الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الثالث
قرب قيام الساعة
لقد دلت النصوص الشرعية من القرآن والسنة على أن الساعة واقعة لا محالة، كما ذكرت في المبحث السابق، وكذلك دلت النصوص الشرعية على أن قيام الساعة قريب، وعلى أننا في آخر أيام الدنيا.
فمما يدل على قرب وقوعها من القرآن:
1 -
قوله تعالى {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ (1)} . (1)
2 -
وقوله تعالى {وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا (63)} . (2)
3 -
وقوله تعالى {إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (6) وَنَرَاهُ قَرِيبًا (7)} . (3)
4 -
وقوله تعالى {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1)} . (4)
ومما يدل على قرب وقوعها من السنة:
(1) الأنبياء 1.
(2)
الأحزاب 63
(3)
المعارج 6 - 7.
(4)
القمر 1.
1 -
قوله صلى الله عليه وسلم «بعثت أنا والساعة كهاتين» وأشار بأصبعيه السبابة والتي تليها. (1)
2 -
وقوله صلى الله عليه وسلم «بعثت أنا والساعة جميعا، إن كادت لتسبقني» . (2)
- إشارة إلى شدة قربها من بعثة النبي صلى الله عليه وسلم حتى خشي سبقها له لعظم القرب بينهما.
3 -
وقال صلى الله عليه وسلم «إنما أجلكم في أجل من خلا من الأمم ما بين صلاة العصر، ومغرب الشمس» . (3)
4 -
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال، كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم والشمس على قعيقعان (4) بعد العصر فقال «ما أعماركم في أعمار من مضي إلا كما بقي من النهار، وفيما مضى منه» . (5)
(1) رواه البخاري، كتاب الرقاق، باب «بعثت أنا والساعة كهاتين» ، (5/ 2385)، رقم (6138)، ورواه مسلم، كتاب الفتن، باب قرب قيام الساعة، (4/ 2268).
(2)
مسند أحمد (5/ 348) تحقيق أحمد شاكر، طبعة دار المعارف، مصر 1365 هـ قال ابن حجر:«أخرجه أحمد والطبري وسنده حسن» فتح الباري شرح صحيح البخاري، للحافظ أحمد ابن علي ابن حجر العسقلاني (11/ 348) تحقيق الشيخ عبد العزيز بن باز نشر إدارة البحوث العلمية والإفتاء.
(3)
رواه البخاري، كتاب الأنبياء، باب ما ذكر عن بني إسرائيل (2/ 1274)، رقم (3272).
(4)
قعيقعان، بضم القاف الأولى وكسر الثانية بلفظ التصغير وهو جبل بمكة في جنوبها، النهاية لابن الأثير (4/ 88).
(5)
مسند أحمد (8/ 176) تحقيق أحمد شاكر، وقال:«إسناده صحيح» ، وقال ابن حجر: حسن «فتح الباري» ، (11/ 350).
فهذه النصوص الشرعية من الكتاب والسنة الصحيحة تدل دلالة قطعية على قرب قيام الساعة من زمان النبي صلى الله عليه وسلم، فما بالك في قرب قيامها من زمننا هذا بعد مضي أكثر من أربعة عشر قرناً على بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، والذي وقع فيه كثير من أشراط الساعة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم ولم يبق إلا أشراط الساعة الكبرى كما يسميها أهل العلم ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ولكن لابد من القول أنه لا يعلم مقدار ما بقي على قيام الساعة إلا الله، ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء في هذا الباب، ثم إننا غير مأمورين شرعاً بمعرفة وقت وقوعها، بل نحن مأمورون بالاستعداد والعمل لها بالتقرب إلى الله بالطاعات وترك المنكرات والاستعداد ليوم الرحيل عن هذه الدنيا الفانية، والإنسان العاقل يعلم حق العلم أن الإنسان إذا مات فقد قامت قيامته.