الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بالدعاء والنذور والقرابين، ويستلزم هذا عدم اكتفائهم برحمته» وقال: إن الاكتفاء بذكر الوحدة والرحمة على الوجه الذي قررناه في تفسير الآية ظاهر لا تطلب البلاغة غيره، لأن الوحدة تذكر أولئك الكافرين الكاتمين للحق بأنهم لا يجدون ملجأ غير الله يقيهم عقوبته ولعنته، وذكر الرحمة بعدها يرغبهم في التوبة ويحول دون يأسهم من فضل الله بعد إيئاسهم ممن اتخذوهم شفعاء ووسطاء عنده». (1)
ثانيا: عدم اللجوء إلى تأويل الصفات:
فمنهج الشيخ رشيد رضا في آيات العقيدة، أن لا يلجأ إلى تأويل آيات الصفات مختاراً بذلك رأي ابن تيمية ومدافعاً عن نهجه. (2)
إلا أنه نسب إلى ابن تيمية أنه يقول بأن آيات الصفات من المتشابهات (3)، وهذا خطأ من الشيخ، فابن تيمية ينفي التشابه عن آيات الصفات ويرى أنها معقولة المعنى مجهولة الكيف. (4)
فيقول عند تفسيره لقوله تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (180)} . (5)
(1) انظر تفسير المنار (2/ 55 - 57).
(2)
انظر تفسير المنار (3/ 172) و (7/ 336) و (7/ 144).
(3)
نفس المصدر (3/ 165).
(4)
انظر موقف ابن تيمية من المتشابهات في القرآن من كتاب «الإمام ابن تيمية وموقفه من قضية التأويل» ص 164.
(5)
الأعراف 180.
«المعنى، ولله دون غيره جميع الأسماء الدالة على أحسن المعاني وأكمل الصفات» . (1)
ويقول في موضع آخر: «وأسماء الله كثيرة وكلها حسن بدلالة كل منها على منتهي كمال معناه وتفضيلها على ما يطلق منها على المخلوقين كالرحيم والحكيم والحفيظ والعليم» (2)، وهذا القول موافق لما عليه أهل السنة في الأسماء.
ويقول في موضع آخر: «فقاعدة السلف في جميع الصفات التي وصف الله تعالى بها نفسه في كتابه وعلى لسان رسوله أن نثبتها له ونمرها كما جاءت مع التنزيه عن صفات الخلق، الثابت عقلاً ونقلاً بقوله عز وجل {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} (3) فنقول إن لله علماً حقيقياً هو وصف له، ولكنه لا يشبه علمنا، وإن له سمعاً حقيقياً هو وصف له لا يشبه سمعنا، وإن له رحمة حقيقية هي وصف له لا تشبه رحمتنا التي هي انفعال في النفس، وهكذا نقول في سائر صفاته تعالى، فنجمع بذلك بين العقل والنقل
…
». (4)
ويقول أيضاً مثبتاً أن طريقة السلف هي الصحيحة وأنها تجمع بين العقل والنقل، قال: «إنما الطريقة المثلي في الجمع بين العقل والنقل في الصفات أن يقال: إنه قد ثبت بهما أن الله تعالى ليس كمثله شيء، وثبت
(1) تفسير المنار (9/ 431).
(2)
المصدر نفسه (9/ 432).
(3)
الشورى 11.
(4)
تفسير المنار (1/ 177)