الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
5 - يسر العبارة وسهولة الأسلوب:
منَّ الله تعالى على رشيد رضا بقلمٍ سيال بحيث يستطيع أن يقدم للقارئ مادة علمية رصينة بأسلوب سهل وبعبارة يسيره بحيث توضح المعنى وتجلي الفكرة، وكل ذلك بعيداً عن التقعر في الألفاظ والكلمات. وبأسلوب أدبي رفيع يجذب القارئ إليه.
ولا عجب ولا غرابه في ذلك فالشيخ رشيد رضا أعطى حظاً وافراً في الكتابة والتعبير وإيصال المعاني.
6 - كثرة استشهاده بالأحاديث النبوية:
فقد كان الشيخ محمد رشيد رضا عالماً في علم الحديث متمكناً منه بعكس شيخه الإمام محمد عبده الذي لم يكن له دراية في الحديث وعلومه.
فكان يكثر من الاستشهاد بالأحاديث النبوية في تفسيره ويبين المراد منها. حيث يقول: «هذا وإنني لما استقللت بالعمل بعد وفاته خالفت منهجه رحمه تعالى بالتوسع فيما يتعلق بالآية من السنة الصحيحة، سواء كان تفسيراً لها أو في حكمها ...... » . (1)
7 - بيان سنن الله في الكون والإنسان والحياة:
لعل من أعظم ما امتاز به تفسير المنار إرشاده إلى سنن الله وكونها لا تتخلف ولا تتبدل ولا تتغير.
فلا نكاد نمر بتفسير آية إلا ونجد فيه ما يلفت المسلمين إلى واقعهم
(1) تفسير المنار (1/ 16).
السيئ وإلى المسافات الشاسعة بين هذا الواقع وبين هدي القرآن كما نجد الإفاضة الكثيرة في تقرير هذه السنن في الاجتماع والعمران وهذه لفتات كريمة حقاً، فإن الله تبارك وتعالى ما خلق السموات والأرض وما بينهما إلا بالحق، وقد أرشدنا القرآن لأن نعتبر بأحداث الأمم {قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (137)} . (1)
فلا عجب أن يشرح رشيد رضا هذه السنة وآثارها وأن يبث ذلك في تفسيره كل ذلك من أجل أن يستيقظ المسلمون من سباتهم وأن ينهضوا من كبوتهم وأن ينفضوا عنهم غبار اليأس المتراكم ووعثاء الغرور والتمني، حتى أننا نجده يعقد فصولاً في ذلك، من ذلك ما نراه في خلاصة تفسيره سورة الأعراف حيث يفرد باباً في سنن الله تعالى يضمنه الأصول التالية:(2)
1 -
إهلاك الله الأمم بظلمها لنفسها وغيرها.
2 -
بيان أن للأمم آجالاً لا تتقدم ولا تتأخر عن أسبابها، التي اقتضتها السنن الإلهية العامة.
3 -
ابتلاء الله الأمم بالبأساء والضراء تارة، وبضدها من الرخاء والنعماء تارة أخرى.
4 -
بيان أن الإيمان بما دعا الله إليه، والتقوى في العمل بشرعه فعلاً
(1) آل عمران 137.
(2)
تفسير المنار (9/ 531).