (1): «قد تواترت الأخبار واستفاضت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بذكر المهدي، وأنه من أهل بيته، وأنه يملك سبع سنين، وأنه يملأ الأرض عدلا، وأن عيسي علية السلام يخرج، فيساعده على قتل الدجال، وأنه يؤم هذه الأمة، ويصلي عيسي خلفه (2).
2 -
وقال محمد البرزنجي (3) في كتابه «الإشاعة لأشراط الساعة» : «الباب الثالث في الأشراط العظام والأمارات القريبة التي تعقبها الساعة، وهي كثيرة، فمنها المهدي، وهو أولها، واعلم أن الأحاديث الواردة فيه على اختلاف رواياتها لا تكاد تنحصر (4).
وقال أيضا: «قد علمت أن أحاديث وجود المهدي وخروجه آخر الزمان وأنه من عترة رسول الله صلى الله عليه وسلم من ولد فاطمة عليها السلام بلغت حد التواتر
(1) هو الإمام الحافظ أبو الحسن محمد بن الحسين السجستاني، كان مجودا ثبتا مصنفاً، روي عن ابن خزيمة وطبقته، وله كتاب «مناقب الشافعي» ، توفي سنة (363 هـ) رحمة الله. انظر «تذكرة الحفاظ» (3/ 954 - 955)، و» شذرات الذهب» (3/ 46 - 47).
(2)
«العرف الوردي في أخبار المهدي» محمد بن الحسين السجستاني (2/ 85).
(3)
هو الشيخ محمد بن عبد الرسول بن عبد السيد الحسني البرزنجي من فقهاء الشافعية، له علم بالتفسير والأدب، رحل إلى بغداد ودمشق ومصر، واستقر في المدينة، ودرس بها، وفيها توفي سنة (1103 هـ)، وله عدة مؤلفات رحمة الله انظر: » الأعلام» للزركلي (6/ 203 - 204).
(4)
«الإ شاعة» (ص 87).
المعنوي، فلا معني لإنكارها» (1).
3 -
وقال العلامة محمد السفاريني (2): «وقد كثرت بخروجه- أي: المهدي- الروايات، حتى بلغت حد التواتر المعنوي، وشاع ذلك بين علماء السنة، حتي عد من معتقداتهم» .
ثم ذكر طائفة من الأحاديث والآثار في خروج المهدي، وأسماء بعض الصحابة ممن رواها، ثم قال:«وقد روي عمن ذكر من الصحابة وغير من ذكر منهم رضي الله عنهم بروايات متعددة، وعن التابعين من بعدهم، ما يفيد مجموعة العلم القطعي، فالإيمان بخروج المهدي واجب كما هو مقرر عند أهل العلم، ومدون في عقائد أهل السنة والجماعة» . (3)
4 -
وقال الشوكاني: «الأحاديث في تواتر ماجاء في المهدي المنتظر التي أمكن الوقوف عليها منها خمسون حديثا، فيها الصحيح والحسن والضعيف المنجبر، وهي متواترة بلا شك ولا شبهة، بل يصدق وصف التواتر علي ما هو دونها في جميع الاصطلاحات المحررة في الأصول، وأما الآثار عن
(1)«الإ شاعة» (ص 112).
وتعبيد الأسماء لغير الله تعالي لايجوز.
(2)
هو العلامة محمد سالم السفاريني، عالم بالحديث والأصول والأدب، محقق ولد في (سفارين)، من قرى نابلس، له عدة مؤلفات، وله منظومة في العقيدة وشرحها، سماها «لوامع أو لوائح الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية المضيئة لشرح الدرة المضيئة في عقد الفرقة المرضية» ، وله «غذاء الألباب شرح منظومة الآداب» وله نفثات صدر المكمد وقرة عبن المسعد شرح ثلاثيات مسند الإمام أحمد وغيرها» توفي رحمة الله سنة (1188 هـ) في نابلس. انظر ترجمته في «الأعلام للزركلي» (6/ 14).
(3)
«لوامع الأنوار البهية» (2/ 84) وانظر «عقيدة أهل السنة والأثر «(ص 173).
الصحابة المصرحة بالمهدي؛ فهي كثيرة أيضا، لها حكم الرفع، إذ لا مجال للاجتهاد في مثل ذلك» (1).
5 -
وقال صديق حسن (2): «الأحاديث الواردة فيه- أي: المهدي-علي اختلاف رواياتها كثيرة جدا، تبلغ حد التواتر المعنوي، وهي في السنن وغيرها من دواوين الإسلام من المعاجم والمسانيد» (3)
6 -
وقال الشيخ محمد بن جعفر الكتاني (4): «والحاصل أن الأحاديث الواردة في المهدي المنتظر متوافرة، وكذا الواردة في الدجال، وفي نزول سيدنا عيسي بن مريم علية السلام» . (5)
7 -
قال الإمام ابن باز: «أمر المهدي معلوم والأحاديث فيه مستفيضة بل متواترة متعاضدة، وقد حكى غير واحد من أهل العلم تواترها، وتواترها معنوي لكثرة طرقها، واختلاف مخارجها وصحابتها ورواتها وألفاظها،
(1) من رسالة للشوكاني اسمها «التوضيح في تواتر ما جاء في المهدي المنتظر والدجال والمسيح» ذكر ذلك صديق حسن في كتابة «الأذاعة» (ص 113 - 114) ونقل ذلك أيضا عن الشوكاني الكتاني في كتابة «نظم المتناثر من الحديث المتواتر» (ص 145 - 146).
(2)
هو العلامة محمد صديق خان بن حسن الحسيني البخاري القنوجي، صاحب المصنفات في التفسير والحديث والفقة والأصول، نزل ببيهوبال، وتزوج بملكتها وتوفي سنة (1307 هـ)، انظر» الأعلام» (7/ 176 - 168)(ص 112).
(3)
«الإذاعة لما كان وما يكون بين يدي الساعة» (ص 112).
(4)
هو أبو عبد الله محمد بن جعفر بن إدريس الكتاني الحسني الفاسي، مؤرخ ومحدث ولد في فاس، ورحل إلى الحجاز ودمشق، ثم عاد إلى المغرب، وتوفي في فارس رحمة الله سنة (1345 هـ)، وله عدة مصنفات. أنظر «الإعلام» (6/ 72 - 73).
(5)
نظم المتناثر من الحديث المتواتر (ص 147) للشيخ محمد بن جعفر الكتاني.